ثقافة الكاتب في رواية "الرقص الوثني"
صدرت عام 2017 روايّة "ألرقص الوثني" للكاتب الفلسطينيّ إياد شماسنّة عن دار فضاءات للنّشر- عمّان.
يتوغل الكاتب في روايته إلى المجتمع الصهيوني؛ ليثير في القارئ ثقافة هذا المجتمع أفكاره وآراءه من خلال ثقافته القيّمة، وقد انعكست ثقافة الكاتب في أحداث الروايّة بطريقة مُدهشة، لأنّه أبدع في إيصال الفكرة التي يرمي إليها، وهي فضح الممارسات العنصريّة في هذا المجتمع من خلال سرد الراوي وشخصيات صهيونيّة ابتكرها من نسج خياله.
يقول الشاعر الروسي سيرجي يسينين" لا تقلد صوت الكروان بل غنّ بصوتك ولو كان أشبه بصوت الضفدعة" ومن هنا فإن الكاتب يغني بثقافته وأُسلوبه الخاص فنتعرف على الأغاني التي يستمع إليها هذا المجتمع والصحف العبرية المعروفة ك"معريف" و"إسرائيل اليوم" وهو لا يكتفي بذكرها وإنّما يذكر أسماء الصحفيات وبعض التقارير.
ولا يكتفي الكاتب بالصحف المكتوبة فيتطرق إلى قنوات التلفزة، فيذكر منها القناة العاشرة العبريّة.
ويُبرز الكاتب قضايا عديدة تُفنّد وعيه الثقافي بما يحدث في المجتمع المتعدد القوميات، من خلال حوار الشخصيّات وسرد الراوي، فيتحدث عن الزواج والحب المختلط بين العرب واليهود، ونظرة المجتمع الصهيّوني السلبية تجاهه، تطرق إلى حقوق الإنسان و"بيتسيلم" وقضيّة تذويب الأقليّات في الكيان الصهيّوني، وتطرق إلى جدار الفصل في حي" مطير" في اللّد ألّذي يفصل بين العرب واليهود بحجة تعاطي المخدرات فيه. وقضيّة هدم البيّوت هناك بحجّة عدم الترخيص، وأظهر الحقد الصهيّوني على النوّاب العرب في الكنيست الإسرائيلي مثل أحمد الطّيبي وحنين الزعبي .
كما وتطرق إلى استغلال العربي كعميل من أجل تحقيق المصلحة الصهيونيّة، وأثار قضيّة منع لم شّمل الزوج من الضفة الغربيّة أو قطاع غزّة، وقضيّة تاجر الآثار الذّي يضطر أن يبيع لعدوّه من أجل لقمة العيش.
ومن خلال الشخصيّات نجد أنّ ثقافة العطور لها أيضا حيّزا في الرّوايّة من خلال عرضه لأنواع مختلفة من العطور النسائيّة. وتبدو ثقافته من خلال ذكره للكتب والروايات العالميّة .
أمّا ثقافة الحوارفجاء بالعاميّة، وأحيانا بالأحرف العبريّة، وهنا نتساءل هل تعمّد الكاتب من خلال إبرازه اللغة العبريّة إلى تقريب الحدث إلى القارئ بصورة مؤثرة وأشبه بالواقع، أم يُحسب هذا لغير صالحه؟
وسوم: العدد 756