الشاعر سمير فراج في فلسطينياته
الشاعر سمير فراج في فلسطينياته
أ.د/
جابر قميحةشاعر مصري متمكن من فكره ولغته، يعيش تجربته بضمير حى، ووجدان صادق، ومخيلة قادرة. جمع فى نظمه بين الشعر الخليلى - ذى الشطرين - وشعر التفعيلة. بين يدىَّ عدد كبير من قصائده، أغلبها فى ديوانه «الآتون من رحم الغضب»»
وفى وقفتنا مع قصائد الشاعر، نرى بعضها يشى بطوابع غزلية، مما يدخلها فى نطاق «الوجدانى الذاتى الخاص» كقصيدة «بداية» ، ولكن هذا الحكم يكاد يتوارى، إذا لاحظنا أن الشاعر فى غالبية قصائده يتحدث إلى «معشوقة» مثالية، مصوغة من جمال الروح، منزهة عن الجمال المادى الزائف المصنوع، وكأنها «المعادل الموضوعى» لحلم كبير يتطلع إليه الشاعر، ويشده إليه، فهى لازمة تدور مع الشاعر فى كل الأحوال والمواقف، يستوى فى ذلك ما كان ذاتيًا وجدانيًا - فى الظاهر - وما كان وطنيًا، ثوريًا، متمردًا.
يقول سمير فراج فى قصيدته: «الكل ضائع»:
أحبُّ وكيفَ أمضى فى سبيلى
وكل دروب أمتنا موانعْْ
أُضيِّعُ وجهَ عاشقتى، وأمضى
لألقاها هنا فالكل ضائع
وفى قصيدة «حديث انطفاء النجم»:
بكل بلاد الله عيناكِ موطنى
فرشْتهما للقلب دارا وللعمرِ..
...............
تجيئين من خلف العذاب ابتسامةً
فأعشق آثار السياط على ظهري..
سيرسمُها الجلاّدُ أهدابَ مقلة
ليعرف كل الناس ما كان من عذري
وهو يدعو معشوقته ألا تبرح مهجته، فقد احتشدت بصدره الأحزان والأشواق، وامتزاج معشوقته بمهجته، يجعل منه مخلوقًا قادرًا عزيزًا شامخًا، أرفع من زمنه وبيئته:
تنزهي فى دمي ما شئتِ وانطلقي
ما بين أوردة أشواقها ... أبدُ
يا آخر الدرب مشواري يطاردني
أنا الغريبُ الذى لا شيء غربنيي
إلا انتصابُ دمي فى أرضِ من سجدوا
ومن خلال عيون معشوقته ينطلق بحروف نارية، يعلن نقمته وثورته على العدو الصريح الذى اغتصب الأرض، ونهب الحقوق، وقتل أصحابها، وعدو خفي، يتمثل فى هؤلاء الكبار من أبناء جلدتنا الذين حكموا شعوبهم، واستبدوا بها، وظلموها، وفرطوا، وتقاعسوا عن مواجهة المعتدين:
ماذا أغني يا عيون حبيبتي
وأنا أنقِّب عن دمي فى النار؟
.............
نزعوا السلاحَ من القصائد منْ دمي
وتعللوا بمشيئة الأقدار
فسلاح من قتلوك فوق رقابنا
وسلاحنا فى متحف الآثار
وبعد عشرات من الصفحات يصرح الشاعر باسم «المعشوقة» إنها «سناء بحيدلى» التى فجرت نفسها وحمولة شاحنة من «الديناميت» فى معسكر الجنود الأمريكان فى بيروت، فصرع مئات منهم، فكانت هى التى افتتحت درب الفداء، وكانت هى مستهل قصيدة الاشتعال:
لا تسأليني أين أشعاري فيسحقني السؤالْ
هم حرفوا أشعارنا كى لا تبشرَ بالقتالْ
واستأنسوا كلماتِنا كى يعرضوها في احتفال
فاستفتحي أنتِ القصيدةَ يا سناء بالاشتعالْ
ومع ذلك نكتشف أن هذا «التحديد» جاء على سبيل التمثيل لا الحصر، وأن الأنثى التى أطلت علينا في تضاعيف القصائد هي: المعشوقة/ الأرض/ الوطن/ الحلم/ المثل الأعلى، ويبقى هذا العلم المحدد بسناء رمزًا مجسدًا لهذه المعاني العلوية الشريفة.
والقصيدة عند سمير فراج تركيبة متوازنة من القيمة أو المثال، والخيال المركب الابتكارى، والوجدان الصادق، واللفظ الصحيح الأصيل، وهي سمة مطردة فى أغلب قصائده.
ونلحظ كذلك أن خياله - وهو ابتكاري مدهش - يؤدي وظيفته الفنية التجميلية، وكذلك وظيفته الداعمة للقيمة الإنسانية فى المحتوى الفكرى، فالشاعر يرى أن الشعر نوعان:
- شعر إنسانى نزيه، يحتضن المثل العليا.
- وشعر خسيس يجافى الطبع السليم، والذوق السويّ؛ لأنه يعكس روح الشر والتهتك والعدوان.
وهذا التقسيم الدقيق يصوغه الشاعر فى قوله:
لا تُخْدعوا: فمِن القصا
ئد حمزةٌ وأبو لهبْ
وهذا التشبيه البليغ يقدم شخصيتين تاريخيتين، تحمل كل منهما قائمة تناقض الأخرى، وترسم بمحمولها التاريخى ملامح الشعر:
الأولى: ملامح الشعر الراقى الشريف. والثانية: ملامح الشعر الساقط الخسيس، وبهذه المفارقة - أى تصادم الضدين - يرسخ، ويقوى الإيمان بالأمثل والأرقى.
**********
ويحمل الشاعر على «منطق التفريط» ويرى أن جريمة التفريط بمفهومها الشامل: فى الأرض، والعرض، والدين، والطين تبدأ بالتفريط فى الكلمة؛ فالكلمة الحرة المؤمنة هى أساس البناء والبقاء، فلو استسلمنا، وقُهرنا على وأْدِها خسرنا كل شيء، ويصوغ الشاعر هذا المعنى الكبير فى حوارية جليلة، يختمها بقوله:
قلتُ: يا صاحبى
بايعْ الصمتَ، وارجعْ بأحرفك المجهدةْ
قال: لا .. إننا نخسرُ الحربَ
حين نسلِّم حنجرةً واحدةْ
عشتَ عمركَ
كى تعرف الفرقَ
بينك حينَ تريدُ السكوتَ
وبينك حين يريدك هذا السكوتْ
نعم: فرق شاسع بين أن «تريد الصمت» وأن يُُراد لكَ الصمت، فالإرادة الأولى إرادة حرة ذاتية، تُحوّل الكلمات إلى قذائف، والحناجر إلى مدافع. والإرادة الثانية إرادة غيرية، تنطلق من طوابع المستبد الطاغية، الذى يُخرس شعبه فلا كلام، ويقيده بالأغلال فلا حركة، وقد يكتم أنفاس من يريد، فلا حياة.
**********
ولا مكان للمباشرية والانكشاف، والتصريح الفاقع فى قصائد الشاعر، فكلها تضن بنفسها أن تكون سهلة المأتى، فلا تأتى إلا متصونة فى غلالات من «الغموض الفنى» ولا تسلم للمتلقى مفاتيحها، حتى لا يلج عالمها إلا بعد معاناة، وإعمال فكر، وأنا شخصيًا أفهم قصائد سمير - بمعانيها العامة - ولكنى أجدنى فى حاجة إلى قراءة ثانية، وأحيانًا ثالثة حتى أعايش القصيدة جوًا، وتجربة، فأجمع إلى متعة القراءة متعة المعايشة.
وهذا «الغموض الفنى» ليس انغلاقًا، وإبهامًا، وهروبًا إلى عتمة الرموز والمجهول، ولكنه - كما ألمعت - يعنى الضن بالفن على الابتذال، والارتفاع بالإبداع عن إفهام فقراء الوعى، ومتبلدى الشعور، وهذه السمة تحفظ للشعر جلاله، وللشاعر هيبته، وإن حرمته «تصفيق الجماهير».
ومن كلمات أبى إسحاق الصابى، فيما ينقله عنه ابن الأثير فى المثل السائر: «إن طريق الإحسان فى منثور الكلام يخالف طريق الإحسان فى منظومه؛ لأن الترسل هو ما وضح معناه، وأعطاك سماعُه من أول وهلة ما تضمنته ألفاظه، وأفخر الشعر ما غمض، فلم يعطك غرضه إلا بعد مماطلة منه».
ولا كذلك غموض غلاة الحداثيين، وأنا أسميه «الغموض الهروبى» ،
ومن عدة أشهر دار بينى وبين أحد غلاتهم الحوار الآتى:
- قرأتُ كل ما «نظمت» عدة مرات فلم أفهم شيئًا..
- «وقد ظهرت عليه البهجة» بصوت عال جدًا .. أسعدتنى، فهذا هو المطلوب لأن «التفهيم» هو هدف القصيدة المتخلفة، وهو فى الأصل هدف الأرقام والإحصاء، ولكن وظيفة القصيدة الحقيقية أن تخلعك من عالمك الحسى المهترئ، إلى عالم فوق الشعور واللاشعور.
- ولكنى لم أنخلع .. ولم أتحرك .. لا ماديًا .. ولا نفسيًا.
- فى هذه الحال لا يكون العيب فى القصيدة، ولكن فى المتلقى.
وضننت بأذنى - بعدما سمعت - على مواصلة الاستماع لهذا العبث الشاذ.
**********
واتساقًا مع طابع الشاعر سمير فراج فى التنزه، والبعد عن المباشرية، نراه يعرض صورة أطفال الانتفاضة معتمدًا على عدة علاقات، تكاد تنحصر فيما يأتى:
(1) علاقة الصهاينة وأذنابهم وعملائهم بالشعب الضحية، وهذه العلاقة تعود إلى «ردّ الفعل» فقد أراد هؤلاء بطغيانهم، ووحشيتهم القضاء على الشعب الفلسطينى، بالضربات الوحشية المتتالية من الأرض والجو والبحر، ولكن هذه الوحشية أتت بنتيجة ما كانوا يتوقعونها وهى: إثمار أطفال البطولة، يقول الشاعر مخاطبًا هؤلاء المعتدين:
يا زارعًا شجرَ العذاب بأرضنا
أطفالُنا همْ أولُ الإثمارِ
(2) علاقة الشاعر بالأطفال، وإبراز دور الشعر فى توجيه الأطفال، وتربيتهم، وزرع حب الفداء والتضحية والصمود فى نفوسهم، مع عرض مفاخر تاريخنا وبطولاته ليقتدوا بها.
يقول الشاعر فى فخر واعتزاز:
هذى بلادى فى المدى مذبوحةٌ
صُلبتْ على بوابة الأخبارِ
أنا من جعلتُ الشعرَ فيها قلعةً
فالمفردات قوية الأسْوار
علمتُ أطفال المدينة صوْنَها
وملأتُهم شوقًا لعيد الثار
وصحبتُهم في رحلةِ التاريخ عا
دُوا يحملون ملامحَ الثوار
(3) علاقة الأطفال بواقع الوطن أرضًا وشعبًا، وهى تتمثل فى الاستجابة العملية للعمل الفدائي والمقاومة، حتى أصبحوا - وهم الصغار - فى حجم الثوار الأبطال الكبار:
لا يقرأون سوى عباراتِ اللظى
لا يكتبون سوى حروفِ النارِ
تركوا براءتَهمْ على أدراجِهم
وتقابلُوا فى رعدةِ الأحجارِ
عبروا طفولتهم وحاجزَ عمرهمْ
كالموت يعبر حاجزَ الأعمارِ
صاروا لغضْبتنا حناجرَ بعدما
بَلِيتْ حناجرُنا من الأسمارِ
ويلح الشاعر على مضامين قريبة مما سبق، كما نرى فى قصيدته «طفلان»، ويرى الشاعر فى قصيدته «حواديت» أن تاريخ الأمة، وحكاياتها، وأساطيرها التى ترددها الشعوب، وتغنيها جيلاً بعد جيل، لا تجد مادتها الغنية، ولا تشتهى إلا:
ولدًا سنبلةْ
وحده يعشَق الوطنَ المشكلةْ
بين كفِّيهِ
وردة عِشْق خجولٌ
ولكنها تستحيلُ
إذا جُرحتْ
قنبلةْ
وما أبرع الشاعر؛ إذ جمع بين النقيضين: السنبلة والوردة من جانب، والقنبلة من جانب آخر، والسنبلة هى مادة الحياة، والوردة هى رمز الجمال، والقنبلة هى أداة التدمير، ولكن النظر إلى الواقع النضالي الذى يعيشه الشعب الفلسطينى يكاد يرفع هذا التناقض، فإذا عزت حياة السلام الكريم - بالسنبلة والوردة - فلا مفر من حياة الخلود بالشهادة، وتدمير الأعداء، على حد قول الشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود:
فإما حياةٌ تسرّ الصديق
وإما مماتٌ يغيظُ العِدَى
وتظل انتفاضة الأطفال ثورة خالدة تتعلم منها الأجيال، وتتغنى بها مع الشاعر:
يا صِبْيةً دانت لها لُغةُ الهوَى
نحنُ الحروف وأنتم الأفعالُ
.................
يا من زرعتمْ بالحجارة ... ثورةً
ستظل تأكل تَمْرها الأجيال
فى المسجد الأقصى أقمتم قصةً
يشدُو بها فى العالمين بلالُ
وبلال هو صاحب الصوت الملائكى الذى كان يدعو المسلمين إلى الصلاة، وشدْو بلال (]) بقصة البطولة التى يصنعها أطفال الأقصى، أى استدعاء الماضى للإشادة بالحاضر على عكس المعهود - زيادة على ما فيه من طرافة تثير الاندهاش - يوحى بعظمة هذا الحاضر ونبالته وقدسيته، كما أن هذه الشخصيات التاريخية الشامخة تبقى خالدة، تتكرر لا بشخوصها ولكن بأعمالها، على سبيل اقتداء اللاحقين بهم، والسير على دربهم، فلكل عصر «بلاله» ولكل عصر «خالدُه» ولكل عصر «صلاحُه»، وصدق ابن الرومى؛ إذ قال:
سيدركُ ثأرَ اللهِ أنصارُ دينه
ولله أوسٌ آخرون وخزرجُ
................
وأطفال الانتفاضة «قادمون» شهدت الدنيا - وتشهد - ميلادهم، وهم ككل المواليد قادمون خارجون من رحم حملتْ بهم، وضمتهم، وعاشوا فيها، ولكنها لم تعد رحمًا تغذى أجنتها بالدفء والحنان، والرحمة والبراءة، بل محضنًا يصوغ هذه الأجنة نقمة، وتمردًا، وصلابة؛ لذلك وصف الشاعر هذه الرحم بأنها «رحم الغضب» ووصف هؤلاء الأطفال بأنهم «القادمون من رحم الغضب» وهو وصف، وإن جاء مناقضًا للمعروف المألوف يعد أنسب الأوصاف للتعامل مع وحوش البشر الذين نهبوا الأرض، واستباحوا دماء الشعب الفلسطينى، وقتلوا الأطفال والشيوخ والنساء.
هذه هى الشحنة النفسية التى «يصدم» بها العنوان قارئه فكريًا، وفنيًا، وشعوريًا، فيفتح للقصيدة كل فكره ومشاعره، وفى هذه القصيدة يقول الشاعر:
بدمى أرتل سورة البِكرْ التى حملتْ بجيلْ..
فأجاءها جمرُ المخاض إلى جذوع المستحيلْ
فأتت به فى كفه الأحجار والثأر النبيل..
ويخص الشاعر الطفل محمد الدرة بعشرات من الأبيات فى القصيدة، ويربط بينه وبين الشهيدة «سناء بحيدلى» التى فجرت نفسها وحمولة الديناميت فى القوات الأمريكية فى بيروت فقتلت منهم المئات، وانسحبت من بيروت فى غير رجعة، والرابطة بين الشهيدة سناء والشهيد محمد الدرة هى رابطة أمومة معنوية يقول الشاعر
يا درة الأقصى «سناء» هناك تنتظر المزيدْ
قد أنجبتْك، وأنت بِكْر بشائر الأمل العنيد
هى أم جيل يا محمد ليس منه سوى الشهيد
كم لقنت أبناءها درس الشهادة فى المهود
وكجيل الشعراء الشباب يحمل الشاعر - تصريحًا وتعريضًا - على المتخاذلين المتقاعدين المفرطين فى القضية.
ومن أمثلة ذلك قوله مخاطبًا «محمد الدرة»:
(1)
ما متَّ إلا حينما باعوا دماك على الموائد
فاتركْ دُمَى الأطفال إرثًا للرجالات القواعدْ
(2)
أفي زمان التخليِ جئت تحفظهمْ؟!
خذ بعض نسيانِهم واذكر إذا ذكروا
الليلُ ليلك فردًا سوف تحمله
إلى الوجوه التى بالموت تعتذر
(3)
أنا الغريبُ الذى لا شيء غرَّبنى
إلا انتصابُ دمى فى أرضِ من سجدوا
(4)
جثثًا عليها هيبةٌ وجلالُُ
وإذا الرجال حجارة بكهوفهم
فمِن الحجارة ثورة .. ورجالُ
(5)
لا تسأليني أين أشعارى فيسحقنى السؤالْ
هم حرفوا أشعارنا كى لا تبشر بالقتال
واستأنسوا كلماتنا كى يعرضوها فى احتفال
**********
ونسجل أخيرًا أن الشاعر طعَّم بعض قصائده ببعض معطيات التراث بقلة، كما أوردها على سبيل الإلماع أو الإشارة، وتكاد هذه المعطيات تنحصر فى مجالين هما: الاقتباس من القرآن الكريم، والإشارة إلى بعض الأعلام التاريخية.
فمن اقتباساته القرآنية: عينان نضاختان الحلم فاغترفى ص6 ، فأجاءها جمر المخاض إلى جذوع المستحيل ص 76، أنا عائد لحبيبتى والتين والزيتون عائد ص76.
ومن الإشارات إلى الأعلام التاريخية:
الليل مسيلمة الكذاب ص61 ، يشدو بها فى العالمين بلال ص73
بدموع زينب كنت تبكين الذى للموت جاء
وتشققت شفتاك من ظمأ الحسين بكربلاء
والناس تسألنى: الفرزدق أم جرير فى الهجاء؟ ص 76، قتل الحسين لكلمة، وبدونها قتل الحسن ص78.
وكان الشاعر موفقًا فى هذه الإشارات، وقد وضحنا ذلك من قبل فى قوله: ومن القصائد حمزة وأبو لهب.
وعودًا على بدء أقول: إن الشاعر سمير فراج شاعر ناضج متمكن، وينتظر منه الكثير الجليل، وهو يستحق أن يحتل فى ساحة الإبداع مكانة طيبة .. هو بها حقًا جدير.