أزاهير البيان في إعجاز القرآن
من خصائص الاستعمال القرآني للمفردات: (المرأة والزوجة):
إن القرآن يؤثر أن يطلق على زوجة الرجل كلمة: (امرأة) إذا اختلت عُرَى الحياةِ الزَّوجيَّةِ، أيًّا كان نوع ذلك الاختلال، سواء أكان بموت أحد الزوجينِ؛ كآية الكلالةِ، أو حَدَثَ نزاعٌ بينَ الزَّوجَينِ؛ مثلُ: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا}، أو لاختلاف الدِّينِ بينَ الزَّوجَينِ؛ كامرأةِ نوحٍ وامرأةِ لوطٍ، أو كانتِ العلاقةُ الزَّوجيَّةُ قائمةً على غيرِ دينٍ صحيحٍ؛ كأبي لهبٍ وامرأتِهِ، أو كانتِ الحياةُ الزَّوجيَّةُ لا إنجابَ فيها: {وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا}،،، وغيرِها من أسباب انفصامِ عُرَى الزَّوجيَّةِ:
تأمَّلْ نبيَّ اللهِ زكريَّا وهو يَشكُو حالَهُ إلى ربِّهِ؛ من دَبِيبِ الشَّيخوخَةِ إليهِ وعُقمِ امرأتِهِ؛ إذ قالَ: {وَإِنِّي خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا،،،}، وقارنْ هذا بما جاء في سورة الأنبياء: {وَزَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الوَارِثِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ}، لقد كانت في سورة آل عِمرانَ ومريمَ: {امرأتي}، حينَ كانت عاقِرًا، أمَّا هنا في الأنبياءِ، فقد أصبحَتْ (زوجةً)؛ لأنَّ وصفَ العُقرِ زالَ عنها وأَنْجَبَتْ (يَحْيَى).
أَرَأَيْتَ كَيفَ ضَنَّ القرآنُ عليها بوصفِ (الزَّوجيَّةِ) لمَّا كانت عَقِيمًا لا تَلِدُ؟! وكيفَ سَخَا به عَلَيهَا في "الأنبياءِ" لمَّا أَصْلَحَهَا اللهُ للإنجابِ؟!
أرأيتَ مِثلَ هذا الصَّنيعِ البديعِ في كلامِ أحدٍ غيرِ اللهِ؟! إنَّهُ لَلإعجازُ الإلهيُّ في أدقِّ وأعمَقِ معانِيهِ.
[انظر: دراسات جديدة في الإعجاز القرآني، للدكتور: عبدالعظيم المطعني: 160-164] بتصرف واختصار.
وسوم: العدد 813