رواية (اكتشاف الشهوة)

لفضيلة الفاروق وضياع كثير من المسلمين اليوم

موسى أبو دويح

كتبت فضيلة الفاروق روايتها (اكتشاف الشهوة) والتي صدرت طبعتها الأولى في كانون الثاني 2006 والثانية في حزيران 2006 عن رياض الرّيّس للكتب والنشر/ بيروت/ لبنان في 144 صفحة من القطع المتوسط.

فضيلة الفاروق مؤلفة الرواية جزائريّة، والجزائر وقعت تحت الاستعمار الفرنسيّ سنة1830-سنة 1962، وأستطيع القول إنّ الاستعمار الفرنسيّ هو أسوأ أنواع الاستعمار، حيث عملت فرنسا على فرنسة الجزائر، وذلك بحرمان أهلها من لغتهم العربيّة، وفرضت عليهم اللغة الفرنسيّة في جميع مجالات الحياة، فصارت الجزائر كأنّها قطعة من فرنسا وعلى الأخصّ في سوء الأخلاق. حيث كانت الفاحشة على قارعة الطريق كما جاء في الرواية صفحة 55.

وأيضًا حرم أهل الجزائر، من فهم دينهم، حتى في الأمور المتعلّقة بالأحوال الشّخصيّة من خطبة وزواج وطلاق، وكلّ علاقة بين الرجل والمرأة. ولو كان لديهم علم بالأحكام الشّرعيّة، لوجدوا حلولا لكلّ المشاكل الّتي تحدّثت عنها الكاتبة، ففي الإسلام لا تجبر المرأة على أن تتزوّج مّمن لا تريد. بل باستطاعتها أن ترفض أيّ خاطب لا يعجبها، ولا يملك أحد -حتى أبوها- أن يجبرها على الزّواج. فعَنْ خَنْسَاءَ بِنْتِ خِذَامٍ الأَنْصَارِيَّةِ، (أَنَّ أَبَاهَا، زَوَّجَهَا وهْىَ ثَيِّبٌ، فَكَرِهَتْ ذَلِكَ فَأَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ نِكَاحَهُ‏).‏ وفي الإسلام يقول عليه السلام: (إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوه)، ومفهومه أنّه إذا جاءكم من لا ترضون خلقه ودينه فلا تزوّجوه.

اما ضياع الكاتبة فيظهر واضحاً جلياً في وصف حالها مع زوجها في باريس في أيام رمضان في صفحة 64 و65 و66 و67:

(في رمضان، الأيام تتحول إلى ألم متسلسل، أتسحر وأفطر لوحدي، وأصلي أغلب الوقت، وأقرأ القرآن.

أمام الله أشعر بنجاستي، اذ أسترجع قبلي المختلسة مع "شرف"، ومع "إيس".

أحار، تراني عاهرة صغيرة أو مشروع عاهرة، أم أنني أشبه كل الناس وما يحدث لي طبيعي وعادي؟ أتساءل لمَ لا أنهي علاقاتي الرجالية المختلسة؟

لمَ لا أكون إمرأة مفرغة من الشهوة؟!

لمَ لا أكون كائناً متفرغاً للتعبد؟!

لمَ لا أكون ملاكاً؟!).

وأختم مقالتي بهذه القصة عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهو يتفقد الرعية ليلاً إذ سمع إمرأة تقول:

"تطاول هذا الليل واخضّل جانبه وأرّقني إذ لا خليل ألاعبه

فلولا حذار الله لا شيء مثله لزعزع من هذا السرير جوانبه

فقال عمر: فما لك؟

قالت: أغربت زوجي منذ أربعة أشهر وقد اشتقت إليه.

فقال: أردت سوءا؟

قالت: معاذ الله.

قال: فأملكي على نفسك، فإنما هو البريد إليه. فبعث إليه.

ثم دخل على حفصة فقال: إني سائلك عن أمر قد أهمني، فأفرجيه عني، كم تشتاق المرأة إلى زوجها؟ فخفضت رأسها فاستحيت.

فقال: فإن الله لا يستحيي من الحق. فأشارت ثلاثة أشهر وإلا فأربعة.

فكتب عمر ألا تحبس الجيوش فوق أربعة أشهر".

فهذا عمر رضي الله عنه يأمر بأن يعود كل غاز ٍفي سبيل الله الى زوجه بعد أربعة أشهر.