كلب البراري للشيخ جميل السلحوت

جميل السلحوت

[email protected]

موسى أبو دويح

[email protected]

كتب الشيخ جميل السلحوت ست قصص للأطفال جمعها في كتاب واحد، صدر عن دار النشر "غدير" في كانون الأول سنة 2009، وأطلق على الكتاب اسم إحدى القصص "كلب البراري".

والقصص جميعها مصورة، وقام برسمها وتصميم غلافها الرسام شاكر عبدالله.

القصة الأولى: سماها الكاتب "المرة الأولى" والقصة حول أول محاولة للطفل بكر بطل القصة أن يمسك بالقلم ويكتب اسمه على ورقة، ومساعدة أمه إياه، وتشجيعها له على إعادة المحاولة حتى تمكن من كتابة اسمه خمس مرات.

وتهدف القصة إلى تشجيع الأطفال على الكتابة وتعليمهم كيف يمسكون بالقلم وألا يضغطوا على الأقلام بشدة فتنكسر وتثقب الورق.

جاء في القصة في الصفحة التاسعة: "ويكرر كتابة اسمه خمس مرات في كل سطر" وفي الصورة أسفل الكتابة، كتب كلمة بكر خمس مرات، كل كلمة منها في سطر.

القصة الثانية: سماها الشيخ جميل "الذئاب" يعود فيها الشيخ الى ايام طفولته الأولى، حيث كان يرعى الأغنام في البرية، وحيث كانت الذئاب تهاجم الماشية، وعلى الأخص الأغنام، السمار والبياض أو الماعز و الضأن.

وجاءنا الشيخ في هذه القصة بمعلومات عن الذئاب لا يعرفها كثير من الناس، حيث يكون مع الذئب الذكر ذئبتان انثيان اثنتان. وكأني بالذئب يعدد الزوجات، بل جاءنا بأكثر من ذلك وهو مراودة إناث الذئاب للكلاب حتى تتلهى بها، وتحقق الذئاب أهدافها.

ولا أعرف الزواج والتزاوج إلا بين البشر، وأما الحيوانات فلا زواج بينهما، فلا نقول زوجة الأسد أو الفيل أو الذئب، بل نقول أنثى الفيل وأنثى الأسد وأنثى الذئب وهكذا.

وكذلك كلمة "زميلاها" صفحة 4 وزميلتي صفحة 10 فلا أعرف الزمالة بين الحيوانات.

القصة الثالثة: سماها الشيخ "ذكر وأنثى"، حيث وضع الطفل خالد عشرين بيضة غير ملقحة تحت دجاجة في حالة رقاد، أي تجمع البيض تحتها وترقد عليه حتى يفقس. إلا أنه لم يخرج أي صوص من العشرين بيضة، لأن دجاجات جدة خالد التي أخذ منها البيض ووضعه تحت الدجاجة ليفقس، ليس لها ديك. فالحياة على رأي جدة خالد "لا تكتمل ولا تستمر إلا بالذكر والأنثى" فالمرأة صنو الرجل.

القصة الرابعة "كلب البراري" وهذه القصة هي التي جعل منها الشيخ عنوانا للكتاب الذي جمع القصص الست، وقد يكون مرد ذلك الى فوائد الكلب ووفائه وحراسته للماشية وذوده عنها ونباحه المتواصل حتى يوقظ صاحبه ويدافع عن أغنامه. وبطلها الفتى يوسف ابن الثانية عشرة والذي قضى على الضبع بعصاه وذبحها بشبريته وسلخها، وأخذ جلدها ليوضع على سرج فرس والده، وشقها نصفين، وحمل الشق الأيمن منها لأنه عند الأعراب حلال أكله. والشق الأيسر لا يحل أكله.

القصة أشبه ما تكون بالأساطير، حيث طفل صغير كأنه في سن الرابعة  أو الخامسة –كما يظهر في الصورة التي في الكتاب-  يقضي على ضبع‘ هي في العادة تضبع الرجال الأشداء وتقضي عليهم. والضبع بضم الباء وسكونها مؤنثة جمعها أضباع وضباع وضبع بضمتين وبضمة والذكر ضبعان . كما جاء في القاموس المحيط.

وأما قوله "نعب الضبع نعيبا مخيفا" في الصفحة السابقة، فالمعروف أن النعيب هو صوت الغراب وناقة ناعبة سريعة كما جاء في القاموس المحيط.

وأما قوله عن العصا: "ويهش بها على الأغنام وهو يرعاها ويهش بها على كلاب الأعراب" صفحة 5، فهذا من قول الله سبحانه على لسان موسى عليه السلام: "قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي". ومعنى أهش هنا اي اضرب بها ورق الشجر ليسقط وتأكله الأغنام. جاء في القاموس المحيط: "هش الورق يهشه ويهشه خبطه بعصا ليتحات". وتعرضت القصة إلى اسماء اماكن معروفة عند عرب السواحرة مثل: البقيعة والزرانيق وجبل المنطار وواد الدكاكين، ونسي الكاتب ان يذكر واد "شخ الضبع".

وفي القصة أن يوسف يذبح الضبع بشبريته ولا وجود للشبرية في أي رسم من الرسوم في القصة، ولم يظهر جلد الضبع في الصورة أو الرسوم.

القصة الخامسة: سماها الكاتب الشيخ "وقضى ربك" وأبطالها سعيد وزوجه وأولاده الثلاثة ووالده العجوز، حيث قام سعيد على خدمة والده العجوز، فسأل أحد الحكماء فأخبره أنه مقصر في حق والده. فحاول سعيد وحاول وحاول بكل جهده ووسعه وطاقته، إلا ان الحكيم بقي مصرا على رأيه وهو أن سعيد مقصر في حق والده.

وجاء في القصة "ويحممه" و"يقوم بتحميمه" صفحة 4. والصحيح أحم نفسه وحمها غسلها بالماء البارد واستحم اغتسل كما في القاموس المحيط.

وجاء في القصة أيضا قول الله سبحانه: "وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا" والصحيح رب ارحمهما بدون ياء.

وشبيه هذه القصة جاء في الأثر الموقوف على عمر رضي الله عنه "أن رجلا أتى عمر رضي الله عنه فقال: إن لي أما بلغ بها الكبر وأنها لا تقضي حاجتها إلا وظهري مطية لها، وأوضئها، وأصرف وجهي عنها.

- قال: فهل أديت حقها؟

- قال: لا.

- قال: أليس قد حملتها على ظهري؟! وحبست نفسي عليها؟!

- قال: إنها كانت تصنع ذلك بك وهي تتمنى بقاءك، وأنت تتمنى فراقها".

وفي أثر آخر موقوف على ابن عمر رضي الله عنهما:

"- قال رجل لعبدالله بن عمر: حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها المناسك، أتراني جزيتها؟

- قال: لا، ولا طلقة من طلقاتها".

القصة السادسة: وهي قصة حقيقية، قصة الطفلة هدى أبو غالية التي قتل يهود أباها وأمها وأختيها صابرين وهنادي وأخاها هيثم. أي قتلوا جميع العائلة وهي تستجم على شاطئ بحر غزة ولم يبق من العائلة إلا الطفلة هدى.

جاء في القصة في الصفحة السادسة "ولا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة" والآية من سورة البقرة ونصها: "وأنفقوا في سبيل الله، ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة، وأحسنوا ان الله يحب المحسنين".

والمعنى المستفاد من الآية هو أن عدم الإنفاق في سبيل الله هو الذي يؤدي الى الهلاك وليس كما استدل بها الشيخ جميل وكما يفهمها العوام.

وختاما القصص الست هادفة وذوات مغزى وتربوية ونافعة للأطفال وللكبار. ولكن كان يجب على الشيخ ان يدقق ويبحث، وأن لا يقع فيما وقع فيه وعلى الأخص في الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة، لا سيما وهو لا يعرف إلا بالشيخ جميل السلحوت.