الإبل في ديوان العرب

الإبل

(في ديوان العرب)

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

من الحقائق التي حملها إلينا التاريخ ، وسرت مسرى الأمثال قولهم " العرب أمة شاعرة " ، وكذلك قولهم " الشعر ديوان العرب " . ولا مبالغة في ذلك : فالشعر هو الذي حفظ تاريخهم، وأيامهم ومسيرة حياتهم .

**********

عزيزي القارئ إذا ذكر العرب ذكرت الإبل ، فكأننا نقول للناس : إن الجمل حيوان عربي ... حيوان عربي أصيل . وفي حلقتنا هذه لنا وقفة سريعة مع الإبل :

 جاء في فقه اللغة للثعالبي : البكر ( بكسر الباء وسكون الكاف ) بمنزلة الفتى . والقلوص ( بفتح القاف وضم اللام ) بمنزلة الجارية . والجمل بمنزلة الرجل . والناقة بمنزلة المرأة . والبعير بمنزلة الإنسان .

 وإذا كان الفحل يُودع ( يُترك ) ، ويعفى عن الركوب فهو : مُصْعَب ، ومُقْرم ، وفَتيق . فإذا كان لقرع النوق ( للنزو عليها ) فهو قريع .

 فإذا كان يُعتمل ، ويحمل عليه فهو ظعون ، ورحول .

 فإذا كان يسقى عليه الماء فهو ناضح .

**********

 ويقول الثعالبي : المطية اسم جامع لكل ما يُمتطى من الإبل .

 والراحلة ما يختارها الرجل لمركبه على النجابة ، وتمام الخلْق وحسن المنظر.

 والزاملة ما يستظهر بها صاحبها ، ويحمل عليها أحماله .

 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيهم راحلة .

 وقال ابن شبرمة عن رجل " ليس ذاك من الرواحل إنما هو من الزوامل " .

وقال شاعر :

 لقد عظم البعير بغير لبٍّ          فلم يستغن بالعِظم البعيرُ

وقال شاعر آخر :

 خلعوا عليه وزينو            ه وسار في عز ومنعهْ

 وكذاك يُفعل بالجما          ل لنحرها في يوم جُمعهْ

وقال شاعر :

 فلما قضينا من مِنى كل حاجةٍ             ومسح بالأركانِ من هو ماسِحُ

 وشُدّت على حُدب المطايا رحالنا         ولم ينظر الغادي الذي هو رائح

 أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا            وسالت بأعناق المطيِّ الأباطِحُ

**********

 عزيزي القاريء نكتفي بهذه المقتطفات الخاطفة عن الإبل في الشعر العربي . وإلى اللقاء على حق وخير في حلقة أخرى من ديوان العرب .