قراءة في قصة "الحلم"

بهيجة البقالي القاسمي

أطياف النوم واليقظة

قراءة في قصة "الحلم"

للأديبة ميمي قدري – مصر

د. ميمي قدري

[email protected]

بهيجة البقالي القاسمي

الحلم

 اقتفيت أثره... التفتَ إلى الخلف

ارتسمت الابتسامة على ثغره

اقترب ...اقترب

تنهدتُ فرحة ....تحسست وجهه

بكيتُ.... استيقظت....!!

أطياف النوم و اليقظة

الحلم لقطة في مشهد الحقيقة. مثلما الحقيقة لباس لتجليات الحلم.

و رمزية الحلم في الإبداع تقتضي قلماً يجمع بين التعبير الحالم و قوة الفكرة في الحلم.

ميمي قدري قدمت لنا نموذجاً لهذا التجانس المبدع ، من خلال قصتها : " الحلم " . إنها تقترب من الواقع لتعانق الحلم. فتظل في عتبة الأول لأن باب الثاني موارب : لا هو مفتوح تلجه لتمسك بأطياف الذات ، و لا هو مغلق تغادره لتظل بقرب الآخر.

تكتب ميمي قدري نصها السردي بضمير المتكلم ، لتزيل كل مسافة محتملة بين قصتها و المتلقي, ثم من أجل تكريس الذات الكاتبة باعتبارها ذاتاً للبوح و الحكي .

الحلم هنا تعبير عن أشواق دفينة، يقظة و ليست نائمة على وسادة الرؤيا. توظيف صورة الآخر ( بوصف تقاسيمه و حركاته و انفعالاته ) في توق الذات إليه ( بوصفها موضوعاً داخل النص /خارج النص ) ، منح ل " الحلم " ثراءً يلمسه القارئ و يحسه و يتفاعل معه في آن معاً.

المبدعة ميمي قدري تقتفي آثار واقعها في حلم الحكي. و حين لا تجده بين هذا و ذاك ، تستيقظ من تداعيات الشوق ..و تصبح الدموع علامة على حلم ينام ، أو حقيقة تحلم .

بإيقاع سردي سريع ..و تعبير لغوي لاهث متدفق ..تمكّنت هذه المبدعة المتألقة من رسم شخوص نصها ببراعة و حنكة ، تحوَّل عبرها القارئ كاتباً ، و الكاتبة قارئة .

و تلك ميزة لا تتوفر لأي نص.

 ميمي قدري تكتب من منطلق الإحاطة بموضوعها ، و استلهام كل ظلاله و خوافيه .