دراسة في ديوان "عبر وعبرات"
دراسة في ديوان "عبر وعبرات"
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
نظرات حية في هذا الديوان المفعم بآمال وآلام الأمة العربية المسلمة ودرره الشعرية أطلقها قلب مؤمن شديد الإيمان متعمق فى لفته متمسك بعروبته فشاعرنا الدكتور / عدنان النحوى أديب مسلم يمتد أدبه وشعره ونثره إلى مواقفه الحقيقة فى الحياة وهو ملتزم بالإسلام التزاماً كبيراً فألفاظه طيبة عذبة محببة للنفوس بعيده عن الغرابة وخشونة اللفظ لا تظهر فى ألفاظه المصطلحات الحديثة ، ولا محدثات الشعر ، أما صورة فواقعية جميلة مقتبسه من بيئة الشاعر تثير الحمية فى قلوب المسلمين وقد يكون لعربية الشاعر دور كبير فى تكوين شخصيته فجاءت قصائده درراً غنية بالمعانى والصور فهناك رسالة المسجد الأقصى نجوى وشكوى وحنين يبكى المسجد الأقصى وبقايا ذكراه ويبكى حال العرب وغيابهم عن الذود عنه ويقول :
إذا لم تقم في الأرض أمة أحمد فكل الذي يرجى على الساح ضائع
وكذلك قصيدة الفجر الدامي جزى مجزرة فى المسجد الإبراهيمي فيقول :
يا أمتي أن لم تفيقي فاشهدي أمواج ليل زاحف متمدد
وفى قصيدة دروب الجهاد بين العبر والعبرات اضطربت التصورات فى واقعنا تحت ضغط الهزائم والهوان واستكانت نفوس كثيرة وغضت نفوس أخرى وتمزقوا شيعاً وأحزاباً فهل أخذوا العبر وعرفوا الدرب وشقوا السبيل ؟!
أم سكبوا العبرات وغفوا ؟! فقال :
يا أمتي أمة الحق هذى سبيل النجاة ودرب الأمان
يا أمتى استكبر المجرمون وفى يدهم أصبح الصولجان
وفى قصيدة قانا مجزرة قانا المجزرة الوحشية فقال :
لبنان يا عبقاً من التاريخ ما ج على رباك يعيد من أخبار
قانا حسبتك فى الديار مصونة بالعهد من أمم ومن أقطار
وعاش شاعرنا مع بلد المليون شهيد تلك البلد المحببة إلى قلوب المسلمين جميعاً ندعو الله أن يرفع عنهم البلاء وأن يهدى القلوب إلى صراط مستقيم يجمع شتات المؤمنين فقال :
يا للجزائر ! أهوال مروعـة وفتنة فى رباها تضـطرم
عودوا إلى الله لا منجا لنا أبداً إلا إليه وشرع الله فالتزموا
أما عن أرض الرسالات تلك الأرض التى امتدت بها رسالة الله مع التاريخ رسالة الله إلى عباده وخلقه تلك الرسالات التى انطلقت من أرضها الممتدة وختمت فى الجزيرة العربية فهى ميدان الرباط وساحة الملاحم على مدار التاريخ ، فقال فى قصيدة انثرى الورد إلى الجزيرة العربية قال :
فإذا مكة أمامي نور من جلال الهدى ومن ميلاد
وإذا الكعبة الندية تغنى بين سعى العصور والآماد
ومن قصيدة بعنوان الطائف يقول :
يا جبال الشفاء هاتى شفاءً وانثرى من يديك طيب الوفاد
يا لسحر الورود والفل والنور وطيب الشـذا وطيب الوفاد
واتجه شاعرنا جنوباً إلى أبها فقال :
يا ربا مكة وطيبة جوداً أطلقا النور دعوةً للعباد
وأملاً بالحنان والشوق أيها واسكبا النور فى الربا والوهاد
وتدور موضوعات القصائد فى الديوان حول عدة قضايا هى :
الافتتاح بالدعاء ولهفة وخشية ورجاء ودعوة للمسلمين لتلتقى قلوبهم ورجاء ، ودعوة للمسلمين فى ملحمة أرض الرسالات وإشراقة الجهاد ودفق الدماء من أرض المسلمين لآلئ الشعر مع الأصدقاء بر وفاء مع الأهل والأقرباء تهانى للأصدقاء وأفراح .
ونختم دراستنا لهذا الكتاب بأبيات من قصيدة لآلئ الشعر أوزان وقافية حيث يقول :
ترتـجل الأشــعار تنشـدها وزناً وقافيـة قـيـداً وإعسـاراً
لآلئ الشـعر أوزان وقافيــة تشع من وهـج الإبـداع أنواراً
الشعر فنى وآلاف السنين بنت لآلئ الوزن أو ضاعت له الغارا
وفى القصيدة يرد فيها شاعرنا على المهاجمين لشعر الوزن والقافية وقد أفسح شاعرنا لتلك القصيدة مجالاً واسعاً فى مؤلفه الحديث {التجديد في الشعر}