النص القرآني عند محمد شحرور 23
ياسين سليماني
[email protected]
الفرع الثالث: الأنبياء والرسل
في مستهلّ حديثه في هذا الموضوع يقول شحرور أنّ آدم ليس هو الإنسان الأول في
الوجود، فقد جاء في قوله تعالى:" إنّ الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران
على العالمين"(8) فالاصطفاء أي الاختيار لا يكون إلاّ من مجموعة، فإذا
قال تعالى أنّه اختار آدم فهذا يعني أنّه كان معه بشر آخرون(9) وآدم
المصطفى ليس نبيا ولا رسولا حيث أنّ النبوة والرسالة بدأتا بنوح، لقوله تعالى:"
إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده"(10)
وبذلك يكون عدد الأنبياء الذين أورد الله أسماءهم أربعة وعشرون(1)،
وعندما ذكر تعالى في سورة مريم أسماء بعض الأنبياء قال عنهم:" أولئك الذين أنعم
الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم
وإسرائيل..."(2) ومنه يستنتج شحرور أن آل إبراهيم وآل عمران هم من ذرية
آدم وليسوا من ذرية نوح بل من ذرية " من حملنا مع نوح" وبما أن يعقوب منهم وهو
الملقب "إسرائيل" فإن بني إسرائيل ليسوا من ذرية نوح ولا سام ابن نوح، ومنه فإن
"النظرية الساميّة" ليست أكثر من وهم.(3)
والنبي حسب شحرور هو صاحب المعلومات أو القوانين الموضوعية، أما الرسول فهو صاحب
الأفكار الذاتية (توحيد، صلاة....)، فالأنبياء الأربعة والعشرون جاؤوا لإعطاء الناس
معلومات حول الوجود.
وعدد الرسل كما يقول شحرور ثلاثة عشر، أوّلهم نوح (ع) وآخرهم محمد (ص).(4)
والأنبياء هم: إسحاق، يعقوب، هارون، إدريس، زكريا، يحيى، داوود وسليمان، فهم أنبياء
فقط، أما قوله:" يا يحيى خذ الكتاب بقوة"(5)، فالكتاب هنا هو كتاب موسى
لأن يحيى وزكريا كانا على شريعة موسى، أما قول زكريا في الآية:" يرثني ويرث من آل
يعقوب"(6)، فهذا يعني أن هناك صلة رحم بين آل يعقوب وآل عمران، حيث أن
آل يعقوب هم من آل إبراهيم وزكريا من آل عمران لذا قال عن آدم ونوح وآل إبراهيم وآل
عمران "ذرية بعضها من بعض"(7)، زيادة على هؤلاء نجد ذا الكفل واليسع
واللذان جاء ذكرهما في سورتي الأنبياء والأنعام ولم يذكر لهم أية رسالة وكذلك أيوب.(8)
نضيف إلى هذا أن الزبور الذي أنزل على داوود (ع) يمثل نبوته فقط (معرفة أو
معلومات)، فالزبور هو نبوة داوود أما شريعته (الرسالة) فقد كانت شريعة موسى حيث ذكر
الزبور في مقام النبوات(9) في قوله:" إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى
نوح والنبيين من بعده" إلى أن قال:" وآتينا داوودا زبورا"(10)
ويشير شحرور في ختام حديثه عن القصص القرآني إلى وجوب التمييز بين بني إسرائيل
واليهود فبنو إسرائيل هم من اليهود ابتداء من زمن موسى وليس كل يهودي هو من بني
إسرائيل(1)
كما أن الله تعالى أكد في القرآن أن ذرية نوح لا تفنى ولا تنقطع إلى يوم القيامة،
حيث قال:" وجعلنا ذريته هم الباقين"(2)، وقال عنه " سلام على نوح في
العالمين"(3)، بينما قال عن إبراهيم "وتركنا عليه في الآخرين"(4)
وقال:" سلام على إبراهيم"(5)
أضف إلى ذلك أن هودا وصالحا وشعيبا هم ليسوا من ذرية نوح وليسوا من ذرية آدم حيث لم
يأت ذكرهم نهائيا من ذرية نوح ولا من ذرية آدم لذا فإنهم من ذرية البشر الذين
استأنسوا مع آدم المصطفى(6)
- سورة آل عمران، الآية33.
9- شحرور، الكتاب والقرآن ، ص703.
10- سورة النساء، الآية163.
1- شحرور، الكتاب والقرآن، ص706.
2- سورة مريم، الآية58.
3- شحرور، الكتاب والقرآن، ص707.
4- المصدر نفسه، ص708.
5- سورة مريم، الآية12.
6- سورة مريم، الآية06.
7- سورة آل عمران، الآية34.
8- شحرور، الكتاب والقرآن، ص708.
9- المصدر نفسه، ص709.
10- سورة النساء، الآية163.
1- شحرور، الكتاب والقرآن، ص709.
2- سورة الصافات، الآية 77.
3- سورة الصافات، الآية79.
4- سورة الصافات، الآية108.
5- سورة الصافات، الآية 109.
6- شحرور، الكتاب والقرآن، ص710.