الدين عند نجيب محفوظ
الدين عند نجيب محفوظ
عصام أبو الدهب
الدين؛ مطلق مفهوم الدين عند نجيب محفوظ يمثل ظاهرة واضحة لا تخطئها العين في رواياته جميعا استعرض من خلال شخصياتها ومواقفها تنوعا ثريا من الاختلاف حول دوره في الحياة، وأحيانا تفسيره والحكم عليه في قدرته على حل المشكلات والإجابة عن الأسئلة المتواردة على الإنسان في كليته، وهنا محفوظ غير معنيٍ تماما بمدى صواب الدين بمعتقداته وتشريعاته من خطئه، بل هو يصب اهتمامه على مدى هذا التأثير في كيان المجتمع ومدى استجابة أفراده له وتعاطيهم معه.
ومن أبرز الشخصيات التي تناول من خلالها محفوظ أفكاره حول الدين وتعد الأبرز بالنسبة إليه كونها تشير إليه بوجه من الوجوه شخصية كمال في ثلاثيته، كما أن روايته " أولاد حارتنا " , " الزعبلاوي " والتي نشرت بعدها بعامين فقط هما المدونتان الرئيستان اللتان تعبران أصدق تعبير عن توجهات محفوظ حول الدين وقضاياه بدءً من الإيمان بالغيبيات وانتهاء بدور الدين في الحياة، وهو يرسم كل ذلك بلغة محترف يعي كيف يمكنه أن يلخص الأفكار العامة في صورة رمزية يمكن استيعابها بما تحمله من تناقضات وتشعبات، وتأخذ علاقة محفوظ بالدين أبعادا متعددة أبرزها نقده للمفاهيم المغالطة التي يعتقد أنها استولت على الناس من خلال محاولته كشف المخبوء حول التناقض الإنساني الناتج عن المفارقة بين اعتقادات الإنسان وسلوكياته.
ومحفوظ رجل متدين بشكل أو بآخر سواء أكان في قبوله للدين أو حتى في رفضه له، وإن أي قراءة شاملة لكتاباته وإنتاجه لتشعر بها محركا ومحفزا قويا إلى جدل واسع ونقاش عريض حول دور الدين في الحياة، بمعنى أن روايات محفوظ لا تعطي إجابات بقدر ما تفتح أبواب واسعة للسؤال والتساؤل، وهذه طبيعة متأصلة في محفوظ؛ طبيعته الفلسفية القائمة أصلا على التساؤل الذي لا ينتهي إلى إجابة تنهي أي قضية مطروحة بل هو في حالة دائمة من الدوران في متاهة التساؤل، فهو الحائر الباحث عن حقيقة الكون والوجود منذ بداياته ودراساته الأولى، وبحثه تاليا عن الإنسان في دروب حاراته وبين فتواتها ونماذجها البشرية المتنوعة التي أبرز من خلالها ألوانا شتى من التصورات والرؤى والأفكار مما كان يدور وتم مناقشته ليس فقط على مستوى الأدب والفكر بل على المستوى الشعبي بين البسطاء من الناس الذين يلجؤون إلى الحسين أو السيدة زينب أو المجذوب أو حتى التبريرات الغيبية لانكساراتهم وهزائمهم، كل ذلك يحكي قصة مجتمع بأطيافه وألوانه بشتى تجمعاته وفسيفسائه.
برغم ما ترصده هذه الدراسة المقتضبة والموجزة شديدة الإيجاز عن رؤية محفوظ للدين في الحياة من عبارات يراها البعض فجة أو قاسية أو تحمل شيئا غير قليل من السخرية؛ ولكنها قد تكون من وجه آخر فرصة متاحة لنا جميعا لمناقشتها وتفكيكها وتحليلها بشكل يضمن لنا أن نتعرف على هويتنا وحقيقة تأثير الدين في حياتنا ـ سواء كنا مع أو ضد ـ ، ولماذا يصبح ملجئونا الأخير إذا تحزبت علينا الهزائم وتوالت الانكسارات واستشرى الفساد، فمن الملاحظ أنه عقب كل انعطافة هابطة في حياتنا الاجتماعية أو إخفاقة في اختباراتنا السياسية أو سقطة في مشاكلنا الاقتصادية نجد تعريجا وتعلقا بالدين كل الدين في شتى أشكاله وصوره بصوفيته الروحية أو سلفيته الأصولية أو وسطيته التجميعية أو غيرها من أشكال التدين التي نجدها في المسيحية كما نجدها في اليهودية سواء مع الإسلام في هذا التلون والتدرج تجاه فهم الدين وتطبيقه وتنزيله على أرض الواقع.
وقبل أن نصل إلى نتائج دراستنا نعرج قليلا على نماذج من رؤية شخصيات محفوظ للدين ومدى توفر القناعات به في الممارسات والسلوك وفي الاعتقاد والتصور، فأحمد عبد الجواد الذي يوقر المشايخ ورجال الدين يقول مخاطبا زبيدة الراقصة:" لماذا لم تتكرمي بضربي؟ فهزت رأسها وقالت ساخرة: أخاف أن أنقض وضوئي، فتساءل في لهفة، أأطمع أن نصلي معها؟ فتساءلت في دلال ساخر: أتعني يا صاحب الفضيلة، الصلاة التي هي خير من النوم؟ فيرد قائلا: بل الصلاة التي هي والنوم سواء" [بين القصرين: 88]، يقول رشيدي في رواية [خان الخليلي: 114]: " ثم وضع راحتيه حول قذاله كمن ينوي الصلاة، وتمتم قائل : "بسم الله الرحمن الرحيم، نويت الحب والله المستعان"، ويشير على لسان "ياسين" متحدثا عن أحد الوعاظ: "إنه يؤمن بشيئين .. بالله في السماء وبالغلمان في الأرض إذا تأوه غلام في القلعة" [بين القصرين: 391]، كما يقول عن ياسين [قصر الشوق ص 278] : "وربما أول مرة كذلك يشرب فيها كونياك "راقيا" خارج البيت إذ أنه لا يتناول الجيد منه إلا فيما يقتنى من زجاجات في البيت للاستعمال الشرعي"، ويقول على لسان حسين شداد : إنك تجد دائما وراء الأمور إما الله وإما سعد زغلول".
وهذه التعبيرات التي تحمل شيئا غير قليل من الاستهزاء بمقدسات الدين وقيمه على ألسنة شخصيات رواياته كثيرة، ومنها في رواية [ثرثرة فوق النيل ص116] نجد أنيس زكي يقول لعم عبده الغفير: "متى عشقت امرأة آخر مرة ؟ فيرد: أووه. فيسأله ثانيا: وبعد العشق ألم تجد شيئا يسرك؟ فيقول الرجل العاشق: قرة عيني في الصلاة، فيقول أنيس: جميل صوتك وأنت تؤذن. ثم بنبرة مرحة يكمل: ولست دون ذلك جمالا حين تذهب لتجيء بالكيف أو تغيب لتعود بفتاة من فتيات الليل"، ونجده في قصته "الطريق" يقول على لسان إحدى شخصياتها: "وأين الله خالق كل شيء وحافظه ؟ ويقول الكاتب : أين الله حقا ؟ هو عرف اسم الله ولكنه لم يشغل باله قط، ولم تشده إلى الدين علاقة تذكر. وسوف يصمت إلى الأبد دون أن ينبس لسانه بجواب يخرجه من حيرته .[الطريق ص 44]
وهذه قد تكون أهم المواقف التي وردت فيها إشارات أو عبارات وألفاظ تحمل معنيا دينيا؛ ولكنها استخدمت في سياقات ومواقف تحوطها كثير من السخرية المرة بهذه المعاني، واعتقد أن محفوظ لم يأتِ بهذه الألفاظ وتراكيبها هكذا من عندياته ليصدم المجتمع وليحدث لنفسه جلبة وصيتا؛ بل هي مما درج على استماعه من أصدقائه وأصحابه؛ وهم من هم من التنوع الفكري والاختلاف في التحفظ في التعبير، وأحيانا قد تصدر العبارة والكلمة من أحدهم لا يلق لها بالا ولكنها قد أُلقيت في عقل رجل حفاظ عليم بكيفية استخدامها في مجالها المناسب، وفي موضعها الذي يبرز معناها، وإلى الآن قد يكون محفوظ ناقلا لما رأي ولما سمع، وليس في هذا أي نوع من الرؤية المسبقة تجاه قد الدين غير تسجيله لمثل هذه المواقف بما تحمله من دلالات قد لا تعبر عن اعتقاد أو تصور، وغاية ما فيها أنها تحمل دلالات ومعاني ونفسيات أشخاصها الذين قد تخونهم العبارة أو تغرهم اللحظة في حالة غياب العقل بالسكر أو الوله والعشق أو غيرها فتصدر منهم مثل هذه الأشياء عن غير اعتقاد أو تصور.
ولكن هناك جانب آخر لمحفوظ يتجاوز فيه التسجيل والتصوير إلى التصور والرؤية، تمثلها كما ذكرنا سابقا شخصية "كمال" في الثلاثية أو " عرفة " في "أولاد حارتنا" أو الغائب الحاضر في " الزعبلاوي"، فكمال يقول عنه [قصر الشوق 347]: لماذا كتب مقالته؟ لقد تردد طويلا قبل أن يرسلها إلى المجلة، ولكنه كان يود أن ينعى إلى الناس عقيدته، لقد ثبتت عقيدته طوال العامين الماضيين أمام عواصف الشك التي أرسلها المعري والخيام، حتى هوت عليها قبضة العلم فكانت القاضية. [ وفي ص 350] من الرواية ذاتها يقول: "وسيكون في تحرره من الدين أقرب إلى الله مما كان في إيمانه به، فما الدين الحقيقي إلا العلم هو مفتاح أسرار الكون وجلاله، ولو بعث الأنبياء اليوم ما اختاروا سوى العلم رسالة لهم." ويقول كمال في "بين القصرين": " أريد عالما يعيش فيه الإنسان حرا، بلا خوف أو إكراه، أما الدين فهو أقدم الآثار المتخلفة على وجه الأرض، فمتى يشب الإنسان عن طوقه ويعتمد على نفسه"، وفي [السكرية ص 135] نجد أحمد يقول عن الإسلام: " أعرف أنه دين وحسبي ذلك، ولا أؤمن بالأديان ". ثم يقول : "بقاء العقيدة أكثر من ألف سنة آية لا قوتها، ولكن على حطة بني الإنسان، ذلك ضد معنى الحياة المتجددة"، ويحسم هذه العلاقة فيما قاله رياض قلدس في [السكرية ص152] : "الشيوعية علم، أما الدين فأسطورة"
ولذلك نجد أن رؤية محفوظ تتكامل في جعله العلم المادي التجريبي حيث ظهرت ثقته المطلقة فيه فعرفة لديه من الأعاجيب في حجرته الكثير "ومنها قوة لم يحز عشرها جبل ورفاعة وقاسم مجتمعين. [ أولاد حارتنا : ص 471]، ويؤكد هذا المعنى في بين عرفة وعواطف امرأته، فهي تقول له : "ربك قادر على كل شيء فصمت مليا ثم غمغم قائلا: كذلك السحر فهو قادر على كل شيء" [ص 483] أي أن السحر/العلم قادر على فعل كل شيء، ثم يقول عرفة : "آه لو كنا جميعا سحرة" فتقول عواطف:" لو" ثم تردف قائلة: في زمن قصير حقق قاسم العدالة بغير سحرك. ولكن عرفة يرفض هذا المنطق، فيقول "وسرعان ما ولت أما السحر فأثره لا يزول " [ص 484] ، إن مقتطفات الحوار السابق تحمل أسئلة متنوعة ومشروعة؛ والإجابات عليها ليست هينة أو سهلة، لا سيما وأن الظروف التي أحاطت بالفترة التي ألفت فيها هذه الروايات كانت كلها صراعا بين الدين والعلم، ويبلغ العلم/سحر عرفة عنده الحقيقة المطلقة التي لا تقبل المناقشة فيما يقوله عرفة ذاته:" أنا عندي ما ليس عند أحد؛ ولا الجبلاوي نفسه، عندي السحر وهو يستطيع أن يحقق لحارتنا ما عجز عنه جبل ورفاعة وقاسم مجتمعين" [ص 498]. وأدرك الناس هذه الحقيقة أخيرا؛ أنه الأمل الذي يتشبثون به لينقذهم مما هم فيه، فقالوا : "لا شأن لنا بالماضي، ولا أمل لنا إلا في سحر عرفة، ولو خيرنا بين الجبلاوي والسحر لاخترنا السحر" [ص 551]، ولذلك يصل محفوظ في نهاية الرواية إلى نهاية الجبلاوي ذاته وموته بعد أن كبرت به السن ووهت صحته، وبقي عرفة بما يملك من قدرة سحرية ومعرفة وعلم، وقد كانت هذه الفكرة الفلسفية مسيطرة على كثير من فلسفات بدايات وأواسط القرن العشرين لاسيما في ظل هذه العبثية المطلقة التي عاني منها الإنسان الغربي خلال الحربين العالمتين وأعلن حينها على لسان عدد غير قليل من فلاسفة الغرب موت الإله ورحيله عن حياة الناس وسيطرة العلم الذي نقل الإنسانية من عوالم الغيب إلى عالم الشهادة.
ولعل أوجز عبارة لخصت ما يمكن أن نقول عنه أنه رأي محفوظ في الدين ـ وأشك في هذا ـ ما جاء على لسان مصطفى المنياوي في [الشحاذ ص146] "إني مؤمن بالعلم والعقل" وانتصاره للعلم وثقته المطلقة فيه، جعله يقول في [خان الخليلي ص 83] على لسان المحامي: " لا غنى عن التسلح بالعلم للمكافح الحق، لا للاستغراق في تأملاته ولكن لتحرير النفس من أصفاد الأوهام والترهات، فكما أنقذننا الديانات من الوثنية، ينبغي أن ينقذنا العلم من الديانات"
وهذا الصراع بين العلم والدين، والتي هي ملمح أساسي في روايات الكاتب جعلت الأستاذ رجاء عيد يقول في بدراسة في أدب نجيب محفوظ: 62 ] "يمثل نجيب محفوظ في رواياته صورة للصراع بين العلم والدين، ففي عصر أصبح العلم فيه كأنه إله جديد تمزقت في البعض وشائج ذلك اليقين الديني، ويريد أن يقبض عليها من جديد أملا في أن يكونه العلم في قدرته يوما ما أن يهبه هذا اليقين الذي تزعزع إن لم يكن قد ذهب"
كما أن هناك شخصيات أخرى لمحفوظ يمكننا تلمس رأي محفوظ حول الدين من خلالها كشخصية رضوان الحسيني في رواية " زقاق المدق" والذي وطأ أحزان الدنيا بنعليه، وطار بقلبه إلى السماء وأفرغ حبه على الناس جميعا، والشيخ درويش أيضا، والذي هجر أهله وأخوانه ومعارفه إلى دنيا الله، وغيرها مما يحتاج إلى رصد واسع وتتبع حثيث.
ولكن من أين استقى محفوظ هذه الرؤية تجاه الدين، لا شك أن محفوظ كان يؤمن الاشتراكية العلمية إيمانا مطلقا، وأستاذه وشيخه في هذا هو سلامة موسى الذي عرفه على العلم والاشتراكية وبتعبير محفوظ نفسه بعد لقائه معه أنهما داخلا رأسه ولم يخرجا منه.
ولكن هناك جانب آخر خفي عن محفوظ له شديد الصلة بما نحن فيه، فليس الرجل إلا مؤمنا كما قلت بشكل من الأشكال بالدين ودوره في الحياة وهو وإن كان قد ردد ما ردد في رواياته فيبقى هناك مساحة لم تفتح إلى الآن هي مقالاته ومذكراته الخاصة، وهي تحمل جانبا وآلة مهمة للتنقيب في فكر محفوظ من خلال رواياته فيقول مثلا [ نجيب محفوظ يتذكر، جمال الغيطاني ص 14] :" كان البيت لا يوحي أنه من الممكن أن يخرج منه أي إنسان له صلة بالفن، الثقافة الوحيدة في البيت ذات طابع ديني؛ وصلته بالحياة العامة ذات صبغة سياسية، وكان والدي صديقا للمويلحي، وقد أهداه نسخة من كتاب " حديث عيسى بن هشام " نسخة أذكرها جيدا. [وفي ص 81] :" كان الخيط الثقافي الوحيد في الأسرة هو الدين."، هذا غير أمه التي كان مولعا بها ويعتبرها مصدر ثقافته الأولى والأساسية والتي لم يكن له كنف أو حضن غيرها؛ كانت امرأة مؤمنة شديدة الإيمان، تأخذ بيده إلى أولياء الله الصالحين وتدور على المساجد، كما كان محفوظ بطبيعته التصويرية والتسجيلية لحس المجتمع ووجداناته يستمد فكرته عن الدين من أوهام وترهات الناس من حوله وأظنه لم يجد نموذجا صالحا يحمل صبغة دينية يمكنه أن يعطي الإنسان فرصة في الحياة الكريمة. كان محفوظا مفتونا بحرية الإنسان وكرامته، فبحث عنهما في أي مكان وأي سبيل.
وإذا كانت رواياته وصفا دقيق لواقعه الذي كان يحيى ويعيش من حوله، فمقالاته كانت رصدا لواقعه في فكره وثقافته وهنا نجد ملمحا مختلفا بعض الشيء وآراء تحتاج منا إلى وقفة متأنية ودراسة عميقة ورؤية أبعد غورا من مجرد القراءة العاجلة أو الحكم الجازم على مواقفه وتوجهاته تجاه الدين فيقول مثلا محفوظ:" ومن نعم الله علينا أن ديننا دين دنيا كما أنه دين آخرة." [نجيب محفوظ بين التدين والتطرف، ص 79.] ويقول أيضا ص81 :" وكل حكومة هي حكومة دينية على نحو ما .... ولكن من ناحية المضمون الأخلاقي الذي تلتزم به في معاملاتها وتشريعاتها. ذلك أن الدين من الناحية التاريخية هو المعلم الأخلاقي الأول للبشرية، وانه ما من حكومة إلا وتلتزم في دستورها وقوانينها بالسائد من الأخلاق والتقاليد والقيم، ولذلك لا يمكن أن نعدها حكومة دينية من ناحية المضمون، حتى إن نحَّت الدين جانبا أو نبذته نبذا." ويقول ايضا :" ولكن أحدا لا يستطيع أن يفصل بين الدولة وبين الدين نفسه إلا إذا أرادها دولة بلا قيم ولا أخلاق." [ص 138]
هذه الآراء تفتح وجه آخر لمحفوظ لعلها تكون أكثر وضوحا في التعبير عن رؤية الرجل وفكره، لاسيما وهو قد أشار إلى ذلك في البرنامج الثاني بإذاعة القاهرة أثناء مناقشة نقدية لرواية قلب الليل، حيث يقول " الأيدلوجية في قلبي وليست في عقلي" فإذا كانت الروايات هي قلب ونبض محفوظ فأن مقالاته ومذكراته هي عقله التي يفكر بها.
والحديث عن هذه القضية لم ينته بعد.
والله أعلم