سبعون عاما في حضن اللغة العربية
أ.د/
جابر قميحةتقديم
إن اللغة العربية فيها من السمات والملامح والخصائص ما يدفع إلى الاعتزاز بها، والوفاء لها فكرا، وعلما، وعقيدة فهي بالنسبة للأمة العربية أهم من أية لغة أخرى بالنسبة للأمة التي تتكلم بها، ويرجع ذلك لتفرد اللغة العربية بعدد من السمات والملامح لا تتوفر للغات الأخرى:
1 فهي لغة القرآن: والقرآن هو الكتاب المنزل الوحيد المدون باللغة التي نزل بها، بينما نزلت التوراة والإنجيل باللغة الآرامية أو السريانية (لا اللغة العبرية كما هو معروف خطأ).
2 وهي لغة قومية: جمعت العرب من قديم في وحدة لغوية متماسكة على الرغم من تعدد اللهجات المحلية، وعلى الرغم من المحاولات المتعددة لهدمها والقضاء عليها.
3 وهي لغة تراثية: بمعنى أنها كانت وما زالت الوعاء الذي حفظ التراث العربي والإسلامي، وصانه من الضياع، يستوي في ذلك العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية، بل إنها حفظت من الضياع كثيرًا من شرائح التراث اليوناني الذي ترجم إلى اللغة العربية، وضاعت أصوله اليونانية، فترجمه علماء اليونان بعد ذلك إلى اليونانية.
4 وفي اللغة العربية من الملامح والخصائص الذاتية ما لا يتوفر في كثير من اللغات الأخرى (وعلى سبيل التمثيل: حروف العطف، اختلاف صورة الفعل باختلاف المسند إليه، وخصوصًا فعل الأمر، قضية الترادف، وزيادة الوصف ... إلخ).
**********
وما أكثر الذين يناصبون اللغة العربية العداء، وما ذلك إلا بدافع من التعصب أو الجهل. وما أكثر الذين يستهينون بالعربية من أبنائها في المدارس والدواوين . وفي وسائل الإعلام بخاصة،ومنهم من يتهمها بالقصور والضيق والعجز. وذلك يعد مغالطة وخطيئة في حق اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، مما شرفها، وجعلها جديرة بالإجلال والتوقير، ومن ثم كان علينا أن نؤديها سليمة في المبنى والمعنى، والضبط والتصوير، ثم إن العربية تحمل من الخصائص ما تتفرد به، ويرفع قيمتها، ويضمن خلودها، مما نعرض بعضه في السطور الآتية:
تعد اللغة العربية من أغنى لغات العالم بالمفردات والمترادفات، أما لغات الأمم الأخرى فقد انقرضت كلها على وجه التقريب، ولم يعد منها إلا آثار تاريخية في النقوش والمخطوطات، وهي الكنعانية والفينيقية والعبرية، والآرامية، والنبطية، والبابلية، والكلدانية، والسريانية، والهيروغلوفية، والحبشية.
ولا يدل على مرونة اللغة العربية، واتساعها وشموليتها كثرة مفرادتها التي تعد بمئات الألوف - ، ولكن يدل على ذلك أيضًا كثرة الروافد، والطرائق التي تغذي اللغة العربية، وتسمح لها بالتوليد والإضافات. كالقياس، والاشتقاق، والنحت، والتعريب، وغيرها.
وهذا يعني أنها لغة مفتوحة للتواصل الدائم على مدى العصور، وأن باب الاجتهاد فيها لم يغلق، ولن يغلق. وقد تحدث اللغويون عن خصائص اللغة العربية وتفردها في جوانب كثيرة، وتفوقها على كثير من اللغات الأخرى في هذه الجوانب، وذلك في دراسات مقارنة متعددة، مما لا يتسع له مقالنا هذا. ولكننا نجد من اللازم أن نتحدث في إيجاز عن مظهرين من مظاهر القدرة الذاتية في اللغة العربية وهما:
دقة الفروق بين كثير من كلمات العربية مما يعتقد كثيرون أنها مترادفة، أي متساوية تمامًا في المعنى.
الدقة في الاستيعاب، وتعريف المسمى بكل أنواعه التعريف الجامع المانع، الذي لا يترك زيادة لمستزيد، وفي السطور الآتية نلقي الضوء على هذين المظهرين اللذين يمثلان سمتين أساسيتين من سمات اللغة العربية.
أولاً: دقة التفريق:
ومن أشهر الكتب التي تناولت هذه الظاهرة: كتاب "الفروق اللغوية" لأبي هلال العسكري، ونقدم في السطور التالية قطوفًا منه تبين عن هذه القدرة في اللغة العربية:
1 الفرق بين الصفة والنعت: النعت: لما يتغير من الصفات. والصفة: لما يتغير، وما لا يتغير، فالصفة أعم من النعت.
2 الفرق بين الحقيقة والحق: الحقيقة ما وضع من القول موضعه في أصل اللغة، حسنًا كان أو قبيحًا. والحق: ما وضع موضعه من الحكمة، فلا يكون إلا حسنًا.
3 الفروق بين الإعادة والتكرار: التكرار: يقع على إعادة الشيء مرة، وعلى إعادته مرات. أما الإعادة: فهي للمرة الواحدة.
4 الفرق بين الهجْو والذم: الذم: نقيض الحمد، وهما يدلان على الفعل. والهجو: نقيض المدح، وهما يدلان على الفعل والصفة كهجوك الإنسان بالبخل، وقبح الوجه.
وفرق آخر: أن الذم يستعمل في الفعل والفاعل، فتقول: ذممته بفعله، وذممت فعله. والهجو يتناول الفاعل والموصوف دون الفعل والصفة، فتقول: هجوته بالبخل وقبح الوجه، ولا تقول هجوت قبحه وبخله.
5 الفرق بين العلم والمعرفة: المعرفة أخص من العلم؛ لأنها علم بعين الشيء مفصلاً عما سواه. والعلم: يكون مجملاً ومفصلاً.
6 الفرق بين القريحة والطبيعة: الطبيعة: ما طبع عليه الإنسان أي خلق. والقريحة فيما قال المبرد ما خرج من الطبيعة من غير تكلف.
7 الفرق بين الإهلاك والإعدام: الإهلاك: أعم من الإعدام؛ لأنه قد يكون بنقض البنية، وإبطال الحاسة، وما يجوز أن يصل معه اللذة والمنفعة. والإعدام: نقيض الإيجاد، فهو أخص، فكل إعدام إهلاك، وليس كل إهلاك إعدامًا.
8 الفرق بين الجَعْل والعمل: العمل: هو إيجاد الأثر في الشيء. والجعل: تغيير صورته بإيجاد الأثر فيه.
9 الفرق بين البعض والجزء: البعض ينقسم، والجزء لا ينقسم. والجزء يقتضي جمعا، والبعض يقتضي كلا.
10 الفرق بين النصيب والحظ. النصيب يكون في المحبوب والمكروه. والحظ ما يكون في الخير.
11 الفرق بين الوَلاية (بفتح الواو) والنصرة (بضم النون): الولاية: النصرة لمحبة المنصور، لا للرياء والسمعة؛ لأنها تضاد العداوة. والنصرة: تكون على الوجهين .
12 الفرق بين الإيجاب والإلزام: الإلزام: يكون في الحق والباطل، يقال: ألزمته الحق، وألزمته الباطل. والإيجاب لا يستعمل إلا فيما هو حق. فإن استعمل في غيره فهو مجاز، والمراد به الإلزام.
13 الفرق بين الأبناء والذرية: الأبناء: يختص به أولاد الرجل، وأولاد بناته. والذرية تنتظم الأولاد، والذكور والإناث.
ويرى بعض الباحثين أن أبا هلال العسكري قد أسرف في إبراز هذه الفروق، وحتى لو صحّ ذلك، فإن ما قدمه يبقى صحيحًا في غالبيته.
ثانيًا: الدقة في الاستيعاب:
فاللغة العربية وضعث للمسمى الحسي بصفة خاصة التسمية الجامعة المانعة، بحيث لا يدخل معها غيرها.
ونسوق هنا سطورًا من كتاب "الفرق" لابن فارس اللغوي، وأغلبه في تحديد أسماء أعضاء الإنسان والحيوان، وما يتعلق بها:
1 باب الشفة: الشفة من الإنسان، وهو من الإبل المشفر، ومن ذوات الحافر: الجحفلة، ومن ذوات الظلف: المقمة، ومن الطائر غير الجارح: المنقار، ومن الجارح: المنسر. ومن الذباب: النقط.
2 باب الأصوات: صاح الإنسان، وصوت. وعزف الجني.. وخارت البقرة، وبغم الظبي بغاما، وصهل الفرس. وحمحم عند الشعير. ، ونهق الحمار... إلخ.
ويرى الأستاذ العقاد رحمه الله في كتابه: "اللغة الشاعرة" أن اللغة العربية فاقت غيرها من اللغات، بما اشتملت عليه من تحديد دقيق لكل ساعة من ساعات الليل، والنهار، والشهور، والفصول، والمواسم وغيرها.
ولا مبالغة فيما ذكره العقاد؛ ففي "فقه اللغة" للثعالبي وهو يتحدث عن "أوائل الأشياء" :
الصبح أول النهار: الغسق: أول الليل. الوسمى: أول المطر. البارض: أول النبت. اللعاع: أول الزرع. اللباء: أول اللبن.
السلاف: أول العصير. الباكورة: أولى الفاكهة. البكر: أول الولد. الطليعة: أول الجيش. النهل: أول الشرب. النشوة: أول السُّكر. الوخْط: أول الشيب. النعاس: أول النوم. الزُّلف: أول ساعات الليل. الزفير: أول صوت الحمار.
وفي ساعات النهار: الشروق، ثم البكور، ثم الغدوة، ثم الضحى، ثم الهاجرة، ثم الظهيرة، ثم الرواح، ثم العصر، ثم القصْر، ثم الأصيل، ثم العشى، ثم الغروب.
وساعات الليل: الشفق، ثم الغَسَق، ثم العَتَمة، ثم السُّدْفة، ثم الجهمة، ثم الزُّلة، ثم الزلفة، ثم البُهْرة، ثم السَّحَر، ثم الفجر، ثم الصبح، ثم الصباح.
وأغلب هذه الكلمات لا تدور حاليًا على أقلام الكتاب، وألسنة المتكلمين من الخطباء والمحاضرين، ولكن هذا لا يقلل من قيمتها، ولا ينال من دلالتها على مرونة اللغة العربية واتساعها وشموليتها، وقدرتها الذاتية؛ فقلة توظيف الكلمة لا يقلل من قيمتها، كما أن كثرة دورانها على الألسنة والأقلام لا يكسبها من القيمة ما لا تستحقه.
وما ذكرناه من سمات تكاد العربية تنفرد بها وغيرها كثير تقطع بأن العربية لغة غنية خالدة؛ لأنها مهما تكالب عليها من محن يبقى لها هذا الرصيد الضخم من القوة الذاتية التي تجعلها لغة قادرة في كل الظروف والأزمنة والأحوال.
**********
وهأنذا من قبيل الحب والوفاء، والتمسك بعقيدتنا الإسلامية أعرض حياتي مع اللغة العربية. وقد مر بخاطري أن أسمي ما أقدم سبعون عاما في صحبة اللغة العربية، أو سبعون عاما من معايشتي للغة العربية ولكني آثرت أن أجعل العنوان : سبعون عاما في حضن اللغة العربية؛ لأن الصحبة قد توهم بالندية، وكذلك كلمة معايشة، ولكني كنت أنظر إلى اللغة العربية على أساس أنها "فَوْقيَّة" ، رفيعة المقام كأنما كانت هي الأم الحاضنة، وأنا الابن المحضون. وقد جاء في القاموس المحيط " ... الحِضن. بالكسر ما دون الإبط إلى الكشح، أو هو الصدر والعضدان وما بينهما ، والجمع أحضان... وحضن الصبي حَضنا وحِضانة جعله في حضنه، أو رباه كاحتضنه..." .
وجاء في المعجم الوسيط : حضنه حَضْنا ، وحضانة: جعله في حِضنه يقال حضن الطائر البيض: رقد عليه للتفريخ . وحضنت المرأة الصبي رعته وربته . واحتضن الشيء: حضنه . ويقال احتضن هذا لأمر تولى رعايته والدفاع عنه . والحاضنة : التي تقوم مقام الأم في تربية الولد والجمع حواضن . والحضانة: الولاية على الطفل لتربيته ، وتدريب شئونه، ودور الحضانة : مدارس ينشأ فيها صغار الأطفال...." .
ومن هذه التعريفات اللغوية تعكس كلمة الحضن التربية والرعاية ، وتقويم السلوك ، وشعور المحضون بالطمأنينة والسلام . وصدق عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذ قال "تعلموا اللغة العربية، فإنها تثبت القلوب، وتزيد في المروءة". لذلك أمر أحد ولاته بضرب كاتبه؛ لأنه أخطأ في كلمة واحدة في رسالة موجهة من الوالي إلى الخليفة عمر رضي الله عنه إنها غيرة متدفقة منه على لغة القرآن الكريم. والتوجيه العمري يعني أن تعلم اللغة العربية يحقق نتيجتين، كلتاهما من أنبل وأجل الصفات الإنسانية والتربوية:
النتيجة الأولى: تثبيت القلوب، والنتيجة الثانية: زيادة المروءة.
**********
وهذا هو سر إيثارنا لكلمة حضن على كلمتي صحبة ومعايشة أو مسايرة، وإن كنا قد نستعمل هذه الكلمات الأخيرة أحيانا ، ولكن على القاريء أن يرجعها إلى مفهوم الكلمة الرئيسية التي آثرناها وهي كلمة حضن .
هذا وقد أصدرت من بضع سنين كتابا بعنوان " ذكرياتي مع دعوة الإخوان في المنزلة " وكان نص مقدمته :
" الإنسان مجموعة من " الأعمال والمواقف : ورجل الدعوة في إيجاز شديد " هو ذلك الذي يعيش " بماضيه في حاضره لمستقبله "
وأعني برجل الدعوة وريث النبي في حمل رسالته ، والاضطلاع بها ، ونشرها على كل المستويات بما تحمل من مباديء وقيم تنفع الإنسان في دنياه وأخراه . وميراث النبوة ليس مالا ولكنه علم وقيم ، تمثل الطبيعة الرسالية للعالِم .
فالماضي الحي هو الركيزة والمنطلق ، يعيشه المسلم وخصوصا الداعية " فى حاضره بقيمه ، العَقدية والخلقية والإنسانية ، وينطلق منه لصنع مستقبل حى مشرق وضيء .
وفي كل أولئك على المسلم الإفادة بكل جديد من معطيات الآخرين حتى لو كانوا من غير مسلمين ؛ فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
ومعروف أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ فكرة " حفر الخندق" للتحصن..أخذها من الفرس عن طريق سلمان الفارسي . وعنهم أخذ عمر- رضي الله عنه – نظام الدواوين .
ويهب العلمانيون يتهمون الدعاة الرساليين بالتخلف والانغلاق ، ويجدون أن الحياة المثلى في الانسلاخ من قيم الماضي ، والانفتاح لمعطيات الغرب . إن مثل هذا العلماني الإنكاري – وقد لقبته بأمير العميان – قلت فيه :
يـا أمـير العميان حسبك فـلـتـقل ما تشاء فالحق أبقى فـلـقـد عشت منكرا كل حق غـيـر أني أقول قولة صدق تـعـست أمة تراخت فصارت يـدعـي أنـه الـبشير "بطب" فـإذا طـبـه خـداع .. وزور يـنـكر الأصل والجذور ويُبقي واذا انـكـر الـجـذورَ نبات | زوراقـد تـماديت في هوى لست في العير أنت أو في النفير وجـهـولا متوجا ... بالغرور لاتـبـالـي بـسلطة أو أمير: مـركـبـا هينا لغِر... ضرير قـادر، نـاجـح ، جديد ، مثير يـجعل السهل ألف ألف عسير فـي حـماهُ الملعون كل عقور مـات في لفحة اللظى والهجير | التزوير
ومن معايشتي لدعوة الإخوان في المنزلة دقهلية ، مسقط رأسي – مايزيد على ستين عاما تعلمت فيها الكثير والكثير ... تجارب ، وعلوما ومعارف ، وتأثرت بتوجيهات أساتذتنا الأجلاء في هذا الحقل العامر النظيف .
وقلت في نفسي إن علي واجبا يتلخص في تقديم تجاربي ورؤاي – فى منظقة المنزلة – للجيل الجديد من شباب الاخوان . وأنا المؤمن إيمانا وثيقا بأن الداعية هو ذلك الذي يعيش بماضيه في حاضره لمستقبله .
وهأنذا أقدم صفحات هذه الحياة " من جهود الإخوان وجهادهم في منطقة المنزلة دقهلية . مع ملاحظة أن أغلب ما كتبت اعتمدت فيه على الذاكرة ، أو مايسميه بعضهم .. الاجتراز الذهني " آملا أن يكون ماكتبته فيه النفع لمن يقرأ، وخصوصا الشباب.
والله ولي التوفيق".
**********
وهذه المقدمة لم أسقها على سبيل التزيد والاستطراد ، ولكني سقتها لأني وجدت نفسي بها قريبا من موضوعي الذي أعالجه وهو " سبعون عاما في حضن اللغة العربية " ؛ واستقاء من هذه المقدمة نرى ملامح شبهية قوية بين الموضوعين: " ذكرياتي مع دعوة الإخوان في المنزلة " ، و " سبعون عاما في حضن اللغة العربية" . ومن أهم ملامح الشبه :
1 سنوات الأداء ، وهي سبعون عاما في دعوة الإخوان ، ومثلها في تلقي اللغة العربية والتفاعل معها . فهما جناحان يكادان يتماثلان ، فكرا وعقيدة وعملا وسلوكا: فقد التحقت بدعوة الإخوان وأنا في السادسة من عمري ، والتحقت بالكتاب وأنا في مثل هذه السن .
2 الانفتاح على كل جديد نافع في الفكر والعمل ، حتى لو كان وافدا ، مادام لا يتعارض مع عقيدتنا السمحاء .
3 التأثر والاستجابة لتوجيهات أساتذتنا في دعوة الإخوان ، وكذلك في اللغة ، وعلومها وآدابها.
والخلاصة أنني أعالج هذا الموضوع ابتداء من سنوات الكتَّاب والمدرسة الإلزامية في السادسة من عمري، وتمضي مراحل العمر وأنا ثري الشعور، والعقيدة، والفكر بين نَيِّريْن ، من المستحيل الفصل بينهما: دعوة الإخوان المسلمين ، واللغة العربية ... لغة القرآن الكريم .