قالوا عن رواية بغل المجلى

قالوا عن رواية بغل المجلى

فى القاهرة ، وعن الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ سلسلة " كتابات جديدة ـ صدر هذا الشهر رواية " بَغْل المَجْلى " للروائي والناقد المصري : عبد الجواد خفاجى .

للعالَم الروائي ـ لدي عبدالجواد خفاجي ـ عمق وجودي غائر يتتبع الغائية الإنسانية في أكثر تجلياتها بروزاً وشقاءً في آنٍ , وهي تلك المتمثلة في مُقاساة البؤس الراكد لدي الإنسان المعاصر لا سيما المواطن البسيط الرازح تحت نير الحرمان في ريف مصر, ولا غرو بعد ذلك أن يجئ إهداء هذه الرواية خاصة إلي هؤلاء, وأن تشير إصبع الحافز الفني لإنشاء العمل ( أو ما يمكن أن نسميه الدافع الباطن لفعل الكتابة) إلي عظامهم التي طحنتها مفردة قميئة مستهلكة باعدت بينهم وبين كل فرص التطور والاندماج في منظومة الكون الأوسع .

هذا العالَم الروائى تلتئم فيه عناصر البيئة كافة بأنماطها التقليدية المعروفة, وتنسجم فيه صور المعيشة القروية التي دَرِب هذا الروائىّ علي تملِّيها من الداخل بإنعام نظر واستغراق كانا ـ علي الدوام ـ كافيين لتعرية موقف إنسان القرية من العالم وموقف العالم منه. بيد  أن هذا العالَم الروائي يضيف إلي إمتاعنا بتذوق فعل الكشف هذا إنارةً ذات مغزى فلسفي وجودي لطبيعة الانفعال بالحياة والتحايل عليها لدى إنسان الريف .

وتتخذ الحكاية ـ عند عبدالجواد خفاجي ـ شكلاً واقعيًّا موغلاً في استقصاء التفاصيل واستشفاف الدوافع واستلهام الفلسفة الكامنة وراء الهدف والتصرف والموقف والميل, فليس من شك في أن كل فعل ينطوي علي دافع يستقى من رؤية أو فلسفة أو نظرية وجودية, وتصطبغ الشخصيات في عالمه الروائي بلون خليط يعبر عن الفطرية الفجة من جانب والخبث العميق من جانب آخر, غير أن الشخصيات جميعاً تشترك اشتراكاً مستغرقاً في الاستغلاق والانكفاء الباطني والانبتات عن مجريات التطور المتلاحق.

من هنا هيأ النص الروائي التربة الموائمة لاستنبات الخرافات والخزعبيلات التي تجد دائماً في وسط القرية مرتعاً خصباً وكلأ مريئاً, وإمعاناً في الحبكة الدرامية الفاتنة تضع الرواية شكليات الأنساب وأصول القبائل موضع الشك والمساءلة كإحدى مكامن الداء الذي أشار إليه الروائي في إهدائه الأول, ولن يكون بوسعنا أن نفهم هذا العمل ما لم نحط علماً بأن الروائي هو في الواقع مثقف قروى ساعدته الثقافة علي استبطان جدل ( ديالكتيك) الحياة في القرية, كما ساعدته علي صياغة رؤيته الأحادية لدنيا القرية العاجزة عن تصحيح وضعيتها المكانية والزمانية والثقافية في هذا العصر.

من قراءة في رواية " بغل المجلي" للشاعر والناقد الدكتور : وائل عبد الوهاب أبورميح تحت عنوان : " أضلاع الفراغ " .

ــــــــــــــــــــــــــــ

........... ولكننا ونحن نعيد تقييم الشخصيات المرسومة فى رواية " بغل المجلى " لا نتردد فى إطلاق الرصاص عليها بلا رحمة أو شفقة ، أو هكذا يبدو الأمر لى شخصيًّا فلا شىء يدعو للشفقة على جموع خانت عقلها وغيَّبت وعيها ، ورضت بأن تستسلم للغياب التام والأبدى ، وأن تعيش خارج العالم ، فالكل متهم ومدان ، والكل فاسد .

وربما للحظات نحترم الظروف ، والضواغط التى خضعت لها شخصية ما

**********

إن المجتمع بكل مفرداته ـ كما رسمته الرواية ـ غير قابل للإصلاح ، فأى أمل يرجى ـ أولا ـ من كل الجموع أو الجماهير التى أطلق عليه العمل اسم " المهاطيل " والتى انساقت دون تفكير خلف المجلى فى حياتها ، ثم انساقت خلفه فى جرى متواصل ولهاث لا ينقطع دون أن تسأل فى تلك اللحظة التى أسمتها الرواية " اللحظة الفارقة " :. " هل يتوقفون لحظة ؛ ليسألوه ، أو يسألهم .. هل من أحد يتقدمه ليستوقفه ؟! ، ثمة لحظة حرجة ، وانقياد جميل بليد ومهما بدا لاهثـًا محمومًا .. هل يمكن لإنسان أن يندفع إلى مصير مجهول ؟! ثمة ما يمكن أن يسأله المرء لنفسه فى تلك اللحظة : إلام يقودنا هذا الرجل " .

من دراسة للناقد المصرى الشاب : الدكتور : خالد طايع ، تحت العنوان "سطوة الغياب " ( كتاب أبحاث " أفق الرواية فى قنا / مؤتمر أمل دنقل ـ الدورة الثالثة ـ مايو 2006 ) 

ــــــــــــــــــــــــــــ

للحصول على الرواية : مكتبات الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة والأقاليم المصرية

وللحصول على نسخة الكترونية :  www.kotobarabia.com