علي أحمد باكثير في ملحمة عمر (2)
علي أحمد باكثير في
" ملحمة عمر "(2)
علي أحمد باكثير
سامية وفاء عمر بهاء الدين الأميري
1 ـ مراحل تأليفه لها ـ وصفها وأجزاؤها:
يتبين لنا من المقدمة الموجزة التي يفتتح بها باكثير ملحمته، بأنه بدأ كتابته لها سنة 1963م، واستمر في عمله الجدي هذا سنتين كاملتين تفرغ فيهما لها فقط دون أي شيء آخر..
والذي يبدو لنا أيضاً أن المؤلف كان مندمجاً في عمله، بل إنه أخذ عليه مجامع نفسه حتى أصبح شغله الشاغل..
انتهى باكثير من إنجاز كتابة هذه الملحمة عام 1965م، ـ كما يظهر لنا من تاريخ مقدمتها ـ وطبعت الطبعة الأولى عام 1969م من قبل دار البيان الكويتي، بعد أن أنهى كتابتها كاملة، وبين أيدينا بعض الأجزاء من الملحمة نفسها، طبعت في مصر والذي يبدو منها أنها كانت تطبع متفرقة، أي بعد أن يفرغ المؤلف من كتابة جزء منها يقدمه للطباعة، ومن هذه الطبعة الأخيرة، يتراءى لنا أن باكثير كان عازماً على إخراج ملحمته في تسعة عشر جزءاً، وهذا ما نراه مذكوراً ضمن قائمة مؤلفاته، في أواخر بعض مسرحياته، وإذا ما قارنا بين سلسلة أجزاء ملحمة عمر المكتوبة في آخر الأجزاء المتفرقة، وبين السلسلة الكاملة وجدنا أن هناك جزءاً محذوفاً، وهو الجزء السابع عشر، والذي جاء تحت عنوان: " فتح الفتوح "، فإما أنه حذفه، أو دمجه مع إخوته...
وهكذا صدرت لنا الملحمة بشكلها النهائي في ثمانية عشر جزءاً، و " 2573 " صفحة... وهذا ما يؤكد لنا ضخامتها، وما بذل لها باكثير من جهد ووقت، وهذا ما يعترف به باكثير نفسه عندما يفتتح مقدمته للملحمة بقوله:
" الحمد لله الذي أمدني بروح من عنده حتى أنجزت كتابة هذه الملحمة، وما كنت لأنجزها لولا عونه عز وجل وتيسيره..".
2 ـ عرض موجز لمضمونها:
وضع علي أحمد باكثير نتاجه هذا بين أيدينا في مئة وستة وستين مشهداً، وزعها على أجزائها الثمانية عشر، وكان الجزء منها يضم ما بين الخمسة مشاهد إلى الواحد والعشرين مشهداً، يختلف وموضوع الحوار الذي يدور فيه، ولكنها مجتمعة كانت تسير في تسلسل وانسياب مع حوادث التاريخ منذ الأيام الأخيرة لخلافة سيدنا أبي بكر الصديق وتولي عمر بن الخطاب الخلافة بعده، إلى استشهاده مقتولاً، وتولي عثمان بن عفان الخلافة رضي الله عنهم، وقد قدم لملحمته في طليعة جزئها الأول شكراً أزجاه لمن ساعدوه في إنجازها..
" على أسوار دمشق " عنوان الجزء الأول من " ملحمة عمر"، يبدؤه بالمقدمة التي تتألف من مشهدين، يرسم لنا فيهما صورة واضحة للظروف التي دارت حول استخلاف ابن الخطاب، وما لاقى أبو بكر ـ رضي الله عنهما ـ من مشقة وهو على فراش الموت، في إقناع عمر أولاً بالقبول، ثم في موافقة طلحة بن عبيد الله ومن معه، بعد أن استأنس برأي العديد من الصحابة، الذين أيدوه فيما ذهب إليه من اختيار بذل فيه أقصى مداه من الاجتهاد والنصيحة للمسلمين ويورد لنا بعد ذلك كتاب العهد الذي أملاه الخليفة الأول على عثمان ـ رضي الله عنهما ـ ، وتوصيته لعمر قبيل وفاته بانتداب الناس مع المثنى بن حارثة، ويوصيه بحق الله عليه.. ثم كيف تصعد روحه الطاهرة إلى بارئها وهو بين أولاده يردد:
" وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد ".
" ربِّ توفني مسلماً وألحقني بالصالحين "..
وبعد هذه المقدمة يدخل باكثير مباشرة في سياق موضوعه، الذي يقسمه لنا في هذا الجزء إلى عشرة مشاهد، الثمانية الأولى تدور كلها حول حصار مدينة دمشق من أبوابها السبعة، هذا الحصار الذي دام ستة أشهر، والذي بدأ في خلافة أبي بكر الصديق ( رضي الله عنهما ) وكان خالد بن الوليد إذ ذاك أميراً على الجيش، ومعه العديد من أمراء الأجناد من بينهم أبو عبيدة بن الجراح، الذي أمضى كتاب الصلح مع الروم من أحد أبواب المدينة، في نفس الوقت الذي فتح فيه ابن الوليد باباً آخر عنوة.. وكان أبو عبيدة يخفي على خالد نبأ وفاة أبي بكر، وتولي عمر الخلافة، كما يخفي أمر عمر بعزل خالد عن إمارة الجيش وتأمير أبي عبيدة مكانه.. ولبث هذا السر في قلب أبي عبيدة حتى علم خالد من أحد جنوده بانتقال الخلافة إلى عمر، وهو في مطاردته لجيش الروم على مشارف حمص، وليبين له ابن الجراح جلية الأمر، ويشرح له أن ما دفعه إلى إخفاء هذه الأنباء الهامة عنه، هو الخوف من قيام فتنة بين المسلمين..
وينقلنا في المشهد التاسع إلى حمص، حيث نرى هرقل ملك الروم في قصره مع زوجته وقائده بيودور، ليطور لنا الأثر الكبير الذي سببه نصر المسلمين ومطاردتهم للروم بعد انتهاء مدة الصلح وأخذهم أسلحتهم وعتادهم، مما دفع هرقل إلى العزم على الرحيل إلى إنطاكية خوفاً على نفسه وأهله وملكه وماله...
وفي المشهد العاشر والأخير نصل إلى بيت عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) في المدينة المنورة، لنكتشف تقشفه وزهده وإباءه عن طلب أي نقود من بيت مال المسلمين، رغم عدم تفرغه لتجارته، وذلك لاهتمامه بأمر المسلمين، وكيف أنه كان يستدين حتى يؤمن قوت يومه، ولكن عبد الرحمن بن عوف ـ الذي كان يستدين منه عمر كلما احتاج إلى نقود ـ أخبر الصحابة فاجتمع عثمان وعلي وطلحة والزبير وسعد وسعيد بن زيد وابن عوف ودخلوا على عمر، وكانت أول مرة يخاطبونه فيها باسم أمير المؤمنين، ويصارحونه بأنه يجب عليه أن يأخذ من بيت المال ما يصلحه ويصلح عياله بالمعروف، كما كان يفعل أبو بكر قبله إلا انه أبى أن يأخذ شيئاً من ذلك نظراً لما أكرمه الله به من قلب كبير خاشع لله تعالى.
وفي هذه الأثناء يصل بشير الفتح رسول أبي عبيدة من الشام، ومعه كتابان: واحد من خالد لأبي بكر ـ الذي لم يكن يعلم بوفاته ـ ، وواحد من أبي عبيدة لعمر، وفيهما استشارة في أمر دمشق، هل تعتبر جميعها صلحاً، أم أن بعضها صلح وبعضها عنوة، وبعد اختلاف بسيط يجتمع الرأي على جعلها كلها صلحاً كما فعل أبو عبيدة، ثم يدور حوار قصير في أمر انتداب مسير إلى العراق مع أبي عبيدة.. ويختمها لنا بقرار عمر، بعد أن أشار عليه أصحابه، بالتعجيل في إرسال جيش النجدة للمثنى بن حارثة..
وأول ما تطالعنا به " معركة الجسر" ـ التي هي عنوان الجزء الثاني، والمكون من ثمانية مشاهد ـ وصول أبي عبيدة على رأس جيش الإنقاذ الذي أرسله أمير المؤمنين، المشهد الأول: صورة دقيقة لاستقبال المثنى بن حارثة وزوجه سلمى وأخيه المعنَّى وزوجته الأميرة الفارسية المسماة شيرين، لأبي عبيد الذي أمَّره عمر على جيش العراق مكان المثنى وكيف كان وقع خبر العزل على سلمى التي تفتخر بزوجها وشجاعته ونسبه ومكانته في قبيلته... ثم قدوم مسعود ابن الحارثة وإخباره للجميع بعبور جابان الفرات بعشرين ألف جندي... ويستقر رأي الجميع على أن يباغتوا الفرس قبل أن يباغتوهم.
ينتصر المسلمون في المشهد الثاني على الفرس في وقعتي النمارق وكسكر ويجرح أبو عبيد وقد أبلى بلاءً حسناً، بعد أن هزم نرسي وجابان، ثم أبرم مع أهل السواد عهداً على ألا ينقضوا العهد ويتعاملوا مع الفرس مرة أخرى... ويظهر لنا هذا المشهد المعاملة السيئة والقسوة والاضطهاد، التي يعامل بها الدهاقين الفرس الفلاحين العرب، وفي الأخير يقبض المسلمون على جابان متخفياً بزي شيخ من فلاحي السواد، غير أنهم لا يقتلونه نظراً لأن واحداً منهم قد أمنه وأجاره قبل أن يعرفه فيطلقون سراحه..
وننتقل في المشهد الثالث إلى جو تعبق فيه أنواع العواطف... في مقصورة من ديوان كسرى بالمدائن، حيث يتنافس على حب بوران ابنة كسرى رستم والفيرزان... أما هي فتصرح بعاطفتها الصادقة لرستم الذي كانت لها به علاقة غير مشروعة أنتجت ابنهما فيروز.. وهي مع حبها له تتمنع عليه إيثاراً لمصلحة أسرتها أسرة ساسان إذ تطلب منه كشرط لزواجها به رسمياً، أن يكون ذلك بعد انتصار الفرس على المسلمين... أما الفيزران فيكاد يحترق من الغيرة وهو يكتم حبه لها، ويحاول الانتقاص من رستم..
ونسمع في المشهد الرابع حواراً بين المثنى والمعنّى وسليط بن قيس وبشير بن الخصاصية، في محاولة لحمل أبو عبيد على العدول عن رأيه في عبور المسلمين إلى الضفة الشرقية حيث جموع الفرس، ولكنه يظل متشبثاً به... حيث تقع المأساة...
وفجأة ينتقل بنا المشهد الخامس إلى المدينة المنورة، لنرى عمر بن الخطاب وعنده جماعة من أهل الشورى، وعبد الله بن زيد يصف لهم نكبة المسلمين في موقعة الجسر، واستشهاد أربعة آلاف مجاهد غرقاً في مياه الفرات، وكان بين من استشهد أمير الجيش أبي عبيد، ويستدعي الخليفة معاذاً القارى ـ
الذي كان ممن نجوا من معركة الجسر، فيحضر وهو خجلان لا يكاد يرفع رأسه، فيأخذ بيده ويجلسه إلى جواره.. وهنا يظهر من ابن الخطاب ـ المشهور بشدته وقوة وطأته ـ جانب من أعظم جوانب شخصيته الفذة، جانب الرحمة والحكمة واستشعاره الأبوة للرعية جميعاً:
معاذ: ( بصوت يخالطه البكاء) السلام عليك يا أمير المؤمنين.
عمر: وعليك السلام يا أخا الأنصار ورحمة الله... ويحك يا معاذ، هلا جئتني فسلمت عليّ يوم قدمت المدينة؟.........................
معاذ: مَنْ مجيري يا أمير المؤمنين من قوله تعالى: " ومن يولهم يومئذ دبره إلاّ متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة، فقد باء بغضب من الله، ومأواه جهنم وبئس المصير" ؟.
عمر: أنا مجيرك يا معاذ، أنا فئتك، وإنما انحزت إليّ.
معاذ: وأين كنت مني يومئذ يا أمير المؤمنين؟ ؟
عمر: أنا معكم في كل حين يا معاذ وفي كل مكان، اللهم كل مسلم في حل مني.. أنا فئة كل مسلم... مَنْ لقي العدو ففظع بشيء من أمره فأنا له فئة...
هذه هي الروعة والرحمة والحكمة... إنه برحمته بشرهم وكشف الهم عن صدورهم، وإنه بحكمته حفظهم ليكونوا عدة للذهاب للجهاد من جديد، مع من انتدبهم لذلك وكان من بين هؤلاء جرير بن عبد الله البجلي وقبيلته...
ويختم هذا المشهد بقدوم رسول أبي عبيدة من الشام يبشرهم بنصر المسلمين في فحل...
أما المشاهد الثلاثة الباقية فتدور بمنطقة البويب حيث نزل المثنى بجيش المسلمين على الضفة الغربية من نهر الفرات... والفرس في الضفة الأخرى يقودهم مهران الهمذاني.. وأول ما يطالعنا دخول جاسوس من العدو على شيرين وهي في خبائها يحمل لها رسالة مكتوبة من بوران، ورسالة شفوية من قائده مهران يطلب فيها أن تعينه على الخلاص من المثنى، وتظهر لنا هنا المفارقة الهائلة بين المسلمين والفرس في معاملة الناس إذ نجد شيرين تقتل هذا الرسول الذي غامر بروحه ليؤدي رسالته، وذلك ليبقى أمرها مستوراً وتنفي عن نفسها التهم...
وننتقل إلى الإعداد لمعركة البويب... فهذا المثنى ينادي سادات العرب بأسمائهم، ويكرمهم ويلاطفهم ويبين لهم أنه لم يرجح عليهم سواهم في قيادة دفة الحرب إلا لخبرتهم ومعرفتهم بساحة المعركة، فتطيب نفوسهم... ثم يتولى توزيع قواده على مواقعهم، ويرسم لهم الخطة العسكرية التي تؤمن للمسلمين مزيداً من النصر والمغانم..
وبعد أن يهدأ لهيب المعركة، نرى مسعود بن حارثة جريحاً مدنفاً، وعنده شيرين ترعاه، فيتوسل إليها أن تهتم بجرح أخيه المثنى الذي جرحه يوم الجسر، والذي يخفيه حتى على زوجته، وينام من وطأة الحمى... فتنتحي هي ركناً بعيداً في الخيمة، وتجهش بالبكاء، وتعيش صراعاً نفسياً قوياً، وتناجي نفسها:
" آه من هذا الذي في صدري.. أي عذاب وأي ألم... لكأنما أطعن بخنجر ذي حدين، يا لعذابين في قلبي يصطرعان أيهما أشد تمزيقاً له: خيانتي للمسلمين يوم الجسر، وخيانتي لقومي اليوم؟ يا إلهي أمسلمة أنا أم فارسية ؟..."
ويقطع عليها نجواها دخول المعنّى والمثنى والبشير، ليسمعوا مسعوداً الذي بقي اهتمامه بشئون المسلمين مستيقظاً أبداً لا ينام، والذي انتقل من دائرة الشعور والوعي إلى دائرة اللاشعور إذ يستمر في الكلام وهو في غيبوبته:
" يا معشر بكر بن وائل.. ارفعوا رايتكم رفعكم الله، لا يهولنكم مصرعي.. ".
كما نرى أنس بن هلال المسيحي العربي يقاتل مع المسلمين، ترعاه سلمى زوجة المثنى بنفسها بعد أن جرح حتى إذا صحا من إغماءة الجرح ورأى المثنى سالماً وبعد أن فرح لمقتل مهران على يده، صاح:
" والله ما سعدت يوماً في حياتي ما سعدت اليوم، إذ انتصفتم لنا من فارس، إن العربي لن يسجد لكسرى بعد اليوم ولا لقيصر.. إني أموت قرير العين... "
وما هي إلا لحظات حتى نرى مسعود بن حارثة يسلم روحه لله أيضاً، وعلى وجهه أمائر الاعتزاز بربه ودينه وأمته...
ويغالب المثنى ألمه المبرح، بابتسامة الإيمان والصبر، ويستمر في اهتمامه بأمر المسلمين متسائلاً عن القائد الجديد وصفاته، فيخبره المعنَّى بأن أمير المؤمنين قد اختاره هو وأثنى عليه، مع العديد من الصحابة، ولولا اعتراض المعنَّى لتمت له الإمارة.. فيستبشر ويحمد الله، ويموت قرير العين، وتنتقل بموته شمعة من شموع المسلمين من الأرض إلى السماء لتصبح كوكباً متألقاً بين أعلام الخالدين من المجاهدين الشهداء في سبيل الله...
ونسير مع خالد متشوقين إلى البلقاء قرب اليرموك، حيث اجتمعت جيوش المسلمين في صعيد واحد، وقد جعلوا البريدة خلف ظهورهم لتصل إليهم البرد والمدد لنشاهد " أبطال اليرموك " وهم يخوضون هذه المعركة العظيمة الحاسمة في التاريخ.
الجزء الرابع
يدور هذا الجزء حول خمسة مشاهد كلها وصف للمعركة وأبطالها في المعسكرين الإسلامي والعدو.
أصدر أبو عبيدة أمره الصارم لأمراء الأجناد بالسمع والطاعة لابن الوليد، ولو خالف كل رأيه،.. فيجمع خالد أمراء الأجناد ويشرح لهم بأنه خدع الروم بإظهاره أن المسلمين هابوا حشودهم، فتركوا المدن هاربين إلى تخوم البرية.. فاستخف بهم الروم وأسرعوا منثالين من كل فج، ليلحقوا بهم وتفخر كل فرقة بأنها شاركت في هزيمة المسلمين... وهكذا اجتمع من العدو بين المائتين والخمسين ألفاً، والثلاثمائة ألف.. وكان مراد خالد أن يلقوهم جميعاً في هذا المكان، ليضربوهم ضربة قاصمة، تكون أعود على المسلمين بالخير إذا انتصروا، وأهون ضرراً إذا انهزموا، وما هم بمنهزمين بإذن الله..
ويطلب من أمراء الأجناد الصبر تاركين له المكيدة، التي خص بشرحها أبا عبيدة لأمير المؤمنين.. وفحواها استدراج الروم إلى السهل المحصور بين وادي العلان ووادي الرقا ونهر اليرموك،بينما يقوم
المسلمون على فم السهل فيكونون في سعة ويكون الروم في ضيق، ولا يكون لهم مهرب إلا إلى الواقوصة، تلك الأهوية الخطرة، فيساقطون فيها حين يدهمهم الفزع..
يتبع إن شاء الله