هدية جدي واكتمال عناصر الفشل
هدية جدي واكتمال عناصر الفشل
جميل السلحوت
نعود مرة أخرى الى سلسلة " لبنى في البيت تلعب وتتعلم " من اصدار مركز التطوير التربوي " جامعة بيت لحم " وبدعم من" مؤسسة الانماء للأمم المتحدة " التعاون " فبعد قصة " نافذة الألوان " سنستعرض هنا قصة " هدية جدي " التي كتبها نفس الطاقم المؤلف من : أحلام أبو حاتم ، زيزي مراد ، وزينه عوينة التي قامت بالرسومات أيضاً ، وفكرة الأستاذة رباب طميش واشراف الأستاذ الكاتب مجدي الشوملي ، ومتابعة تربوية من قبل الدكتورة جاكلين صفير والقصة غير مرقمة الصفحات ومطبوعة على ورق مصقول والرسومات مفروزة الألوان .
مضمون القصة :
يتحدث النص عن تعليم الأطفال كيفية تحضير " الهريسة " .
الأهداف التربوية والتعليمية :
جاء على الغلاف الخارجي الأخير " تهدف قصص هذه المجموعة الى تقديم وظواهر علمية بقالب قصصي ممتع ومسل ، لتكون هذه القصص منطلقاً لتحضير الطفل لمزيد من البحث والتجربة والاكتشاف أحداث " ، واذا ما وافقنا مع القائمين على هذا العمل أن عمل الهريسة " ظاهره علمية " فإن النص الذي بين أيدينا يعلمهم كيفية عمل " علم الهريسة " والكميات التي تستعمل لتجسيد هذه " الظاهرة العلمية " على شكل طبق يؤكل ، وطبق الهريسة هذا جاء من الحفيدة لبنى ليكون مفاجأة لجدها في عيد ميلاده الحادي والسبعين . وتربية الأطفال على احترام ورعاية أجدادهم قضية في غاية الأهمية .
كما أن الكتيب احتوى في آخره وخارج النص على تعليم الأطفال كيفية عمل " الملتينة " وتلوينها ، وجاء في النص محاولة تعليم الأطفال شيئاً من الكسور من خلال تعريفهم على" الرّّبع "
البناء القصصي والخيال :
بعد أن سمعت الطفلة لبنى والدتها تهاتف زوجها- الذي هو والد لبنى – بأن غدا يصادف عيد ميلاد والده ، وأنهم سيفاجئونه بإقامة " حفلة صغيرة وستكون مفاجأة " قررت – أي لبنى – أن تصنع الهريسة كمشاركة منها لجدها بهذه المناسبة ، " تسللت الى غرفتها وقالت لنفسها : سأرتاح قليلاً بينما ينام جدي وبعدها أصنع الهريسة " وبعدها جاء في النص " دخلت لبنى المطبخ ونظرت الى رفوف الخزانة وهي تقول : هريسة ... هريسة " وفي المطبخ ناداها السكر وأخبرها عن الكمية اللازمة منه لصنع الهريسة، ومثله فعل السميد واللبن والزيت والكربون والطحينية وبعد ذلك " سمعت لبنى صوت أمها تناديها وتقول " هيا يا لبنى .. لدينا عمل كبير " وعند ذلك أفاقت لبنى من نومها وعرفت بأنها كانت تحلم " .
فهل التعامل مع الأطفال يكون بمثل هذه الطريقة ؟؟ وهل تحفيز الطفل لمزيد من البحث والتجربة والاكتشاف يكون عن طريق الحلم وهم ونائمون ؟؟ وهل الأطفال بمثل هذه السذاجة حتى نخبرهم بأن كل ما قصصناه عليهم مجرد حلم ؟ وهل تعليمهم بعض الأشياء يكون عن طريق الجمادات مثلما حصل مع مكونات الهريسة التي أخبرت عن الكميات التي تُستعمل منها بنفسها ؟؟
وهل الأطفال يتقبلون ذلك ؟؟
اللغة :
واضح أن الناشر قرر أن تكون الصفحتان الاولى والثانية ثابتتين في كل كتيب من كتيبات السلسلة الأربعة ، ولذا فإن الخطأ اللغوي الذي جاء في " نافذة الألوان " وهو نصب المضاف إليه هكذا " جميع أصدقاءها " بدل من " جميع أصدقائها " قد تكرر ، كما جاء في الصفحة العاشرة حسب ترقيمي للنص نصب الفاعل حيث جاء على لسان السكر " سيلزمك مني كأساً ونصف " والصحيح " سيلزمك مني كأسٌ ونصف " لأن كأس فاعل والفاعل حكمه الرفع ، وفي صفحة 26 حُذفت نون الوقاية دون مبرر حيث جاء على لسان الطحينية " لكني لا أحب الرقص " والصحيح لكنني .
وفي الصفحة 24جاء"معلقة" والصحيح "ملعقة".
وبما ان من أهداف الكتابة للأطفال هو تعليمهم أشياء من اللغة ، فإن الأخطاء اللغوية في الكتابة إليهم من المحرمات ، والحرمه هنا أكثر لأن النص صادر عن مؤسسة جامعية .
الاخراج والرسومات :
اخراج الكتيب ناجح جداً ، فالشكل جذاب، والرسومات مفروزة الألوان ، والورق مصقول، لكن غالبية الرسومات غير موفقة ، فرسم الطفلة لبنى على الغلاف الأول لا علاقة له بالطفولة ، وشعرها يبدو وكأنه مركب على رأسها بشكل " ممسحة " على رأي طفل في الثامنة من عمره . وشكل الشعر تكرر بالطريقة نفسها في الرسومات الداخلية ، وفي الصفحة 21 رسم لبنى يوحي بأنها امرأة عجوز في حين أن رسم الدمية بجانبها يوحي بأنها طفلة ، وفي الصفحة 25 رسم لبنى لا علاقة له بالطفولة أيضاً ، أما في الصفحة 35 فإن والدة لبنى تحتضنها لكن لبنى يبدو حجمها أكبر من حجم والدتها ، في حين أن البراءة تبدو على وجه الأم أكثر من وجه الطفلة.