طوفان الأقصى خلال شهر في الشعر والنثر العربيين
قبس من آي الذكر الحكيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هَٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ ﴿١٣٨﴾ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ﴿١٣٩﴾ إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُۥ ۚ وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ ۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴿١٤٠﴾ وَلِيُمَحِّصَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَيَمْحَقَ ٱلْكَٰفِرِينَ ﴿١٤١﴾ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ ﴿١٤٢﴾
سورة آل عمران
من مشكاة النبوة
*قال سيدنا الصادق المصدوق :
"لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ"، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: "بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ". رواه أحمد في مسنده عن أبي أمامة رضي الله عنه، والطبراني، وقال الهيثمي: رجاله ثقات.
*وقال عليه وآله الصلاة والسلام:
"تَضَمَّنَ اللَّهُ لِمَن خَرَجَ في سَبيلِهِ، لا يُخْرِجُهُ إلَّا جِهادًا في سَبيلِي، وإيمانًا بي، وتَصْدِيقًا برُسُلِي، فَهو عَلَيَّ ضامِنٌ أنْ أُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ أرْجِعَهُ إلى مَسْكَنِهِ الذي خَرَجَ منه، نائِلًا ما نالَ مِن أجْرٍ، أوْ غَنِيمَةٍ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، ما مِن كَلْمٍ يُكْلَمُ في سَبيلِ اللهِ، إلَّا جاءَ يَومَ القِيامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، ورِيحُهُ مِسْكٌ، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوْلا أنْ يَشُقَّ علَى المُسْلِمِينَ ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو في سَبيلِ اللهِ أبَدًا، ولَكِنْ لا أجِدُ سَعَةً فأحْمِلَهُمْ، ولا يَجِدُونَ سَعَةً، ويَشُقُّ عليهم أنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لَوَدِدْتُ أنِّي أغْزُو في سَبيلِ اللهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أغْزُو فَأُقْتَلُ". أخرجه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
"ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا". رواه الطبراني بسند حسن عن الصديق الأكبر أبي بكر رضي الله عنه.
"نحن لا نستسلم، ننتصر أو نموت، وهذه ليست النهاية، بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه، أما أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".
البطل الرباني الشهيد عمر المختار المنفي ت 1931م.
ركزوا رُفاتَكَ في الرمال لِواءَ يستنهض الوادي صَبَاحَ مَسَاءَ
يا وَيحَهُم نَصَبُوا مَنَارًا مِن دَمٍ يُوحِي إلى جيل الغَدِ البَغْضَاءَ
يا أيها السيفُ المُجَرَّدُ بِالفَلا!
يكسُو السُّيُوفَ على الزمان مَضَاءَ
خُيِّرتَ فاختَرتَ المَبِيتَ على الطَّوَى
لم تَبْنِ جاهًا ، أو تَلُمَّ ثَرَاءَ
إنَّ البُطُولَةَ أن تَمُوتَ مِن الظما ليسَ البُطولَةُ أن تَعُبَّ المَاءَ
إفريقِيَا مَهدُ الأسُودِ ، و لَحْدُها ضَجَّتْ عليكَ أرَاجِلًا ، و نِسَاءَ
فِي ذِمَّة اللهِ الكَرِيمِ ، و حِفظِه جَسَدٌ - بِبُرْقَةَ - وُسِّدَ الصَّحْرَاءَ
*********
أمير الشعراء أحمد شوقي ت 1932م
من قصيدة:
"تعالوا معي"
للشاعر الإسلامي العراقي الكبير وليد بن عبد الكريم الأعظمي
المتوفى سنة 2004م رحمه الله:
حَرَامٌ علينا أن نَعيشَ وحولَنا دِماءُ الضحَايا في مَجازِرِ (غَزَّةِ)
كأنّي بِصَوت القُدسِ يَعلُو مُرَدّدًا تقدَّمْ رَعَاكَ اللهُ جَيشَ الأخُوَّةِ
و أمنِيَّتِي أنّي أذُودُ عنِ الحِمَى
وأروي رُبُوعَ القُدسِ مِن دم مُهجَتِي
وأعْصِرُ قلبي في فلسطينَ عَندَمًا لِأسقِي به أشجارَ مَجدِي وعِزَّتِي
**********
بماذا نُجيبُ اللهَ إنْ نحنُ لم نكُن
نَصُونُ رُبُوعَ القُدسِ مِن شَرِّ عُصْبَةِ
وماذا عَسَى يُجدِي اعتِذارُ مُقَصِّرٍ إذا جاءَهُ الإنذارُ مِليُونَ مَرَّةِ
أرُوني بلادًا - بِالخِصام - تَقَدَّمت أرُونِي بلادًا بالكلام استَقَلَّتِ
أمَا آنَ أنْ نَحْيَا كِرامًا أعِزَّةً ونَحنُ بَنُو القَومِ الكِرامِ الأعِزَّةِ
تَلامِيذُ عَمّارٍ ، و أحْفادُ خالدٍ و أبناءُ سَلمانٍ ، و جُندُ قُتَيبَةِ
جُنودٌ مَغَاويرٌ أسُودٌ أشَاوِسٌ إذا ما رَحَى الأيَّامِ بِالحَربِ دَارَتِ
و إنّا لَشُبّانٌ نَذُوبُ حَمَاسَةً بِأرواحِنا نارُ الحَمَاسَةِ شَبَّتِ
**********
فَيَا قَومَنا هُبُّوا لِنُصْرَةِ (أهلِكُمْ) و ثُورُوا فلا يُجْدِي بُكاءٌ و أدمُعُ
و لا يَنْفَعُ الحَقُّ المُجَرَّدُ أهْلَهُ إذا لم يَكُنْ يَحْمِيهِ جَيشٌ ومِدْفَعُ
**********
*ملاحظة: بدل "غزة" في الأصل للبيت الأول: "قِبْيَة"، وبدل: "أهلكم" في البيت ما قبل الأخير، "دينكم".
*ينظر:
"الأعمال الشعرية الكاملة"، من ديوان: "الشعاع" لوليد الأعظمي ص: 102- 103، 76. ط 4، دار القلم - دمشق، 2005م.
رائعة: "يا تلاميذ غزة"
للشاعر السوري الكبير نزار قباني ت 1998م رحمه الله
يا تَلَامِيذَ غَزَّةٍ ! عَلِّمُونَا بَعضَ ما عِندَكُم ؛ فنَحنُ نَسِينَا
عَلِّمُونا بأن نكونَ رِجَالًا فلدَينا الرِّجالُ صارُوا عَجِينا
علمونا كيفَ الحِجارَةُ تَغدُو بينَ أيدِي الأطفالِ مَاسًا ثَمِينا
كيف تَغدُو دَرَّاجةُ الطِّفلِ لَغْمًا و شَريطُ الحَرِيرِ يَغدُو كَمِينا
كيف مَصَّاصَةُ الحليبِ إذا ما اعـ
ـتقلوها ؛ تَحَوَّلَتْ سِكِّينا؟!
(يا مَغَاوِيرَ غَزَّةٍ) ! لا تُبَالُوا بإذاعاتِنا ، و لا تَسمَعُونا
إضرِبُوا إضربوا ، بِكُلِّ قُوَاكُم و احزِمُوا أمرَكُم ولا تسألُونا
نحنُ أهلُ الحِسابِ والجَمْعِ والطَّرْ
حِ فخُوضُوا حُرُوبَكُم ، و اترُكُونا
إنَّنا الهارِبُونَ مِن خِدمَةِ الجَيـ ـشِ فهاتُوا حِبَالَكُم ، و اشنُقُونا
نَحنُ مَوتَى، لا يملِكُون ضَرِيحًا و يَتامَى ، لا يَملِكُون عُيُونا
قد لَزِمنا جُحُورَنا ، و طلبنا مِنكمو ان تُقاتِلوا التِّنِّينَا
قد صغُرنا أمامَكم ألفَ قرنٍ و كَبِرتُم خِلالَ شَهرٍ قُرُونا
يا تلاميذ غزة ! لا تَعُودُوا لِكِتاباتِنا ، و لا تَقرَؤُونا
نَتَعاطَى القاتَ السِّيَاسِيَّ والقَمْـ ـعَ ، و نَبنِي مَقابرًا و سُجُونا
حَرِّرُونا مِن عُقدة الخَوفِ فِينا واطرُدُوا مِن رُؤُوسنا الأفيُونا
عَلِّمُونا فَنَّ التَّشَبُّثِ بالأر ضِ ولا تَترُكُوا المَسِيحَ حَزِينا
يا أحِبَّاءَنا الصِّغارَ ! سَلامًا جَعَلَ اللهُ يَومَكم ياسَمِينا
مِن شُقُوقِ الأرضِ الخَرَابِ طَلَعتُم
و زَرَعتُم - جِراحَنا - نِسرِينا
هَذهِ ثورَةُ الدَّفاترِ ، و الحِبـ ـرِ فكُونُوا على الشِّفاه لُحُونا
أمطِرُونا بُطولَةً ، و شُمُوخًا واغسِلُونَا - مِن قُبْحِنا- إغسِلونا
إنَّ هذا العَصرَ اليَهُودِيَّ وَهْمٌ سَوفَ يَنهارُ لو مَلَكنا اليَقِينا
يا مَجَانِينَ غَزَّةٍ ! الفُ أهلًا بِالمَجَانِينِ ؛ إن هُمُو حَرَّرُونا
إنَّ عَصرَ العَقلِ السِّيَاسِيِّ وَلَّى مِن زَمَانٍ ، فعلِّمُونَا الجُنُونَا
************
*رَ: موقع "ديوان العرب". وبدل: "يا تلاميذ غزة" الثانية: "يا مغاوير غزة".
صدقة .. دُعاء .. أين الجهاد !!؟
وقالوا: "إنّ هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تُلوِّثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به".
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله إمام المجاهدين وقائد الغر الميامين:
ممّا يلاحظ على مدى عقود الذل الماضية أنّنا قعدنا واستسلمنا لإصدار البيانات والشجب والاستنكار في كل نازلة وكارثة تتلقاها الأمة من الصهاينة الملاعين هذا على المستوى الرسمي وغيره، وعلى مستوى شيوخنا حفظهم الله لا نكاد نسمع إلاّ من القليل منهم عن الجهاد وفضله ووجوبه واقتصر القول على "أصلحوا نفوسكم تبرعوا لهم ادعوا لهم" !!؟
فقط !! هكذا بكل بساطة !!؟
أطفالنا ييتمون ويقتلون، نساءنا يرملون ويقصفون وشيوخنا يضربون ونقتصر على قول "أرسلوا مساعدات وعليكم بالدعاء" !!
إلى متى تعطى الأمة وشبابها هذه المُسكِّنات والمُخَدِّارت !!؟
متى يفقه شبابنا الجهاد إن لم توعوهم به!!؟
ليس إقلالا من فضائل الدعاء والصدقات، فالدعاء سهام الليل التي لا تخيب والصدقة لهم جهاد بالمال وفيهما ما لن يحصيه هذا المقال من فضائل واردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أين الجهاد بالنفس؟ أين الغدوة والروحة؟ أين ما يُحيي المروءة ويرفع الكرامة وينفض عن الأمة ذلها؟؟ فهو أيضا جاء في فضله العديد من الآيات والأحاديث فأين نحن عنها؟؟
أين ذروة سنام الإسلام!!؟
أين نحن من قول الله تعالى {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ}.
وقوله تعالى: {انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} [التوبة:41].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [التوبة: من الآية 36].
وقول الله تعالى: {وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا} [النساء: من الآية 89].
وقوله تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ} [البقرة:193].
وأين نحن من هذا الحديث!!؟
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لَغدوةٌ في سبيل الله أو رواحة خير من الدنيا وما فيها».
وفي رواية من حديث أبي هريرة: «خير ممَّا تطلع عليه الشمس وتغرب» [البخاري رقم 3792، فتح الباري (6/13)، ورقم 2793 أيضا، ومسلم (3/1499)].
ومن هذا روى ابن المبارك في كتاب الجهاد [الجهاد (1/34)] من مرسل الحسن، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا فيهم عبد الله بن رواحة فتأخَّر ليشهد الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لو أنفقت ما في الأرض ما أدركت فضل غدوتهم».
عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «رباطُ يوم في سبيل الله خيرٌ من الدنيا وما عليها، وموضعُ سَوْط أحدكم من الجنة خيرٌ من الدنيا وما عليها، والرَّوْحة يروحها العبد في سبيل الله والغدوة خيرٌ من الدنيا وما عليها». [البخاري رقم 2892، فتح الباري (6/85)].
وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأُجري عليه رزقه، وأُمن الفتَّان». [مسلم (3/1520)].
قال النووي رحمه الله: "هذه فضيلة ظاهرة للمرابط، وجَرَيان عمله عليه بعد موته فضيلة مختصة به لا يشاركه فيه أحد"، وقد جاء صريحا في غير مسلم: «كل ميت يختم على عمله إلا المرابط فإنه ينمى له إلى يوم القيامة». [شرح النووي على مسلم (13/61)] وقوله صلى الله عليه وسلم: «وأجري عليه رزقه». موافق لقول الله تعالى في الشهداء: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
أين نحن من ذاك كله؟
أين المطالب الرسمية الموجهة من علمائنا لحكام الدول بإعداد العدة وفتح أبواب الجهاد والتعبئة الشعبية؟
منذ 1948 واحتلال الصهاينة أرض فلسطين إن كنا فهمنا الدرس وتعلمناه لما أصبح هذا حالنا.
لا نقول بالخروج على إخواننا، وإحداث البلبلة، وقتل المسلمين؛ فدم المسلم أعظم عند الله من هدم الكعبة حجرا حجرا، ولكن ما نطالب به تربية جهادية ممنهجة للشباب.
أين الدعوة وصحوتها من الشباب المجندين وأفراد القوات والجيش!؟
علينا الكثير من العمل حتى نرفع الرأس؛ فكم بنا من ذل وخنوع أن نرى نساء وأطفال يقتلون على مرآى منّا ومن العالم الذي يقف بأسره مع اليهود المجرمين، ولا تستغربوا فنحن في شريعة الغاب وهم يقفون مع القوي بنظرهم.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
"من الكبائر ترك الجهاد عند تعينه بأن دخل الحربيون دار الإسلام أو أخذوا مسلمًا، وترك النّاس الجهاد من أصله، وترك أهل الإقليم تحصين ثغورهم بحيث يُخاف عليها من استيلاء الكفار بسبب ترك ذلك التحصين".
قال العلماء:"والتخلف عن الجهاد هو أن يتقاعس المسلم ويتأخر عن استفراغ وُسعه في مدافعة العدو من الكفار والمشركين، الأمر الذي يفضح الله به حقيقة صاحبه ويجمع به عليه عذاب الدنيا والآخرة".
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد، سلط الله عليكم ذُلًا لاينزعه؛ حتى ترجعوا إلى دينكم» [رواه أبو داود، (3464).
وأخرج الطبراني بإسناد حسن عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما ترك قوم الجهاد إلا ذلُّوا»..
ورد في بيان جبهة علماء الأزهر ـ حماها الله ـ الأخير ما يلي:
"إنّ استنهاض الهمم، واستجاشة العزائم للجهاد فريضة من الله تعالى على
كل مسلم، لا يعذر فيها أحد، لأنّ كلفتها غير شاقة، ونتائجها إن شاء الله ليست بالضعيفة، فالمؤمنون به أكفاء لعدو الله وعدوهم، لأنّ أعداءهم قوم لا يفقهون {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} [لأنفال: 65].
فالفئة المؤمنة هي التي تفقه، تفقه الحقائق، وتدرك معنى الإيمان، فتستعلي به، وتخِفَّ له، وتدعوا ولو بدمائها وأشلائها إليه، وتثق في موعود الله تعالى لها {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ} [غافر:51].
ومن هذا الفقه يأتي رعاية حقِّ التحريض، والإعداد المناسب له، ومطاردة مفسداته من الركون إلى مواطن العبث، والإخلاد إلى أسباب الدعة، تلك المفسدات التي يزينها شياطين الساسة، ويروجها أبالسة المتفيهقين، فينتج عن ذلك أشرُّ أنواع العبوديات، عبودية القلب لمطالب الهوى وجنوده، فيضيع بذلك الرجاء في الله، لأن الذنوب والسيئات تضر الإنسان أعظم ممّا تضره السموم [مجموع الفتاوى 8/ 348].
إنّ الحرية هي حرية القلب من سلطان الأهواء، وغلبة الذنوب، وقهر المطامع الرخيصة، وذل المناصب والألقاب التي أتتهم بغير رصيد". وقالوا: "إنّ هذه الأمة يغسل الله عارها اليوم بدماء شهدائها، فلا تلوثوا أنفسكم بانصرافكم عن متابعة أخباره وأخبار أهله إلى متابعة الرخيص من مناكر الأقوال والأفعال فتُحرَموا شرف التطهر به.
يقول الحق جل جلاله: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً} [النساء: 84].
قاتل في سبيل الله إذا تعينت المقاتلة سبيلًا لأداء الحق، والدفاع عن الحرمات، قاتل ولو كنت وحدك، فليس عليك إلاّ نفسك، قاتل وحرِّض المؤمنين، والتحريض هو الحثُّ والإحماء، والتحريض فريضة كفريضة القتال سواء بسواء، لا يؤتي أُكُلَه إذا كان القلب بالفنون الهابطة وأمثالها من المحرمات فاسدًا.
وإذا كان لكل فريضة شروط لا تصح بدونها، وأركان لا تتحقق إلَّا باستيفائها، فإن من شروط سلامة سلاح التحريض ـ وهو ليس بالأمر الهيِّن إذا صدقت عنده وله العزائم، وهي كلها ممكنة لكل غيور ـ، مخاصمة معالم العبث، واللهو، وأنديتها، وقنواتها، ومجالسها، وأصحابها. فإنّ ذلك كله ممّا يتَوَسَّلُ به عدوُّنا للنفاذ به إلى قلوبنا، مع غيره من المعاصي والمخالفات من مثل تحليل الحرام، وتجريم أداء الواجبات، وتحريم الحلال، ومن ثم تصرف الهمم عن معالي الأمور بسفسافها وقبائحها، واستباحة المحرمات، فإنّ الرجاء في الله لا يستقيم مع المحادة له، والانصراف عنه، والانشغال بما يفسد القلوب ويسكر العقول، ويعطل المواهب، ويلغي معالم الشريعة الحقة، وبذلك تستحق الأمّة كلها ما لا يليق إلاّ بعدوها من ضربها بالذل والهوان".
وعن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يغزُ، أو يجهِّز غازيًا، أو يخلُف غازيا في أهله بخيرً أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة». [رواه أبو داود، (2505).
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من مات ولم يغز، ولم يُحدِّث به نفسه مات على شعبة من شعب النفاق». [رواه مسلم، (5040)].
فيا شيوخنا الأفاضل ويا علماءنا الأجلاء والله أنتم عز لهذه الأمة وأنتم دعاتها ومن بفضل الله يشرح صدر شبابها، فأحيوا فينا حي على الجهاد، كما أحييتم حي على الصلاة.
أحيوه الآن قبل أن يفوت الفوت، ونعض أصابع الندم لما فات من الفوت، فليس من وقت أقوى وأحوج من هذا الوقت، وغزة تُنتهك وتُحرق عن بكرة أبيها، وسلبت من قبلها فلسطين بأكملها، والعراق الأسير وأفغانستان تقصف، والصومال تداعوا عليه، وتسليح للهندوس على حساب مسلمي كشمير، وغير ذلك الكثير، فإن نجحنا مرة فسيهابوننا ويحسبون ألف حساب في مهاجمتنا في مرة قادمة، لكن مع هذا المستوى من الخضوع فلن تقوم لنا قائمة، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.
أسأل الله سبحانه أن ينير بصائرنا ويقوينا على أعدائنا وأن يجعلنا هداة مهتدين على خطى إمام المجاهدين سائرين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
*المصادر:
موقع "طريق الإسلام"، عن:
1- جبهة علماء الأزهر http://www.jabhaonline.org
2- الياسين [email protected]
في: 6/1/2009م، بتصرف يسير.
*رابط المادة http://iswy.co/e49lf :
طوفان الأقصى
للشاعر اليمني المُبدع: عبد السلام المتميز
اليَومَ (خَيبرُ) مِن جَديدٍ تُفتَحُ
و النصرُ صُبحٌ بِالبشائرِ يُصبِحُ
شابت بنخل الإنتظار رُمُوشُنا
ترنو لهذا الإنتصار ، و تطمحُ
هو من ثَنِيّات البطولة قد بدا
و سيُوفُه - بشذا الكرامة- تنفحُ
فدَعوا الكتائبَ إنها منصورةٌ
و مسارُها يمضي لما هو أنجح
فتكاد تتّئِد الهضابُ لوطئها
و تسيل في سيل الفداء الأبطُح
و إذا الدهور تصفّحَت تاريخَها
فاليومَ أروعُ ما يرى المُتَصَفِّحُ
ضَعفُ الكيان اليوم أمرٌ واضح
و زوالُ إسرائيل أمرٌ أوضح
وإذا (الصهايِنُ) في (دُبيّ) تجوّلوا
ويهودُ تسرح في (الرياض) وتمرحُ
فاليومَ : أبطالُ الفداءِ تَجَوَّلُوا
بمُعَسكَراتٍ - بَالهَشاشَةِ- تُفضَح
و برغم تِقنِيّاتِ أحدَثِ دولةٍ
بِشِراعِهم - فوقَ المواقع- جَنَّحوا
و جنودُ نُخبتكم برغم عتادها
من بُرجِ (ميركافا) تُشَالُ و تُطرَحُ
و جنودُكم بالرعبِ تُؤسر جملةً
لم يُغنِ عنكَ مُدرّع ، و مُصفّحُ
ليسَت قواعدُكم فحَسبُ ترنَّحَت
و اللهِ إنَّ وجودَكم يَتَرَنّح؟!
إنْ كان عذرك أنّ جندَك فوجئوا
فالعذرُ مِن قُبْحِ الهزيمةِ أقبح
أين الجدارُ؟ و أين راداراتكم؟
و مخابراتٌ لم تزلْ تتبجّح!
اليوم ليس يُقال جئنا فانشزوا
طوعًا، وإن قيل افسحوا فتفسَّحوا
بل قيل: موتوا يا يهود بغيظكم
كُرهًا، وإن قيل انزحوا فلْتنزحوا
لن تَهزِموا بقوى التأمرُك مِحوَرًا
هو بالنبي ، و بالكتاب مُسلّح
و إذا حسبتم ذا الكلامَ (كنايةً)
فغدًا صواريخُ الوَعِيدِ (تُصرّح)
لن نطلقَ الأشعارَ بل نيرانَنا
فالنارُ من سِحر البلاغةِ أفصح
و مُسَيّراتٌ رغم باتريوتكم
إن أُطلقَت فجِماحها لا يُكبَح
ولِتسمعوا شرحًا أدقَّ (فبدرُ) والْـ
أستاذُ (طُوفانُ) المُبَجَّلُ يَشرَحُ
يا جُندَ أرض القُدسِ نَحنُ فِداؤكم
معكم سنسري للقتال و نسرح
فالسلمُ يُدرَك بالسلاح ويُجتَنَى
و العِزُّ يؤخذ عَنوَةً ، لا يُمنَحُ
لا تظلموا عند اقتحام الباب قُو
لُوا (حِطَّةٌ) ، واستغفِرُوهُ، وسَبِّحُوا
فاللهُ -إنْ نأخذْ بأسباب الإبا
و النصرِ- بالفتح العظيمِ سيُفتح
وسيَقصِفون ، فإنْ تألّمتم فهُمْ
يتألّمون ، و إن صمدتُم تُفلحوا
لا يَأْلَمون لوحدِهم ؛ فوُلاتُنا
بالقَرح إذ مَسَّ اليَهُودَ تقرَّحوا!
اليَومَ أنظمةُ العَمالة أُنطِقَت
ودَعَوا لوقف الإقتحام وصرّحوا
وإذا قُتِلنا يخرسون بصمتهم
فالقومُ مِن سَفَهِ الوقاحة أوقح!
(صهيونُ) خاطَت للفَنَا أكفانَها
و هُمُو لها يتسابقون ! فقُبِّحوا
قلتم همُ الجيشُ الأُلَى لن يُقهَروا
واليومَ تهزمه الفصائلُ فاستحوا
بمشاهدٍ عقِمَ المدى عن مثلها
فيها أرى قُربَ الزوالِ وألمح
فيها قواعدُ الاِشتباك تغيَّرت
و بها موازينُ الصراع تُصحَّح
رغم انبطاح وُلاتِنا فشعوبُنا
في نبضها بَرقُ البطولةِ يَجلَح
قل لليهود : كيانُكم في أمتي
دنَسٌ دخيلٌ طارئٌ مُستقبَحُ
ورَمٌ خبيثٌ قد دنا استئصالُه
فقلوبُكم رعبٌ و جيشُك أكسحُ
حتمًا ستُهزمُ، والمطبّع في غدٍ
حتمًا سيندم ، و الخسارةُ أفدح
يَدُنا الخفيفةُ بالزنادِ طويلةٌ
و لقد علمتم أننا لا نمزح
هاماتُنا فوقَ (المُسَيَّرِ) رفعةً
و(شعارُنا) قبلَ (الكروز) مُجنَّح
وسيوفُ (غزوةِ بدر) في أَيماننا
عادت تُكبِّرُ ربها ، و تُسبِّح
و اللهِ لو خاضوا البحارَ فإننا
في غور أغوار المنايا نَسبَح
قد عادتِ (الأحزابُ) لكِنّا هنا
بالنار في وجه ابنِ وُدٍّ نلفَح
و(حُنينُ) قد عادت ونحن بأحمدٍ
شهبٌ مُسَوَّمَةٌ ، و زَندٌ تقدحُ
و تكرّرت (أحدٌ) و في مأساتها
تسعى الغوائلُ للنبيِّ و تَجمَحُ
ووُلاةُ أمتِنا تَدُسُّ رُؤوسَها
بِالذُّلِّ في نِيْر العَمَالَةِ تَرزَحُ
هم يُصعِدون إلى الفرار وأحمدٌ
يدعوهُمُ ، و دِماه تُوشكُ تُسفَح
تركوه لا لغنيمةٍ لاحتْ لهم
بل هم أشاروا لليهود و لوّحُوا
(جبل الرُماةِ) يصيحُ فينا قائلا:
لا تتركوهُ اليومَ أيضًا يُجرَحُ
لبيكَ نحن سِهامُه ، و رُمَاتُه
لو حاربتْنا الأرضُ لا نتزحزح
سَنَظلُّ في جَبَل الرُّمَاةِ يَحُثُّنَا
صوتُ الحَبيبِ المُصطفى (لا تبرحُوا)
*********
"يمني برس" 8/10/2023م
طوفان الأقصى
أحمد سعيد با ربيد
نَطَقَ السِّلاحُ فأخرَسَ التَّضلِيلَا وأزاحَ ليلًا مِن دُجَاكَ طوِيلَا
يا شعبَ غزةَ! فيكَ عِزَّةُ أمَّةٍ تتلو الكتابَ ، و تقرأ التنزيلا
أبديتَ في ساح الإباء عزيمةً أضحى بها جيشُ العدو عليلا
وأتت إليه البارجاتُ ضُحًى فما أغنته عن كأس المنون فتيلا
فأمامه (القسام) ترسم خطة ألغت بها التطبيع و التخذيلا
مَهلًا أيا جيشَ الغُزاة فلن ترى في الجند إلا مُصفَدًا و قتيلا
ستذوق ما ذاق الأباةُ من الردى ولسوف تنسى عهدك المعسولا
هيهاتَ بعد اليوم عينك لن ترى شيئا يَسُرُّكَ في الحياة جميلا
اقدم إلى أرض القتال فلم تعد أبواقُ زيفك تُحسن التهويلا
كلا ، ولا عادت قُواكَ قوية فسلاحُك الفَتَّاكُ صارَ مَهِيلا
أقدِم فجيشُ القدس في أرض الوَغَى
يصليك نارا ، بكرة و أصيلا
أجناده - شُمُّ الأنوف- شوامخ لا يرتضون الذل ، و التنكيلا
كتبوا على أرض الصمود حكاية تُروى على أذن الزمان طويلا
قوم اذا خاضوا النزالَ بساحة تركوا العزيز لدى النزال ذليلا
لا يحتمون - من الأنام - بقوة إلا برب العالمين ؛ وكيلا
و مُؤازَرُون مِن المُهيمن ربِّهم هل قد رأيتَ مُؤازَرًا مَخذُولا؟!
*********
عدن – (عدن الغد) خاص السبت/ 14/10/2023م
طوفان الأقصى
سلطان إبراهيم المهدي
اللهُ أكبرُ ! إنهُ الطوفانُ يحيا الأسُودُ ويسقطُ الطغيانُ
اليوم نغزوهم ، و لا يغزوننا لا شيء يمنعُ إن دعا الإيمانُ
اليوم نقتحم الخطوبَ وعزمُنا متوقدٌ ، و عنادنا الصوّانُ
لا خوفَ مرحَى بالمنيّةِ إن أتت فالمُبتغى من سعينا الرضوانُ
إنا نرومُ شهادةً ، وعدوّنا يخشى اللقاء تحوطه الجدرانُ
هم يدّعون بَسَالةً فإذا رأوا وَجهَ الأسُودِ ؛ فكلُّهُم جِرذانُ
يا أيها التاريخُ! قفْ وانظر هنا هبّ الرجالُ فأشرقَ الميدانُ
أرأيت أهلَ الصدقِ حينَ تواثبوا خلفَ الخطوطِ ، فزُلزلت أركانُ
كم أبهروا الدنيا بصدق جهادِهم و تفاجأ الأوغادُ ؛ أنّى كانوا!!
مَن هؤلاء؟! متى أعدّوا أمرَهم؟! هل يحتويهم في الربوعِ مكانُ؟!
كيف استطاعوا أن يُسِرُّوا أمرَهم؟! أين"الموساد" وخلفه الأعوانُ؟!
بالله من رَبّى الجنود على التقى؟! فإذا الهُدى – بنفوسهم - يزدانُ
فتعبّدوا ، و تجرّدوا ، و تفرّدوا و تمرّدوا ؛ فتقهقر الشيطانُ
قومٌ أحبّوا البذلَ لم يتخلّفوا عن نصر حقٍ ، إنهم فرسانُ
حملوا الرؤوس على الأكفّ وأقبلوا فتحطمت تحت الخُطى الأوثانُ
هم جُندُ "أحمد" سابقوا نحو الفِدا هم - لانتصار الأمةِ - العنوانُ
قد جاء أبناءُ الصباحِ فحاصروا جُندَ الدُّجى ؛ فتضوّأت أكوانُ
اللهُ أكبرُ! أسفرت شمسُ المُنى فسرى الضيا وازدانت الأوطانُ
الأرضُ تعشقُ من سعى نحو الوغى وحُداؤهُ - بين الورَى- القُرآنُ
النصرُ يسعي كي يَسيرَ بركبِهم و إليهمُو ، تتطلّعُ الأزمانُ
*********
"جريدة الأمة"، الأمة الثقافية- الاثنين/9/10/2023م
طُوفانُ الأقصَى
د. جمال مرسي
اللهُ أكبرُ! يا سَيلًا مِن الغَضَبِ
يا قاصِفًا ! مِن رِيَاحِ النَّارِ و اللَّهَبِ
اللهُ أكبرُ ! يا أبطالَ أُمَّتِنا
في غزة الخير في الأقصى وفي النَّقَبِ
اللهُ أكبرُ! كم دَكَّت عزيمتُكُم
حصنًا لباغٍ ، و أطماعًا لمغتَصِبِ
كم ثارَ بُركانُكُم يُلقي قذائِفَهُ
في وجهِ أعدائِكُم كالنَّارِ في الحطبِ
لم يَثنِ هِمَّتَكُم بطشٌ ، و قنبلةٌ
ألقت بها عَبثًا كفٌّ من الرَّهَبِ
اللهُ أكبرُ ! يا أبطالَ أُمَّتِنا
أنتم رجالٌ من الياقوت و الذهبِ
لو كنتُ بينكمُ ، كنتُ افتديتكمُو
بالروحِ والقلبِ لا بالشِّعرِ والخُطَبِ
يا مَن بذلتم لأجلِ القُدسِ أنفُسَكُم
أرواحُنا مَعَكُم في القدسِ لم تَغِبِ
اللهُ أكبرُ ! يا شهمًا ، عزيمتُهُ
أشدُّ بأسًا من البارود و القُضُبِ
اضرِب فإن سلاحَ الصمت يقتلنا
و ليفرحِ الآنَ كلُّ الساسةِ العَرَبِ
و ليشربُوا نخبَ تطبيعٍ ومدِّ يدٍ
لقاتلي طفلةٍ نامت بِحِضن أبِ!
نُبْ عن ألوفِ ملايينٍ قد احتَرَقَت
أكبادُها لَوعةً ؛ مِن شِدَّةِ النُّوَبِ
سبعونَ عامًا ، و أقصانا منابرُهُ
تدعو أيا إخوةً في الدِّينِ والعَصَبِ
هُبُّوا لنجدتنا ، ثُوروا لثورتنا
أعطوا حِجارتَنا دعمًا من الشُّهُبِ
كَم من شَهيدٍ رَوَى بالحُبِّ من دمِهِ
مَسرى النبيِّ عَظيمِ القَدرِ والحَسَبِ
كم مِن عزيزٍ أبى طَعنًا بعزَّتِهِ؟
فاهتاجَ مُنتفضًا كالليثِ في الغَضَبِ
يا أمَّةَ الخَيرِ في الأقصى، رِسالتُكُم
قد زيَّنت طُرَّةَ الأنباءِ ، و الكُتُبِ
فاستبشري أُمَّتِي! بالنَّصرِ في وطنٍ
صَبَّ اليَهُودُ بهِ وبْلًا من الكُرَبِ
عَمّا قريبٍ يَعُودُ الحَقُّ مُنتصِرًا
مَهما استطالَ زَمانُ الزَّيفِ والكَذِبِ
*********
"أخبار اليوم" - الاثنين 9/10/2023م
للشاعر:
حارث الأزدي
مَهمـا اسـتَبدُّوا وانتَـشَى الطـغـيانُ يـأتـيـكَ نـصـرٌ ســاقَـه الـطـوفـانُ
نـصــرٌ لـغـزةَ والــغـلافُ مُـمـزَّقٌ هُــزِمَ الــعـدوُ وحــظُـه الـخِـذلانُ
مُستـوطَنـاتُ غـلافِـهـم مُـنـهـارَةٌ وتَـزاحَـمَـت بـفُـلـولِـها الــوُديــانُ
تصـطكُ أرجـلُها، وتـشهقُ روحَها هَـلَـعًا، ويـقـطعُ نَـبـضَها الـخفقانُ
في الـقدسِ معركةٌ و تـلكَ بـشـائرٌ بـالـعـزِّ يَــنـصـرُ جــنـدَهُ الــديَّـانُ
طـوفانُ غـزةَ جـاءَ فجـرًا غـاضبًا سـقـطَ الـقـناعُ، وزُلـزلـت أركـانُ
وبـنادقُ الـتحريرِ تـصـهلُ بهـجةً بالعُرسِ حـيـنَ تُـقيمه الـفُرسانُ
الأرضُ تــشـهـدُ لـلـمُغيرِ بـطولـةَ إن الــشـهـادةَ مهـرُهـا الإيــمـانُ
يـبقى انـتـماؤكَ لـلأصـالةِ مـنهجًا فـالـنصـرُ لــيـسَ يُـقـرِّهُ الإيــوانُ
هـــذا أوانُ الـثـائـريـنَ لـحـقـهـم والـحـقُّ لـيـسَ يَـحـوزُه الـبـطرانُ
أمـلٌ كـبـيـرٌ حـلَّ وسـطَ ربـوعِـنـا وتَـقَّـمـصـتْـهُ بـفـعـلِها الشجـعـانُ
والحـربُ كاشـفةٌ مواقفَ من أتى حـقًـا، وآخَـرَ صـفُّـه الـشيــطـانُ
هم فتيـةُ الأقصـى وأكرمْ بالألى نـحـوَ العُـلا يَتـسابـقُ الفـتـيانُ
والصابرونَ على المُصابِ كأنهم في يــومِ غـزةَ بــيـرقٌ وسـنـانُ
فهُنا الشهادةُ حيثُ صارَ نَجِيعُها نَـصرًا إذا دكَّ الحـصــونَ كـيـانُ
وتـقـابـلت مـدنٌ تُــؤازرُ مَـوقـفًا بـغــدادُ قـاهــرةٌ ، كـذا عـمَّــانُ
تلك المدائنُ تَستشيطُ غِضابُها مَن ذا يواجِـهُ إن أتى الغـضبانُ
وعواصمُ العُربِ العميقةُ تنتمي للـحقِّ حـيـنَ يَـميزُها التِـبيـانُ
تَعِسَ المُـثبِّـطُ و المُـطبِّعُ كـلَّما هَدَّت حُصونَ الغاصبِ النيرانُ
ومـرارةُ الـصمـتِ العَقيمِ مَذلَّةٌ والــحـقُّ فـيما يـفعـــلُ الـميدانُ
*********
جريدة "البصائر"- 14/10/2023م
طُوفَانُ الأقصَىٰ
عبد الحافظ السيد - مصر
دَمِّـرْ جِدَارَ العَجْـزِ ؛ أنتَ المُـفـتَـدِيْ واكْسِر قُيُوْدَ الخَوْفِ وامْحُ المُعتَدِيْ
واهْـتِـفْ بِصَـوْتِ الحَقِّ إنّيْ مُسلِـمٌ لِلـقُـدسِ أحـيَـا بِـالـشَّرِيَعَةِ أهْـتَـدِيْ
مِن أرض غَـزَّةَ قُمْتُ أغزِلُ عِـزَّتِي وأزُفُّ لِـلـدُّنـيَــا رِجَـالَ مُـحَـمَّــدٍ
هَـبُّـوا إلَىٰ الأقصىٰ الأبّـيِّ وقُدسِنَا والعَزمُ يَسْطَعُ فِيْ الفُؤَادِ وَفِيْ اليَدِ
هَـبُّـوا إلَيْهِ يَـقُـودُهُمْ نُـوْرُ الهُـدَىٰ والحقُّ والتَّارِيْخُ ، طِيْبُ المَحْتِـدِ
تَخِذَوا صَلاحَ الدِّيْنَ نِبْرَاسَ الفِدَا أكْـرِمْ بِـجِـيْـل بـالأوَائِـلِ يـقْـتَـدِيْ!
وَ يَدُوْسُ عَارَ الجَبْـنِ ؛ عَارَ مُطَبِّعٍ يَأبَىٰ الخُنُـوعَ و بِالـمَآثِـر يَرتَدِي
لا المَوْتُ يُرهِـبُهُ ولا كَـيْـدُ العِـدَا يَـحـيَـا لِـحَـقٍّ قَــائِــدٍ و مُـؤَيَّــدِ
هـٰـذَا بَــيَــانٌ لـلــبَــرِيَّــةِ سَـــاطِـعٌ القُـدْسُ عُـنْـوَانُ الأبِـِّي المُفْـتَـدِيْ
***********
موقع "نجم رضوان" - قصيدة، 10/10/2023م
طوفان الأقصى
سيد أحمد بن محمد السيد
هَلْ جَاءَكُم نَبَأٌ عن جُندِ مَولَانَا؟! وهَلْ سَمِعتُمْ بِطُوفَانٍ لِأقْصَانَا؟!
وهل أتاكم صَبَاحَ السبتِ ما فعلُوا وهل سمِعتُم بِزِلزالٍ لِأعدانَا؟!
*********
عن فِتيةٍ آمَنُوا باللهِ ، زادَهُمُو هُدًى ، و صَيَّرَهُم لِلمَجدِ عُنْوَانَا
مِن غَزَّةَ انطلَقُوا ، لِلفَتْحِ صَاعِقَةً على عَدُوِّهُمُو نَارًا ، و بُرْكانَا
بَرًّا و بَحْرًا و جَوًّا ، دُونَمَا وَجَلٍ فأصبَحَ الكُلُّ مَذهُولًا ، وحَيرَانَا!
بِضَربَةٍ لِيَهُودٍ ، في مَعاقِلِهم في عُقرِ دارهمو، كُلٌّ بِها هانا
فأوسَعُوا خَصمَهُم أسْرًا ، ومَقْتَلَةً و دَوَّخُوا جَمعَهم ؛ شِيبًا وشُبَّانا!
بِرَشْقِهِم بِصَوارِيخٍ مُدَمِّرَةٍ على "دِيَارهمو" ؛ تَدُكُّ بُنيَانا
ذَلَّتْ يَهُودُ بِهم ، و ذَلَّ جَيشُهُمو و مَرَّغُوا أنفَهُمْ وَحْلًا، وأطْيَانا
*********
يَومٌ أغَرُّ تَذَكَّرْنَا - بِه - ظفَرًا بِخَيبَرٍ بَلْهَ بَدْرٍ ؛ كانَ عُنوانا
قد صَبَّحُوهم بِسَبتٍ يَومَ عِيدِهُمو فعادَ ذا العِيدُ أتراحًا ، و أحْزانا
وعايَدُوهُم ، ونالُوا مِنهُمو "تُحَفًا" وخَيرَ عِيدِيَّةٍ حَازُوا مِنَ اعْدانا؟!
نَالُوا مِئاتٍ مِنَ العُلُوجِ؛ إذ أَسَرُوا جَرُّوهُمو مِثلَ راعٍ سَاقَ قُطعَانا!
مُقَرَّنِينَ بِأصْفَادٍ مُسلسَلَةٍ كَي يَفتَدُوا بِهمو آلافَ أسْرانا
*********
فأينَ جَيشُهُم الجَرَّارُ ، أسلِحَةٌ؟ فَتَّاكَةٌ لَهُمو؛ قد عَظُمَتْ شَانَا
و أينَ جَسَّاسُهم ؟ بل أينَ تِقْنِيَةٌ؟ كَمْ صَدَّعُونَا بِها دَهْرًا وأزمانا!
وأينَ قُبَّتُهُم ذاتُ الحَدِيدِ ؛ فَكَمْ قالُوا: تَصُدُّ صَوَارِيخًا لِأعْدَانا؟!
أينَ الأبَاتْشِي، وباتِريُوتُ؛ أسلِحَةٌ؟ وكم بها قَتَلُوا ظُلْمًا، وعُدْوَانَا!
كُلٌّ تَهَاوَى على أقدامِ إخوتِنا جُندِ القَدِيرِ المَغَاويرِ؛ سَرَايَانا
*********
طَيْرُ الأبَابِيلِ ، بِالسِّجِّيلِ تَقذِفُهُم فتَجعَلُ الأرضَ زِلزَالًا و بُرْكَانا
بَضَربةٍ جَعَلَت أعْداءَهُم ذُعُرًا إلى المَلَاجِي زَرَافَاتٍ و وُحْدَانَا
سَلْ عَسْقَلَانَ وأسْدُودًا وغَيرَهُما عن ضَربِ أجْنَادِنا لِعُقْر أعْدانا!
*********
سَبعُونَ عامًا، وهُم يُصلُونَ أمَّتَنا نارًا، يَسُومُونَهَا لِلخَسْف ألوَانَا
وكَمْ قد ارتَكَبُوا في النَّاسِ مَجْزَرَةً
عن بعضها فاسألَنَّ ارجُونَ، هاجانا
في دَيرِ ياسِينَ، أو في قِبيَةٍ، وكذا صَبرَا، وبَحرُ البَقَرْ، جِنِينُ مَعْ قانَا
قَتْلًا و نَهْبًا ، و تَدمِيرًا لِدُورِهِمو و سَجنَهُم ، و اعتِقَالَاتٍ لِأسْرَانا
سَبعُونَ عامًا فِلِسطِينٌ تَئِنُّ أسًى ويَشتَكِي مُرَّ أسْرٍ طُهرُ أقصَانا؟!
و ما نِسِينَا حَرِيقًا أضرَمُوهُ بِه تَبَّتْ يَدَا مُضْرِمٍ لِلنَّارِ؛ رُوهانا
ولا اقتِحَامَاتِ قُطعَانِ اليَهُودِ لَهُ و لا حَفائِرَ تَخرِيبٍ لِأقْصَانَا
*********
أمَّا جِنَايَاتُهُم في غَزَّةٍ ؛ فعَلَى حَصْرٍ تَعِزُّ، تُحِيلُ الوُلْدَ شِيبانا!
شَنُّوا عليها حُرُوبًا عِدَّةً شُرُسًا و قَتَّلُوا أهلَهَا نِسًا ، و وِلْدانا!
و حَاصَرُوهَا سِنينًا دُونَ مَرْحَمَةٍ كَي يُركِعُوها ؛ يَرَوا ذُلًّا وإذْعَانا
لَكِنَّهَا انتَفَضَتْ في وَجْهِهِم، وغَدَت كَابُوسَ شَرٍّ لَهُم رَعْدًا، وبُركانا
*********
أعْظِمْ بِطُوفانِهِم! أعظِم بِثَوْرَتِهِم! أعظِم بِغَاراتِهِم! طُوفانَ أقصَانَا
هَاهُمْ ثَلَاثُونَ يوما في مُجَالَدَةٍ لِخَصمِهِم شَرِّ خَلقِ اللهِ إنسانا؟!
بِضْعٌ مِئَاتٌ تَصَدَّوا لِليَهُودِ بِلَا مَدَافِعٍ طَيَرَانٍ ، جَلَّ مَولانا؟؟!!
يُقاتِلُون لِجَيْشِ الإحتلالِ ، كَذَا
لِـ "العَمِّ سَامٍ"، و"جُنْبُولٍ" مِنَ اعْدَانَا؟!
ومَعْهُمُو جُلُّ أورُبَّا ، كَذَا "عَرَبٌ" مِمَّن قد ارتَكَسُوا دِينًا ، و إيمَانَا؟!
فَسَاعَدُوهُم بِأمْوَالٍ ، و أقنِيَةٍ شَتَّى مُنَوَّعَةٍ ، سِرًّا ، و إعْلَانَا؟!
تَلقَى إذاعَاتِ سُوءٍ بِالفَصِيحِ لَغًا لكِنَّ مَضمونَهَا العِبْرِيُّ تِبيَانَا؟!!
*********
أمَّا الزَّعَامَاتُ ؛ مِن "حُكَّامِ أمَّتِنَا" فُجُلُّهُم صامِتٌ ، أو صُمَّ آذانَا؟!
و قِلَّةٌ تَكتَفي بِالشَّجْبِ في كَلِمٍ! تُدِينُ إجرامَ صِهيَونٍ ، وما كانا!
وبعضُهم لَجَؤُوا لِخَصْمِنَا أمَلًا؟! لِـ"مَجْلِسِ الخَوفِ" مَن يرْعَاهُ أعْدَانَا
*********
رَبَّاهُ ! نَصْرَكَ لِلأقصَى ، وغَزَّتِنَا و قُدْسِنَا ؛ مِثلَ "حِطِّينَ" الذي كانا
واهزِمْ يَهُودَ، وأحزابَ الصَّلِيبِ كَذَا مُنَافِقُونَا ، و مَن والَى لِأعْدَانَا
كَذاكَ سُورِيَةً ؛ فانْصُرْ أهالِيَهَا على الرُّوَيبِضِ بَشَّارُونَ مَنْ هَانَا
ومَن يُؤازِرُه ؛ مِن رُوسٍ او فُرُسٍ وغَيرِهِم ، لقِّهِم حتفا ، وخُسْرَانَا
و رُدَّ كَيدَهُمُو رَبِّي ! لِنَحْرِهُمُو واجْعلهُمُو عِبْرَةً لِلْخَلْقِ ، مَولَانَا!
*********
و شَافِ كُلَّ جَرِيحٍ في مَعَارِكِنَا و لْتَرْحَمِ الشُّهَدَا - مِنَّا- بِأُخْرَانا
فُكَّ الأُسَارَى لِكُلِّ المُسلِمِينَ ولا تَدَعْ أسِيرًا لنا في أسْرِ أعدانا
ولتَجزِ مَن ساعَدُوا لِغَزَّةٍ ، وأثِبْ خَيرًا لِمَن سَاعَدُوا أهْلًا، وإخْوَانَا
*********
الثلاثاء 23/4/1445هـ = 7/11/2023م
طوفان الأقصى
علي أحمد الأديب
يا غزةٌ ! يا مَوئِلَ الفُرْسانِ! يا فَخرَ أمَّتِنا! على الأزمانِ
كالبحرِ صامدةٌ أمامَ عدوِّنا تَبًّا له من مُجرمٍ ثُعبانِ!
فَجَّرْتِ طوفانًا فأغرقَ عُصْبةً فُطِرَتْ على الإجرامِ والطُّغيانِ
لقَّنتِهِمْ دَرسًا مَريرًا طَعْمُهُ و كَسَوتِهِمْ ثوبًا من الخِذْلانِ
وتركتِ بِنيامينَ يمشي ذاهلا فكأنهُ قد مُسَّ من شيطانِ
و جنودُ إسرائيلَ فرُّوا مثلَما فرَّ القطيعُ ؛ لرؤيةِ الذُّؤْبانِ
تُوِّجْتِ غزةُ! تاجَ عِزٍ لم يَزَلْ تاجَ البطولةِ أعظمَ التَّيجانِ
و المسلمون بكلَّ أقطارِ الدُّنى يَقِفُون خَلفَكِ وِقفةَ الشُّجعانِ
قُدّوا السَلاسِلَ وانصُروا إخوانَكمْ لا تَأبَهوا لِنصائحِ الطُّرْشانِ
فإلى متى يا عُرْبُ! طالَ سُباتُكم و إلى متى تَبقَوْن كالصِّيصانِ
فَقِسِيُّكُم صَدِئَتْ رُؤوسُ نِبالِها و رِماحُكُم أضحتْ بغيرِ سِنانِ
و يقُودُكُم للنّصرِ في يومِ اللِّقا لَيْثٌ كخالدَ ؛ فارسِ الفُرسانِ
إن الصهاينةَ - اللِّئَامَ - قلوبُهُمْ اقْسى من الصَّخرِ الصَّفا الصَّوّانِ
لكنهم جُبَنَاءُ في ساحِ الوَغى فَرُّوا أمامَ الأُسْدِ ؛ كالجُرْذانِ
ماذا فعلتُمْ ؟ يا غُزاةُ ! بغَّزةٍ فصُدورُنا تَغلي كما البُركانِ
وعَدوُّنا لن يَرْعَوي عن غَيِّهِ إلّا بِعَضْبٍ صَارمٍ ، و يَماني
و بوَحْدَةٍ عربيَّةٍ تحمي الحِمى و مبادئِ الإسلامِ ، و القرآنِ
والدّمعُ لا يُجْدي فلا كان البُكا لكنَّ جُرْحَكِ غزةٌ ! أبكاني
**********
موقع "الجريدة" الكويتية - 27/10/2023م
طوفان الأقصى
عبد الناصر عليوي العبيدي
اُثْــبُتْ صِهيَونُ فذي غزّةْ مَــثَــلٌ لــلــغيرةِ ، و الــعِزَّةْ
——-
فــجنودُكَ بــاتوا جِــرْذانًا قــد ألقوا الخَوذةَ ، و البِزَّةْ
——-
أيــديــهمْ تــرجُفُ خــائِفةً و كـــأنَّ أصــابَــتهمْ كـِـزَّةْ
——-
و حُصونُكَ أضحتْ عاجِزةً فانــهارَتْ ما احتملتْ هِزَّةْ
——-
ما بالُ غــرورِكَ إذْ يهوي و تَـحَطَّمَ فــورًا مـن لكْزَةْ!
——-
قُــطــعانٌ فـــرّتْ هــارِبةً كَــشِيَاهٍ تركضُ ، أو (مِعْزَةْ)
——-
(فنُبُوخُذُ) عاد ؛ لِيَنتِفَكمْ و سـيَجعَلُ صُوفَكمُو جِزَّةْ
——-
لن يأتيَ (كُورْشُ) لِيُنقِذَكُمْ فـي وقتِ (الحَزَّةِ و اللَّزَّةْ)
**********
"منار الإسلام" 8/10/2023م
---------------------------------------------------------------------
سَدُّوا على الشعبِ المَنافِذَ كُلَّها و تفرعَنُ العُدوانُ والطّغيانُ
في قاع جَوف البحر أُبِّدَ حبْسُنا حتَّى اسْتفاقَ السَّيفُ والنِّيرانُ
مَن ذا يُصَدّقُ أنَّ شَعبًا غارقًا يُنجِيهِ بعد هَلَاكِهِ (الطُّوفانُ)
إبراهيم عدنان ياسين - الديوان
**********
طوفان الأقصى
لدى شُعراء موريتانيا
هذا صباحٌ تُفدِّيهِ الصباحاتُ و فيه تلتئم الحُمرُ الجِراحاتُ
هذا صباح ترى للفعل مُتّٓسعا فيه وضاقت عن القول المِساحات
قد أسرِجت فيه خيلُ الله وانتكست بالقدس للمُعتدين البُهتِ رايات
ولوا كسِرب الدّٓبَى؛ الطوفانُ يجرفهم كأنهم - في مَجَاريه - فُقاعات
والهاربون على وقع الصواعق أسْـ ـرٓى الرُّعب ماهم بأحياء وما ماتوا
الله أكبرُ! في أدبارهم حِمٓم على الجماجم و الأشلاء تقتات
هذا صباحٌ به القسامُ أقسمَ أن لا تطعم النوم في القدس الأُشابات
هذا صباحٌ بَهِيٌّ عانقت خَجَلًا فيه العِقالاتُ مِنَّا ، و العِماماتُ
التقي ولد الشيخ
*********
حدِّثينِي عنِ الصَّباحِ الجميلِ عنْ جهادٍ بنكْهةِ المُستَحيلِ
عنْ رجالٍ - ملثَمينَ - كِرامٍ مالهُمْ - في زمانِنَا - منْ مَثيلِ
أطْعمُوا عَسقلانَ خُبزَ رصاصٍ و سَقوْها - عليْهِ - كأسَ فَتِيلِ
فَإذَا باليَهودِ ما بيْنَ عِلجٍ هارِبٍ ، أو مُكَبَّلٍ ، أو قَتيلِ
يا لَها لحظة منَ المَجدِ أحيَتْ كلَّ ميْتٍ ، وأطْربَتْ كُلَّ جيلٍ
إنَّهُ النَّصرُ فامْلئِي الكوْنَ حَمْدًا و ثناءً على الجَليلِ الجَميلِ
لا تَكُفِّي عن الحَديثِ فشَوقِي - لحدِيثِ الجهادِ - غيْرُ قَليلِ
إنَّه فرحَةٌ أناخَتْ بأرْضي و بأهْلِي - جمعِيهمْ - و قَبيلي
و بدِينِي ، و أمَّتي ، و أراهَا يومَ عيدٍ ، لكلِّ آلِ حَميلِي
محمد أحيد سيدي محمد
*********
كتب اللظى بكتائب القسامِ أسمى بيانٍ لِلعُلا ، و وسامِ
طلعوا كواكبَ عزة و كرامة تحدو زئيرَ الفاتك الضرغام
ليل من العلياء أسفر صبحه بشجى اليهود ، وعزة الإسلام
يا أيها الفجرُ! الذي أحييتنا قربت ما لم يدنُ في الأحلام
فإذا الحياةُ كرامة و إذا الربى فواحةٌ بالمجد ... بالأقدام
تفديكَ أيامُ الحياةِ جميعُها فلأنت - فيها - سَيِّدُ الأيام
********** محمد سالم ولد أعمر
أسرِج خُيولَ الرّجَزِ المُنسَابِ واخلَع بُرُودَ اللَّهْوِ و التَّصَابِي
ما أنتَ واللهوَ وجُند الله هبّْ تشوقُه الجنَّةُ لا برقُ الذَّهْبْ
في يومٍ عزٍّ يستحقُّ أن يُخط بخالص الذّهَبِ حرفًا ونُقَطْ
لله ذاك اليومُ ! كم مجدًا سَطَرْ و مُهَجًا أوردَها صُبحًا سقرْ
دارتْ رحاهُ غلسًا فلا تَسَلْ عن فرح السيوف ثَمَّ و الأسَلْ
فقد شربنَ من نجيع الخَوَنَهْ و إنَّها -على الطُّلى - مؤتمنه
كم سَرَّ قلبي فرحا -وحُقَّ لهْ -مرأى يهوديٍّ يَجُرُّ سِلسله
تعوقه مهما خطا و تُوري في صدره سخائمُ الصدور
و آخَرٌ كان يجول مرَحا فِسيق قسرًا للردى فانبطحا
مشاهدٌ تشفي قلوب جِيلِ آمَنَ بالمقتدر ، الجليل
حَمدًا له سُبحانه ! على ما جاد به على الورى إنعاما
**********
فبينما العالَمُ في نومٍ عَمِيـ ـقٍ سادرًا، و لحظُ عينِه عمي
عمّا يلاقي الأهلُ في مسرى النَّبي وفي قطاع غزَّةَ الشَّهْمِ الأبِي
على يد اليهود إنَّهم أذلّْ ممّا يَخالُ ذو النفاقِ ، و أقَلّْ
و العُرْبُ ما بَينَ مُطبّعٍ مُسِرّْ و مُعلِنٍ - بذنبه - لم يَستَتِر
أنشَا ضِرَارًا خِيفَةَ التَّجْرِيمِ بيتًا يُسَمَّى البَيتِ الِابرَاهِيمِي
يَخدُمُ ما راق نُفُوسَ "أُمَرَا" و إنَّ إبراهيمَ - منه - لَبَرا
هبَّت رياحُ النصرِ و الجِهادِ مُجتازةَ السُّفُوحِ ، و الوِهَاد
تُجري بما اصفَّر من الأماني ماءَ الهنا ، و البشر والتهاني
تُجدّد الإيمان في قلب الوَفي لأُمَّةٍ ذاقتْ صُنوف الجنف
تُعيد للذهن صنيع فِئةِ قليلةٍ ، في فئةٍ كثيرة
حين تلاقى ذانك الجَمْعانِ فكان يومُ النصر، و الفرقان
*********
كتائبَ القسّام ! هكذا الشَّرَفْ يا فوز من دنا فشمَّ واغترَفْ
أعدتِّ للأمّة ، لا لِغزّة معنى الشموخ في سماء العزّة
فلا نبتْ عن قصدها الصوارِمُ و لا انحنتْ إلاَّ لكِ العظائمُ
ولا اعترى ذاك السَّنا ظلامُ و لا عَداكِ النصرُ، و الإلهامُ
*********
ادو النان أحمد يغي
أعياد تشرين
اللهُ أكبرُ ! تشرينٌ لِقَسَّامِ من صَبَّحُونا بمحوِ العار والذامِ
مَن ابدَعُوا بزمان الذل ملحمةً عَرَّت نياشين قَوادٍ ، و حُكَّام
من أثخنوا السبت صِهيَونًا فصَبَّحَهُم
مِنهُم اشاوِسُ فاقوا كلَّ ضِرغامِ
يوم به العزة القعسا لأمتنا مِن المُحيط إلى الأهواز و الشام
لبيت مَقدسنا مَسرى النبيّْ ، ولنا وَعدٌ بتحريره في نيف أعوام
وأرضُ غَزَّةَ حُبلَى بِالكُمَاة على صِدقٍ و فِكرٍ، و تَخطيطٍ بإحكام
والنَّصرُ آتٍ ؛ فشُدُّوا عزمَ إخوتِنا فالقُدسُ أرضُ سلامٍ أرضُ إسلامِ
*********
محمد علي عم الأمين
متع فؤادك هذا النصر أحيانَا إن اليهود سَرابٌ عند لُقيانَا
قتلا وأسرا وغْنما يوم سبتهمو لما تقدم جيش الحق غضبانا
لِلَّهِ يَثأرُ ، لِلقتلى حَرائرِه أسراهُ، مسراهُ، إسلامًا وإيمانا
الله أكبرُ! ها يَسقُونَ شانِئَهم كأسًا دِهاقًا ، جزاء للذي كانا
فهل يُراجع من يهفو سِياسَتَه ويُدرك اليومَ حجمَ القَوم خُسرانا
وهل أتاك حديث من مقاومة يُبدِّد الجُبنَ ، و التهويلَ أحيانا
فالآنَ حِين يُرينا اللهُ قوته وبطشَه ؛ بِألدِّ الناسِ عُدوانا
وقد شفى الصدر بـ (الطوفان) إن له
من قلب غزة طوفانا وبركانا (1)
فهل رأيتَ عميدا في مَذلَّته تخاله من مُدام الجُبن سَكرانا
سيهزم الجمع إن الجمع منهزم فنصرَكَ اللهُ ! إنا نسألُ الآنَا
*********
سيدي محمد سيد إبراهيم الشنقيطي
طُوفانُ أقصانا ، بِه نَتدَثَّرُ إذ لاحَ نصرٌ في الزمان مُظفَّرُ
تشرين"، جاء و للبشائر هزةٌ تعلو المنائر، بالأشاوس تفْخرُ"
تتباشر الأقطار في صلواتها فرحا بما يجري هنا ، و تُكَبِّرُ أسطورة الأمجاد ملحمة الرؤى لا تبعدي ، الله أكبرُ أكبر!
كم ريء علجٌ في هوانِ مذلة أو سيم خسفًا، والرهائن تُؤسرُ
في بغتةٍ غرس العدوُّ إزاءها، علمتمُ التاريخ كيف سيَعبرُ(2)
فلَكَم أعَدتُم لِلبَسَالَةِ حَظَّهَا في أمَّةٍ شرُفَت بكم تستَنصِرُ
يا أيها الأبطال! عودوا ثانيا إن الزمان - بذكركم - يَتعَطَّرُ
نصرا وتمكينا، و حفظا نبعُه ظفرٌ - من الجبار- لا يَتأخَّرُ
********* عبد الفتاح منابه
--------------------------------------------------------------------
(*) أضفت (وقد) في أوله ليستقيم وزنه. (2) لعل الصواب: خَرِسَ؟
يَا آلَ خِنْدِفٍ!
تَعِيثُ فَسَادًا بُهْتُ صِهْيَوْنَ فِي الْقُدْسِ
وَنَحْنُ نَشَاوَى، نَرْقُصُ"الدَّبْكَهْ" فِي الْفَيْسِ
بَنُونَا بِسُوحِ الْقُدْسِ تُذْبَحُ ضَحْوَةً
وَ نِسْوتُنَا حَسْرَى ، تُجَرُّ إِلَى الْحَبْسِ
وَ إِنْ صَرَخَتْ: "وَا نَجْدَتَاهُ" فُتَيَّةٌ
تَنَادَى عَلَيْهَا الْجُنْدُ بِالرَّكْلِ وَالرَّفْسِ
تَعَرَّى نَذِيرُ الْقَوْمِ: يَا آلَ خِنْدِفٍ
أَيَا مَاضِغِي الْمُرَّارِ، يَا نَخْوَةَ الْحُمْسِ!
وَدَوَّى نِدَاءُ الْحَقِّ مِنْ كُلِّ مَسْجِدٍ
أَغِيثُوا حُمَاةَ الْقُدْسِ، لَبُّوا نِدَا الْقُدْسِ
فَلَا أُذُنٌ أَصْغَتْ وَلَمْ تَصْحُ هِمَّةٌ
وَدَامُوا أُسَارَى الْكَأْسِ وَالْهَمْسِ وَاللَّمْسِ
هَنِيئًا لَكُمْ، يَا قَادَةَ "الضَّأْنِ، عَرْشُكُمْ
وَ طِبْتُمْ مُقَامًا، قَادَةَ "الْمَعْزِ"، بِالْكُرْسِي
هُوَ الذُّلُّ يَجْرِي فِي شَرَايِينِ ثُلَّةٍ
سَقَاهَا حُمَيَّا الْهُونِ حُبُّ هَوَى النَّفْسِ
تَخَلَّوْا عَنِ الْإِسْلَامِ يَبْغُونَ عِزَّةً
بِغَيْرِ الَّذِي سَادُوا بِهِ الْخَمْسَ بِالْأَمْسِ
فَمَا حَدَّثَتْهُمْ - بِالْجِهَادِ - نُفُوسُهُمْ
وَ لَا عَرَفُوا تَقْسِيمَ فَيْءٍ عَلَى خَمْسِ
يُوَالُونَ أَنْصَارَ النَّصَارَى جَهَارَةً
وَنَحْوَ بَنِي صِهْيَوْنَ يَسْعَوْنَ بِالْهَمْسِ
يُنَاجُونَ مِنْ تَحْتِ السِّتَارِ وُلَاتَهُمْ
وَ نَبْضَهُمُ يَرْعَوْنَ بِالْجَسِّ ، وَ الْحَدْسِ
لَكُمْ دِينُكُمْ يَا مَنْ تَبِيعُونَ أُمَّةً
بِعَرْشٍ تَهَاوَى ، إِنَّهُ الْبَيْعُ بِالْبَخْسِ
لَنَا مِنْ ذَوِينَا فِي فِلَسْطِينَ فِتْيَةٌ
تَذُودُ عَنِ الْقُدْسِ الشَّرِيفِ بِلَا يَأْسِ
سِلَاحُهُمُو تَقْوًى وَصَبْرٌ وَنَخْوَةٌ
وَعِزٌّ وَإِقْدَامٌ ، إِلَى الطَّعْنِ وَالدَّهْسِ
غَدًا يَضَعُ الطِّفْلُ الْمُشَرَّدُ رِجْلَهُ
عَلَى وَجْهِ نَاتَنْيَاهُ شَرِّ بَنِي الْإِنْسِ
مُحَمَّد عَبْد الله ولد عُمَرُ
*********
يوم من أيام الله
حَدِّثْ بِرَبِّكَ عن يَومٍ مِنَ ايَّامِ جَلَّت عن الوَصفِ في عِزٍّ وإعظامِ
فازت من العدوة الدنيا برؤتها و من حِراءٍ ؛ بإيحاء ، و إلهام
أضحى الغلاف جحيما لليهود ولم يستيقظوا قبل تكبيل بإحكام
تبدل السبت غير السبت فيه ولم تُجد الصياصي و لا أقمار بلعام
اتاهم الخوف من كل الجهات دجى و استبدلوا النوم كابوسا بأحلام
من غزة العزة القعسا قد انطلقت بشائر الفتح تقفو كل قسَّامِي
أحمدُ يحيى باب
*********
تحية إلى القائد مُحمد الضيف وجيشِ القَسَّام
لأيِّ مَدًى تَمضِي خُطاكَ المُظفَّرَةْ وأيَّ سُقوفِ المَجد تَسعى لِتَظْهَرَهْ
ومن أنتَ؟ من أيِّ العصور أتيتَنا لتُطلِعَ في ظلمائنا الشَّمسَ مُسْفِرَةْ
وتبعث في أجداثنا الروحَ بعدما دعتنا زعاماتُ الأذلاءِ : مَقبَرَةْ
أعدت لنا بدرا و حطين مثلما أعدت لجيش الغاصبِ النذلِ خيبرَهْ
د. الشيخ أحمد البان من مشفاه بإسطنبول
من وحي طوفان الأقصى
جَرَّتْ كَتَائِبُ عِزِّ الدِّينِ فِي الطِّينِ في عِزِّ تِشرينَ إخوانَ الشياطينِ
وحطمت جبروت الظلم وانتزعت في غفلة الدهر أوهامَ الأساطين
قتلا وأسرا إذا بالموت صبّحهمْ ومرِّغت منهمِ الأجسام في الطين
الغرقد اليوم يأبى أن يخبِّئهمْ من خلفه فتواروا خلف يقطين
كأن عهد صلاح الدين عاد وقد أضحت فلسطينُ حِطِّينًا بِحِطِّينِ
إن الزمان الذي قد كان يمنعني قالت فلسطين أضحى اليوم يعطيني
قد وطَّنوا - بفلسطينٍ- نفوسَهمُ واستَوطَنُوا بعد تهجيرٍ و تَوطِين
فالوَيلُ للظالِمين الغاشِمين إذًا والعِزُّ والنصرُ للشعبِ الفِلِسطِينِي
لمرابط ولد دياه
*********
من إنتاج الحَدَث
*محمودا بن أحمد سالك:
أمام الشاشة الآن اعتكافي وأعلن - بالمقاومة- اعترافي
و أسجد للذي نصر امتثالا وفي صف المقاومة اصطفافي
وما عاد الزمان زمان زيف لقد بدأ الهجوم على الغلاف
صفا الرَّنَقُ الذي عفنا وعدنا لنشرب من مدام البشر صاف
*محمدن أحمدو العتيق:
زَحَفنَا لا نُبالِي ، و اقتَحَمْنا كآسادِ الشرى ، مُدنَ الغِلافِ
ولَعلَعْنا الرصاصَ بكل فَجٍّ وداهَمنا العِدا تحتَ اللِّحَاف
*سيدي محمد ولد العالم:
جنود الخِزيِ صاروا كالخِرافِ وأهل الحق سادوا في الغِلافِ
و نصرُ الله - للأحباب- آتٍ و عصرُ الظلم آذنَ بانصِراف
*محمد الحافظ دياها:
بأطراف الرماح و بالخِفافِ وبالقصف الشديد على الغلافِ
نَدُّكُّ حُصونَهم دَكًّا عَنِيفًا و نذبحُ جُندَهم ذَبحَ الخِرافِ
ونحرق تلكم الأوباش حرقا فلا تُجدي المِيَاهُ ولا المَطافِي
*محمدُّ سالم ابن جدُّ:
و دَوَّتْ صافِراتٌ في الأعادي بِألحانٍ ، ثقيلاتٍ خفافِ
ومنهم قد هوى قتلى، وأسرى أذِلَّا يُعتَلُونَ مِن الغِلافِ
فريع القوم ، وانطلقوا سراعا خِفَافًا يُهرَعُونَ إلى الفَيَافِي
*محمد يحي ولد الديماني ولد اجريفين:
لقد هَرَبَ اليهودُ وهم حَوافي يُبارُونَ الرِّيَاحَ إلى الفَيَافِي
تدكُّ حُصونَهُم أبطالُ عِزٍّ بغزة في الصميم وفي الغِلافِ
كأنك لم تر الطرقاتِ قفرًا تصول بها الكتائبُ في طوافِ
فأضحَت قُبَّةُ الفُولاذِ نَسجَ الـ ـعناكبِ مِثلَ شَفّافِ اللِّحَافِ
يدوسون الخُدودَ مصعراتٍ يَدُكُّون الحُصونَ على الخِرَافِ
***********
صحيفة "سَدَنَة الحَرْف" الأدبية الثقافية الموريتانية-"المُحيط"- نواكشُوط
زجلية:
ثُور (*)
ثُورْ ..
ثُورْ تحزَّم واشعل التَّنُّور .
ثور ..
مِن حَيفا لذِروَة الجُولانْ
ومن غزَّة لوادي الغُور
ثور ..
وَصِّلها لْعِين الشَّمس
------------------------------------------------------------------
(*) هذه الزجلية الرائعة التي قالها الشاعر قبل سنوات من رحيله تذكرنا بطوفان الأقصى؟!
ثُور ..
وصلها لعين الشمس
ثَورَه من الجَحِيم تْفُور .
ثور ..
الشهادة بالوطن
تعني بدايتنا بطريق النور .
ثور ..
اجبُر عالكَسر يجبُر
بعُونَ الله الكَسر مَجْبُور .
فَجِّرْ ..
كُلّْ شَرايينك
ولا تمضي العُمر ناطُور .
تجَذَّر ..
بالارض شجْرَه
ولا تبقَى جِنح عَصفُور .
المَوتَ اهوَنْ أَلِفْ نُوبَه
منَ العِيشَه بوَطَن مقهُور .
خساره ..
لَلِّي ما يِدْرِي
بايْ لحظَه لزُومِ يثُور
زلزِلها .. تهِزَّ القاع
دمِّرْ .. كل حَديدَ السُّور .
تعلَّمنا بتواريخ البَشَر كُلهُم ..
الِعْصَابة تِنتَهي بجُولَة
وعلى طُول الشَّعِب مَنصُور .
ثُور ، ثُور ..
يا مِستَعمِر ارضِ بلادِي
كُلْ شَي تغيَّر ، كل شَي تحَوَّل
لا تِحلَمْ بِرْجُوع الماضِي
غيرِ الثَّورَة - الطلقَة لا تِتْأمَّل .
ارضِ بْلَادِي
مِلكُ اولادِي
مِلكِ الحِنطَه
وملك المِنجَلْ
غلط وجودك فوق ترابي
غلطك تاريخي من الاول .
جيتك ، ترى جيتك
انا جيتك ..
ما تعرفني شلون
باي شكل باي لون .
نوبه تلقاني بسيارة ،
ونوبه تلقاني بطيارة
ونوبه جني بوسط البحر
بزيه ، من زي البحاره ،
ونوبه تلقاني بالسوق تعاود
تلقاني بالحاره .
بصفارة انذار اطلعلك
بالزمور بضو الشاره اطلعلك
من تحت فراشك اطلعلك
من بين اضراسك اطلعلك
من وردة جوري ،
من شوكه بتين الصباره ،
من المركب ،
من رمل بلادي ،
من حموله تهرب امجادي ،
من تله من سفح الوادي
من شجره وسط البياره .
هَذِي حْلُولِي
فكر بيها ، خطط واسرَحْ ، رُوحْ تأمَّلْ .
حَلِّلْهَا ، فَكِّرْ علَى مَهلَكْ ،
يا تِقبَلهَا - أوْ مَا تِقْبَلْ .
قِصَّتْنَا لازِمْ نِنهِيهَا
ولَو تِشلَع قَلبَكْ ما نِرحَل
*************
شبكة منتديات "الدوايمة"
طُوفَانُ الأَقْصَى
فِي المَقَالَاتِ والأخْبَارِ
زمن الأنفة والتمكين يعود عبرَ غَزَّة
أحمد مولود أكاه
قانون النسبة بين وحدات الزمان وانتماء بعض المواقف والأوقات إلى غير زمانها العادي، نظرية قد عبّر عنها الشّاعر أبو تمام عندما وصف معركة عمّورية التي جرت في عهد الخليفة المعتصم العباسي، فتحدّث عن انتساب تلك الأيام إلى أوقات معركة بدر الكبرى، حيث يراها قبسا من هناك ووهجا من الإشعاع التّاريخي في بدر، لا مجرد أيام من حقبةٍ زمنيةٍ في العصر العباسي، وذلك نظرا لما فاض عبرها من القيمة المعنويّة وتحقّق من النّصر الكبير لكيان الأمّة، حيث قال أبو تمام عن عمّورية:
إن كان بين ليالي الدّهر من رَحِم موْصولة أو ذِمام غير مقتضبِ
فبَين أيامك اللّاتي نُصرت بها و بين أيام بدر أقربُ النسبِ
نعاين صور أبناء غزة، ومشاهدهم القادمة من التّاريخ الإسلامي وزمان الأنَفَة والتّمكين، عبر لقطاتِ إقدامهم المهيب في عمليات طوفان الأقصى وما أظهروه
إنّه قانون اللّحظة الأقوى حين تخرج عن إطارها الزّمني، منتسبةً إلى عهودها، على نحو ما عبّر به الآخر متقاطعا مع هذه النظرية:
أضحى الزمان جديدا مثل عادته في أعصر الرّاشدين السادة الخلفا
يصحو اليوم هذا المعنى بقوّةٍ في الأذهان، ونحن نعاين صور أبناء غزة، ومشاهدهم القادمة من التّاريخ الإسلامي وزمان الأنَفَة والتمكين، عبر لقطات إقدامهم المهيب في عمليّات طوفان الأقصى وما أظهروه فكانت أبيات قصيدة أبي تمّام تزاحم المشهد من جديدٍ لتكونَ من ضمن تعابير اللّحظة في وصف طوفان الأقصى وقوّة التّحدي التي أبداها وطبيعة الأهداف التي استطاع الوصول إليها الرّعيل الجديد من شباب الأقصى رغم عجز الكلمات عن مستوى التّعبير في مثل هذا الموقف أحيانا كما قد لاحظ ذلك أبو تمام:
فتح الفتوح تعالى أن يُحيط به نظمٌ من الشعر أو نثر من الخطبِ
جاء جيل السّبت السابع من أكتوبر ليعزّز مسار التّحرير وإلحاق الهزيمة بجيش العدى
استيقظ العالم الإسلامي والعربيّ في صباح معركة طوفان الأقصى، على نسائم غير النّسائم التي اعتادها، نسائم بثّت أجواؤها روحا مشرقةً في نفس كلّ متابعٍ مكلوم الفؤاد يتوق لتحرير الأرض السليبة وكفكفة جراحها، كان صباحا منعشا لمعنويّات جموع أمّة الأقصى وهي تتابع هذا التّطور الذي وصله جيل الأقصى، فأصبح قادرا على النّيل من المحتلّين بهذه الدّرجة، بل جاء التّعبير عن ذلك بقوّة من خارج أوساط اللّغة العربية، فقد كان من ضمن المنشورات الغربية المتداولة، منشور تضمّن صورتين إحداهما لأطفال الحجارة وهم يقاومون دبابات المحتلين في بداية الألفين، وأخرى عن مشاهدهم اليوم وهم يقتادون مستقلّي هذه الدّبابات وقد غلبوهم على أمرهم، حيث كان التّعليق المرافق في المنشور باللغة الإيطالية "كبر الأولاد"، وهذا ما يوقظ ويستدعي من جانب آخر تلك المعاني التي كان العرب يرتقبونها في بنيهم منتظرين يوم يكبرون ليصونوا الحمى ويحمُوا الدّيار، وقد كانت قصة والدة الصّحابي الزّبير بن العوام رضي الله عنه جزءا من هذا، فقد كان من أمانيها التي تعلّقها على مستقبل ابنها أن "يهزم الجيش ويأتي بالسَّلَب"، وكذلك جاء جيل السّبت السّابع من أكتوبر ليعزّز مسار التّحرير وإلحاق الهزيمة بجيشِ العدى ..
رغم مستوى المتاح، والتّضييق الذي تعيشه غزّة ومدن فلسطين، ومحدوديّة الإمكانات، فإنه ما استطاع هؤلاء إلّا يهندسوا فجرا بهيِّا غَلّابا، يضخّ الأمل ويتابعه الناس
أرسل أبناء "طوفان الأقصى" رسائلهم القوية، وأتحفوا الأمّة الإسلاميّة بصباح مشرق، ينطبق عليه قول الشّاعر:
أثلجتَ صدر الشّرق يا يوم المُنى وشفيتَ في النفس الغليل الصّادي
و بعثتَ في روح الحزين تعزّيا عن عزة ، راحت بمجد غادِ
و ضَمَدْتَ للإسلام جُرحا طالما مرَّ الزمانُ ، و لم يفز بضمادِ
كانوا كذلك، فرغم مُستوى المُتاح، والتّضييق الذي تعيشه غزة ومدن فلسطين، ومحدودية الإمكانات، فإنه ما استطاع هؤلاء إلّا يهندسوا فجرا بَهِيًّا غَلّابا، يضخّ الأمل ويتابعه النّاس معبّرين بالقول:
من كان يحسب أن يفوز على العِدى قوم لهم كل الوجود مُعادِي
ولكنه حسن التّخطيط وعدم الرضا بالغياب، لتبدأ عمليات منوالهم:
فشنَّ عليهم هزة السّيف ثابت و صمّم فيهم بالحُسام المسيَبُ
هناك من عُمق التاريخ، تُطلّ العديد من المقولات الأدبيّة العربية لتجد نفسها صادقةً مُتمثّلة في واقع جيل الأقصى المنافح والمكافح للاستعمار فتتجدّد الحياة الواقعيّة إلى جانب الحياة الأدبيّة
وكانوا في جبهات التّلاقي، جنودها المظفّرين:
في جحفل سَدّوا البسيطة كثرة لم تلق مِثلهم النواظر جَحفلا
ولكبار الشعراء والبارودي يمثلهم، حُضورهم في وصف أبطال المشهد:
ترانا بها كالأسد نرصد غارةً يطير بها فَتْق من الصبح لامحُ
نغير على الأعداء والصّبح باسم ونأوي إلى الأدغال والليل جانحُ
وهناك من عمق التّاريخ، تطلّ العديد من المقولات الأدبية العربية لتجد نفسها صادقةً متمثّلةً في واقع جيل الأقصى المنافح والمكافح للاستعمار فتتجدّد الحياة الواقعيّة إلى جانب الحياة الأدبيّة، في حديث أبي الطيّب عن مضاء رجال سيف الدولة وصور النكال بأعدائهم التي تصل صورها المختلفة إلى مثل قوله "وكنت إذا كاتبته قبل هذه، كتبتُ إليه في قذال الدّمستق".
*موقع "الجزيرة"- مدونات، 10/10/2023م.
"الثقافة مقاومة" ..
قصائد غاضبة تجتمع في عَمَّان لتمجيد بُطولة غزة
توفيق عابد
عمّان- 31/10/2023م
وسط جمهور من النخبة في مملكة الأردن وتحت شعار "الثقافة مقاومة" نظم بيت الثقافة والفنون 3 أمسيات شعرية بدأت السبت الماضي بمشاركة 4 شعراء هم أحمد أبو إسليم وعلي الفاعوري والدكتور حربي المصري والدكتور سعيد يعقوب، واختتمت بالعاصمة الأردنية مساء أمس الاثنين.
وتخلل الأمسيات معرض للكتاب نظمته دار خطوط ضم مؤلفات متنوعة عبرت في مجملها عن حالة الغضب وتغنّت بالصمود الأسطوري للمقاومة والتضحيات التي قدمها شعب لا يكره أحدا لكنه يحب وطنه وعلى استعداد لأن يفتديه، ويتطلع للحرية والحياة في منأى عن المحتل وحصاره.
وقد غلبت على ما يقرب من 10 قصائد اللهجة الخطابية الناقدة والجارحة في بعضها لواقع العرب الرسمي، لكنها تنسجم وما رددته حناجر المواطنين الذين تظاهروا في الميادين والمسيرات نحو الوطن الفلسطيني مطالبة بفتح الحدود، أو من تجمعوا أمام سفارات الدول التي دعمت القاتل وانتصرت له على حساب دماء الأبرياء في غزة.
وخلدت الأمسيات البطولة والثبات على الأرض مهما غلت التضحيات، وأكدت أن الوطن ليس قطعة غيار، في إشارة للتهجير أو ما يريده المحتل من نكبة جديدة للفلسطينيين.
غزة غيرت وجه العالم
وفي الأمسية التي عقدت مساء أمس تلا الشاعر أحمد أبو إسليم 5 قصائد نالت إعجاب الحضور، ومن عناوينها: "في الحياة" و"دمهم مطر" و"عبد الّله" و"صباح الدم إسرائيل."
ومن قصيدة " غزة " نقتطف بتصرف:
في الموت طفل لم يجد قبرا يلم عظامه
رجل يفتش عن ملامح وجهه… بعض الثياب تقيأت
جسدا تعفر بالتراب وطفلة
نسي المؤذن صوته
عند الولادة في ثنايا أذنها
فتقافزت "الله أكبر" مع بقايا لحمها
الشاعر علي الفاعوري: حاولت أن أكون واقعيا في قراءة المشهد العربي (الجزيرة)
وفي حديث للجزيرة نت قال أبو إسليم "غزة غيرت معالم الواقع في يوم واحد، ومن خلال القصيدة أحاول أن أرفع من قيمة المقاومة الفلسطينية في الوقت الذي تخلى العالم عنها وعن فلسطين".
وحول دور المثقفين عقب عملية "طوفان الأقصى" -التي أطلقتها المقاومة ضد إسرائيل"- يرى أبو إسليم الذي لُقب بـ "شاعر القضية" في مسابقة "أمير الشعراء 2008" أنه على المثقف بالذات أن "ينتصر للمقاومة حتى لو كان يسير عكس التيار، وحتى لو كان الثمن خسارة بعض المصالح الذاتية، لأنه حين يغلب المصالح الذاتية على العامة، وهذا شأن الكثير من المثقفين، نجد أن الثقافة تفقد محتواها كمحرض للوعي ورافعة للواقع".
الشعر رصاصة
أما الشاعر علي الفاعوري فألقى قصيدة جديدة تحمل الكثير من الإسقاطات السياسية بعنوان "غزة" وهي آخر قصيدة وطنية كتبها، ومنها:
أي شعر و غزة اليوم تحكي قصة المجد ، و العلا بالدماء
وحدها الآن و الملايين نمل و غثاء ، يشي بطول غثاء
وحدها الآن و الإذاعات بوق أرعن الصورة مختتن بالرغاء
أشرب الصبر من كؤوس المنايا نشرب الخمر في كؤوس ضباء
و ننادي سيوف من ذبحونا و تمادوا - منّا - لذل النداء
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الفاعوري إنه حاول ما أسماه "تقشير الواقع السياسي" وأن يكون واقعيا في قراءة المشهد العربي تجاه ما تحصده آلة القتل الصهيونية في غزة.
وقال الفاعوري "على الشعر أن يخرج من خلف الستار ويقف مكشوف الوجه أمام كل هذا التخاذل العربي والعالمي.. وعلى الشعر أن يكون رصاصة قبل أن يكون كلمة تقال".
فالبطل في مجمل القصائد هو النموذج الشعري، أكان مقاتلا يمتشق سلاحه أو مواطنا فقد عائلته أو بيته، وصبر وتحمّل قذائف الحقد، أو عاملا في الجهاز الطبي أو الدفاع المدني، كما جاء في قصيدة الدكتور سعيد يعقوب:
سلمت يمينُكَ أيها البطلُ! يا من بها يستنبت لها الأملُ
لولاك نار الصدر ما انطفأت كلاّ و لا شفيت به الغللُ
ستظل نورا خلف مشعله تمشي ولو طالت بنا السُّبُلُ
الشاعر سعيد يعقوب يطالب بإسناد المقاومة الفلسطينية (الجزيرة)
وقال الشاعر الدكتور حربي المصري للجزيرة نت "إننا كمثقفين عرب علينا واجب دعم المقاومة باعتبارها النهج المثمر في مواجهة المشروع الصهيوني وإسنادها بالكلمة المقاتلة وتحريض جماهيرنا على الصمود مهما غلت التضحيات".
وفي قصيدته التي القاها في أمسية السبت بعنوان "عودة جسّاس" نقتبس منها بتصرف:
جهّز سهامك ، قالت الأقواسُ عار، و يأتي بعده الجسّاسُ
و تعود بكر من خيام شتاتها تمشي و يرشد ضعنهم نخّاس
قالوا تصالح ليس ثمة مخرج وأغمد سيوفك ما لنا متراسُ
الصلح لا يُجدي فجرّد كفنا من كفهم ؛ فجميعهم أنجاس
والصلح لا يجدي ودمعة مسجد تهمس وتعزف حزنها الأجراس
القدس خط فاص ل قال الذي في صفِّه ، الأقدارُ و الأقداس
أدعو الجليلة كي تجيّش نخوة للقدس يصنع نصرها الحُرَّاسُ
طوفان الأقصى
وعقب الأمسية قال الشاعر والتشكيلي محمد العامري للجزيرة نت إن حدث "طوفان الأقصى" استثنائي في تاريخ المقاومة الفلسطينية وما أنجزته خلال ساعات، وصمودها على الأرض رغم التضحيات يعتبر صادما للمحتل والعلوم العسكرية العربية والأجنبية.
وأضاف أن الحدث الكبير "أسقط فكرة الحضارة الغربية لكونها اتخذت موقفا مؤيدا للقاتل، ممّا قاد إلى رفع منسوب الكراهية لدى المواطن العربي تجاه الغرب والكيان المحتل، وتساوى الغرب الحضاري مع القاتل".
وحول تقييمه لمدى تجاوب القصائد مع "طوفان الأقصى" رأى العامري أن الشاعر لم يكن منفصلا عن قضاياه المحورية والإنسانية، فقد ألقى الشاعر حربي المصري، وهو بالمناسبة مختص بالكيمياء، قصائد ترتقي بقدر كبير إلى نبض الشارع العربي، وهي ناقدة بشكل جارح للمواقف العربية الباهتة.
وحسب رؤيته فقد غلبت على قصائد أمسية السبت النبرة العالية، فـ "القصيدة الخطابية" هي ما يتناسب وطبيعة حناجر الجماهير العالمية أجمع، والعربي خاصة.
الشاعر مظهر عاصف: لا يمكن لألف شاعر كالمتنبي أن يعبروا عن نقطة دم واحدة أريقت (الجزيرة)
المقاومة واسترداد الحقوق
وفي أمسية الأحد، قدم الشاعر الدكتور سعيد يعقوب 3 مقاطع من قصيدة "طوفان الأقصى" منها بتصرف:
سَلِمَتْ يَمِينُكَ أَيُّهَا البَطَلُ! يَا مَنْ بِهَا يُسْتَنْبَتُ الأَمَلُ
لَوْلَاكَ نَارُ الصَّدْرِ مَا انْطَفَأَتْ كَلَّا ، وَ لَا شُفِيَتْ بِهِ الغُلَلُ
وَ شَغَلْتَ نَفْسَكَ بِالعُلَا هَدَفًا وَ النَّاسُ - بِالَّلذَّاتِ - تَنْشَغِلُ
سَتَظَلُّ نُورًا خَلْفَ مِشْعَلِهِ نَمْشِي وَلَوْ طَالَتْ بِنَا السُّبُلُ
مَهْمَا عَلَيْنَا أَجْلَبَ الأَعْدَاءُ وَتَغَطْرَسَ الأَنْذَالُ ، وَ العُمَلَاءُ
وَبَغَى عَلَيْنَا الظَّالِمُونَ وَحَشَّدُوا وَقَسَا المُصَابُ وَطَالَتِ الظَّلْمَاءُ
تَمْتَدُّ فِي قَلْبِ التُّرَابِ جُذُورُنَا وَ لَنَا - بِرَغْمِ الحَاقِدِينَ- بَقَاءُ
وَجِبَاهُنَا رَايَاتُ عِزٍّ فِي المَدَى وَرُؤُوسُنا - فَوْقَ السَّمَاءِ- سَمَاءُ
بَاقُونَ رَغْمَ القَصْفِ وَالتَّدْمِيرِ بَاقُونَ رَغْمَ رَسَائِلِ التَّحْذِيرِ
وَشْمٌ عَلَى وَجْهِ الزَّمَانِ وُجُودُنَا بَاقٍ ، بِرَغْمِ جَرَائِمِ التَّطْهِيرِ
هَذِي البِلَادُ بِهَا نَزِيدُ تَجَذُّرًا وَ وُجُودُكُمْ فِيهَا بِغَيْرِ جُذُورِ
وَسَتَرْحَلُونَ وَ قَدْ غَشَتْكُمْ ذِلَّةٌ مَعَ خِزْيِ عَاقِبَةٍ وَ شَرِّ مَصِيرِ
هَذِيْ الجَرَائِمُ لَمْ يَسْمَعْ بِهَا البَشَرُ وَلَا المَغُولُ بِهَا جَاؤُوا وَلَا التَّتَرُ
هَذِيْ الجَرَائِمُ لَمْ تَسْمَعْ بِهَا أُذُنٌ وَلَا رَأَى عُشْرَهَا مَهْمَا رَأَى بَصَرُ
هَذِيْ الجَرَائِمُ لَا الحَيْوَانُ قَارَفَهَا وَلَا الشَّيَاطِينُ لَوْ هَمُّوا بِهَا قَدِرُوا
رُدُّوا عَلَيْهِمْ بِأَضْعَافٍ مُضَاعَفَةٍ وَعَاقِبُوهُمْ ، وَلَا تُبْقُوا ، وَلَا تَذَرُوا
وفي حديثه للجزيرة نت، قال الشاعر سعيد يعقوب: إن قصائده تضمنت مجموعة من الرسائل الموجهة لأبناء الأمة عموما، أولاها التأشير على حجم الدمار الهائل الذي ارتكبته قوات الاحتلال بقصفها الممنهج لتدمير معالم الحياة في قطاع غزة في حرب إبادة وتطهير عرقي، والثانية التوعية بضرورة إسناد المقاومة وأهل غزة بأسباب المنعة والقوة والثبات.
وتضمنت الرسالة الثالثة التحذير من الخطر القادم والداهم من العدو الذي يستفرد اليوم بغزة، وسينتقل إلى أدوار أخرى للقضاء على أمتنا العربية والحضارة الإسلامية، وهناك رسالة موجهة للمقاومة تمجد البطولة وتدعم الصمود، وتشد على أيدي المقاومين لمواصلة تحدي آلة الدمار الإسرائيلي باعتبارها الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المشروعة.
وقال الدكتور يعقوب: إنه كتب ديوانا كاملا بعنوان "غزة تنتصر" عقب عدوان 2014 بحكم أن الشاعر "زرقاء اليمامة" في مجتمعه يرى بعيون القلب حسب وصفه، لكنه استدرك بالقول إنه يؤمن أن الحق لا يمكن استرجاعه إلا بالمقاومة، واعتمادها خيارا وحلا وحيدا من أجل التحرر من الاحتلال، ولا بد من دفع ثمن باهظ، فنحن ندافع عن أرضنا وعرضنا وديننا وهويتنا العربية الإسلامية".
قصائد تَحرِقُ الصمتَ والضعفَ
وعن مدى تعبير قصائد 3 أمسيات شعرية عن تطلعات الأهل في فلسطين المحتلة، قال الشاعر مظهر عاصف الذي حضر الأمسية: "لقد عبَّرتُ إلى حد كبير، ولكن الوجع الممتد من المحيط إلى الخليج يجعل من غير الممكن لألف شاعر كالمتنبي أن يُعبِّروا عن نقطة دم واحدة أريقت، والوجع هو كما قال الراحل نزار قباني (لا يستطيع أن يعبر عن فمي إلا فمي)".
وأضاف -في حديث للجزيرة نت- أن الذي يعبر عن الوجع "هو الذي يصدره طفل أخرجوه من بين الأنقاض شهيدا أو جريحا أو ناجيا إلى حين، كما الوجوه التي ترى فيها آثار الحياة والموت، هو صوت الانفجارات والنيران، صوت الهدوء الذي يسبق الموت، الفرحة التي يصبّر الناس أنفسهم بها عند أي خبر عابر عن انتصار واحد، ولو كان بسيطا على شكل كلمة أو جملة أو عبارة وردت على لسان أحد المقاومين أو المتجذرين في أرضهم".
ويرى أننا "نجتر الحزن منذ 75 عاما" وأن "الوجع العربي أكان متعلقا بقضيتنا الأولى فلسطين، أو بقضايا الأوطان العربية الجريحة كسوريا وليبيا واليمن والسودان، يدفعنا دوما إلى إراقة الحبر على الورق، تماشيا مع إراقة دم الأبرياء والمظلومين على الأرض".
وقال أيضا: إن الشعر ترجمة لكل ما يجري حولنا "لكنه عندما يتعلق بقضية فلسطين فإنه يأخذك نحو التحريض على المقاومة، ورفض المحتل، وإظهار العداء لكل من يُبرر جرائم هذا الكيان الغاصب، ولن تجد في القصيدة الحقيقية دعوة للتسامح والتعايش أو أسئلة عن سبب العداء، فهي قصيدة واضحة المعالم تعرفها بعينها منذ أول السطر، وتظهر لك طرفي المعادلة: صاحب الأرض ومغتصبها".
ويُواصل مظهر عاصف بالقول: "كانت القصيدة على الورق أشبه بالجمر الذي يحرق الصمت والضعف الذي يسكننا.. كانت تسير على صفيح ساخن نحو أمل يتعلق بالجميع ويتمناه الجميع بمن فيهم من لم يقرأ بيتا واحدا من الشعر"، ويضيف: "هذه الأحداث لم تفجر إبداع الشاعر بل فجّرت الشاعر نفسه من الحزن".
"طوفان الأقصى" ..
الموريتانيون يصدحون شعرا في تفاعلهم مع فلسطين
نواكشوط - "عربي 21" - محمد ولد شينا 8/10/2023م
تفاعل عدد من المواطنين في موريتانيا بشكل واسع مع عملية "طوفان الأقصى"، بالخروج في مسيرات شعبية، معبرين عن دعمهم للمقاومة الفلسطينية؛ فيما نسج عدد من الشعراء قصائد ومقاطع شعرية، دعما للعملية التي أطلقتها كتائب القسام التابعة لحركة حماس، في غلاف غزة ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، كتب الشاعر التقي ولد الشيخ، قصيدة، قال فيها:
هذا صباح تُفدِّيه الصباحات *** وفيه تلتئم الحُمرُ الجراحات
هذا صباح ترى للفعل مُتّٓسعا *** فيه وضاقت عن القول المساحات
قد أسرجت فيه خيل الله وانتكست *** بالقدس للمعتدين البُهت رايات
ولوا كسرب الدّٓبى؛ الطوفانُ يجرفهم *** كأنهم في مجاريه فقاعات
والهاربون على وقع الصواعق أسْـ ـرٓى الرعب ماهم بأحياء وما ماتوا
الله أكبر في أدبارهم حِمٓم *** على الجماجم والأشلاء تقتات
هذا صباح به القسام أقسم أن *** لا تطعم النوم في القدس الأُشابات
هذا صباح بهي عانقت خجلا *** فيه العقالات منا والعمامات
بدوره، كتب الشاعر سيدي محمد سيد إبراهيم الشنقيطي، قصيدة، قال فيها:
متع فؤادك هذا النصر أحيانا *** إن اليهود سرابٌ عند لقيانا
قتلا وأسرا وغْنما يوم سبتهمو *** لما تقدم جيش الحق غضبانا
لله يثأر للقتلى حرائره *** أسراه مسراه إسلاما وإيمانا
الله أكبر ها يسقون شانئهم *** كأسا دهاقا، جزاء للذي كانا
فهل يراجع من يهفو سياسته *** ويدرك اليوم حجم القوم خسرانا
وهل أتاك حديث من مقاومة *** يبدد الجبن والتهويل أحيانا
فالآن حين يرينا الله قوته *** وبطشه بألد الناس عدوانا
شفى الصدر ب(الطوفان) إن له *** من قلب غزة طوفانا وبركانا
فهل رأيت عميدا في مذلته *** تخاله من مدام الجبن سكرانا
سيهزم الجمع إن الجمع منهزم *** فنصرك الله إنا نسأل الآنا
وتفاعل الشاعر محمد سالم ولد أعمر، مع طوفان الأقصى قائلا:
كتب اللظى بكتائب القسام *** أسمى بيان للعلا ووسام
طلعوا كواكب عزة وكرامة *** تحدو زئير الفاتك الضرغام
ليل من العلياء أسفر صبحه *** بشجى اليهود وعزة الإسلام
يا أيها الفجر الذي أحييتنا *** قربت ما لم يدن في الأحلام
فإذا الحياة كرامة وإذا الربى *** فواحة بالمجد... بالأقدام
تفديك أيام الحياة جميعها *** فلأنت فيها سيد الأيام
تضامن شعبي ودعوات للتبرع:
وتضامن الموريتانيون بشكل واسع مع المقاومة الفلسطينية، حيث أصدرت كافة الأحزاب السياسية، بما فيها حزب "الإنصاف" الحاكم وجميع أحزاب المعارضة، بيانات داعمة للمقاومة الفلسطينية، مطالبين مؤازرتها سياسيا وإعلاميا.
ووصفت الأحزاب السياسية الموريتانية عملية "طوفان الأقصى" بالقول إنها "غير المسبوقة"، مؤكدة أنها "ردة فعل طبيعية طال انتظارها، واستحقاق نضالي تستوفيه المقاومة دفعا لصولة عدو متغطرس أمعن قتلا وأسرا وتشريدا وحصارا وتقطيعا وعبثا في الأرض".
في غضون ذلك، خرج عدد من سكان العاصمة نواكشوط في مسيرة مؤيدة للمقاومة الفلسطينية، ومساندة للعملية العسكرية التي نفذتها كتائب القسام؛ حيث رفعت في المسيرة الأعلام الفلسطينية والموريتانية، ولافتات تحملُ عنوان "طوفان الأقصى"، كما ردد المشاركون فيها هتافات مؤيدة للمقاومة ومنددة بالاحتلال الإسرائيلي.
موقف الحكومة
إلى ذلك، حمّلت الحكومة الموريتانية مسؤولية التصعيد الجاري في الأراضي الفلسطينية لسلطات الاحتلال الإسرائيلية.
وقالت الخارجية الموريتانية، في بيان لها، إن "ما يجري نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني ولحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتماد في التوسع الاستيطاني".
وجددت الحكومة الموريتانية "موقفها الداعم للحل السلمي العادل، الذي يحفظ للشعب الفلسطيني حقه المشروع في الكرامة والسيادة في إطار دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية"؛ فيما شددت على ضرورة أن "يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف دائرة العنف في المنطقة وإقامة سلام دائم به".
الموريتانيون يتفاعلون شعرا مع عملية "طوفان الأقصى"
الأخبار- 7/10/2023م
الأخبار- (نواكشوط)
*تفاعل الشعب الموريتاني اليوم مع العملية العسكرية التي أعلنها القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام محمد الضيف صباح اليوم، وحملت اسم "طوفان الأقصى"، حيث أنتج العديد منهم قصائد ومقاطع شعرية، فيما عرفت نواكشوط وقفة مساندة للمقاومة وسط نواكشوط.
وشارك العديد من الشعراء في التفاعل مع العملية، حيث كتب الشاعر التقي ولد الشيخ تعليقا على العملية تحت عنوان: "صباح استثنائي":
هذا صباح تُفدِّيه الصباحات *** وفيه تلتئم الحُمرُ الجراحات
هذا صباح ترى للفعل مُتّٓسعا *** فيه وضاقت عن القول المساحات
قد أسرجت فيه خيل الله وانتكست *** بالقدس للمعتدين البُهت رايات
ولوا كسرب الدّٓبى؛ الطوفانُ يجرفهم *** كأنهم في مجاريه فقاعات
والهاربون على وقع الصواعق أسْ رٓى الرعب ماهم بأحياء وما ماتوا
الله أكبر في أدبارهم حِمٓم *** على الجماجم والأشلاء تقتات
هذا صباح به القسام أقسم أن *** لا تطعم النوم في القدس الأُشابات
هذا صباح بهي عانقت خجلا *** فيه العقالات منا والعمامات
*أما الشاعر محمد أحيد سيدي محمد، فكتب:
حدِّثينِي عنِ الصَّباحِ الجميلِ *** عنْ جهادٍ بنكْهةِ المُستَحيلِ
عنْ رجالٍ ملثَمينَ كرامٍ *** مالهُمْ في زمانِنَا منْ مَثيلِ
أطْعمُوا عَسقلانَ خُبزَ رصاصٍ *** وسقوْها عليْهِ كأسَ فَتيلِ
فَإذَا باليَهودِ ما بيْنَ علجٍ *** هارِبٍ أو مُكبَّلٍ أو قَتيلِ
يا لَها لحظة منَ المَجدِ أحيَتْ *** كلَّ ميْتٍ وأطْربَتْ كُلَّ جيلٍ
إنَّهُ النَّصرُ فامْلئِي الكوْنَ حَمْدًا *** وثناءً على الجَليلِ الجَميلِ
لا تَكُفِّي عن الحَديثِ فشَوقِي *** لحدِيثِ الجهادِ غيْرُ قَليلِ
إنَّه فرحَةٌ أناخَتْ بأرْضي *** وبأهْلِي جمعِيهمْ وقَبيلي
وبدِينِي وأمَّتي وأراهَا *** يومَ عيدٍ لكلِّ آلِ حَميلِي
*كما شارك في التفاعل مع العملية الشاعر سيدي محمد سيد إبراهيم الشنقيطي:
متع فؤادك هذا النصر أحيانا *** إن اليهود سرابٌ عند لقيانا
قتلا وأسرا وغْنما يوم سبتهمو *** لما تقدم جيش الحق غضبانا
لله يثأر للقتلى حرائره *** أسراه مسراه إسلاما وإيمانا
الله أكبر ها يسقون شانئهم *** كأسا دهاقا، جزاء للذي كانا
فهل يراجع من يهفو سياسته *** ويدرك اليوم حجم القوم خسرانا
وهل أتاك حديث من مقاومة *** يبدد الجبن والتهويل أحيانا
فالآن حين يرينا الله قوته *** وبطشه بألد الناس عدوانا
شفى الصدر ب(الطوفان) إن له *** من قلب غزة طوفانا وبركانا
فهل رأيت عميدا في مذلته *** تخاله من مدام الجبن سكرانا
سيهزم الجمع إن الجمع منهزم *** فنصرك الله إنا نسأل الآنا
فيما كتب الشاعر محمد سالم ولد أعمر:
كتب اللظى بكتائب القسام *** أسمى بيان للعلا ووسام
طلعوا كواكب عزة وكرامة *** تحدو زئير الفاتك الضرغام
ليل من العلياء أسفر صبحه *** بشجى اليهود وعزة الإسلام
يا أيها الفجر الذي أحييتنا *** قربت ما لم يدن في الأحلام
فإذا الحياة كرامة وإذا الربى *** فواحة بالمجد... بالأقدام
تفديك أيام الحياة جميعها *** فلأنت فيها سيد الأيام
-----------------------------------------------------------------
شعراء موريتانيا يباركون شعرا عملية "طوفان الأقصى" المجيدة
نواكشوط - المحيط:
تعتبر القضية الفلسطينية في موريتانيا "قضية وطنية" عليها إجماع كل الموريتانيين شعبا وحكومة.
وقد أعلنت الحكومة الموريتانية والقوى الحية في البلاد من أحزاب ومنظمات وهيئات وقوفها الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم قضيته العادلة وذلك منذ اللحظات الأولى لانطلاقة عملية "طوفان الأقصى" المجيدة.
وقد تسابق الشعراء الموريتانيين بدورهم للتعبير شعرا عن فرحهم بهذه العملية المباركة.
وفيما يلي ننشر لكم بعض الطوفان الشعري الموريتاني المُؤازر للحق ورجال الحق:
*الشاعر محمد علي عم الأمين .. أعياد تشرين:
الله أكبر ! تشرين لقسام من صبحونا بمحوِ العار والذام
من ابدعوا بزمان الذل ملحمة عَرَّت نياشين قَوادٍ ، و حكام
من أثخنوا السبت صهيونًا فصبحهم
منهم اشاوس فاقوا كل ضرغام
يوم به العزة القعسا لأمتنا من المحيط إلى الأهواز والشام
لبيت مقدسنا مسرى النبيّْ ، ولنا وعد بتحريره في نيف أعوام
وأرض غزة حُبلى بالكماة على صدق و فكر، و تخطيط بإحكام
والنصر آت ؛ فشدوا عزم إخوتنا فالقدس أرض سلام أرض إسلام
*الشاعر مُحَمَّد عَبْد الله ولد عُمَرُ ..
يا آلَ خِنْدِفَ!
تَعِيثُ فَسَادًا بُهْتُ صِهْيَوْنَ فِي الْقُدْسِ
وَنَحْنُ نَشَاوَى، نَرْقُصُ"الدَّبْكَهْ" فِي الْفَيْسِ
بَنُونَا بِسُوحِ الْقُدْسِ تُذْبَحُ ضَحْوَةً
وَ نِسْوتُنَا حَسْرَى ، تُجَرُّ إِلَى الْحَبْسِ
وَإِنْ صَرَخَتْ: "وَا نَجْدَتَاهُ" فُتَيَّةٌ
تَنَادَى عَلَيْهَا الْجُنْدُ بِالرَّكْلِ وَالرَّفْسِ
تَعَرَّى نَذِيرُ الْقَوْمِ: يَا آلَ خِنْدِفٍ
أَيَا مَاضِغِي الْمُرَّارِ، يَا نَخْوَةَ الْحُمْسِ
وَدَوَّى نِدَاءُ الْحَقِّ مِنْ كُلِّ مَسْجِدٍ
أَغِيثُوا حُمَاةَ الْقُدْسِ، لَبُّوا نِدَا الْقُدْسِ
فَلَا أُذُنٌ أَصْغَتْ وَلَمْ تَصْحُ هِمَّةٌ
وَدَامُوا أُسَارَى الْكَأْسِ وَالْهَمْسِ وَاللَّمْسِ
هَنِيئًا لَكُمْ، يَا قَادَةَ "الضَّأْنِ، عَرْشُكُمْ
وَطِبْتُمْ مُقَامًا، قَادَةَ "الْمَعْزِ"، بِالْكُرْسِي
هُوَ الذُّلُّ يَجْرِي فِي شَرَايِينِ ثُلَّةٍ
سَقَاهَا حُمَيَّا الْهُونِ حُبُّ هَوَى النَّفْسِ
تَخَلَّوْا عَنِ الْإِسْلَامِ يَبْغُونَ عِزَّةً
بِغَيْرِ الَّذِي سَادُوا بِهِ الْخَمْسَ بِالْأَمْسِ
فَمَا حَدَّثَتْهُمْ - بِالْجِهَادِ - نُفُوسُهُمْ
وَ لَا عَرَفُوا تَقْسِيمَ فَيْءٍ عَلَى خَمْسِ
يُوَالُونَ أَنْصَارَ النَّصَارَى جَهَارَةً
وَنَحْوَ بَنِي صِهْيَوْنَ يَسْعَوْنَ بِالْهَمْسِ
يُنَاجُونَ مِنْ تَحْتِ السِّتَارِ وُلَاتَهُمْ
وَنَبْضَهُمُ يَرْعَوْنَ بِالْجَسِّ ، وَالْحَدْسِ
لَكُمْ دِينُكُمْ يَا مَنْ تَبِيعُونَ أُمَّةً
بِعَرْشٍ تَهَاوَى ، إِنَّهُ الْبَيْعُ بِالْبَخْس
لَنَا مِنْ ذَوِينَا فِي فِلَسْطِينَ فِتْيَةٌ
تَذُودُ عَنِ الْقُدْسِ الشَّرِيفِ بِلَا يَأْسِ
سِلَاحُهُمُو تَقْوًى وَصَبْرٌ وَنَخْوَةٌ
وَعِزٌّ وَإِقْدَامٌ ، إِلَى الطَّعْنِ وَالدَّهْسِ
غَدًا يَضَعُ الطِّفْلُ الْمُشَرَّدُ رِجْلَهُ
عَلَى وَجْهِ نَاتَنْيَاهُ شَرِّ بَنِي الْإِنْسِ
*الشاعر التقي ولد الشيخ ... "صباح استثنائي":
هذا صباحٌ تُفدِّيهِ الصباحاتُ و فيه تلتئم الحُمرُ الجِراحاتُ
هذا صباح ترى للفعل مُتّٓسعا فيه وضاقت عن القول المِساحات
قد أسرِجت فيه خيلُ الله وانتكست بالقدس للمُعتدين البُهتِ رايات
ولوا كسِرب الدّٓبَى؛ الطوفانُ يجرفهم كأنهم - في مَجَاريه - فُقاعات
والهاربون على وقع الصواعق أسْـ ـرٓى الرُّعب ماهم بأحياء وما ماتوا
الله أكبرُ! في أدبارهم حِمٓم على الجماجم و الأشلاء تقتات
هذا صباحٌ به القسامُ أقسمَ أن لا تطعم النوم في القدس الأُشابات
هذا صباحٌ بَهِيٌّ عانقت خَجَلًا فيه العِقالاتُ مِنَّا ، و العِماماتُ
*الشاعر محمد أحيد سيدي محمد:
حدِّثينِي عنِ الصَّباحِ الجميلِ عنْ جهادٍ بنكْهةِ المُستَحيلِ
عنْ رجالٍ - ملثَمينَ - كِرامٍ مالهُمْ - في زمانِنَا - منْ مَثيلِ
أطْعمُوا عَسقلانَ خُبزَ رصاصٍ و سَقوْها - عليْهِ - كأسَ فَتيلِ
فَإذَا باليَهودِ ما بيْنَ عِلجٍ هارِبٍ ، أو مُكبَّلٍ ، أو قَتيلِ
يا لَها لحظة منَ المَجدِ أحيَتْ كلَّ ميْتٍ ، وأطْربَتْ كُلَّ جيلٍ
إنَّهُ النَّصرُ فامْلئِي الكوْنَ حَمْدًا و ثناءً على الجَليلِ الجَميلِ
لا تَكُفِّي عن الحَديثِ فشَوقِي - لحدِيثِ الجهادِ - غيْرُ قَليلِ
إنَّه فرحَةٌ أناخَتْ بأرْضي و بأهْلِي - جمعِيهمْ - و قَبيلي
و بدِينِي ، و أمَّتي ، و أراهَا يومَ عيدٍ ، لكلِّ آلِ حَميلِي
*الشاعر سيدي محمد سيد إبراهيم الشنقيطي:
متع فؤادك هذا النصر أحيانا إن اليهود سرابٌ عند لقيانا
قتلا وأسرا وغْنما يوم سبتهمو لما تقدم جيش الحق غضبانا
لله يثأر ، للقتلى حرائره أسراه، مسراه، إسلاما وإيمانا
الله أكبر! ها يسقون شانئهم كأسا دهاقا ، جزاء للذي كانا
فهل يراجع من يهفو سياسته ويدرك اليوم حجم القوم خسرانا
وهل أتاك حديث من مقاومة يبدد الجبن ، والتهويل أحيانا
فالآن حين يرينا الله قوته و بطشه ؛ بألد الناس عدوانا
وقد شفى الصدر بـ (الطوفان) إن له
من قلب غزة طوفانا وبركانا (*)
فهل رأيت عميدا في مذلته تخاله من مدام الجبن سكرانا
سيهزم الجمع إن الجمع منهزم فنصرك الله! إنا نسأل الآنا
*الشاعر محمد سالم ولد أعمر:
كتب اللظى بكتائب القسامِ أسمى بيانٍ لِلعُلا ، و وسامِ
طلعوا كواكب عزة وكرامة تحدو زئيرَ الفاتك الضرغام
ليل من العلياء أسفر صبحه بشجى اليهود ، وعزة الإسلام
يا أيها الفجرُ! الذي أحييتنا قربت ما لم يدن في الأحلام
فإذا الحياةُ كرامة و إذا الربى فواحةٌ بالمجد ... بالأقدام
تفديكَ أيامُ الحياةِ جميعُها فلأنت - فيها - سيدُ الأيام
------------------------------------------------------------------
(*) أضفت (وقد) في أوله ليستقيم وزنه.
طوفان أقصانا ، به نتدثرُ إذ لاح نصر في الزمان مظفَّرُ
تشرين"، جاء و للبشائر هزةٌ تعلو المنائر، بالأشاوس تفْخرُ"
تتباشر الأقطار في صلواتها فرحا بما يجري هنا ، و تُكَبِّرُ أسطورة الأمجاد ملحمة الرؤى لا تبعدي ، الله أكبرُ أكبر!
كم ريء علجٌ في هوانِ مذلة أو سيم خسفًا، والرهائن تُؤسرُ
في بغتة غرس العدوُّ إزاءها، علمتمُ التاريخ كيف سيَعبرُ(*)
فلكم أعَدتُم لِلبَسَالَةِ حَظَّهَا في أمَّةٍ شرُفَت بكم تستنصِرُ
يا أيها الأبطال! عودوا ثانيا إن الزمان - بذكركم - يتعطرُ
نصرا وتمكينا، و حفظا نبعُه ظفرٌ - من الجبار- لا يتأخرُ
عبد الفتاح منابه
أسرِج خُيولَ الرّجَزِ المُنسابِ واخلَع بُرُودَ اللَّهْوِ و التَّصَابِي
ما أنتَ واللهوَ وجُند الله هبّْ تشوقُه الجنَّةُ لا برقُ الذَّهْبْ
في يومٍ عزٍّ يستحقُّ أن يُخط بخالص الذّهَبِ حرفًا ونُقَطْ
لله ذاك اليومُ ! كم مجدًا سَطَرْ و مُهَجًا أوردَها صُبحًا سقرْ
دارتْ رحاهُ غلسًا فلا تَسَلْ عن فرح السيوف ثَمَّ و الأسَلْ
فقد شربنَ من نجيع الخَوَنَهْ و إنَّها -على الطُّلى - مؤتمنه
كم سَرَّ قلبي فرحا -وحُقَّ لهْ -مرأى يهوديٍّ يَجُرُّ سِلسله
تعوقه مهما خطا و تُوري في صدره سخائمُ الصدور
و آخَرٌ كان يجول مرَحا فِسيق قسرًا للردى فانبطحا
مشاهدٌ تشفي قلوب جِيلِ آمَنَ بالمقتدر ، الجليل
حمدًا له سبحانه ! على ما جاد به على الورى إنعاما
**********
(*) لعل الصواب "خَرِسَ" بدل "غرس"؟
فبينما العالَمُ في نوم عميـ ـقٍ سادرًا و لحظُ عينِه عمي
عمّا يلاقي الأهلُ في مسرى النَّبي وفي قطاع غزة الشّهم الأبي
على يد اليهود إنَّهم أذلّْ ممّا يخال ذو النفاق ، و أقلّْ
و العُرْبُ ما بَينَ مُطبّعٍ مُسِرّْ و مُعلِنٍ - بذنبه - لم يَستَتِر
أنشَا ضِرَارًا خِيفَةَ التَّجْرِيمِ بيتًا يُسَمَّى البيتِ الابراهيمي
يخدم ما راق نُفُوسَ "أُمَرَا" و إنَّ إبراهيمَ - منه - لَبَرا
هبَّت رياحُ النصرِ و الجِهادِ مُجتازةَ السُّفُوحِ ، و الوِهَاد
تُجري بما اصفَّر من الأماني ماءَ الهنا ، و البشر والتهاني
تُجدّد الإيمان في قلب الوَفي لأُمَّةٍ ذاقتْ صُنوف الجنف
تُعيد للذهن صنيع فِئةِ قليلةٍ ، في فئةٍ كثيرة
حين تلاقى ذانك الجَمْعانِ فكان يومُ النصر، و الفرقان
*********
كتائبَ القسّام ! هكذا الشَّرَفْ يا فوز من دنا فشمَّ واغترَفْ
أعدتِّ للأمّة ، لا لِغزّة معنى الشموخ في سماء العزّة
فلا نبتْ عن قصدها الصوارمُ و لا انحنتْ إلاَّ لك العظائمُ
ولا اعترى ذاك السَّنا ظلامُ و لا عَداكِ النصرُ، و الإلهامُ
ادو النان أحمد يغي
يوم من أيام الله ..
حدّث بربك عن يوم من أيام جلت عن الوصف في عز وإعظام
فازت من العدوة الدنيا برؤتها و من حِراءٍ ؛ بإيحاء ، و إلهام
أضحى الغلاف جحيما لليهود ولم يستيقظوا قبل تكبيل بإحكام
تبدل السبت غير السبت فيه ولم تُجد الصياصي و لا أقمار بلعام
اتاهم الخوف من كل الجهات دجى و استبدلوا النوم كابوسا بأحلام
من غزة العزة القعسا قد انطلقت بشائر الفتح تقفو كل قسامي
أحمدُ يحيى باب
د. الشيخ أحمد البان -من مشفاه في اسطنبول شفاه الله بفضله- يحيي القائد محمد الضيف وجيش القسام:
لأيِّ مدًى تمضي خطاكَ المظفرَه وأيَّ سقوف المجد تسعى لتُظْهَرَهْ
ومن أنتَ؟ من أيِّ العصور أتيتنا لتُطلِعَ في ظلمائنا الشمسَ مُسْفِرَةْ
وتبعث في أجداثنا الروحَ بعدما دعتنا زعامات الأذلاء: مقبرةْ
أعدت لنا بدرا و حطين مثلما أعدت لجيش الغاصب النذل خيبرَهْ
من وحي طوفان الأقصى
جرَّت كتائبُ عز الدين في الطين في عز تشرينَ إخوانَ الشياطين
وحطمت جبروت الظلم وانتزعت في غفلة الدهر أوهامَ الأساطين
قتلا وأسرا إذا بالموت صبّحهمْ ومرِّغت منهمِ الأجسام في الطين
الغرقد اليوم يأبى أن يخبِّئهمْ من خلفه فتواروا خلف يقطين
كأن عهد صلاح الدين عاد وقد أضحت فلسطين حطينا بحطين
إن الزمان الذي قد كان يمنعني قالت فلسطين أضحى اليوم يعطيني
قد وطَّنوا - بفلسطينٍ- نفوسَهمُ و استوطونوا بعد تهجير وتوطين
فالويل للظالمين الغاشمين إذًا والعز والنصر للشعب الفلسطيني
**********
لمرابط ولد دياه
من إنتاج الحدث
محمودا ابن أحمد سالك:
أمام الشاشة الآن اعتكافي و أعلن - بالمقاومة- اعترافي
و أسجد للذي نصر امتثالا وفي صف المقاومة اصطفافي
وما عاد الزمان زمانَ زيف لقد بدأ الهجوم على الغلاف
صفا الرَّنَق الذي عفنا وعدنا لنشرب من مدام البشر صاف
محمدن أحمدو العتيق:
زحفنا لا نبالي واقتحمنا كآساد الشرى مدن الغلاف
ولعلعنا الرصاص بكل فج وداهمنا العدا تحت اللحاف
سيدي محمد ولد العالم:
جنود الخزي صاروا كالخراف وأهل الحق سادوا فى الغلاف
و نصر الله - للأحباب- آت وعصر الظلم آذن بانصراف
محمد الحافظ دياها:
بأطراف الرماح ، و بالخفاف وبالقصف الشديد على الغلاف
ندك حصونهم دكا عنيفا و نذبح جندهم ذبح الخراف
ونَحرِقُ تلكم الأوباش حرقا فلا تُجدي المياهُ و لا المطافي
محمدُّ سالم ابن جدُّ:
ودوت صافراتٌ في الأعادي بألحان ثقيلات ، خفاف
ومنهم قد هوى قتلى، وأسرى أذِلَّا يُعتلون من الغلاف
فريع القومُ ، و انطلقوا سراعا خفافا يُهرعون إلى الفيافي
محمد يحي ولد الديماني ولد اجريفين:
لقد هرب اليهود وهم حوافي يُبارون الرياح إلى الفيافي
تدكُّ حصونَهم أبطالُ عز بغزة في الصميم وفي الغلاف
كأنك لم تر الطرقات قفرا تصول بها الكتائب في طواف
فأضحت قبة الفولاذ نسجَ الـ ـعَناكبِ مثلَ شفّاف اللحاف
يدوسون الخُدود مُصعَّراتٍ يدكون الحصون على الخراف
*********
ضَرَبَهُم اللهُ بِالذُّلِّ
للأستاذ: محمد إلهامي
هل تعلم أن كل هزيمة نكابدها الآن هي أثر من آثار توقف الجهاد قبل أكثر من قرنين من الزمان على الأقل؟! وكلما توقفنا كلما زادت الفجوة العلمية والعسكرية والسياسية بيننا وبين عدونا، وكلما زادت كلما كانت عملية تضييقها أصعب وأصعب وأصعب، وكلما كان الثمن المدفوع فيها أفدح وأعلى وأكبر؟!
أمتنا الآن تدفع الثمن.. وستظل تدفعه حتى يعتدل بالجهاد ميزان القوة، فحينها تُعصم دماء أبنائها، وتحفظ مدنها وقراها ومواردها!
نحن لا ندفع الثمن لأننا أخطأنا في حق النظام الدولي، أبدا.. نحن ندفع الثمن لأننا ضعفاء فحسب! العراقيون لم يستفزوا الأمريكان حتى احتلوهم، الإخوان في مصر اجتهدوا في سحب كل ذريعة لئلا يحدث انقلاب، حماس لم تسمع منها رغم كل الحصار كلمة سيئة في حق مصر أو السعودية أو الأردن (وهم رأس الحربة في حصارها وتجويعها وقتلها)، ولم تتبن الجهاد العالمي بل التزمت بالحدود ولم تتدخل في شأن دولة أخرى لكي لا تهيج على نفسها عداء جديدا.. المسلمون في بورما لم ينفذوا تفجيرات في البوذيين، المسلمون في إفريقيا الوسطى لم يهددوا نظام الدولة، المسلمون في تركستان الشرقية ممنوعون حتى من التعليم والعبادة ويُجبرون على تزويج المسلمة من الصيني.
وسيظل كل ضعيف يدفع الثمن من ضعفه ودمه حتى يقوى فتتغير المعادلة.
في الخطبة الأولى للخليفة الأول أبي بكر الصديق، والتي كانت أصول النظام السياسي في الإسلام، قال أبو بكر: "لم يدع قوم الجهاد في سبيل الله، إلا ضربهم الله بالذلّ".
لو أن الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لما احتاج النبي أن يحمل السيف، بل لما احتاج أحد من المصلحين أن يجاهد ويعاني
أبو بكر شاهد عيان:
كان أبو بكر شاهد عيان على تاريخ الإسلام منذ يومه الأول، عاش تكوين المجموعة المسلمة الأولى، ثم رأى وعاين فترة التعذيب والإيذاء والحصار، وأوذي في نفسه، وبذل ماله لتحرير المسلمين وإنقاذهم من التعذيب، ثم هاجر مع النبي ورأى نزول الوحي بالبشرى الكبيرة: {إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد}، وسمع النبي وهو يبشر سراقة بن مالك بأغرب بشارة: "كيف بك يا سراقة وقد لبست سواري كسرى؟!"
وبعد الهجرة نزل الإذن بالقتال، فكان أبو بكر ممن سمع هذه الآية: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ. الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ. الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ}.
وتنفيذا لهذه الآية بدأت حركة الجهاد في الدولة المسلمة، وشهد أبو بكر المشاهد -أي: المعارك- كلها مع رسول الله، فشهد تطور حال جماعة المسلمين من الاستضعاف إلى التحرر، ومن التحرر إلى العزة والتمكن وفتح الأنحاء، حتى ختمت حياة رسول الله وقد جاءته الوفود تعلن البيعة والطاعة لقائد الدولة المسلمة، ومات رسول الله وهو يوصي بإنفاذ جيش أسامة الذي سيخرج لمقاتلة الروم: القوة العظمى في العالم آنذاك.
وهكذا منذ الآية الأولى التي نزلت للإذن بالقتال حتى اللحظة الأخيرة من حياة رسول الله كان الجهاد أصلا أصيلا من مهمات الأمة الإسلامية، تقوم به السلطة الشرعية وتنظم شؤونه، ولا يردُّها عنه ما تلقاه من الأذى فيه، تُقِيمه لتحرير الناس وإنقاذهم من سطوة وسلطة الباطل، ولحماية الدولة الإسلامية التي تقيم الدين وتحفظ الشريعة. وبالجهاد تحول المسلمون من مستضعفين في مكة لا يملكون دفع الأذى عن أنفسهم إلى الدولة القوية المهابة التي تأتيها القبائل طائعة مبايعة. هذا ما استوعبه أبو بكر والخلفاء الراشدون، وهذا ما سارت عليه سياستهم!
هل مجرد وجود الحق يكفي للهداية؟
إن شهوة المُلك والسلطة أقوى من شهوات الفرد بنفسه، وبسبيل المُلك يقتل الرجل ابنه أو أباه أو أخاه، فأما قرار قتل الناس فهو أسهل ما يأخذه المتسلط تمكينا لحكمه وإرساء لملكه |
لو أن الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لما احتاج النبي أن يحمل السيف، بل ولما احتاج أحد من المصلحين أن يجاهد ويعاني، بل ولاختفى من التاريخ الإنساني كافة مظاهر العشيرة والعصبية والعائلة والقبيلة، ولما ظهر في الدنيا شيء اسمه "دولة" أو "امبراطورية" أو "نظام عالمي". لو أن الناس يهتدون بمجرد بيان الحق لما احتاجت الدول إلى أجهزة أمن واستخبارات وجيوش، ولا كان في الدنيا سلاح وقتال وعساكر ومعدات حربية وأسلحة فتاكة. كانت أي مشكلة ستُحل بمجرد بيان الحق فيها!
لكن كل هذا ظهر، لأن الحقيقة أن مجرد بيان الحق للناس لا يعني اهتداؤهم إليه، الحقيقة ببساطة تقول أن مجرد "وجود" الحق وحده لا يكفي! والإنسان يعلم من نفسه وذاته أنه لا يلتزم بكل ما يعرف أنه الحق، بل ربما ارتكب الذنب والخطيئة والجريمة وهو يعلم أنه ذنب وخطيئة وجريمة. إن الذين لا يستسلمون لرغباتهم ويكبحون جماح أنفسهم وشهواتهم وطغيان نفسهم إنما هم القلة الفاضلة، بينما الكثرة الغالبة لا يردعها عن الخطيئة والجريمة إلا العجز والخوف من العاقبة والعقوبة.
الإنسان مسرح لمهمة الشيطان الذي قال {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ. ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ}، والمفاجأة أن غالب البشر ينجح معهم الشيطان {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}، {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}.
فإذا كان ذلك في الإنسان نفسه، فهو في حالة الدول أشد وأخطر، إذ هي مظنة اجتماع الشهوات والرغبات والمطامح والمطامع، وشهوة المُلك والسلطة أقوى من شهوات الفرد بنفسه، وفي سبيل الملك يقتل الرجل ابنه أو أباه أو أخاه فضلا عن أبناء عمومته وأهل عشيرته، فأما قرار قتل الناس فهو أسهل ما يأخذه المتسلط تمكينا لحكمه وإرساء لملكه، وإذا كان قرار قتل الأقربين سهلا فكيف بالإغارة على الأباعد؟! وإذا كانت المؤامرة تدبر للتخلص من الأقوياء والأذكياء فكيف إذا كان الخصم ضعيفا مهيض الجناح سهل المأخذ؟! وإذا كانت رابطة الدم والعصبية وسنوات الوداد والوصال وأزمان العشرة والصحبة والفضل القديم، إذا كان كل ذلك لا يقف مانعا أمام رغبة فاسدة، فكيف نتوقع أن يكون الوعظ والبيان والنصح كافيا في تغيير الحال وردع المجرم وكبح جماح الفساد؟!
الجهاد علاج .. وآخر الدواء الكي:
قد يبلغ الجرح من الفساد ما لا يكون له دواء إلا الكيّ، وقد يبلغ المرض من التمكن ما لا يكون علاجه إلا البتر، وكذلك الفساد في النفوس والعقول والأمم قد يبلغ حدا لا يصلح له إلا الحسم!
إن ضلال النفس قد يحمل على غرائب مدهشة؛ فإن هؤلاء الذين عبروا البحر بمعجزة كونية هائلة، بجسر تكوَّن فعبروا عليه ثم تلاشى فأغرق عدوهم، هؤلاء لم يلبثوا إلا قليلا حتى قالوا {اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} ولو لم يكن عندهم نبيهم الذي ردعهم بقوة وحسم لاتخذوا صنما وعبدوه في تلك اللحظة!
إن الجهاد حماية للمسلمين، ولنقلهم من الاستضعاف والاستعباد إلى القوة والمكانة والسيادة، فالمسلمون بغير قوة لا مكان لهم في هذا العالم
بل ذلك ما فعلوه حين غاب عنهم أياما {وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ}، ولم ينفع معهم حينئذ وجود نبي الله هارون فلقد استضعفوه حتى أوشكوا أن يقتلوه، وما انتهى الباطل إلا حين أتى موسى النبي القوي المُهاب فحرق العجل ونسفه، ثم لم يكن علاجهم إلا بعقاب شديد {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ}.
هؤلاء الذين تمنوا عبادة صنم واتخذوا عجلا صنعوه بأيديهم، قالوا لنبيهم {يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}، فانظر كيف اعتنقوا ما هو شديد البطلان ثم يمتنعون عن الإيمان بمن أنجاهم بالمعجزات وأنعم عليهم بالخيرات إلا أن يروه جهرة، ولم تكن العقوبة إلا حسما شديدا {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ}.
وكم في ضلالات الناس من غرائب نراها صبحا وعشيا، لا سيما في زمان
الإعلام الفاسد الذي يحيل الناس إلى كائنات عجيبة، يحبون من يقتلهم ويستبد بهم، ويبغضون من يكافح عنهم ويعمل لخدمتهم، وتنغلق عقولهم وقلوبهم أمام حقائق الحياة البسطية فلا يعرفون ما ينفعهم مما يضرهم، حتى لتبدو لهم أغلال الطغيان فخرا مجيدا، ويغدو من يحاول الخروج منها متمردا عنيدا!
تجد المرء يرى قتل الآلاف في يوم واحد عملا جميلا، بينما ردة فعل واهنة قتلت واحدا أو جرحت غير واحد (دفاعاً عن النفس) عملا إرهابيا مجرما! تراه لا يهتز لمذابح المسلمين في كل مكان بينما يهتز لعملٍ مُقاوِمٍ فيهتف ضد الإرهاب!! وعلى رغم أن المسلمين هم المُعتدى عليهم في كل مكان، وهم المستباحة دماؤهم فلا يكاد يرى إرهابا إلا هم، وتصل القناعة حدا يصير عقيدة راسخة تذهب دونها كل الحقائق، ومثالها ذلك الجندي الإنجليزي الذي قتل إفريقيا ثم نظر في دهشة إلى زملائه وصاح متعجبا "يا له من همجي؟! تصور أنه عضني وأنا أقتله"!
فإذا بلغ الضلال في النفوس إلى هذا الحد، فبأي شيء ينفع الوعظ والنصح وبيان الحق؟! {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ. وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.
ضرورة القوة للحق:
الجهاد حماية لكل الضعفاء والمظلومين من البشر، ولهذا فهو عدو لكل الطغاة والمستبدين، وهذا ما كان يستوعبه سفراء الجهاد في تاريخنا |
قد يتبين الحق، لكن النفوس لا تقبله رغم اعترافها بأنه الحق. قد يكون لمجرد الكبر {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا}. وقد يكون لطغيان الشهوة {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}. وقد يكون لطغيان العادة {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ. قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ}.
وقد يكون اتباعا للمنافع التي ارتبطت بوجود الباطل والفساد {وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا}، فانظر كيف اعترفوا أنه "الهدى". وفي كل الأحوال، فما دام الحق ضعيفا فلن يستجيب له إلا أولئك القلة النادرة الفاضلة، فيما يكون الرد التلقائي على نحو قولهم:
* {يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.
* {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ}.
* {فَعَقَرُوا النَّاقَةَ وَعَتَوْا عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ وَقَالُوا يَا صَالِحُ ائْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}.
* {يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ}.
* بل قد يبلغ التحدي والكبر مبلغا غريبا {وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.
وانظر إلى بني إسرائيل الذين شهدوا معجزات الله كيف لم ينضبط أمرهم إلا حين كانت تظللهم العقوبة، وذلك حين رفع الله فوقهم جبل الطور حتى كانوا يخشون إذا عصوا أن يقع عليهم، ثم لم يبلغوا شأنا إلا حين كانت أنبياؤهم ملوكهم كداود وسليمان عليهما السلام، وكما في الحديث: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي".
أما حيث كان أنبياؤهم غير ذوي سلطان فلقد كان حالهم {كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} وحيث لم يكن عليهم سلطان قاهر فقد بلغوا في الاستهزاء والاستخفاف أن قالوا {قُلُوبُنَا غُلْفٌ} أي مغلقة، بل تجرؤوا أن يقولوا لأمر الله {سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، وأن يحرفوا في دين الله ويجاهرون بالتحدي {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ}.
لكل هذا كان لابد للحق من قوة، وإلا حاربه أقوام وفيهم من يعرفون أنه الحق لمخالفته شهواتهم وعاداتهم ومصالحهم، ولقد كان أهل الكتاب يعرفون النبي كما يعرفون أبناءهم، وكان كفار قريش يعرفون في النبي الصدق والأمانة، لكنهم كذبوه وحاربوه وكادوا أن يقتلوه! فلولا أن وقفت للحق سيوف تحملها الألوف لما انتفع أهل الحق بمجرد حمله ولا أثمرت جهودهم في بيانه والدعوة إليه.
المسلمون أعداء لكل طاغية ومستبد، وأنصار لكل مظلوم ومضطهد، وهم مشروع تحرر لأنفسهم وتحرير للبشر أجمعين
الجهاد: إجماع الخلفاء الراشدين:
لقد رأى الراشدون في حياتهم نماذج الذين يرفضون الحق لأنه يضاد مصالحهم وشهواتهم، حتى أنهم لما جاءهم الحق الواضح من الصادق الأمين لم يتبعوه بل لقد ساوموه على ترك هذا الدين الذي يهدد سلطانهم بأن يعطوه ما شاء من الأموال أو يزوجوه ما شاء من النساء أو يمنحونه ما يشاء من السلطان، فلما أبى صلى الله عليه وسلم انهالوا على أصحابه بالتعذيب الشديد الذي وصل إلى القتل.
وقد علم الراشدون بما قرؤوه من كتاب الله وبما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم أن الجهاد ذروة سنام الإسلام، وذروة السنام هي أعلى شيء فيه!
وقد تقرر الجهاد لحماية المؤمنين، فالضعفاء الذين لا قوة لهم يأكلهم المبطلون والمفسدون، يستعبدونهم ويضطهدونهم ويُخضعونهم لباطلهم وفسادهم، كما قال الله تعالى: "ومَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا".
فالجهاد حماية للمسلمين، ولنقلهم من الاستضعاف والاستعباد إلى القوة والمكانة والسيادة، فالمسلمون بغير قوة لا مكان لهم في هذا العالم، فمن لا يستطيع الدفاع عن نفسه لا يستطيع أن يقرر شيئا لنفسه، والذي يختار الضعف يختار أن يكون فريسة للأقوياء من حوله.
لقد كان عصر الراشدين عصر الوحدة والفتوح، وكانت فتوحاتهم أعجب الفتوحات في التاريخ الإنساني كله، وهي الفتوح التي انبهر لها المؤرخون من غير المسلمين |
والجهاد أيضا حماية لكل الضعفاء والمظلومين من البشر، ولهذا فهو عدو لكل الطغاة والمستبدين، وهذا ما كان يستوعبه سفراء الجهاد في تاريخنا، حيث قال ربعي بن عامر لرستم قائد الفرس قبيل المعركة الفاصلة في القادسية، هذه العبارات القوية الواضحة الفصيحة: "لقد ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام".
ولهذا فالمسلمون أعداء لكل طاغية ومستبد، وأنصار لكل مظلوم ومضطهد، وهم مشروع تحرر لأنفسهم وتحرير للبشر أجمعين. وقد فهم المحتلون هذا في ديننا فعملوا بكل جهودهم حين نزلوا إلى بلادنا على حذف الجهاد من عقول المسلمين، فلقد ادعى نابليون أنه مسلم وأنه صديق للسلطان العثماني لكي يتجنب إعلان المسلمين الجهاد عليه في مصر، وادعى الإنجليز أنهم لم ينزلوا محتلين وإنما كأصدقاء وأنهم يسلِّمون بحق السلطان العثماني في مصر، بل إن الإنجليز في الهند جعلوا بعض عملائهم قيادات لجماعات ومذاهب دينية تنبذ الجهاد وتتحدث عن السمع والطاعة لولي الأمر حتى لو كان الحاكم هو الاحتلال الأجنبي نفسه، أو كان واحدا من عملائه يحارب الإسلام صراحة.
ولا تزال مناهج التعليم ووسائل الإعلام في العالم الإسلامي -الذي ما يزال فعليا تحت هيمنة الاحتلال الأجنبي- تحذف الجهاد والمجاهدين وتطمس سيرتهم وتشوههم، وتتحدث عن هذه القيم كأنها "تطرف" و"إرهاب" و"تشدد" و"أصولية".. إلى آخر هذه المصطلحات التي يُقصد بها نزع روح الجهاد من هذه الأمة.
وإذا نظرنا في صدر تاريخنا الإسلامي فسنجد أن النبي وصحابته الكرام جاهدوا لثلاثة أهداف على ثلاث مراحل:
- جاهدوا لإنشاء الدولة المسلمة وتأمينها وحمايتها، كما هي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم منذ الهجرة إلى المدينة وحتى وفاته.. أحد عشر عاما من الجهاد المتواصل، لا تكاد تمضي سنة بغير غزوة كبرى أو غزوتين كبريين فضلا عن السرايا الصغيرة.
نحن الآن أحوج للجهاد من أي وقت آخر، فنحن تحت الاحتلال الأجنبي المباشر أو الاستبداد الأجنبي عبر طبقة الحكام التابعين للاحتلال |
- ثم جاهدوا على وحدتها وضد تقسيمها، كما فعل أبو بكر رضي الله عنه ضد المرتدين ومانعي الزكاة، ثم كما جاهد علي رضي الله عنه وهو الإمام الشرعي ضد من امتنع عن بيعته -ولو متأولا- كي تظل الدولة المسلمة دولة واحدة.
- ثم جاهدوا لإنقاذ البشر من الطغيان والمظالم الواسعة المنتشرة في فارس والروم، ففتحوا البلاد الواسعة، وأنقذوا العبيد والمستضعفين من استبداد الملوك والقياصرة والأباطرة، وأقاموا لهم العدل، وهذا ما كان في عصر أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين.
لقد كان عصر الراشدين عصر الوحدة والفتوح، وكانت فتوحاتهم أعجب الفتوحات في التاريخ الإنساني كله، وهي الفتوح التي انبهر لها المؤرخون من غير المسلمين.
(للتفصيل: انظر المقالات الخمسة: الأول والثاني والثالث والرابع والخامس)
وبغير هذا الجهاد ما كان ليكون للإسلام دولة، وكنا نحن الآن نعبد الأصنام أو نعبد الخرافات والأوهام، أو نعبد الملوك والحكام.
إن الجهاد روح هذه الأمة، وهو حامل رسالتها إلى البشر أجمعين.
فالجهاد من إجماعات الخلفاء الراشدين، فهي من سنتهم بل من أقوى سننهم إذ كلهم قام بها وقام عليها، ونحن الآن أحوج لهذا الجهاد من أي وقت آخر، فنحن تحت الاحتلال الأجنبي المباشر أو الاستبداد الأجنبي عبر طبقة الحكام التابعين للاحتلال.
*"الجزيرة – مدونات" في 4/10/2017م
*محمد إلهامي:
باحث في التاريخ والحضارة الإسلامية، صدرت له 7 كتب منها:
1- "رحلة الخلافة العباسية". (3 مج). 2- "التأمل".
3- "نحو تأصيل إسلامي لعلم الاستغراب".
4- "منهج الإسلام في بناء المجتمع".
5- "محيي الدين بيري ريس".
المراجع
*أولا- الكتب:
1- "الأعمال الشعرية الكاملة". للشاعر الإسلامي الكبير وليد بن عبد الكريم الأعظمي ت 2004م، ط4، دار القلم - دمشق، 2005م.
2- "المعجم الوسيط". لنخبة من الباحثين واللغويين المصريين، ط2، "مجمع اللغة العربية - القاهرة"، 1392هـ - 1972م.
3- "معلوماتي الشخصية".
*ثانيا- مواقع الشابكة:
4- صحيفة "الأخبار"- نواكشوط، مقالة بعنوان: (الموريتانيون يتفاعلون شعرا مع عملية "طوفان الأقصى")، نشرت يوم: 7/10/2023م.
5- "أخبار اليوم"، قصيدة: "طوفان الأقصى" لـ د. جمال مرسي، نشرت في
يوم الاثنين: 9/10/2023م.
6- "جريدة الأمة" - الأمة الثقافية، قصيدة: "طوفان الأقصى" للشاعر سلطان إبراهيم المهدي، الاثنين/9/10/2023م.
7- جريدة "البصائر"، قصيدة: "طوفان الأقصى"، للشاعر حارث الأزدي، منشورة يوم: 14/10/2023م.
8- موقع "الجريدة" الكويتية، قصيدة: "طوفان الأقصى" للشاعر علي أحمد الأديب، نشرت في: 27/10/2023م
9- "الجزيرة - مدونات"، مقالة للأستاذ أحمد مولود أكاه بعنوان: "زمن الأنفة والتمكين يعود عَبرَ غَزَّة"، نشرت في: 10/10/2023م.
10- "الجزيرة - مدونات"، مقالة مهمة ورائعة عن أهمية الجهاد للمسلمين بعنوان: (ضربهم الله بالذل!) للأستاذ والباحث محمد إلهامي، نشرت في يوم: 4/10/2017م
11- "الجزيرة نت"، مقالة لتوفيق عابد بعنوان: "الثقافة مقاومة".. قصائد غاضبة تجتمع في عَمَّان لتمجيد بُطولة غزة، نشرت في: 31/10/2023م.
12- شبكة منتديات "الدوايمة"، قصيدة وزجلية "ثُور" للشاعر السوري الراحل عمر الفرا، رحمه الله، منشورة في: الاثنين/20/6/2011م.
13- "الديوان"، ثلاثة أبيات لإبراهيم عدنان ياسين عن طوفان الأقصى، مطلعها: سَدُّوا على الشعب المنافِذَ كُلَّها ... .
14- "ديوان العرب". قصيدة: "يا تلاميذ غزة عَلِّمُونا" لنزار قباني.
15- صحيفة "سدنة الحرف" الأدبية الثقافية الموريتانية، مقالة خبرية ماتعة فيها، من "نواكشوط- المحيط" عنوانها: (شعراء موريتانيا يُباركون شِعْرًا عملية "طوفان الأقصى" المجيدة)، نشرت في: 8/10/2023م.
16- "طريق الإسلام"، مقالة فيه بعنوان: (صدقة .. دعاء .. أين الجهاد؟) نقلا عن "جبهة علماء الأزهر"، و"الياسين"، نشرت في: 6/1/2009م.
17- "عدن الغد"، خاص، قصيدة: "طوفان الأقصى" للشاعر أحمد سعيد باربيد، نشرت يوم السبت، 14/10/2023م.
18- "عربي 21"- نواكشوط، مقالة لمحمد ولد شيخنا بعنوان: (طوفان الأقصى .. الموريتانيون يصدحون شِعرًا في تفاعلهم مع فلسطين)، نشرت يوم: 8/10/2023م.
19- "مأرب برس". قصيدة: "يا تلاميذ غزة علمونا" لنزار قباني.
20- "منار الإسلام"، قصيدة "طوفان الأقصى" للشاعر: عبد الناصر عليوي العبيدي، منشورة في: 8/10/2023م
21- "نجم رضوان"، قصيدة: "طوفان الأقصى" لعبد الحافظ السيد من مصر، نشرت في 10/10/2023م.
22- "يمني برس"، قصيدة: "طوفان الأقصى" للشاعر اليمني عبد السلام المتميز، نشرت في: 8/10/2023م.
وسوم: العدد 1057