قصة الأطفال "الوسام"

قصة الأطفال "الوسام"

في ندوة اليوم السابع

جمال غوشة

 ناقشت ندوة اليوم السابع الاسبوعية الدورية في المسرح الوطني الفلسطيني قصة "الوسام" للأطفال الصادرة عام 2007 عن مركز بعثة الطفولة الفلسطينية في رام الله تأليف محمد إسماعيل رمضان، رسومات محمد زقزوق، و إشراف فني و مونتاج "مرايا للإنتاج الفني". تقع في 16 صفحة من الحجم الصغير، و هي مفروزة الألوان، مشكولة الكلمات .

 بدأ النقاش مشرف الندوة جميل السلحوت فقال:

 ملخص القصة:

تتخلص القصة في أن حيوانات الغابة من أسود و فيلة و جواميس و أرانب و ضباع ونمور وظباء وحملان وطيور وثعالب.... اجتمعت برئاسة الثعلب لتمنح وسام الأتقياء للحيوان الأنظف فما ويدا. فبدأ كل حيوان يسرد مؤهلاته التي بموجبها يستحق الوسام. وبعدها قرر الثعلب منح الوسام للضبع لأنه " نظيف و قنوع، أثّر سوء حاله بكل الجموع و أفاض في عيونها الدموع" ص 10.

و يتضح من خلال القصة أن الكاتب ينتقد نقدا لاذعا وساخرا الطريقة التي بموجبها يمنح المسؤولون في مناصبهم المختلفة أوسمة التقدير، حيث أن مقرري منح الأوسمة غير مؤهلين لاتخاذ القرارات، كما أن من يتقلدون هذه الأوسمة هم لا يستحقونها أيضا، وأن شريعة الغاب هي التي تتحكم بهكذا أمور.

وأجزم بأن الكاتب قد ظلم عالم الحيوان عندما سحب جرائم البشر وأخطائهم و خطاياهم وحملها للحيوانات. فالحيوانات تتصرف على ما فطرت عليه في دورة حياتية عجيبة غريبة تحافظ على التوازن البيئي، بينما الإنسان يستعمل عقله المتطور للسطو على حقوق أبناء جنسه، وللسطو أيضا على عالم الحيوان، محدثا خللا بيئيا يضر بالإنسان نفسه، وبغيره من الحيوان والنبات و الطبيعة، ويبدو أن  شريعة الإنسان أكثر سطوة و بشاعة من شريعة الغاب في تعامله مع أخيه الإنسان.

 الأسلوب واللغة:

لغة الكاتب سهلة و بسيطة و فصيحة سليمة، توصل إلى الطفل بيسر وسهولة الأهداف التي يتوخى الكاتب وصولها إليهم، أما أسلوبه القصصي فهو ممتع ومسل أيضا ولا ينقصه عنصر التشويق.

 الرسومات:

الرسومات المصاحبة للنص القصصي جميلة وموفقة إلى حد ما، ومتناسقة مع المضمون، نقول إلى حد ما لأن الخلل واضح في رسم الحمل بدءا من الغلاف الخارجي، فقد ظهر للحمل نابان حادان شبيهان بأنياب الأسد كما يظهر في الرسم، كما أن الرسم لا يدل على رسم الحمل ، ورسم الضبع ص 11 لا علاقة له بعالم الضباع، ولو وضعنا هذا الرسم منفصلا عن النص لما عرفه الكبار ولا الصغار.

 و بعده قال محمد موسى سويلم:

محكمة يرأسها ثعلب!! ترى كيف تكون؟ و ما حكمها؟ ثم محكمة فيها أسود  ونمور..... وفيها جواميس وظباء... فهل هذه محكمة؟؟

أما جائزة الوسام للأنظف فما ويدا. فيا للهول وعلى رأي المثل: " كل واحد بدير النار على قرصه" " الكل متهم حتى تثبت براءته"  مجلس من المحلفين  الشهود . في ص 8 أضيف إلى القائمة الحمل، حول الأسد. فالأسد الذكر لا يصيد وإنما اللبؤة هي التي تصيد فريستها، أو تساق إليها دون أي تعب بواسطة رائحتها العفنة.

تم إعطاء الوسام للضبع لينهي الكاتب قصته بأنها شريعة الغاب، محاكم صورية، تفاهمات بين المحامين والقضاة صفقات بين المحقق والضحية فما هذه الشريعة؟

قصة على لسان الحيوان؟ هروب من واقع  فرض أو مفروض قد يفهمها الإنسان  ويغوص في معانيها، ترى هل هنالك معاني جديدة في قصة كهذه للطفل؟ أم أن ذلك لمجرد قصة أو حدث؟ ثم إذا كانت هذه شريعة الغاب فماذا نسمي الشريعة التي يحتكم إليها الإنسان؟ في زمان لا يوجد فيه شريعة.

 و بعده قال موسى أبو دويح:

 كتب محمد إسماعيل رمضان قصة للأطفال بعنوان الوسام، حيث كان الوسام فيها من نصيب الضبع.

و لقد حيرني هذا التقدير للضبع، وحيرني أكثر أن الثعلب هو الذي ترأس جلسة الأمناء، وحيرني أكثر من ذلك أن الفيل يدعي أن لا يشرب إلا قليلا، وأن الضبع حيوان أليف ورضع الوداعة منذ الصغر، وأنه لا يأكل إلا الجيف أو بقايا الجيف، لأنه نفسه عفيفة، وأنه نظيف وقنوع، ولم يشفع للكاتب إلا قوله في الجملة الأخيرة: فهذه هي شريعة الغاب".

و مع هذا، فان ما جاء به من أسباب وادعاءات وتعليلات غير منسجمة وغير مقبولة. فأين هذا مما جاء في كتاب " كليلة و دمنة"؟

و أين هو مما جاء في مسرحية شوقي الشعرية التي بعنوان "شريعة الغاب" و التي كتبها على لسان الحيوان، و التي أراد منها أن يوضح بعض طبائع البشر - و هذه هي الغاية و الهدف من الكتابة على ألسنة الحيوانات-..

و تصور الكاتب على ألسنة الحيوانات، حياة الغاب بما فيها من ظلم و غلبة للقوي على الضعيف، لنرى أنّ ما يكون في الغابة يفعله الإنسان و أكثر منه، حتى نصل في نهاية المطاف إلى ما أراده الأفواه الأوديّ حين قال:

و الـبـيـت لا يبتنى  إلا له iiعمد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة iiلهم
تهدى الأمور بأهل الرأي ما صلحوا


ولا  عـمـاد إذا لـم تـرس iiأوتاد
و  لا سـراة  إذا جـهـالهم iiسادوا
فـإن تـولـوا فـبـالأشرار iiتنقاد