تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 56

تَعْليقاتٌ عَلى مُتونِ الْكُتُبِ الْعَرَبيَّةِ = 56

مَنْهَجٌ فِي التَّأْليفِ بَيْنَ كُتُبِ الْعِلْمِ وَبَيْنَ طُلّابِها ، بِوَصْلِ حَياتِهِمْ بِحَياتِها

[تَعْليقَةٌ عَلى مَتْنِ " الْمُعَلَّقَةُ الْعَرَبيَّةُ الْأولى  " لِلدُّكْتورِ نَجيبْ مُحَمَّدُ الْبَهْبيتي]

د. محمد جمال صقر

[email protected]

قالَ

قُلْتُ

ابْنُ الْوَرْديِّ ( سراج الدين أبو حفص عمر ، في ص11 من كتابه خريدة العجائب ) يَقولُ بِكُرَويَّةِ الْأَرْضِ : وَالسَّماءُ مُحيطَةٌ بِها مِنْ كُلِّ جانِبٍ كَإِحاطَةِ الْبَيْضَةِ بِالْمُحَّةِ ؛ فَالصُّفْرَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأَرْضِ ، وَبَياضُها بِمَنْزِلَةِ الْماءِ ، وَجِلْدُها بِمَنْزِلَةِ السَّماءِ ... حَتّى قالَ مُهَنْدِسوهُمْ - وَالضَّميرُ هُنا يَعودُ عَلى جُمْهورِ عُلَماءِ الْعَرَبِ - : لَوْ حُفِرَ فِي الْوَهْمِ وَجْهُ الْأَرْضِ لَأَدّى إِلَى الْوَجْهِ الْآخَرِ ، وَلَوْ ثُقِبَ مَثَلًا بِأَرْضِ الْأَنْدَلُسِ ، لَنَفَذَ الثَّقْبُ بِأَرْضِ الصّينِ !

قد تخيل السينيمائيون ذلك أخيرا ، ببعض الأفلام الأميريكية الحديثة !

يَكْفي أَنْ تَعْرِفَ أَنَّه كانَ مِنْ بَيْنِ الْأَسْرى رِجالٌ مِنْ عِيارِ أَبي فِراسٍ الْحَمْدانيِّ أَخي سَيْفِ الدَّوْلَةِ وَصاحِبِ الْمُتَنَبّي ، وَإِنْ كانَ هذا في عَصْرٍ مُبَكِّرٍ عَنْ هذَا الْعَصْرِ ؛ فَالْأَلْفاظُ الْعَرَبيَّةُ الَّتي دَخَلَتِ اللُّغاتِ الْأوروبّيَّةَ في ذلِكَ الْعَهْدِ عَلى أَلْسِنَةِ الْعَبيدِ مِنَ الْعَرَبِ ، أَيْ أَسْرَى الْحَرْبِ وَسَباياها مِنْ بَناتِ الْقُصورِ وَمِمَّنْ هُمْ دونَ ذلِكَ - كانَتْ تَحْمِلُ إِلى هؤُلاءِ الْأَجْلافِ مِنَ الْمَعاني ما لَيْسَ عِنْدَهُمْ . وَاللَّفْظُ لا يَمْضي وَحيدًا ، وَإِنَّما يَمْضي في حاشِيَةٍ دائِمَةٍ مِنَ الْمَعاني وَالْأَخْبارِ . وَكَثيرٌ مِنْ هؤُلاءِ قَدِ ابْتَلَعَتْهُمُ الْمُجْتَمَعاتُ الْأوروبّيَّةُ ، فَسَرَتْ مَعارِفُهُمْ بَيْنَ أَبْنائِها ، وَصارَتْ مِنْ تُراثِهِمْ .

لا هو أخو سيف الدولة ، ولا صاحب المتنبي ، إلا على توسيع معنى الأخوة ليشمل كل قريب ، ومعنى الصحبة ليشمل كل نِد !

إِذا كانَ الْخِضْرُ يَعْلَمُ الْغَيْبَ ، فَإِنَّ الْغَيْبَ بَيْنَ يَدَيِ اللّهِ يُعْطي مِنْ عِلْمِه مِنْهُ ما شاءَ اللّهُ ، وَيَمْنَعُ مِنْهُ ما شاءَه وَمَنْ شاءَه . وَالْقُرْآنُ لا يُقَدِّمُ صورَةً لِمَخْلوقٍ لَمْ يَرَهُ النّاسُ وَلَمْ يَشْهَدوهُ ، كَما فَعَلَ الشّاعِرُ في تَقْديمِ خُمْبابا وَالرِّجالِ الْعَقارِبِ الْحُرّاسِ عَلَى الْجَبَلِ الَّذي يَحْرُسُ بِدَوْرِه غُروبَ الشَّمْسِ وَشُروقَها ، وَيَرْتَفِعُ سَمْكُه إِلَى السَّماءِ ، وَتَمْتَدُّ جُذورُه إِلَى الْعالِمِ الْأَسْفَلِ ، وَيَمُرُّ مِنْ تَحْتِه جيلْجاميشُ في ظَلامٍ دامِسٍ السّاعاتِ الطِّوالَ جِدًّا إِلى أَنْ يَتَنَفَّسَ في وَجْهِه بَرْدُ الشَّمالِ ، ثُمَّ يَجِدُ مِنْ بَعْدِ هذَا الْمُرورِ الشَّمْسَ !

لا يصح هذا على إطلاقه ، وإلا فأين تصويره لشجر جهنم - عافِيَتَك ، اللهمَّ ! - وسائر أهوال الحياة الآخرة !

إن للقرآن أسلوبه في تصوير ما لم يُرَ ولم يُشْهَدْ مما سيكون ، وكأن قد كان ورُئِيَ وشُهِدَ !

بِهذا يَنْتَهِي الْخَبَرُ الْقُرْآنيُّ الدّائِرُ حَوْلَ طَوافِ ذِي الْقَرْنَيْنِ بِالْأَرْضِ .

لعلك ترى كيف جرى المؤلف العلامة - رحمه الله ! - على توفية كل فكرة حقها ، أصيلة كانت أو عارضة ؛ فلهذا ما يتطاول به الكلام ، ولكنه بديع مفيد دائما .

كانَتْ هذِه هِيَ السّيرَةَ الَّتِي اتَّبَعَها حُكّامُ الْأَسْبانِ الْجُدُدُ في مُواجَهَةِ الْعَرَبِ الْباقينَ في أَيْبيرْيا بَعْدَ زَوالِ آخِرِ قوَّةٍ تُمَثِّلُهُمْ في غَرْناطَةَ . وَقَدْ كُشِفَ أَخيرًا قَريبًا مِنْ غَرناطَةَ تَحْتَ أَنْقاضِ مَسْجِدٍ إِسْلاميٍّ قَدْ حوِّلَ إِلى كَنيسَةٍ ، عَنْ أَجْسادِ ثَمانِيَةِ آلافِ عَرَبيٍّ بَيْنَ شَيْخٍ وَامْرَأَةٍ وَطِفْلٍ وَشابٍّ ، دُفِنوا حَيْثُ هُمْ أَحْياءً ، وَنَشَرَتْ هذَا الْخَبَرَ جَريدَةُ الْأُوبْزيرْفاتيرِ الْفَرَنْسيَّةُ الصّادِرَةُ في 20 يولْيو سَنَةَ 1979 . وَهذَا السّلوكُ نَفْسُه هُوَ الَّذِي اتُّبِعَ مَعَ أَهْلِ الْأَرْضِ الْجَديدَةِ بَعْدَ كَشْفِها ، وَاتَّصَلَ قُرونًا خَمْسَةً ، وَلا يَزالُ حَتَّى الْيَوْمِ ؛ فَالْكَشْفُ الَّذي يَتَحَدَّثونَ عَنْهُ بِالْقِياسِ إِلى هاتَيْنِ الطَّريقَيْنِ ، إِنَّما هُوَ كَشْفٌ بِالْقِياسِ إِلَى الْأوروبّيّينَ وَحْدَهُمْ ، وَهُمْ بِه يُتَرْجِمونَ عَنْ جَهْلٍ تامٍّ بِالْعالَمِ حَتّى ذلِكَ الْعَهْدِ ، وَيُعَبِّرونَ بِه عَنْ خُروجِهِمْ بِالْمَوْتِ يَحْمِلونَه في حَقائِبِهِمْ لِلشُّعوبِ الَّتي يُحَرِّكُهُمُ الْجَشَعُ إِلى أَراضيها وَثَرَواتِها ، ما لَمْ يَسْتَطيعوا أَنْ يَطْووها مَعَ أَرْضِها لِلرِّقِّ الْعامِلِ لِخِدْمَةِ الدَّخيلِ !

سبحان الله ؛ " أَتَواصَوْا بِه " !

إن مثل ضحايا مثل هذه المذبحة ينبعثون كل حين بكل مكان دنسته أقدام هؤلاء الهمج .

ثم هذا هو الذي شهد بعضهم ( ك . موريس بورا ، في كتابه " الشعر والغناء عند الشعوب البدائية " ) ، أنه مسلكهم في كل مكان حلوا فيه ؛ لا يجلبون إلا الخراب وإلا الفساد !

ظَلَّ ( كولومبوس ) يَتَشَبَّثُ بِرَسيسِ الْأَمَلِ الَّذي يَسْتَيْقِظُ وَيَهْمُدُ ، فَإِذَا اسْتَيْقَظَ كانَ مَلِكًا ، وَإِذا هَمَدَ صارَ مُتَسَوِّلًا يَعيشُ في أَسْمالٍ ، وَلكِنَّه يَتَعَلَّقُ بِالْخَيالِ الْمَلَكيِّ الَّذي يُداعِبُه هَرَبًا بِه مِنْ واقِعِه ، إِلّا أَنَّه في هذِهِ الْمَعارِكِ الطّاحِنَةِ لِلنَّفْسِ لَمْ يَصْرِفْهُ بَلاءُ الْفَقْرِ وَالتَّشَرُّدِ عَنْ حُلُمِ الْمَلِكِ الْمُلِحِّ ؛ فَهُوَ مِنْهُما مَشْدودٌ بَيْنَ طَرَفَيْنِ لَمْ يَنْسَ قَطُّ الثَّمَنَ الَّذي يَطْلُبُه لِمَعارِفَ كانَ أَشَدَّ النّاسِ إيمانًا بِصِحَّتِها ، وَلَمْ يَكُنْ هذَا الثَّمَنُ أَقَلَّ مِنْ أَنْ يَعيشَ مَلِكًا !

بل أنت - يا سيدنا - الذي يتعلق بأهداب شعر أفخم وأفخر من أن يقال في مثل هذا الفسل الرذل النذل القميء الدنيء :

" فَإِذا سَكِرْتُ فَإِنَّني رَبُّ الْخَوَرْنَقِ وَالسَّدير

وَإِذا صَحَوْتُ فَإِنَّني رَبُّ الشُّوَيْهَةِ وَالْبَعير " !

وقاتل الله المنخل اليشكري !

لاسْ كاساسْ ( أحد رجال كولومبوس الذين اعتمد على رواياتهم صامويل موريسون صاحب كتاب أمير البحر المحيط ) هُوَ وَحْدَهُ الَّذي يَجِدُ بَيْنَ هؤُلاءِ الْقَوْمِ جَميعًا ، ضيقًا يُنْكِرُ مَعَه هذَا الْغَدْرَ الْبَشِعَ ( غدر كولومبوس بأهل أميريكا ) ! أَمّا غَيْرُه فَكُلُّهُمْ يَرَوْنَ في عَمَلِ الْأَميرالِ ( كولومبوس ) سُلوكًا طَبيعيًّا . وَالرَّجُلُ كَما قُلْتُ تَنِمُّ عِباراتُه عَنْ روحٍ إِسْلاميٍّ لا يَزالُ يَلْزَمُ صاحِبَه عَلَى الرَّغْمِ مِنِ ارْتِدادِه عَنِ الْإِسْلامِ .

كان أهل أسبانيا المسلمون بعد سقوطها في أيدي أوباش شمال أوروبا ، بين أن يموتوا أو يرتدوا أو يرحلوا ؛ فكأنك من ثم - يا سيدنا - تأكدتَ وفرغت من أنه من طائفة المرتدين !

جاءَ الْأَميرالُ ( كولومبوس ) يُحاوِلُ أَنْ يَخْلُقَ النِّظامُ مِنَ الْفَوْضى ... وَكانَتِ الْعِصاباتُ الَّتي خَلَّفها مارْجِريتُ مِنْ وَرائِه فِي الْجَزيرَةِ وَالْمُسْتَعْمِرونَ السّاخِطونَ ، يَعْصِفونَ بِها عَصْفًا ، يُرْهِبونَ أَهْلَها ، وَيَرْكَبونَ فيهِمْ أَشْنَعَ ضُروبِ الْإِباحَةِ وَالْوَحْشيَّةِ . وَطَبيعيٌّ أَنْ يَكْمُنَ لَهُمْ بَعْضُ الْمَجْروحينَ مِنْ أَهْلِها ، فَيَقْتُلوهُمْ ، وَلكِنَّ الْأَميرالَ بَدَلًا مِنْ أَخْذِ رِجالِه بِالْقِصاصِ الَّذي يَنْزِلُ دائِمًا بِالْمُجْرِمينَ ، تَبَنَّى الْمَبْدَأَ الْقائِلَ بِأَنَّ الْمَسيحيِّ لا يُخْطِئُ ، وَراحَ يُحاسِبُ الضَّحايا أَعْسَرَ حِسابٍ ، فَأَرْسَلَ إِلى داخِلِ الْجَزيرَةِ قوَّةً مِنَ الْخَيْلِ وَمِنْ كِلابِ الصَّيْدِ تُطارِدُ أَهْلَ الْأَرْضِ ، فَأَحاطوا بِما يَزيدُ عَلى أَلْفٍ وَخَمْسِمِئَةٍ مِنْ هؤُلاءِ الْمُسْتَضْعَفينَ ، وَساقوهُمْ إِلى إيزابيلّا (ساقوهم إلى ملكة أسبانيا عبيدا ) .

كما فعل الإنجليز البغاة على مصر حديثا ، بفلاحي دنشواي الذين ظلمهم بعض الجنود الإنجليز بما فعلوه بأبراج حمامهم وناسهم ، ثم كان الفلاحون هم من أحاطوا بمُنْهَكيهم يَرْعَوْنَهم ، فكان جزاءهم القتلُ ! قتلهم الله بما ظلموا !

كانَ هذَا الْجِنْسُ الْبَشَريُّ ( الكرومانيون جنس أوروبي قديم سامٍ أباده الجنس الأوروبي الحديث السافل ) قَدْ بَدَأَ يَرْمي في أَرْضِ أوروبّا بُذورَ حَضارَتِهِ الْأولى ، وَكانَتْ عَلى وَشْكٍ التَّبَرْعُمِ . وَما بَقِيَ مِنْ جَماجِمِه يُشيرُ مِنْها إِلى فَراغٍ أَوْسَعَ لِمَكانِ الْمُخِّ . وَما بَقِيَ مِنْ تَلَقُّطاتٍ آثارِه يُشيرُ إِلَى اتِّجاهاتٍ أَخْصَبَ مِنَ الِاتِّجاهاتِ الَّتي مَضَتْ فيهَا الثَّمَراتُ الْأولى لِلْجِنْسِ الْمُبيدِ .

حقا حقا !

وإن لم يذكر الباحثون في دلالة عظم مقدار المخ على عظم ذكاء العقل ، إلا حديثا !

لَوْ أَنَّ هذَا التَّقَدُّمَ الْمادّيَّ الَّذي نَعيشُ الْيَوْمَ في ظِلِّهِ انْدَثَرَ بِحَرْبٍ شامِلَةٍ ؛ فَلَمْ يَبْقَ مِنْ جِنْسِ الْإِنْسانِ إِلَّا الْأَعْدادُ الْمُتَفَرِّقَةُ الْقَليلَةُ ، لَارْتَدَّتِ الْإِنْسانيَّةُ إِلى حَياةِ الْعُصورِ الْحَجَريَّةِ ، لِأَنَّ التَّقَدُّمَ الْمادّيَّ ابْنُ الْحاجَةِ وَالْكِفايَةِ الْعَقْليَّةِ وَالْكِفايَةِ الْعَدَديَّةِ ؛ فَإِذَا انْهارَتْ هذِهِ الدَّعائِمُ ارْتَدَّ الْإِنْسانُ إِلى أَبْسَطِ وَسائِلِ الْعَيْشِ ما دامَتْ كافِيَةً لِتَوْفيرِ أَسْبابِ الْحَياةِ لَه ، وَخاصَّةً إِذَا انْعَدَمَ الْأَمانُ ، وَانْطَلَقَتِ الْغَرائِزُ فِي الْعَمَلِ لِأَنَّها أَصْبَحَتِ السَّيِّدَةَ !

ليته إذا كان سيكون كذلك ، يكون !

ولكننا مأمورون ألا نسأل الله البلاء !

فاللهم عفوك وعافيتك وتثبيتك وتوفيقك وحفظك !

مِنْ أوروبّا خَرَجَ مَبْدَأُ " الْبَقاءُ لِلْأَصْلَحِ " . وَالصَّلاحيَّةُ عِنْدَهُمْ مَعْناهَا الْقوَّةُ الْبَدَنيَّةُ وَالْحيلَةُ وَالْغَدْرُ وَالسَّبْقُ إِلَى الْقَضاءِ عَلى مَنِ افْتَرَضوهُ خَصْمًا ، وَخَصْمُهُمْ كُلُّ مَنْ قامَ في طَريقِهِمْ وَكُلُّ مَنْ طَمِعوا فيما بَيْنَ يَدَيْهِ . وَقَدْ مَرَّ بِنا مِنْ قَبْلُ قَوْلُ دِنِ الْأَميريكيُّ في مَذابِحِ الْجِبالِ ، عَنْ كُلِّ ما رَكِبوهُ مِنْ جَرائِمَ فَصَّلَ بَعْضَها وَاسْتَبْشَعَه وَاسْتَنْكَرَه : إِنَّه كانَ عَمَلَ جِنْسٍ أَعْلى يَسْحَقُ جِنْسًا أَدْنى !

قد كررها حديثا جورج بوش رئيس أميريكا في الحشد لتدمير عراقنا الحبيب :

" مَنْ لَيْسَ مَعَنا فَهُوَ ضِدَّنا " !

حتى احتشد معه العالم في سبيل أكاذيب لم يصدق فيها غير تدمير العراق تدمير الغل والحقد والكمد والحسد والجشع والبغي المغرور بالانفراد بالسلاح المادي !