إلهام دويري وإبداعاتها في أدب الأطفال
إلهام دويري وإبداعاتها في أدب الأطفال
د . فاروق مواسي/فلسطين
باقة الغربية
إلهام دويري تابري ابنة الناصره شخصيه تربوية لها دورها في التثقيف التربوي، فهي قد حصلت على شهادة M.A في موضوع ( البيـبليوترابيا) - أي العلاج عن طريق الكتاب أو النص، وقد شهدنا مؤخرًا كثرة كتابتها في الصحف ، واستضافتها في المؤسسات الاكاديميه المختلفة، فهي متخصصه في مناحي اهتمامها.
أصدرت إلهام عددًا من قصص الاطفال هي سلسلة " فراس" الخاصه بالفئة العمرية بين الثالثة والعاشرة، وأصدرت كذلك سلسلة (هنا) الخاصة بالجيل المبكر (من الرضاعة حتى السنة الخامسة) ، ولها قصة علاجية تعالج موضوع العنف العائلي "يا ناس" ، وقصة أخرى تعالج موضوع الطلاق "في بيتنا طلاق"، كما أن لها مجموعة قصص ( بائع الزنابق والورود).
أما القصص الدينية فلها فيها "بلال في شهر رمضان" " وهدية بابا نويل". ولها من الحكايات كذلك سلسلة" كشكش" التي أصدرت منها حتى الآن : " كشكش يحب أن يطير"، " لوزة في الشارع "، "جسم كشكش" و"أسنان كشكش"
ومن الجدير أن أذكر أنها أسست" دار الإلهام للنشر"، ويساعدها في إنجاح مهمتها ابنتها فاتن قطوف - المهندسة المختصة بفن التخطيط المعماري ، وقد رافقت الكاتبة -أمها- في الإخراج الفني لمعظم مجموعاتها. كما يساعدها في الرسم ابنها كمال الحاصل على شهادة فن ( الجرافيك) من كلية غوردون.
أهمية الحكاية للطفل في مرحلة الرضاعة:
هناك من يدعو إلى ضرورة إسماع الطفل (الجنين) وهو في بطن أمه ألوانًا من الموسيقا ، وكذلك فإن إلهام قد اهتمت بأن تختار للرضيع القصة التي تتوفر فيها العناصر - كالرسوم الجميلة والقراءة المشوقة والموضوع الملائم – كل ذلك بإيقاع لغوي موسيقي يشجعه على الإصغاء بمتعة . فعند إصغاء الرضيع للسرد القصصي فإنه ينصت ويستقبل – حتى على المستوى الخارجي – مفردات وعبارات. فإذا ما شاهد المثيرات البصرية كالرسوم من محيطه فإن ذلك يثري معرفته وينشط حب الاستطلاع لديه .
ولإلهام في هذا المجال قصة " أتعرفون من أنا؟ أنا اسمي هنا " ، ولنقرأ:
" أنا أحب المصاصة مع أرنوبي الصغير. وأنام بجانب صوصي الأصفر بالسرير"
والمحتوى بصورة عامة هو من واقع حياته اليومي في يقظته واستحمامه ومع لعبته وملابسه:
" كل يوم بالماء والصابون أسبح وألعب وبرجليّ ويديّ أضرب ولا أتعب"
وكم كان بودي لو أن الكاتبة أبقت على لغة يشترك فيها المذكر والمؤنث حتى تصلح لكليهما - كما هو الحال في النوذجين أعلاه ؟ لكنها ما تلبث أن تواصل على لسان المؤنث
}"لما أصير جوعانة وأبكي واصرخ زعلانة"{
صحيح أنها أثارت الانتباه إلى المجال المعرفي والعاطفي للطفلة كذلك،ولكن هذه اللغة يجب أن تتغير تبعًا للمخاطَب، بالطبع فإنها كانت تدرك هنا أنه سيأتي دور الراوي الذي يغير لغة المتكلم حسب جنس الطفل.
لقد مضت الكاتبة في قصتها هذه للنزهة مع الأطفال الرضع لتعرفهم على حيوانات البيت، وهي بالتالي تقدم في كتابها الصورة الجميلة التي سيراها الرضيع، وإخال الأم تقلد كذلك أصوات هذه الحيوانات حتى تزيد من متعة الطفل. إنها تصحبه كذلك إلى الأزهار فتقول :
" بالجنينة قعدت . وردة حمراء قطفت ورائحتها الحلوة شممت"( ولا أرى غضاضة أن تقول" شميت").
فاللغة هنا هي لمرحلة ما قبل التعليم الرسمي، ثم إن" شميت" لها من يبررها حتى في اللهجات الفصيحة.
وها هو الرضيع يتعرف على الأقرباء أيضًا . فالرضيع يتململ ويقول "جدتي بحضنها أخذتني وصارت تغني لي وترقصني ......"
فمثل هذا الموقف—كما لا يخفى- يؤثر على أحاسيسه وارتباطاته العاطفية،ويبعث لديه الأمان والمحبة، ويدل بأنه جزء من المجموع، وبأنه مشارك له حتى بنظراته الراضية المشرقة والبراقة.
سلسلة فراس
إن التجربة الذاتية العاطفية والواقعية إذا صيغت حبكتها بصورة مثيرة يكون لها أهميتها في خطاب الطفل. ثم إن التجربة القصصية التي ترتبط بحياة الطفل وواقعه هي وسيط فاعل يعمل على لقاء الفرد مع ذاته. من هنا تاتي أهمية مخاطبة المشاعر المكبوتة، وخاصة في حالات الخوف والفرح والتردد والاكتئاب، وتظل الأرضية النظرية أو المنطلق تتمثل في مساعدة الطفل في التخلص من حالات الإحباط، كأنه يتحدث بمشكلته إلى صديق أو يتوجه لأب أو مستشار ، أو ينفس عن نفسه بانشطة يرغب بها....وهذا ما يعرف ب " التسامي".
تحكي قصة " فراس في رحلة المدرسة" عن تجربة طفل في الصف الأول.
إنها مرحلة واقعية جديدة – مرحلة الانتقال من صف الروضة( الرحب الذي فيه الحرية النفسية) إلى عالم أكثر تقييدًا:
" لما رجعت للبيت حدثت أمي عن اليوم الأول في المدرسة..
لحقتني أختي نورا تركض..."
" نورا أختي الصغيرة تريد أن تدرس معي. أجابتني أمي : هي تريد ان تجلس بجانبك.أعطيها ورقة وأقلامًا ملونه... في المساء بعد أن رجع أبي من عمله اشترينا حاجات ومأكولات الرحلة"
فقد وجدنا من خلال هذه النصوص وأمثالها أن الكاتبة حاولت أن تراعي مرحلة التطور اللغوي وزيادة المفردات، وحاولت كذلك أن تعبر عن الانتماء الذي هو عنصر عاطفي هام في جميع مراحل النمو ، فالانتماء لديها هو الانتماء العائلي والانتماء الاجتماعي .
كما وجدنا أهمية أن يكون الطفل "بطلاً إيجابيًا" بالنسبة لأخته الصغيرة، فهذا من شأنه أن يقوي لديه التجربة الاجتماعية ، وهذا " البطل " بالنسبة لأخته هو نموذج إيجابي يحلو لها تقليده.
أما التجربة العاطفية القاسية التي مر بها فراس عند ضياعه في شاطىء عكا فإن فيها درسًا يعلمه كيف يصمد ويرفض الاعتداء الجنسي عليه، وكيف يعبر بصدق عن إشباع عاطفته بالبحث عن الأمان والاطمئان.
ولا تنسى الكاتبة أن من طبيعة الطفل أن يبحث عن قصص المغامرة، ذلك لأنه يحب الغموض ... ومحاولة كشفه... والتوصل للحقيقة فيما بعد .
إنها تروي بأسلوب يجذب الطفل ويثيره:
" خلعنا أحذيتنا وركضنا على الرمال. نرش بعضنا بالمياه. قلت لصاحبي: أنا أحب الأصداف. هيا نجمعها. بعدما جمعت الكثير الكثير. نظرت حولي فلم أجد أحدًا. سألت رجلاً أمام الدكان: أين معلمتي؟ أين اصحابي......."
وبعد برهة القلق والخوف تتابع القصة:
" خفت وركضت لا أعرف أين أذهب"
وتأتي لحظة الانفراج أو الحل:
" واذا بشرطي يقف خلفي ويسألني:
هل أنت فراس ؟! "
ومن جهة أخرى فإن الكاتبة كانت تعي أهمية انتصار الخير على الشر وإبراز عنصر التفاؤل على الإحباط والقصور، وهي تدرك كذلك أن أسلوب الوعظ والإرشاد فيه إملاء على الطفل وقسر لرغباته، ففي قصة " أسنان كشكش" مثلاً أرادت أن يدرك الطفل أهمية التقليل من الحلوى حفاظًا على أسنانه من التسوس .فكشكش (البطل) شخصبة حيوية اختارت اسمها لأنه مضحك أولاً وغير وارد في مسميات الاطفال ثانيًا. ( وإلا فإن ذلك سيكون مدعاة للضحك على من يحملون هذا الاسم) ..... تبدأ القصة هكذا:
" أكل كشكش حلويات
وملبّس بالمعجنات
وما غسل أسنانه طول اليوم
ولا حتى قبل النوم"
وبالطبع فإن هذا السلوك يجذب انتباه الطفل ، لأنه غالبًا ما يشبهه في سلوكه هو، فيتولد لدى الطفل فضول المعرفة حتى يعرف ما يمكن أن يحدث لكشكش:
" السوس سبب لكشكش الأوجاع والعذاب،
والنوم من عينيه طار وغاب
كشكش بكى وبكى ، ولإمه حكى وشكا"
ويتضح الهدف القصصي عن طريق الإفصاح عن البكتيريا التي هي سبب عذاب الطفل.
وتاتي أهمية الرسم الإيضاحي الذي هو يوضح حالة كشكش المتألم من أسنانه المتورمة ، حيث تنهمر دموعه....... ورد الفعل سيكون طبيعيا بعد ذلك:
" تناول معجون الأسنان. وعلى الفرشاة عصر.... وللهجوم تحضر. فرك أسنانه وفرك ..... والفرشاة حرك وحرك وما ترك"
وبالطبع فإننا نلاحظ أهمية الأفعال بحركيتها وتكرارها وبإغرائها للتمثيل.
وقد اختارت الكاتبة شخصية (الطائر) المصاحب للطفل، وهو يلعب دور الضمير أو الرقيب الداخلي للطفل. إنه يوجه البطل ويحميه من المخاطر... فالطائر بنبّه كشكش:
"كشكش يا كشكش
حلو يا كشكش
لا تنس تفرك أسنانك
كشكش يا كشكش"
وبهذه الصياغة قد يتذكر الطفل مثلاً لحن " نعنع يا نعنع أخضر يا نعنع" فينبعث في جوانحه جانب يرد تنغيميًا أو ترقيصيًا في أكثر من قصة.
وتظل العبرة تحمل التأثير التربوي، وذلك بعد أن اندمج الطفل بالحبكة القصصية المثيرة، وبالتالي فإن احتمالات تغيير سلوكه السلبي ستكون أقوى، لأنها كانت مقدمة بطريقة غير مباشرة وبدون إكراه. وحبكة القصة يجب أن تلامس الواقعية الطبيعية المناسبة للفئة العمرية التي ينتمي إليها الطفل، فالواقعية( البعيدة عن المثالية) من شأنها أن تجعل الطفل يشارك ويتماثل، وبالتالي يتلقى ويتأثر. وحتى لو كانت هذه الواقعية فيها مشاعر سلبية فإن ذلك وارد أيضًا، لا ليكون عبرة، وإنما ليكون وصفًا لواقع، ولنأخذ مثلاً:
" لما ولد ياخذ من كشكش لعبة، يزعل منه، يعضه، ويضربه ضربة صعبة"
فهذا السلوك المرفوض تربويًا يجذب انتباه الطفل، ويضعه أمام تساؤل ودهشة لا يتخلص منها إلا بوجود الطائر ( الضمير ) :
" لا لا يا كشكش. هذا صاحبك أنت تحبه وهو يحبك"
هنا نجد كشكش يقدم اعتذاره للمعتدي عليه.
أما قصة "جسم كشكش" ففيها توعية جنسية قلما نحفل بها في تربيتنا لأطفالنا، فنحن نرتبك إذا واجهنا أبناءنا وبناتنا بأسئلة جنسية مباشرة، ويبدأ التصنيف الجنسي لدينا، وتكثر الفاظ " عيب" و" حرام"
الكاتبة تعرف أهمية أدب الأطفال وسيلة ووسيطًا تربويًا صحيًا للدخول الى موضوع صعب وشائك كهذا الموضوع.
"في يوم كشكش كان في الحمام
سأل أمه عن جسمه باهتمام
عرف أن جسم الصبي وتركيبه
مثل جسم بابا حبيبه"
والقصة تروي لنا كيف أن الأم تطلب من ابنها أن يحافظ على جسمه من أي اعتداء جنسي قد يقع عليه:
" جسمك حلو وقوي دافع عنه ، وحافظ عليه،
وعند الخطر لا تسمح لأحد أن يؤذيه"
وتتحدث القصة عن شخص غريب يطلب مرافقة الطفل ، حيث يغريه بالألعاب والحلوى، وبعد أن يخطئ وينسى توصية أمه كان الطائر ينبهه ويقول:
" لا لا يل كشكش . لا تمش وحدك مع الأغراب!
وتأتي القصة على محاولات الطفل المقاومة لهذا الغريب، وكأنها توحي للطفل أن يكون مسؤولاً عن جسمه، وألا يخاف من أحد حتى ولو كان أكبر منه أو أقوى .
" كشكش نط عليه وعضه. كشكش هجم على الغريب، وبالحائط رأسه لطم. بكوعه ورجليه دفش وضرب. والغريب خاف منه وهرب"
وفي رأيي أن الطفل عندما يستمع إلى حكاية كشكش وكيفية خلاصه في هذا المقطع الدرامي سيشعر في النهاية بالراحة النفسية، وسيسترد النفس الذي كان قد كاد يتوقف. فموقف البطل الشجاع وتغلّبه على الشرير يجعل المتلقي يتضامن معه، بل سيكون هذا البطل في سلوكه نموذجًا أعلى. فالطفل اعتمد على نفسه في حل المشكلة ، لذا فإن التماثل معه يؤدي به إلى التفريغ أو التنفيس أو في لغة المسرح إلى "التطهير"
( كاتارسيس) حيث يتخلص من المشاعر الضاغطة التي تبعث القلق في نفسه.
* * * *
تبدأ قصة " لوزه في الشارع " هكذا :
" لوزة بنت حلوة ولطيفة ، غرفتها مرتبة.. وثيابها نظيفة... كل يوم تغسل وجهها وأسنانها.... وللروضة تلبس لوحدها فستانها"
فالشكل المسجوع من شأنه أن يثير الانتباه للسرد ، وذلك بسبب الإيقاع الصوتي المتشابه . وفي رأيي أن السجع غير المتكلف يأتي طبيعيًا تلقائيًا يحرك مشاعر الطفل ويجعله مشاركًا في الحدث.
ومن تجربتي أنني حكيت لحفيدتي ذات مرة قصة مسجوعة ، فكانت تقابل كل سجعة بضحكة، وتلح عليّ ايّما الحاح أن أعيد القصة وأعيد.
موضوع قصة ( لوزة) يعالج مشكلة الأخطار ، فلوزة تمر في محاولات استكشاف البيئة المحيطة، وتتعرف على العالم الجديد المحيط بها، وهي ترغب بالقيام بالعديد من الأنشطة .
إنها ترغب أولاً أن تتمتع باللعب بمفاتيح السيارة، ولوزة التي ضيعت المفاتيح ، وظلت تبحث عنها خسرت المشوار الحلو الذي كانت ، ستشارك فيه تلك الساعة.
وهناك قصة أخرى عن دمية لوزة التي كادت تدهس ... لولا أن تداركها الجّد ، وأنقذها من عجلات السيارة.
إنها قصص مختلفة تحاول أن تجذب الطفل إلى أجزاء من عالمه ، فتصاحبه لترشده ، أو لتوجهه دون أن تقدم ذلك بصورة مباشرة : " افعل" أو "لا تفعل"،
هي حكايات مستقاة من عالم الطفولة الذي يجب أن يتمثله الكاتب حتى يستطيع سبر غوره..
والكاتية التي ثقفت النظريات التربوية للطفولة ودرست العرض العلاجي عن طريق النص كانت تنطلق في كتاباتها نحو بناء عالم طفولي جميل - عالم يشيع فيه الأمان والحب ، ويكون الطفل مبدعًا جريئًا ، يقول كلمته ويدافع عن جسمه.
وإلهام صاحبت الطفل بدءًا من سني الرضاعة لتعايش تجاربه، وتتمثل مناغاته وصولاً إلى انطلاقِـهِ نحو حياة يسود فيها الجمال والأصول المرعيّة، والقيم التربوية.
وكلمة حق في كتابة إلهام:
إنها من القلة القليلة التي تكتب من خلال رسوخ المعرفة التربوية ، وعن اطلاع على النظريات التربوية واضطلاع بمسوؤلية جسيمة تراها واجبًا مفروضًا عليها.
وعائلة إلهام قد شقت لنفسها طريقًا بناء تصاحب فيه الأطفال وترشد فيه الآباء .
إنها حكاية الحرف والرسمة والإجراء الفني - تتضافر جميعها لتصب في نهر العطاء والوفاء.
فلا أقل من تقدير جهودها بحسن الثناء.
المراجع
مؤلفات إلهام دويريتابري:*
أنا إسمي هنا، رسم فاتن قطوف، دار الإلهام _ الناصرة_ 1998.
فراس في رحلة المدرسة، رسم فاتن قطوف، _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
كشكش يحب أن يطير ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
جسم كشكش ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة_ 2001
أسنان كشكش ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
لوزة في الشارع ، رسم كمال تابري _ دار الإلهام _ الناصرة _ 2001
مصادر مساعدة: *
الحديدي ، علي : في أدب الأطفال، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة _ 1986
شحاته ، حسن : أدب الطفل العربي، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة _ 1993
منشورات الاتحاد العام للأدباء العرب : أدب الطفل العربي ، مؤسسة شومان ، عمان _ 1992
نجيب، أحمد : فن الكتابة للاطفال ، دار الكاتب العربي ، القاهرة ، _ 1986
الهيتي ، هادي : أدب الأطفال ( فلسفته وفنونه ومسالكه ، الهيئة المصرية العامة للكتاب) القاهرة _ 1977