الاتجاه الإسلامي في شعر مصطفى عكرمة -1
هو الشاعر الإسلامي المعاصر مصطفى محمد عدنان عكرمة الذي تفنن في أغراض الشعر المختلفة وكان فارساً من فرسان القوافي.
مولده ونشأته:
ولد مصطفى بن محمد عدنان عكرمة سنة 1362 هـ/ 1943م في قرية بابنّا شمال شرقي منطقة الحفة في محافظة اللاذقية.
التحق بالمدرسة الابتدائية؛ ثم الإعدادية، وتخرج في الثانوية الصناعية باللاذقية 1962.
اتبع دورة تدريبية في بريطانيا 1965م لمدة ستة أشهر.
ثم عمل خبيرًا فنيًا في الإرسال التلفزيوني بدمشق من 1962 حتى 1993.
ومن ثم انتقل إلى دائرة برامج الأطفال 1993 - 1995م.
انتسب إلى الجامعة مرتين (كلية الحقوق في جامعة دمشق، وكلية الأدب العربي في جامعة بيروت العربية)، ولم يتمكن من متابعة التحصيل لظروف مادية.
كتب العديد من الأعمال الإذاعية لعدد من المحطات العربية.
كما كتب الشعر منذ 1958م، ونشر نتاجه في الصحف والمجلات السورية.
وهو عضو في رابطة الأدب الإسلامي العالمية، واتحاد الكتاب العرب.
بدأ كتابة الشعر منذ 1958 ونشره في الصحف والمجلات السورية، وقد غطى شعره الكثير من المجالات، إلا أنه اقتصر على الشعر الديني وشعر الأطفال.
كتب عددًا من المسلسلات الإذاعية الطويلة، وخمسمائة حلقة إذاعية من برنامج تربوي للأطفال، ومائة وخمسين حلقة من برنامج تسبيح شاعر لإذاعة الرياض، وبرنامجًا تلفزيونيًا لجمعية الدعوة الإسلامية العالمية في طرابلس مؤلفًا من ثلاثين حلقة مستقلة، وبكل حلقة قصيدتان.
جوائزه:
فاز بالجائزة الأولى في مسابقة المسرح المدرسي بسوريا.
مؤلفاته:
سلسلة مكتبة الطفل العربي الشعرية، اثنتي عشرة قصة
شعرية مصورة، 1978م
فتى الإسلام، شعر، 1979
حتى ترضى، شعر، 1992م.
جند الكرامة، مسرحية شعرية
جذور وفروع، قصة للأطفال.
من دفتر الحياة، مجموع مقالات ناقدة ساخرة
دراسة عن الشاعر عمر أبي ريشة.
أجمل ما غنى الأطفال.
الاتجاه الإسلامي في شعر مصطفى عكرمة
في عصر ارتكست فيه فطرة الكثيرين، وانتكست إرادتهم، وكثر الهبوط والالتصاق بقاع السفاسف ينبري شاعرنا الإسلامي (مصطفى عكرمة) ليرتقي بالنفوس، وكانت وسيلته تلك المعارج التي يحض من خلالها على التسامي والصعود.
رسالة الشعر الهادف:
والشعر عند مصطفى عكرمة ليس متعة ولذة بالجمال، بل هو رسالة سامية وإلهام من الله، وقد أكرمه الله به ليحرض الناس على الجهاد، وترك الفساد، حيث يقول:
شعري هو الإلهام من ربي وما إلاه ملهمً
أكرمته من أن يمر لدار لهو أو يحوّم
وجلوته فغدا المجلجل في الخطوب ولم يغمغم
عشق الجهاد فلم يكن يرتد في هول ويحجم
لم يغره عما أراد لقومه طمع بموسم
كان الحداء لمجدهم ولصحوهم كان المدمدم
وقد سخر الشاعر قلمه وأشعاره لتحقيق النهضة والصحوة الإسلامية المباركة:
أنا للجهاد وهبته وبنصر الله لأكاد أجزم
لا ضير من حجب الظلام فبعده فجر تبسم
فجرٌ به الشرع الحنيف يكون للدنيا منظّم
ويؤكد الشاعر مصطفى عكرمة أن بدائع صنع الله تدل على عظمته، وهذا الشعور يجعله يطمع بمعفرته، وعفوه عن الزلات الكبيرة:
إلى الله ما أوحت بدائع صنعه أذبت بها روحي وأرسلتها شعرا
وأحسب أن الله غافر زلتي وإن لم أجد رجائي له عذرا – ص17 .
ويعتذر إلى الله من مديحه للظالم في يوم ما، فهو تزوير للحقائق، فيقول:
عصيت الله في شعري زماناً وأرجو الله غفراناً لذنبي
مدحت الظالم المخزيّ كذباً وما قصرت في تزويق كذبي – ص 19
ويعترف مصطفى عكرمة أن أخطاءه وزلاته كانت من إغراء الشيطان وتغلب الهوى، فيقول:
هو الشيطان مناني بكسب وأغراني وخيب فيه كسبي
أتاني من هوى نفسي فأهوى بها ..ورمى عليها ألف خطب
فهو قد سخر قلمه وشعره خدمة للأهداف النبيلة.
ويبرأ الشاعر مصطفى عكرمة من ذنوبه وشططه، ولكن لم يفارقه الأمل والرجاء بعفو الله ومغفرته، وفي قصيدته الجمال المشفّع يؤكد أن الجمال والإبداع في الكون الفسيح دليل على وحدانية الخالق العظيم:
يا من ترى ما لا نراه وتسمع إني بأنك فاطري اتضرع
لك في جمال الكون آية مبدعٍ شهدت بأنك يا إلهي المبدع
آيات صنعك كلهن روائع ويحارُ عقلي أيهن الأروع – ص 21 .
وفي قصيدة أخرى تحت عنوان قدرة الله يقول:
قدرة الله أبدعت ما نراه وعجيب الإبداع ما لا نراه
كلها للنهى شواهد حق أنه لا إله إلا الله – ص 21 .
ويؤكد شاعرنا الحبيب بأن الله غني عن العالمين، وكيف لا وجميع الخلق مفتقر ومحتاج إليه بالإيجاد والإمداد:
يا غنياً بذاته عن سواه أنت يا رب ما سواك إله
كل ما في الوجود سبّح طوعاً قائلاً: لا إله إلا الله – ص21 .
ويؤمن الشاعر بتوحيد الربوبية والألوهية فهو سبحانه الرب والسيد المطاع، حيث يقول:
إلهي ضاق بي الرحبُ وأثقل كاهلي الذنب
رياح الشك تذروني وتلهو بي فانكبّ
ولكنه رغم غفلته وإسرافه في الذنوب أدرك أن له رباً يغفر الذنوب، ولو كانت مثل زبد البحر:
عبادي إنني الربّ وعندي يقبل التوبُ
هناك استيقظ اللبّ ونال نعيمه القلب
نجوتُ غداة يا ربي علمت بأنك الربُ – معارج ، مكتبة العبيكان: ص 22 .
فهو دائماً يتوكل عليه في كشف الضر،ّ وفي طلب الرزق، وفي التوبة وطلب المغفرة، فيقول:
عليك توكلي في كل امري فيسر لي بحقك كل امري
وصدري يا إلهي ضاق صدري بهن فاشرح اللهم صدري
إلهي واكشف اللهم ضري فليس سواك من يرجى لضري
فسامحني على سري وجهري وكن عوني على سري وجهري
وقد كانت ذنوبي دون جهرٍ وفيك العفو يرجى دون حصر-ص 23 .
ويؤكد عكرمة أن الذنوب هي سبب الدمار والخسران، فيقول:
جنيت الذل من ذنبي ولما وعدت بعفوك أصبحت أفخرْ
وثقت بعفوك اللهم عني فبرعم روض آمالي وازهر – ص 25 .
وعقيدة مصطفى عكرمة بالله أنه الحاكم الفرد، ولا يعجزه شيء في الأرض والسماء، وليس له زوجة ولا ولد:
للخلق حراسٌ وجندُ والله دون الخلق فردُ
فردٌ بكلّ صفاته وله صفات لا تحدّ
لا شيء يعجزه ولا مما قضى في الخلق بدّ
لم يتخذ زوجاً ولا ولداً ولا أعياه قصدُ
وهو الغني عن الخلائق والخلائق لا تعدّ
والكل يسأله الغنى هيهات سائله يردّ – ص 26 .
فهذه المعارج تود من الناس أن يعودوا إلى الله بعد شرود عن منهجه، وبأصحاب الهمم الضعيفة أن يرتقوا، ولو كان في الارتقاء صعوبات وصعوبات، ومن الأمة جمعاء أن تتبصر بحقيقة وجودها، وعظمة الرسالة المنوطة بها، ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَۖ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ﴾ (الزخرف:44)؟!
في هذا الجزء الأول من الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر تستوقفنا محطات كثيرة.
ففي المحطة الأولى (إلى الله) يدعونا لنفر منه إليه، ونتفيأ ظلال الرحمة، مرددين معه:
إلهي ضاق بي الرَّحبُ وأثقلَ كاهلي الذَّنبُ
ونارُ هواجسي اتّقدتْ ومَلَّ أزيزَها اللبُّ
وغار النورُ في عَيْنِي وأيقظَ جندَه الرُّعبُ
ونفسي لم تَعُدْ نفسي وقلبي.. ليته قلبُ
وهِمتُ هنا على وجهي وضِعتُ وضاعت الدرب
ولكن هذا كله ينجلي في لحظة صدق، وصحوة قلب:
نجوتُ غداةَ يا ربي علمتُ بأنك الرَّبُّ
وأما في قصيدته (بسطت يدي) فشكوى صادقة لا صحوة عابرة:
وحاشا لله لو أتاه العباد نادمين أن يردهم، وقد فتحت أبواب: ألا هل من مستغفر فأغفر له؟! ونلج مع الشاعر محطة (نجاوى) إذ تطيب المناجاة:
ويسكن القلب، وتقرُّ العين، ويأنس الخاطر، وتهب نفحات الرضا، فيجدها المؤمن انشراحاً في الصدر ولذة في الذكر وقد سمى الشاعر ذلك (فيض الأنس):
تراث البشرية:
ويؤكد مصطفى عكرمة أن القرآن الكريم هو روح الأرواح، وسر سعادتها، فيقول:
كتاب الله للأرواح روح به تحيا النفوس وتستريح
وتمتلئ النفوس به طموحاً وللفردوس يحملها الطموح
يروح بها عن الدنيا بعيداً وما أسماه حين بها يروح
وإن يهمس بآي منه ثغري أحس العطر من ثغري يفوح
به أسرار ما في الكون تبدو وما كوضوحها أبداً وضوح
به كنا الأعز وكم أقيمت لأمتنا بمنهجـه صروح
هجرناه فأمسى العز ذلاً وناح عليه منا من ينوح
أعد ربي لقومي منه روحاً ففـي آياته للروح روح
ويقتبس من القرآن الكريم معنى قوله تعالى: (سيجعل لهم الرحمن ودّا)، ويؤكد أن اليقين بالله سبب سعادة الدنيا والآخرة فيقول:
والمؤمنون الأمنون لهم من الرحمن ودّ
عمر اليقين قلوبهم فهمو بما اعتقدوا الأشدّ
ربحت تجارتهم فكل نتاجهم عزٌّ وسعدُ
لهم السعادة هاهنا وهناك جناتٌ وخلدُ
ويدعو الشاعر ربه أن يكون منهم، فهو يحبهم، ويحشر المرء مع من أحبّ، فيقول:
هم كل من أهوى فهل منهم أيا رب أغدّ
يا رب قدرها فما لي غيرها أملٌ وقصدُ – ص 37 .
وهو سبحانه الزراق لكل الخلق والكريم على جميع خلقه:
أحطت بكل ما في الكون علماً وزدت برغم من جحدوا حلما
وقدرت الخلائق يا إلهي وأعطيت الخلائق كل نعمى
لكل الخلق قد أجريت رزقاً ويسّرت الجنى، ومنحت عزماً – ص 39 .
ولا ينسى الشاعر في قمة الذل والخشوع لله أن يدعو على الطواغيت بالانتقام والهلاك على أيدي الشباب المؤمن:
ألا جيل يصحُّ له اعتقادٌ وعزم يصرمُ الطاغوت صرما
فيبدل ظلمنا حقاً وعدلاً فيصبح خوفنا أمناً وسلما – ص 40
فهو يربط بين العقيدة وإرادة التغيير في الحياة السياسية والاجتماعية.
الأخوة والوحدة الإسلامية:
يؤكد مصطفى عكرمة في أكثر من مناسبة أن دين الله يوحّد القلوب والمشاعر والأهداف، ويزيل الكرب عن الناس:
بدين الله تتحد القلوب وتجلى عن بني الدنيا الكروبُ
وتسمو في هداه كل نفسٍ وكلّ فوارق الدنيا تذوبُ
وما اختلفت قلوب الناس إلا وعمّت في بني الدنيا الخطوبُ-ص 58 .
وكيف لا تتوحد الأمة تحت راية القرآن، وتحت ظلال النبوة، وشعار القرآن الخالد إنما المؤمنون إخوة:
بدين الله يغدو الناس إخوة لهم برسول رب الناس قدوة
بتقوى الله قد عمروا نفوساً وما قبلوا بغير الحق دعوة
على الأعداء نلقاهم جميعاً وفي النعماء والبأساء إخوة – ص58 .
دين العدل والمساواة:
والإسلام هو دين العدل والمساواة فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى:
بدين الله لا تلقى ظلوماً ولا تلقى جهولاً أو غشوماً
بدين الله تلقى كل قلب غدا برّاً بمن يلقى رحيما
تساوى الكل في فضل وعلم ٍ فلست ترى بهم إلا كريما – ص 59 .
دور القرآن في إنقاذ البشرية:
كتب مصطفى عكرمة قصيدة يؤكد فيها أن القرآن يهدي للتي هي أقوم وأحكم، فقال:
يا كتاباً أنزل الله به محكم الآيات تترى عجباً
بك شاء الله للدنيا الهدى وبك الله أعزّ العربا
قبلك العرب تناهى ضعفهم وتحدوا بهداك النوبا
نظرة منك إذا خطبٌ دجا تلهب الناس وتمحو التعبا – ص 65 .
والقرآن هو كلام الله المعجز، تحدى به الله الإنس والجان بأن يأتوا بمثله فلم يقدروا، وسجدوا لبيانه:
كل لفظ منك أمسى معجزاً بالذي يوحي ومما ركيا
ما استطاعوا أن يحاكوا لفظه أو يروا يوماً لها معنى نبا – ص65 .
ويبين مصطفى عكرمة أن رسالة القرآن هي الرسالة الخالدة، فهو سبيل إنقاذ البشرية، وهو الطريق لوحدة الأمة، فالتوحيد يسبق الوحدة:
يا كتاب الله يا مجلى الهدى كل خير كنت فيه السببا
وبك الكون وما قبل وما بعد يبدو في وضوح قد سبى
رب بالقرآن وحّد أمتي مثلما وحّدت فيه الكتبا – ص 66 .
الحج:
ولا يخفى الدور الكبير لموسم الحج في توحيد مشاعر الأمة، فالهدف واحد والقبلة واحدة، والهتاف واحد، واللباس واحد، ويجمعهم مكان واحد وتاريخ مشترك ومصالح واحدة:
لله سرّ الله في عرفات كم فيه من عيرٍ ومن عظاتِ
ما زال عبر الدهر ينمو حبه متجدداً بتجدد الأوقات
المؤمنون بكلّ أرض روحهم تهفو إليه على مدى الساعاتِ
فهناك في عرفات أمنية المنى وهنا بمكة غاية الغايات
لا فرق في الأجناس فيما بينها لا فرق في الأوطان والعادات-ص66 .
ويتحدث عكرمة عن رسالة الحج الوحدوية، ويتمنى عودة أمجاد الأمة المسلمة، فيقول:
لبيك وحّدت اللغات كأنها أصل لما في الأرض من كلمات
لبيك أفئدة تذوب بقولها لتصوغ من لبيك حبل نجاة
وبحبه يارب زد قومي هدى وعليه جمّع سائر الأشتات
فلعل ما أودعت فيه قادراً يحيي إباء الروح بعد سباتِ
طالت لبعد هداك رقدة أمتي حتى لتحسبها من الأموات
كم ذا غفت أو لكم بهديك قد صحت لتعيد عزّ الكون بالآيات
ما غير أمتنا بما أكرمتها أهل لدحر الظلم والظلمات – ص 67 .
رمضان أقبل:
وفي قصيدة له تحت عنوان روض الهدى برحب مصطفى عكرمة بقدوم رمضان الذي هو مدرسة القلوب، وسبيل لتزكية النفوس:
رمضان أقبل فاغتنم رمضانا واعنُ على التقوى وزد إحسانا
واشكر فضائل خصك المولى بها وتذكر المحروم والجوعانا
واغنم سوائمه فكل دقيقة منه يفاضل خيرها الآزمانا – ص
ليلة القدر:
لقد نزل الملاك جبريل بالقرآن العظيم على قلب محمد في ليلة القدر وفي شهر رمضان:
واختص منه بشهر عبادة سماه في عليائه رمضانا
فيه الملائك بالكتاب تنزلت في ليلة تهب النفوس أمانا
عن ألف شهر خيرها متزايد يافوز من سألوا بها الرحمانا
هيهات فيها أن يخيب سائلاً ما دام فيها رحمة يغشانا – ص 109 .
حب الجهاد:
ويصر شاعرنا على التمسك بالأمل، ويتزود بالإرادة وحب الجهاد، فهو لن يشتكي لأنه مجاهد بشعر بمعية الله له:
لا لن تراني شاكياً كلا ولا متباكيا
أنا لي إباء مجاهد يهوى الحياة تفانيا
سأظل أهتف لي غد مهما لقيت عواديا
فأنا من الرحمن لي عزم يزيد إبائيا
إن احكموا قيدي فعهداً لن ألين قياديا
خلفي حضارة أمتي وغدُ الضياء أماميا
يفنى الطغاة وجندهم وأظل طوداً راسيا
حبّ الجهاد عقيدة ولها خلقت الفاديا – ص110 .
عز السجود:
والصلاة هي معراج المؤمن، والصلة بين العبد وربه، ولقد منع الشاعر من السجود لمرض أصابه، فلما عافاه الله، وشافاه هرع إلى الصلاة والسجود لله، فكتب هذه القصيدة تحت عنوان (عزّ السجود) يقول فيها:
أعدت لجبهتي عزّ السجود فعاشت مهجتي عنى وجودي
وما معنى وجودي يا إلهي إذا لك لم يزينه سجودي
حرمت نعيمه زمناً لضعفي وجئتك سائلاً فاشتدّ عودي
ويارب بمالك من أيادٍ وما أغدقت من فضل وجود
أدم عزّ السجود علي جبيني وزدني منك قرباً في سجودي – ص116.
وهكذا نرى:
أن الشاعر مصطفى عكرمة هو شاعر إسلامي النزعة، حسن العقيدة، عبر عن توحيد الألوهية والربوبية والذات والصفات، وكان مؤمناً بأركان الإيمان، وشعاره القرآن دستور الحياة، وهو ملتزم بالعبادة والمعاملة والخلق الإسلامي الرفيع، وقد دعا في شعره إلى الأخوة والوحدة الإسلامي، ونبذ الفرقة والاختلاف، فالوحدة قوة والتفرق ضعف، وبين دور القرآن والعبادات ولا سيما الحج في غرس مشاعر الأخوة والمحبة بين المسلمين، وتوحيد صفوف الأمة، وتحقيق عزتها وعودة أمجادها لتكون خير أمة، ونكون خير خلف لخير سلف.
مصادر الترجمة:
- ديوان معارج: مكتبة العبيكان، السعودية.
- رابطة أدباء الشام.
- صفحة الشاعر مصطفى عكرمة على الفيسبوك.
- مجلة الأدب الإسلامي.
- رابطة العلماء السوريين.
- مواقع إلكترونية أخرى.
-يتبع -
وسوم: العدد 1100