عبد الله الطنطاوي أديباً إسلامياً
عبد الله الطنطاوي
أديباً إسلامياً
د. مأمون فريز جرار |
عبد الله الطنطاوي |
د. مأمون فريز جرار
إذا تحدثنا عن عبد الله الطنطاوي فإننا نتحدث عن مدرسة في الأدب والفكر والدعوة فنحن أمام داعية ملأ الإسلام قلبه، وملك عليه جوارحه، فوقف له حياته وعقله وقلمه. ونحن أمام مؤلف جرى قلمه بأكثر من ستين مؤلفاً، بعضها عدة أجزاء أو عدة مجلدات. ونحن كذلك بين يدي أديب موهوب تنوعت مجالات إبداعه.
فهو القاص الذي صدرت له مجموعة قصصية هي: ذرية بعضها من بعض، وله مشاركة في مجموعة أخرى مشتركة عنوانها: أصوات، وهو الروائي الذي صدرت له أكثر من ثلاثين رواية منها ما هو تاريخي تناول حياة الصحابة بأسلوب روائي، ومنها ما تناول شخصيات معاصرة كان لها أثر في المسلمين. ومن المعاصرين الذين كتب عنهم: مصطفى السباعي ومحمد الحامد، وبديع الزمان النورسي وعز الدين القسام. ومن رموز العصر الحديث: عبد الرحمن الكواكبي، وسليمان الحلبي، وسليمان الجوسقي. وقد كان للقضية الفلسطينية، قضية المسلمين الأولى. مساحة كبيرة في الإنتاج الروائي لعبد الله الطنطاوي. ومن رواياته التي كانت فلسطين محورها: القدس لا تؤمن بالدموع، وذبيح القدس، ورحلة إلى جبل النار، وأبطال من جباليا. وإلى جانب الرواية التاريخية المعاصرة أسهم الأستاذ الطنطاوي في إعداد تراجم لعدد كبير من الشخصيات القديمة والمعاصرة. وقد كتب تراجم لبعض من أعد عنهم روايات. ومن الذين ترجم لهم: حسن البنا، ومصطفى السباعي، وحسن الهضيبي، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، ومحمد الحامد، ومروان حديد، وعبد الغني البكار.
وقد احتل الأطفال مساحة كبيرة من قلب الأستاذ الطنطاوي وعقله وحياته، فكتب لهم كثيراً، وكان رئيس تحرير لمجلة فراس ثم لمجلة الرواد، وقدّم للأطفال بأسلوب قصصي: نجوم الإسلام في ثلاثة مجلدات. وكتب لهم من القصص: النمر الغدار، وحكايتان جميلتان، وعندما تاب القط، وفي مجال ثقافة الطفل القرآنية قدّم ستة كتب بعنوان: أكل وشرب على مائدة القرآن. وإلى جانب ذلك فقد كان للأستاذ الطنطاوي نشاط إعلامي في مجالات متعددة.
وإن من حق هذا الأديب الإسلامي الذي يصنف في طليعة رواد الأدب الإسلامي في بلاد الشام أن يكرَّم وأن يقرأ إنتاجه، ويكون موضع دراسات متعددة تكشف جوانب شخصيته الأدبية، وملامح الإبداع في إنتاجه.