تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 68
تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 68
مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها
[ تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " دَلائِلُ الْإِعْجازِ " لِعَبْدِ الْقاهِرِ الْجُرْجانيِّ ]
د. محمد جمال صقر
قالَ |
قُلْتُ |
قَدِ اعْتَرَفوا ( المعتزلة ) مِنْ حَيْثُ لَمْ يَدْروا ، بِأَنْ لَيْسَ لِلْمَزيَّةِ الَّتي طَلَبوها مَوْضِعٌ وَمَكانٌ فيهِ ، إِلّا مَعانِي النَّحْوِ وَأَحْكامُه ؛ وَذلِكَ أَنَّهُمْ قالوا : إِنَّ الْفَصاحَةَ لا تَظْهَرُ في أَفْرادِ الْكَلِماتِ ، وَإِنَّما تَظْهَرُ بِالضَّمِّ عَلى طَريقَةٍ مَخْصوصَةٍ ، فَقَوْلُهُمْ : بِالضَّمِّ ، لا يَصِحُّ أَنْ يُرادَ بِهِ النُّطْقُ بِاللَّفْظَةِ بَعْدَ اللَّفْظَةِ ، مِنْ غَيْرِ اتِّصالٍ يَكونُ بَيْنَ مَعْنَيَيْهِما ، لِأَنَّه لَوْ جازَ أَنْ يَكونَ لِمُجَرَّدِ اللَّفْظِ إِلَى اللَّفْظِ تَأْثيرٌ فِي الْفَصاحَةِ ، لَكانَ يَنْبَغي إِذا قيلَ : ضَحِكَ ، خَرَجَ - أَنْ يَحْدُثَ في ضَمِّ " خَرَجَ " إِلى " ضَحِكَ " ، فصاحة ! وَإِذا بَطَلَ ذلِكَ لَمْ يَبْقَ إِلّا أَنْ يَكونَ الْمَعْنى في ضَمِّ الْكَلِمَةِ إِلَى الْكَلِمَةِ تَوَخّي مَعْنًى مِنْ مَعانِي النَّحْوِ فيما بَيْنَهُما . وَقَوْلُهُمْ : عَلى طَريقَةٍ مَخْصوصَةٍ ، يوجِبُ ذلِكَ أَيْضًا ، وَذلِكَ أَنَّه لا يَكونُ لِلطَّريقَةِ إِذا أَنْتَ أَرَدْتَ مُجَرَّدَ اللَّفْظِ ، مَعْنًى . وَهذا سَبيلُ كُلِّ ما قالوهُ ، إِذا أَنْتَ تَأَمَّلْتَه تَراهُمْ فِي الْجَميعِ قَدْ دُفِعوا إِلى جَعْلِ الْمَزيَّةِ في مَعانِي النَّحْوِ وَأَحْكامِه مِنْ حَيْثُ لَمْ يَشْعُروا ، ذلِكَ لِأَنَّه أَمْرٌ ضَروريٌّ لا يُمْكِنُ الْخُروجُ مِنْهُ . |
يصخب ناس معاصرون بأن سيدنا يدعي من النظم ما لا يملك ، وها هو ذا يقلّب مقالات خصومه على وجوهها ، حتى تقول هي عنهم ما ينكرون ، دفاعا عن الحق ، لا انتصارا لنفسه . وهل عيب أن يلتقط العبقري من آثار السالفين ، ما ينهج به نهجا لم يألفوه ، يستمر به إلى علم لم يعرفوه ! |
إِنّا نَعْلَمُ أَنَّ الْمَزيَّةَ الْمَطْلوبَةَ في هذَا الْبابِ ، مَزيَّةٌ فيما طَريقُهُ الْفِكْرُ وَالنَّظَرُ مِنْ غَيْرِ شُبْهَةٍ . وَمُحالٌ أَنْ يَكونَ اللَّفْظُ لَه صِفَةٌ تُسْتَنْبَطُ بِالْفِكْرِ ، وَيُسْتَعانُ عَلَيْها بِالرَّويَّةِ ، اللّهُمَّ إِلّا أَنْ تُريدَ تَأْليفَ النَّغَمِ . وَلَيْسَ ذلِكَ مِمّا نَحْنُ فيهِ بِسَبيلٍ . |
أليس اجتماع تأليف النغم في فهم سيدنا ، هو وتأليف الألفاظ التي تتألف هي والمعاني بمرة - مما يشرح أثر تحري الوزن في نظم الشعر ! ولكنه أراد تعميم نظره للكلام . |
أَتُرى أَنَّ الْعَرَبَ تُحُدّوا (...) إِلى أَنْ يَأْتوا بِالْغَريبِ الْوَحْشيِّ في كَلامٍ يُعارِضونَ بِهِ الْقُرْآنَ ! كَيْفَ وَأَنْتَ تَقْرَأُ السّورَةَ مِنَ السُّوَرِ الطِّوالِ ، فَلا تَجِدُ فيها مِنَ الْغَريبِ شَيْئًا ، وَتَتَأَمَّلُ ما جَمَعَهُ الْعُلَماءُ في غَريبِ الْقُرْآنِ ، فَتَرَى الْغَريبَ مِنْهُ إِلّا فِي الْقَليلِ ، إِنَّما كانَ غَريبًا مِنْ أَجْلِ اسْتِعارَةٍ هِيَ فيهِ ، كَمِثْلِ " أُشْرِبوا في قُلوبِهِمُ الْعِجْلَ " ، وَمِثْلِ " خَلَصوا نَجيًّا " ، وَمِثْلِ " فَاصْدَعْ بِما تُؤْمَرُ " ، دونَ أَنْ تَكونَ اللَّفْظَةُ غَريبَةً في نَفْسِها ، إِنَّما تَرى ذلِكَ في كَلماتٍ مَعْدودَةٍ كَمِثْلِ " عَجِّلْ لَنا قِطَّنا " ، وَ" ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ " ، وَ" جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَريًّا " . |
ولم لا يكون من الإعجاز ، هذا الوجه نفسه الذي وقع عليه الغريب في القرآن الكريم ! ولا سيما أنه لا ينقضي منه عجب الفنانين ! ألا سبحان الذي جعل لكل قوم من أنواع إعجاز كلامه ، نصيبا ! |
يَنْبَغي لَنا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ ، هَلْ يَسْتَطيعُ أَنْ يَزيدَ مِنْ عِنْدِ نَفْسِه فِي اللَّفْظِ شَيْئًا لَيْسَ هُوَ لَه فِي اللُّغَةِ ، حَتّى يَجْعَلَ ذلِكَ مِنْ صَنيعِه مَزيَّةً يُعَبَّرُ عَنْها بِالْفَصاحَةِ ؟ وَإِذا نَظَرَ وَجَدْناهُ لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِاللَّفْظِ شَيْئًا أَصْلًا ، وَلا أَنْ يُحْدِثَ فيهِ وَصْفًا . كَيْفَ وَهُوَ إِنْ فَعَلَ ذلِكَ أَفْسَدَ عَلى نَفْسِه ، وَأَبْطَلَ أَنْ يَكونَ مُتَكَلِّمًا ، لِأَنَّه لا يَكونُ مُتَكَلِّمًا حَتّى يَسْتَعْمِلَ أَوْضاعَ لُغَةٍ عَلى ما وُضِعَتْ عَلَيْهِ . وَإِذا ثَبَتَ مِنْ حالِه أَنَّه لا يَسْتَطيعُ أَنْ يَصْنَعَ بِالْأَلْفاظِ شَيْئًا لَيْسَ هُوَ لَها فِي اللُّغَةِ ، وَكُنّا قَدِ اجْتَمَعْنا عَلى أَنَّ الْفَصاحَةَ فيما نَحْنُ فيهِ ، عِبارَةٌ عَنْ مَزيَّةٍ هِيَ بِالْمُتَكَلِّمِ الْبَتَّةَ - وَجَبَ أَنْ نَعْلَمَ قَطْعًا وَضَرورَةً أَنَّهُمْ وَإِنْ كانوا قَدْ جَعَلُوا الْفَصاحَةَ في ظاهِرِ الْاسْتِعْمالِ مِنْ صِفَةِ اللَّفْظِ ، فَإِنَّهُمْ لَمْ يَجْعَلوها وَصْفًا لَه في نَفْسِه ، وَمِنْ حَيْثُ هُوَ صَدى صَوْتٍ وَنُطْقُ لِسانٍ ، وَلكِنَّهُمْ جَعلوها عِبارَةً عَنْ مَزيَّةٍ أَفادَهَا الْمُتَكَلِّمُ فِي الْمَعْنى ، لِأَنَّه إِذا كانَ اتِّفاقًا أَنَّها عِبارَةٌ عَنْ مَزيَّةٍ أَفادَهَا الْمُتَكَلِّمُ ، وَلَمْ نَرَه أَفادَ فِي اللَّفْظِ شَيْئًا ، لَمْ يَبْقَ إِلّا أَنْ تَكونَ عِبارَةً عَنْ مَزيَّةٍ أَفادَها فِي الْمَعانى . |
ربما توهم متعجل من كلام سيدنا ، أن قد قُضِيَ على اللغة أن تجمد على قدامتها ، لا تتطور بما يلائم حداثة أهلها ! ولكن ينبغي أن يحمل كلامه على عمومه للغة وللمتكلم ، بحيث يكاد الثبات يلزمهما ، وإلا ففي كل حين لا نعدم صيغا وتراكيب جديدة يفلج بها الشعراء بعضهم على بعض . |
لَوْ كانَتِ الْأَلْفاظُ يَتَعَلَّقُ بَعْضُها بِبَعْضٍ مِنْ حَيْثُ هِيَ أَلْفاظٌ ، وَمَعَ اطِّراحِ النَّظَرِ في مَعانيها - لَأَدّى ذلِكَ إِلى أَنْ يَكونَ النّاسُ حينَ ضَحِكوا مِمّا يَصْنَعُهُ الْمُجّانُ مِنْ قِراءَةِ أَنْصافِ الْكُتُبِ ، ضَحِكوا عَنْ جَهالَةٍ ، وَأَنْ يَكونَ أَبو تَمّام ٍقَدْ أَخْطَأَ حينَ قالَ : عَذَلًا شَبيهًا بِالْجُنونِ كَأَنَّما قَرَأَتْ بِهِ الْوَرْهاءُ شَطْرَ كِتاب لِأَنَّهُمْ لَمْ يَضْحَكوا إِلّا مِنْ عَدَمِ التَّعَلُّقِ ، وَلَمْ يَجْعَلْهُ أَبو تَمّامٍ جُنونًا إِلّا لِذلِكَ ! |
أما عاذلة أبي تمام فقد تجاوزت مقتضى العقل من بعد أن لم تراع سياقة علاقتهما ، فكأنها الوَرْهاء تقطع قطعة رسالة من رسائل التآخين ، فتضرب بها الطبل ، وتبني عليه قصور الغرام الوهمية ! وأما عمل المجان فربما كان من مثل تواصيهم بـ" لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ " ! |
خُذْ بَيْتَ بَشّارٍ : كَأَنَّ مُثارَ النَّقْعِ فَوْقَ رُؤوسِنا وَأَسْيافَنا لَيْلٌ تَهاوى كَواكِبُهْ اُنْظُرْ هَلْ يُتَصَوَّرُ أَنْ يَكونَ بَشّارٌ قَدْ أَخْطَرَ مَعانِيَ هذِهِ الْكَلِمِ بِبالِه أَفْرادًا عارِيَةً مِنْ مَعانِي النَّحْوِ الَّتي تَراها فيها ، وَأَنْ يَكونَ قَدْ وَقَعَ " كَأَنَّ " ، في نَفْسِه مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكونَ قَصَدَ إِيقاعَ التَّشْبيهِ مِنْهُ عَلى شَيْءٍ ، وَأَنْ يَكونَ فَكَّرَ في " مُثارَ النَّقْعِ " ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكونَ أَرادَ إِضافَةَ الْأَوَّلِ إِلَى الثّاني ، وَفَكَّرَ في " فَوْقَ رُؤوسِنا " ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكونَ أَرادَ أَنْ يُضيفَ " فَوْقَ " إِلَى الرُّؤوس ، وَفِي الْأَسْيافِ مِنْ دونِ أَنْ يَكونَ أَرادَ عَطْفَها بِالْواوِ عَلى " مُثارَ " ، وَفِي الْواوِ مِنْ دونِ أَنْ يَكونَ أَرادَ الْعَطْفَ بِها ، وَأَنْ يَكونَ كَذلِكَ فَكَّرَ فِي اللَّيْلِ مِنْ دونِ أَنْ يَكونَ أَرادَ أَنْ يَجْعَلَه خَبَرًا لِـ" كَأَنَّ " ، وَفي " تَهاوى كَواكِبُهْ " ، مِنْ دونِ أَنْ يَكونَ أَرادَ أَنْ يَجْعَلَ " تَهاوى " ، فِعْلًا لِلْكَواكِبِ ، ثُمَّ يَجْعَلَ الْجُمْلَةَ صِفَةً لِلَّيْلِ ، لِيُتِمَّ الَّذي أَرادَ مِنَ التَّشْبيهِ ! أَمْ لَمْ يُخْطِرْ هذِهِ الْأَشْياءَ بِبالِه إِلّا مُرادًا فيها هذِهِ الْأَحْكامُ وَالْمَعانِي الَّتي تَراها فيها . |
أنا أظن أن تفكير المعبر تاريخ متصل وسيرة مستمرة ، يستفيد في اللاحق ، مما فعل في السابق ؛ فإذا كان قد فكر يوما في تركيب بعض التعابير من كلمها المفردة ، فإنه اليوم يستحضر التعبير كله وكأنه كلمة واحدة ، وهكذا حتى يفرغ من كلامه ، ولن ينتهي عمله هذا إلا حيث ينتهي أجله ! |
اعْلَمْ أَنَّكَ تَراهُمْ لا يَمْتَنِعونَ إِذا تَكَلَّموا في الِاسْتِعارَةِ ، مِنْ أَنْ يَقولوا : إِنَّه أَرادَ الْمُبالَغَةَ ، فَجَعَلَه أَسَدًا ، بَلْ هُمْ يَلْجَؤونَ إِلَى الْقَوْلِ بِه . وَذلِكَ صَريحٌ في أَنَّ الْأَصْلَ فيهَا الْمَعْنى ، وَأَنَّهُ الْمُسْتَعارُ فِي الْحَقيقَةِ ، وَأَنَّ قَوْلَنَا : اسْتُعيرَ لَهُ اسْمُ الْأَسَدِ ، إِشارَةٌ إِلى أَنَّه لَه مَعْناهُ ، وَأَنَّه جُعِلَ إِيّاهُ . وَذلِكَ أَنّا لَوْ لَمْ نَقُلْ ذلِكَ لَمْ يَكُنْ لِـ" جُعِلَ " ها هُنا مَعْنًى ، لِأَنَّ " جَعَلَ " لا يَصْلُحُ إِلّا حَيْثُ يُرادُ إِثْباتُ صِفَةٍ لِلشَّيْءِ ، كَقَوْلِنا : جَعَلْتُه أَميرًا ، وَجَعَلْتُه لِصًّا ، تُريدُ أَنَّكَ أَثْبَتَّ لَهُ الْإِمارَةَ ، وَنَسَبْتَه إِلَى اللُّصوصيَّةِ ، وَادَّعَيْتَها عَلَيْهِ ، وَرَمَيْتَه بِها . وَحُكْمُ " جَعَلَ " ، إِذا تَعَدّى إِلى مَفْعولَيْنِ ، حُكْمُ " صَيَّرَ " ؛ فَكَما لا تَقولُ : صَيَّرْتُه أَميرًا ، إِلّا عَلى مَعْنى أَنَّكَ أَثْبَتَّ لَه صِفَةَ الْإِمارَةِ ، كَذلِكَ لا يَصِحُّ أَنْ تَقولَ : جَعَلْتُه أَسَدًا ، إِلّا عَلى مَعْنى أَنَّكَ أَثْبَتَّ لَه مَعانِيَ الْأَسَدِ . وَأَمّا ما تَجِدُه في بَعْضِ كَلامِهِمْ مِنْ أَنَّ " جَعَلَ " يَكونُ بِمَعْنى " سَمّى " ، فَمِمّا تَسامَحوا فيهِ أَيْضًا ، لِأَنَّ الْمَعْنى مَعْلومٌ ، وَهُوَ مِثْلُ أَنْ تَجِدَ الرَّجُلَ يَقولُ : أَنَا لا أُسَمّيهِ إِنْسانًا ، وَغَرَضُه أَنْ يَقولَ : إِنّي لا أُثْبِتُ لَهُ الْمَعانِيَ الَّتي كانَ بِهَا الْإِنْسانُ إِنْسانًا . فَأَمّا أَنْ يَكونَ " جَعَلَ " في مَعْنى " سَمّى " ، هكَذا غُفْلًا ، فَمِمّا لا يَخْفى فَسادُه ؛ أَلا تَرى أَنَّك لا تَجِدُ عاقِلًا يَقولُ : جَعَلْتُه زَيْدًا ، بِمَعْنى : سَمَّيْتُه زَيْدًا - وَلا يُقالُ لِلرَّجُلِ : اجْعَلِ ابْنَكَ زَيْدًا ، بِمَعْنى : سَمِّه زَيْدًا - وَوُلِدَ لِفُلانٍ ابْنٌ ، فَجَعَلَه عَبْدَ اللّهِ ، أَيْ سَمّاهُ عَبْدَ اللّهِ ! هذا ما لا يَشُكُّ فيهِ ذو عَقْلٍ إِذا نَظَرَ . |
ذاكم عالم قد اطلع على أحوال الكلام العربي نفسه ، من قبل أن يخوض في علم الكلام العربي ؛ فمِنْ ثَمَّ يتحرك على بصيرة . فتُرى كيف يجترئ الآن على علم الكلام العربي ، من لا يميز أحواله بعضها من بعض ، حتى يسلخ قطعة كبيرة من عمره في تأمله شعرا ونثرا وقرآنا ، إلا أن ينفض منه يديه - أو به كما يحب سيدنا - ثم يصرف همه إلى الكلام العجمي وعلم الكلام العجمي ، غير مبال أن تزول هذه الأمة - لا كان ، كما يقول أهلنا الشآميّون ! - وتزول آثارها ! |