العبودي يحب العراق باللغة الإسبانية
العبودي يحب العراق باللغة الإسبانية
17/02/2008 صدر في مدريد للكاتب والباحث العراقي جاسم العبودي، كتاب بعنوان «حب ووطن»، جاء بـ213 صفحة من القطع المتوسط، عن دار نشر (بسيون) المدريدية. والكتاب يأتي ضمن سلسلة الكتب والمنشورات العديدة التي اصدرها استاذ اللغة العربية في اسبانيا جاسم العبودي والتي تناولت شتى المواضيع في اللغة والادب والثقافة الاسلامية، كذلك اصداراته في وعن الاندلس حضارة وثقافة.
ويعد الاصدار الجديد «حب ووطن» الذي يجيء منشورا باللغتين العربية والاسبانية، وكما واضح من عنوان الكتاب فانه يتغنى بحب وطنه الا هو العراق.
والتغني هنا لا يأتي عبر نص مطول من تأليف كاتبه، بل يتجاوزه ليتضمن ما يمكن ان نسميه كتابا شاملا في رؤية العراق الامس واليوم من خلال انطباعات المؤلف ونصوصه، متشابكة بقوة وحيوية مع نصوص عديدة من الادب العراقي والعربي التي تصب في مجرى الحديث عن وطنه العراق. والكتاب كما يذكر مؤلفه في المقدمة انما يسعى للوصول الى جذر هذه الحضارة العريقة، متعددة الثقافات والعيش الساخن للغة الحية، ليس كذكريات عابرة، انما كحاضر نرقبه عن قرب رغم بعد المسافة من خلال ما يشدنا له اليوم والامس وفي المستقبل.
لقد جاءت تجربة تأليف الكتاب بعد احتلال القوات الاميركية للعراق، وهي ان كانت تجربة في البحث عن الذات من خلال النص، فهي بشكل وبآخر محاولة للبحث عن ما تناثر من فصوص الوطن، رحلة عبر تفاصيل حضارته، ناسه، ثقافاته وآدابه. والكتاب بصورة وبأخرى هو محاولة اعطاء انطباع آخر للقارئ الاسباني عما هو عليه العراق سابقاً وحالياً، وادخاله في معرفة العديد من الحقائق التي تكاد تكون خافية او مخفية في وسائل الاعلام الاوروبية. الكتاب رحلة لتذكير بعراق يحمله الكاتب في قلبه اينما كان، يسانده في رحلته العديد من النصوص التي قرأها وتابعها خلال هذه السنوات الاخيرة، ليجمعها ويترجمها بالاسبانية لتكون وحسب شاهدا عن حب الاديب لوطنه عندما يكتب كل هذه النصوص.
الكتاب يمكن عده بمنزلة كتاب شهادات متداخلة مع نصوص، او كتاب مختارات شعرية ونثرية متداخلة من دون تبويب معين، اذ سعى المعد والمترجم لضمها بكتلة واحدة لمشاركتها في الموضوع والهدف نفسه. كما قلنا ان الكتاب يضم اضافة لانطباعات المؤلف ونصوصه المتناثرة عبر الصفحات، اكثر من 119 شهادة ونصا تنتمي لاكثر من 85 كاتبا منهم 11 كاتبا عربيا و4 اسبان والبقية هي نصوص وانطباعات لـ70 كاتبا وشاعراً عراقيا. والنصوص التي اختارها وترجمها العبودي، ليست من نتاج ادباء معاصرين فحسب، بل لجأ المؤلف لنصوص وكتابات من عصور سابقة تتغنى وتذكر العراق. بالوقت نفسه لم ينس المؤلف اسماء كتاب متوفين من القرن العشرين كتبوا وتغنوا بالعراق مثل الجواهري، السياب، الملائكة، بلند الحيدري، نزار قباني، البياتي، يوسف الصائغ، سركون بولص وغيرهم. ومن جهة اخرى ركز وبشكل لافت للقارئ على اسماء متعددة معاصرة كتبت في والعراق وعنه تأكيداً للوضع المستمر فيه، كما عليه نصوص محمود درويش، النواب، سعدي يوسف، القصيبي، لميعة عباس عمارة، فاروق جويدة، احمد مطر، يحيى السماوي، عيسى الياسري، عدنان الصائغ، عبدالكريم كاصد، عبدالرزاق الربيعي، محسن الخفاجي، وحيد خيون، واسماء عديدة اخرى.
الجدير بالذكر ان معد ومترجم الكتاب جاسم العبودي عمل استاذاً للغة العربية في اكثر من مركز اكاديمي اسباني، وقد غادر العراق عام 1982 واكمل دراسته العليا في مدريد التي يقيم فيها منذ سنة وصوله متفرغاً للكتابة والترجمة والتأليف في شتى الشؤون الثقافية العربية والاسلامية.