ملخص فكرة رواية عندما يؤد الخريف
بدأ الكاتب نص روايته- التي حاول أن يجنسها ب قصص قصيرة متتابعة- مسترسلاً في تصوير مدينة عربية, ذات طبيعة خاصة عادة ما يكون فصل الخريف فيها أجمل فصول السنة, وأكثرها شاعرية وتأثيراً في أحاسيس الناس فيها, إن من سكانها أو مرتاديها, في تلك الأجواء حيث أوراق الخريف المتناثرة على أرصفة المدينة, بألوانها ورسومها وبما تضفيه من جمال على أرجاء المكان, كان اللقاء بين الحبيبين, وكانت قصة حب لا تميتها السنون حتى وإنْ خَبَت, في حين بدا تمام سعادة الحبيبين على بعد أقل من خريف لولا..
كانت فترة النصف الثاني سبعينيات القرن العشرين في سوريا حافلة بالحوادث الأمنية, حكومة تلاحق معارضيها, تفجيرات واغتيالات, في حين بسمة الفتاة الطالبة ابنة أبو بكري لديها الكثير من التطلعات والأحلام, لتحديث مصنع أبيها للأجبان, تقصد دمشق لدراسة التجارة والاقتصاد, وخلال دراستها تتعرض لمضايقات من قبل حواجز العساكر والتفتيش وسواه, وفي حادثة تفجير لأحد الحافلات تصاب الفتاة إصابات بالغة ولكنها تشفى منها, بينما حبيبها, يعتقل لمجرد زيارة قام بها لأحد زملاء دراسته المرتبط بصداقة مع أحد المتهمين بأحداث التفجير, سوف يعتقل الحبيب ويقضي بالمعتقل (16) عشر عاماً, وسوف يقص الكاتب بعضاً مما كان يتعرض له المعتقلين من صنوف التعذيب وسواه, بينما وبعد أن يفرج عنه سوف يلقى على أحد أرصفة المدينة وحاله ما يشبه بقايا إنسان.
لاحقاً وأثناء وجود الحبيب في المعتقل, ستتحول المواجهات بين الطرفين (الحكومة والمعارضة) لمواجهات مسلحة, وستكون (المدينة ) (كما يطلق عليها الكاتب ) مسرحاً لها, كانت بسمة قد أنهت دراستها الجامعية, وباشرت أعمال تطوير مصنع والدها أبو بكري, ستحاصر المدينة –أحداث 1982- وتستباح, يعتقل الشباب أو يقتلون مباشرة, ومنهم أخوها بكري, وتدمر معظم أحيائها.
بعد انتهاء الأحداث سيموت أبو بكري, وتكون بسمة قد فقدت أباها وأخاها, وتبدأ بمعركة على الميراث مع زوجة أخيها, ومحاولة البدء ببناء حياة جديدة.
الرواية مكتملة العناصر الفنية, ولغتها وصياغتها جيدة, فيها شيء من الإسهاب في وصف مشاعر الحب والألم وسواه, وكذلك فيها مساحات جيدة التمازج بين شعرية اللغة وسرديتها, حيث تتناثر الاستعارات والمجازات.
إبداعياً الرواية تمتلك مقومات البناء السردي الروائي بشكل جيد, وإنما يمكن أنْ تكون مميزة جداً للفئة المحبة لهذا الصنف من الروايات التي يختلط فيها الشعري بالسردي.
وسوم: العدد 931