تزييف كتاب الجاسوس البريطاني

مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب

موسى بن سليمان السويداء / السعودية

[email protected]

ذكر الحافظ أبي عبد الله الذهبي في كتابه المُفيد والممتع " سير أعلام النبلاء " في ترجمة الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي  المتوفى سنة ( 460 هـ ) صاحب كتاب " تاريخ بغداد " أنه في أيامه ادَّعى بعض اليهود أن لديهم صحيفة قد توارثوها منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم فيها إسقاط الجزية عن أهل خيبر وهي مكتوبة بخط علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وفيها شهادة بعض الصحابة !

فعرضت هذه الصحيفة على الخطيب البغدادي - من أجل التحقق من صحتها - فقال بعد أن  تأملها : " هذا مُزور " فقيل له : من أين قلت ؟ قال : " فيها شهادة مُعاوية وهو أسلم عام الفتح وفتحت خيبر سنة سبع وفيه شهادة سعد بن معاذ ومات يوم بني قُريظة قبل خيبر بسنتين " فأنكشف بذلك كذب هؤلاء اليهود وتزويرهم للصحيفة .

كتاب " اعترافات الجاسوس الإنكليزي وعداوتهم للإسلام " الذي يروج له المبتدعة من الرافضة والصوفية وغيرهم من الضلال هو من هذا القبيل .

فالجاسوس البريطاني – الأسطورة - " همفر " الذي يزعم أنه قام بتجنيد الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - في البصرة عام ( 1125 هـ ) من أجل تأسيس فرقة " الوهابية " حتى يزعزع  الإسلام ويدمر الخلافة العثمانية في اسطنبول ! قد كذب في دعواه وافترى فالشيخ محمد – رحمه الله – في السنة المذكورة كان ابن عشر سنين ولم يخرج من بلده العيينة إلى طلب العلم لأن الشيخ عند أغلب من ترجم له هو من مواليد ( 1115 هـ ) !.

فكيف يقول هذا الجاسوس البريطاني أنه قابل الشيخ في البصرة بهذا التاريخ ؟!.

   ثم هل يُعقل أن تُجند بريطانيا الشيخ محمد بن عبد الوهاب كي يدعو إلى الكتاب والسنة وعقيدة السلف الصالح من الصحابة والتابعين ويحارب الشركيات والبدع والخرافة والجهل ؟!!

ثم أيضاً جميع الدول الإسلامية والعربية التي استعمرتها بريطاني لم تخرج منها حتى حولت محاكمها الإسلامية الشرعية إلى محاكم تُطبّق القوانين الوضعية المكونة من حماقات عُقول الأمم الكافرة من الغرب وغيرهم . 

فإذاً هذا الكتاب مكذوب ومزور وقد لا يكون هناك شخص أصلاً أسمه " همفر " اُستخدم من قِبل الجاسوسية البريطانية في العراق ! 

وفي ظني – والله أعلم – أن الشخص المُزور لهذا الكتاب هو من أصحاب العمائم السوداء أو البيضاء الذين قال فيهم الشافعي – رضي الله عنه - : " لم أرى أحداً أشهد بالزور من الرافضة " فكيف لا ؟ .. وقد زوروا وكذبوا على فاطمة - رضي الله عنها – ونسبوا لها كتاب " مصحف فاطمة " وزوروا كتاب آخر لعلي بن أبي طالب – رضي الله عنه – سمّوه " نهج البلاغة " – كما قال الذهبي وابن حجر - وافتروا على بقية آل البيت بعشرات الأحاديث المكذوبة والموضوعة !