سُفوحٌ وَأشْبَاح
سُفوحٌ وَأشْبَاح
د. طارق سليمان النعناعي
كلية دار العلوم بجامعة القاهرة
يَا سَمَاءً يَا أُمُوتْ إنَّنِي سَفحًا أَمُوتْ
جرَّدُونِي مِنْ ثِيَابِ الحُلمِ في أرْضِ الخُبوتْ
فاتني ثوْبٌ خَجِلتُ الدَّهْرَ – آهٍ – أنْ أفوتْ
غَسَّلونِي بالغَيَاهَبِ كفنونِي بالسُّكوتْ
فاتنِي مَنْ لمْ أفتهُ خَفَّ فِي حَمْلِي التحُوتْ
وَيْ كأنَّ العُمْرَ نبْتٌ فِي فلاةٍ أوْ مُرُوتْ
أوْ كأنَّ الدَّهْرَ ليلٌ سَرْمَدِيٌّ فِي الثبُوتْ
أدْرَجُونِي لحْدَ يَأسٍ مِثلَ أصْلالٍ صَمُوتْ
مَنْ لِأنوَارِ الشوَاطِئِ؟ إننِي فِي جَوْفِ حُوتْ
أشعِلوا أُذْنَ الدَّيَاجِي لسْتُ مَاءً لسْتُ قوتْ
لمْ أصُغْ للحُلمِ حُوتا يَوْمَ يَأتِي فِي السُّبُوتْ
كَيْ أرَى الأشبَاحَ نمْلاً رَامَ مِنْ حُلمِي الحَتوتْ
هَاجَهُ الحُلمُ الجَرِيحُ خَالهُ حَبَّاتِ توتْ
إنْ يَنَلهُ إنْ يَذُقهُ كيفَ أحْيَا أوْ أمُوتْ
إنْ يُحَتحِتْ قلبَهُ أوْ يَدَّخِرْهُ فِي البُيُوتْ
هَرْوَلتْ فِيَّ الأمَانِي مِثلَ جُرْذانٍ تصُوتْ
أوْرَقتْ أغْصَانِي بُومًا فوقَ شُرْيَانٍ عَنوتْ
عِنْدَمَا ضَاقَ الظلامُ عِنْدَمَا ضَجَّ الخُفوتْ
زَمْزَمَتْ أنوَارُ قلبي تحْتَ أقدَامِ القنوتْ
أضْحَتِ الأشْبَاحُ أوْهَى مِنْ خُيُوطِ العَنْكبُوتْ
تعليق الأستاذة شيرين عابدين:
أعجبتني والله القصيدة يا دكتور
من أي بحر هذه ؟
تبدو رشيقة على عمق كلماتها !
ولتسمحا لي سأنشرها طبعا !
ممكن أسألك أنت ودكتور طارق منذ متى أصدقاء
يعني هل تقابلتما مثلا في سنوات الدراسة بالكلية
أو من قبل ذلك ؟
أوبعده ؟
تعليق الأستاذة زينب السيد:
شكرا لأستاذينا الكريمين على إبداع و عرض تلك القصيدة المرعبة التي أدخلتنا في جو من انقباض
ووجوم لم ينكشف إلا في آخر بيتين , حينها فقط كانت البسمة
وهكذا الأحلام الكبار لا تكون إلا بالمحن الكبار كذلك
نول الله كل مجتهد مبتغاه و إن طال الأمد
و لا أسعد من عطاء بعد عناء , خاصة لمن حلمه لا يقنع بما دون السماء
تعليق الأستاذة سارة حسين:
سلام عليكم طبتم أستاذي
قصيدة مليئة بالشجن
لكن إن يتكشف لي دواعي كتابتها ستبدو تلك الغياهب التي امتلأت بها تلك القصيدة
غير أني لم أكن أعرف أن د.طارق يكتب شعرا رائعا كهذا رغم أني تتلمذت له عاما درست عليه علوم اللغة من الأصوات وغيرها
التي هي لب الشعر
وكنا أول دفعة تدرس عليه بعد عودته من ألمانيا
يااااه
تذكرت أيام ما كان د.طارق يطير بي فرحا لتلك الإجابات واللمحات التي كنت أبادله فيها النقاشات
غير أني لم تهيئ لي الأقدار التواصل معه أستاذا جليلا
رغم أنني كنت مولعة ساعتها بتلك الدراسات البينية بين اللغات السامية لا سيما العربية والعبرية كتلك التي كان يبحث في أمرها د.طارق
إلا أنني لما عزمت على دخول قسم علم اللغة لم أجده
بل لم أجد من يقيم أودي في تلك الدراسات
اللهم إلا د.صالح
وهو مشغول دائما فلن يولي لي سمعا إلا
للخطوط العريضة في الرسالة
غير أننا في مرحلة الماجستير نحتاج لدقائق
البحث، فما زلنا في مرحلة الطلب
فقلت بأن أنتقل للنحو
فما أقرب ما بينهما
لا سيما أني مولعة بالعروض كما تعهدون
أستاذي وما زال لي في كل قسم -من أقسام الكلية السبعة- دراسة في نفسي أكنها إلى حين
بارك الله لنا فيكم وفي د.طارق الذي أرسل كل احترامي وولائي له أستاذا علمني الكثير