قراءة في ديوان
قراءة في ديوان
مدائن الحب الغارقة
أسامة محمد أمين الشيخ
/مصرعضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
مجموعة شعرية رائعة عذبة الكلمات سهلة المعانى صدرت حديثاً للشاعرة " هبه محمد عباس تميرك " طافت بنا فى بعض دروب الشعر المختلفة بأسلوب راق ويبدو من خلال المقدمة الإهداء إلى الأسرة الدافئة الدافعة الأسرة المصرية الأصيلة المنحدرة من أصول جنوبية تمتد إلى سلالة طيبة ونبع دافئ كريم وأيضاً يتضح فى الإهداء أن الشاعرة تمتلك قدرة كبيرة على الخلط بين الكلمات (( الطباق )) فإلى المدائن الكبيرة الوعرة الرقيقة المظلمة ومدائن للحب وأخرى للموت وأخرى غرقت وهى تبحث عن معنى الحياة والحب والسعادة إلى سنوات الصبا والطفولة والشباب إلى بلادى الزاخرة بالنعم إلى دولة الإمارات الشقيقة .
وبنظرة فاحصة فى الديوان المفعم بالآلام والأحزان نجد أن أصدق ما تصف به الشاعرة نفسها ببساطتها المعهودة ولمساتها الفنية المبدعة حينما يهرب الشعر منها فتقول فى قصيدة " الشاعرة "
فويل لكل الحروف – إن عادت تعاديها = = = وويلاً لها إن نفدت عنها قوافيها
ومدينة الحب الغارقة عند شاعرتنا بلا سماء بلا قاطنين وإن كان الحب ضرباً من الجنون فسحقـاً له وسحقـاً لى وسحقـاً لكل العاشقين غير أن السمة الغالبة على الديوان الإغراق فى الأحزان الخوف السراب التخاذل الإنكسار ، سرادق العزاء والبكاء فى تلك الليلة أسألك العزاء وفى قصيدة اليوم تقول رحلت عن دنياى للأبد ولحقت بركب المطرودين من جنتى وفى صندوق الحنين اليوم عدت إلىَّ صاخبة حزينة والانتحاب والألم فى قصيدة جنازة كل هذه الأحزان تجعل القارئ يعيش فى حالة الحزن مشاركة وجدانية وحتى الأسبوع الذى عشناه مع الشاعر المهندسة أكاديمياً " أسبوع من الحب " لا يكفى لم تهجر الشاعرة أحزانها فيوم للاعتذار والنهاية والضعف والرحيل والرجاء والانسحاب وفى النهاية عطلة رسمية من الحب والآلام ومن الأحلام وفى النهاية من الكلام وأخيراً تتخلص الشاعرة من أحزانها بلا رجعة وتؤمن بأن الحياة ماضية فى قصيدة ولكن تمضى الحياة أيتها الحائرة التى نشرت فى جريدة الاتحاد الإماراتية فى 10/7/1992م وتكمل رحلة الحياة الطليقة فى قصيدة عبراتى أرجو المعذرة لقد عدت عدت بعد رحيل طويل أمى وطنى لكننى دوماً أعود .
غير أن معظم أعمال الشاعرة تجارب فردية بعيدة تمام البعد عن الآلام وآمال الشعوب فلا معاناة ولا حروب ولا قيود حتى حبها أغرقته وكتمته وألقت به فى بحر لا تستطيع الغوص فيه صعب المد صعب الجزر ونستخلص من الديوان المفعم بالأحزان أنه يحمل ألفاظاً سهلة خالية من التعقيد والتراكيب وإن كانت بعض المعانى تميل إلى الرمزية ، الخيال بديع مرتبط بالواقع المصرى على الرغم من أن الشاعرة عاشت فترة ليست بقصيرة فى دولة الإمارات الشقيقة والشاعرة لم تتدثر بثياب العربية فى ديوانها عدا " حبيب بغداد " واكتفت بالغوص فى " مدائن الحب الغارقة ".