مسافر إلى بيت القصيد

إبراهيم خليل إبراهيم

مسافر إلى بيت القصيد

ديوان جديد للشاعر سيد فاروق

إبراهيم خليل إبراهيم

[email protected]

عن سلسلة عزف القلم بجمهورية مصر العربية وفي طبعة فاخرة صدر للشاعر سيد فاروق ديوان الجديد بعنوان ( مسافر إلى بيت القصيد ) وفي الدراسة النقدية التي ضمها الديوان قال د . رمضان الحضري : القصيدة عند الشاعر / سيد فاروق تجربة عملية مركبة ، ومعرفة حيوية معقدة ، تتخلل تقريبا كل عروق الواقع الحياتي فمثلا يقول الشاعر في قصيدته بعنوان " فيض مشاعري " :

إني عشقتك فارسا بطلا

لا تتركي إحساسي مشتعلا

ثوري  وهزي  مشاعري  ....إني

زرعت أرضك الخضراء....  يا أملا

هلا شعرت بأشواق تزلزلنا

تحرك الشوق في أحشائنا رجلا

لملم ورودك عن عيني تحاصرني

أحب وردا في كفيك قد شتلا

وأنثر الزهر في خديك أحفظه

لو يشرب النور من زهراتك ثملا

يا أجمل الطير  غني مودتنا

ما ضل طير لنا نغما ولا سبلا

القصيدة في هذا الديوان تثبت أن الوضع الراهن ناقص دائما ، ومن الصعب أن تصل أية معرفة أو تجربة أو تفكير إلى ختام ، يمكننا من القول أننا حققنا في حياتنا شيئا يذكر ، فهو يؤمن أن الشىء المحقق والمختوم لا يستثير التفكير ، إنما الحيرة والغموض والنيران التي لا تنطفىء في القلب هى التي تحدد عناصر الموقف الشعري لديه ، فإن الفروسية عشق ، وهذا منطقي ، أما أن يكون داخل الأحشاء رجل وليس جنينا ، فهذا غير معقول ، فهو يبدأ بالمنطقي ليقنعنا بالميتافيزيائي ، فإن نثر الزهور يبعثرها ويضيعها ، أما شاعرنا فإنه ينثر الزهور في خد محبوبته ليحفظها ، وكذا النور أحد أسباب الإفاقة ، يتحول إلى متعاط ثمل .

إن النص الشعري عنده يأتي مولدا لأفكار متفردة وجديدة وهذا ما دعا للقول أنه انتقل من غنائية الديوان الأول حيث كان  مهتما بالذائقة الجمالية والأنساق الثقافية والمعرفية ، إلى شعرية المعرفة والتفكير ، فمن الخطأ أن تقتصر كلمة " البحث " على علماء الطبيعة فقط ، فشعرية المعرفة والتفكير هى التطور الطبيعي للشعرية العالمية وبخاصة الشعرية العربية ، والتي ظهرت سابقا عند محيي الدين بن عربي ، في الأدب العربي ، وعند جوته وريلكه في الأدب الغربي .