مدائن
( إلى الأصدقاء الذين طلبوا القصيدة التي ألقيتها في قاعة العرش في بابل)..
"مدائن"
كنتُ..
أخططُ لرسم مدائنَ جديدة
أرتديها عطراً
وترتديني غمامةً
تصبّ دنانَ خمرِها
في دمي
فأسقي العطاش
من شراييني
مدائنَ!!
تضمّنا بأخضرِها
بعد يباسِ اغترابْ
أبراجُها؛
قصائدَ فرحٍ
حضورٌ أزليٌّ غيرُ موجعٍ
كالغياب؛
وشوارعُها يمطرُها
ياسمينُ الشام
اليشبه قلبك الحنون
أناسُها أنصافُ آلهة
وشعراؤها عاشقون
لغتُهم حروفهم النابضة
وقلوبُهم لا تخون
مدائن!!
تبدأُ فاتحة ملحمتِها
من أيقوناتِ المعابدِ
من تاريخٍ يبتكرُ النور
وأبجدية تنقشُ انبعاثَها
في العيون..
مدائن!
خالية من الحروب
ومقامراتِ
الأسود
والاحمر
والأخضر
ننصبُ عليها ملكاً
نقدّهُ من نبضِنا
من فمه يُخرجُ كسرةَ الخبزِ
يقدّمُها للأنام
ومن كفّه تطيرُ أسرابُ الحمام
مدائنَ واسعة
لها مآذن من عقيقِ الرّوح
وكنائسَ تضيءُ بالزيوت
ومقامات تبتلُّ الشفاهُ من البخور
وقمرُها
يسيلُ بفضّته
على تائهين بلا وطن إن مرّوا
منشداً للجائعين أغنية ...
للعراة
للعابرين
تعال إليّ
من خلفِ الوجعِ والبحور
نفجّر اللون معاً
في الحلم الطهور.
وسوم: العدد 714