همسات القمر 141
*من يردم هوّة شقاق وجفاء بين عقلي والفؤاد
هذا يغمز وذاك يهمز
هذا يصدّ وذاك ينأى
هذا يعبس وذاك بغليظ الكلم ينبس
وأنا الحبل الضعيف بينهما أكاد أنقسم ما بين الشد والجذب
أو ما كفى؟
*ولعله يكفيني في رحلة الحياة نية صافية وقلب لا يعرف البغض إليه سبيلا
لظلمة الطريق أرفع سراج القلب
ولعبوسه، أنشر بسمات الروح
ولأشواكه، أمدّ يدا تميط الأذى عن الدرب
ولوحشته مناجاة وذكر، وقبضة من تفاؤل وصبر
اللهم ابسط لي يد رحمتك وأكرمني بجميل رفقتك
*كثرت الخرافات وتشعّبت حروف القول ما بين شعوذة باهتة، وخطرات تبعثرت معانيها في دروب الشتات.
أترانا محض خرافة؟ أم خيال ماكث على أيقونة تفرّقت طلاسمها بين قبائل البوح وغدت أسطورة من كان يا ما كان؟
لربما عليّ أن أهزّ رأسي قليلا علّه يفيق من غيبوبة الحلم وتسكعات الآمال المنبعثة من براكين النفس التي لا تهدأ ولا تعرف السكون... ربما ..
*تتكدّس أمانينا في مخيمات نصبت أعلامها المهترئة على بوابّة الإنسانية الزائفة
تصطف بأثوابها المرقّعة البالية حاملة قصعة تسوّلها أمام موائد اللئام فلا تنال سوى الفتات
من يجبر كسرا، ومن يخيط رتقا، ومن يفتح في القلوب الذابلة نوافذ الفرح والسلام؟!
*لدي أمل.. أقام كوخ انتظاره على أهداب المُقل
يقطع طريق احتطابه كل فجر ما بين همسة ونداء
وعلى ضفة اليقين، غرس شجرة ما زال يمنّي نفسه بلذيذ ثمارها.. فمتى تكون؟
*بعض أحاديث النفس وذكرياتها قابعة في زاوية يعلوها الغبار
نظنها اندثرت في مقبرة الفناء..
حادث صغير، أو حديث عارض، أو فكرة طارئة .. كفيلة بأن تنفض الغبار لتعود تلك الأحاديث والذكريات كمن بعثت من رقادها وآن أوان حسابها.. ترى.. كيف يكون؟
*وفي قلب كل واحد منّا دنيا صغيرة غير الدنيا الكبيرة ضبابية المعالم متقلّبة الأطوار
تتفلّت الدنيا الكبيرة وتتسرب من بين أيدينا تسرب رمال الصحراء
وتبقى الدنيا الصغيرة ملاذ الروح ودفيء الحضن لنفس توصد أبوابها دون عالم من الجنون والخوف والدمار!
*لفلسفة الحياة معاجم وتراجم تبدو في تقلباتها طقوسا سحرية يتعالى دخانها ليحجب الرؤية ويغرق المرء في دوّامة الهذيان
ولوجدها ملاحم يتبارى شعراؤها في الإمساك بأطراف ثوبها علّ بعض رضاها يسبغ عليهم شيئا من نداها!
نتمناها شهدا يخالط الدم بحلاوة لا تزول
تتمنانا خيالات صامتة على بوابات الأفول!
*لربما نحتاج أضعاف أعمارنا لنهضم معنى الدنيا ونفقه دروسها لنلزم طرف الحذر منها..
ولربما تكفينا نية صافية تفك عن رقابنا أصابع القسوة تترك بصمتها وصمة أسى وشجن في أعناقنا..
ولربما إحساس الرضا بعدل القدر يجعلنا نغضّ الطرف عن مرحلية الحياة فوضوية المعالم، إلى بساط الثبات الذي ننسجه بخيوط أعمالنا،وبمقدار إتقان حياكته، ترتسم ديمومة الحياة وتزدان بخلودها وحسن حالها.
*تأخذني على حين غرّة حشود همجية من المشاعر المتقدة غضبا وعنفا
ألوذ بحمى قلبي الذي يتنكّر لي ويمدّهم أجيجا من أوار ولهيبا من نار..
تكاد تسحقني في عنفوان ثورتها وتصلبني على جدار أحاسيسي المشتعلة
يلهمني الفكر بعض الصبر، وتسعفني الروح كثير دعاء
وفي نافذة السماء.. فضل وخير وغيم يغسل حوبة النفس الملتزمة باب الرجاء
وسوم: العدد 714