الحياة الاجتماعية في الشعر الإسلامي المعاصر

     تفتحت البلدان الإسلامية على العالم الآخر، فكان هناك تأثر وتأثير، إذ أخذ المسلمون من الشعوب التي خالطوها ولاسيما الغربية منها الغث والسمين، وحصلت هجرات كثيرة اجتماعية وثقافية، ونتيجة لهذا الاحتكاك تغيرت الأخلاق والقيم والسلوكيات، فأخذ الشعراء الإسلاميون يقارنون بين الماضي والحاضر في النهضة والعلم والمفاهيم السائدة، ومن هنا كان حديثهم عن الحضارة والأخلاق، وعن الأسرة عامة والمرأة خاصة، وعن الأوضاع الثقافية في العالم الإسلامي .

أولا : الحضارة والأخلاق في الشعر الإسلامي المعاصر :

    الحضارة عادة تنشأ في ظل قانون ونظام وهدف تسعى إليه، وهي تتحرك متفاعلة مع العالم دون أن تفقد هويتها، ولقد قدمت الحضارة الإسلامية أروع مفهوم وتطبيق لها، فقد أنشئت بقانون إلهي لابشري، ولهدف رباني هو عمارة الكون ، وكانت لاتميز بين أبيض وأسود أو بين غني وفقير ، وترك للجميع حرية التعبير والتعليم، وسخرت معطياتها لخدمة الإنسان . وكانت تتميز بقيمها الرفيعة حتى بات العالم الإسلامي موطن العلم والبحث والأمن والرخاء، ولاتزال مكتبات العالم تشهد بهذه النهضة القوية .

    وسأبين سمات كل من الحضارة الإسلامية والحديثة، والأخلاق التي سادت المجتمع الإسلامي كما بانت عند الشعراء الإسلاميين المعاصرين :

1-  الحضارة في الشعر الإسلامي المعاصر :

    تحدث الشعراء الإسلاميون عن الحضارتين الإسلامية والغربية وقارنوا بينهما، وحذروا من أخلاقيات العصر التي وفدت إلينا مع الحضارة الغربية، ونددوا بحضارة الغرب ومفاسدها وماديتها :

أ‌-     سمات الحضارة الإسلامية :

     فرق بين حضارتين ، إسلامية تقوم على الدين والخلق والعلم، وغربية مادية تناهض الدين وتعلي شأن العلم على كل شيء وإن تعارض مع الدين .

    لقد انطلق المسلمون من الجزيرة العربية لينشروا دين الله سبحانه في الأرض، وينقذوا البشرية من الفساد والطغيان فأسسوا حضارة لايزال العالم يشهد بها ويترنم بخيرها، هذا عمار عدنان شيخوني، يقول في الحضارة الإسلامية العظيمة وسيادتها في الأرض، وهدايتها للناس بالنور وحكمها بالعدل، ونشرها للعلم ثم تكالب أهل الشر عليها ليطفئوا نورها  :

كسرنا جموع الفرس والروم عنوة     بما ظلموا، ذلوا وعادوا صواغرا

وجالت بأرض الصين والغال خيلنا     وبتنا على الدنيا ملوكا أزاهرا

وكنا نسود الناس بالعدل والتقى     وبالعلم والأحلام نبني الحواضرا

ونعلــــــي كلام الله في كل بلدة     وفي كل أرض قــد نُشِيدُ المنائـــــــــرا

وكنا منار العلم والعلم حكمة     نحكِّـــــــم في كل الأمـــــــور الضمائرا

هدينا شعوب الأرض بعد عَماية     وبات أديم الأرض بالنور عاطرا

تألب أهل الشرك والكفر والهوى     ووافاهم الشيطان يسعى مؤازرا

يريدون طمس النور بعد سطوعه   فساروا كبحر الموت إذ مدّ زاخرا

فأبرقت الدنيــــــا بأفظع غيمة     ترى وَبْلَــــــها يهمي حـــُـــــتوفا مواطرا([2]) يتحدث أيضا عن حضارتنا المجيدة وما فيها من دين وعلم، وخلق وخير كان بهداية المولى فيقول :

هي أعلى الحضارات في علم وفي عمل     وليس يدركها في الخلد إنهاء

الحــــــق والخيـــــــر فيها كالبنــــــــاء عـــــــــلا    تكاملـــت فيه أنحـــــــــــاء وأجــــــزاء

الله صانعهـــــــا قد جـــــــــــلَّ عن شَــبَــــــهٍ    فهــــــــــي الحضارة لايدنــــو لها داء

العلم ينسجـــــــه نـــــــــــورا بلا خطــــــــأ     ففيــــــــــه للناس إيضــــــــــاح وإنجــــــاء

     وهذه الحضارة ليست كالحضارة الغربية المادية التي لا تسعد الإنسان، لأن حضارة الغرب وإن هي طاولت النجوم مادية طارت بجناح العلم، وحاربت الفطرة والدين بعد أن حاربت المسيحية العلم كما حارب الملوك الحرية ،ولهذا قالت الثورة الفرنسية اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس، أما حضارتنا الإسلامية فمبنية على الدين الذي اختاره الله لعباده، يقول الأميري موجها خطابه إلى ذوي الحضارة الغربية مبينا فضائل حضارتنا :

ماحضاراتكم وإن هي مدت     من ثراها إلى النجوم جسورا

بالتي تسعــــــد الأنام وئـــاما    وسلامـــــــــا وصحــــــــة وحبـــــــــــــــورا

نعمة الأمن والسكينة في الأعما     ق والحب سلسبيـــــــــلا نميرا

وتآخي الإنسان في الله بالإنــ     ــسان يسدي له ودودا نصيــــرا

هي فحوى الحضارة الحق بالإحــ    ــسان يحيا الإنسان فيها قريرا

وهي الخير أبدع العُرب بالإســ   ــلام صرحا له مشيدا حصـــــــــــورا

وأقاموا حضارة الدين لاالطيــ    ــن فسادت وعمت الكون نــورا

إن دين الإسلام شرعا ونهجا     أكمـــــــــل الله وحيــــــــه دستــــــــورا

وبشرع القرآن والهدي هد     ي رسول الله يمضي جاهدا مستنيرا([4]) :

عالم اليوم كم شكوت الداء      وبذلت الجهود ترجو الشفاء

من صراع ساد الحياة فأضحت     حسرة أورثت بينها الشقاء

فشلت هذه الحضــــــــارة في أن     تجعــــــــــل الناس إخوة سعداء

تاه فيها الإنسان يطلب حلا    للمـــــــآسي وينشــــــــــــد النعماء

جاهلا ملة تــــــــولى بنـــــــــاها     خالـــــــــق عم  لطفــُـــــــه الأحياء

فهــــــدى سيد البريــــــــة مازا     ل شعـــــــــاعا يسلــــــــــط الأضواء

لعلاج المشاكل التي يفزع العا     لم من هولها ويشكو العناء

     ويطلب د. عارف الشيخ من أبناء حضارتنا أن لايتغَنَّــوا بالماضي ثم ينسوا واجباتهم اليوم، وينسوا ضرورة النهوض بالعلم ، والقضاء على المفاسد وأهمية نشر العدل في ربوع العالم والخير، يقول :

أمة الإيمان قد حان الأجل     أن تبثوا في الورى روح الأمـــل

ابعثوا مجــــــدا جديدا بيننا    حقـِّــقوا الحاضـــــــر فالماضــــــــي أفــــل

إن أشقى الناس من غنى على     وتر الماضي ولم يتقن عمل

ندَّعـــــــي أنا سبقنــــــــا أممــــــــــــا    وليالينــــــــــا كـــــــــؤوس وغـــــــــــــزل

يادعاة الحق هبــــــوا وانشروا    عدلكم مافــــــــــاز إلا من عدل([6])

   ولقد تحدث الشعراء عن مفاسد الحضارة الغربية ليبصروا الناس سبل الحق، قال عبد الرحمن بعكر([8])

    وينكر أسامة الخريبي([10]) :

ليس الشباب أنوثة ونعومـــــــــة     خلق الشباب مكافحين جنــــــــودا

لهفي على ابن الأكرمين مخنفسا    رخصا يسابق في الدلال الغيدا

الشَّعر مُنْسَدِل على أكتافـــــــه     يتسلح الأمشــــــــاط لاالبـــــــــــــــارودا

بسوالــــــــف وسلاسل وأظافر    يعصي الإلـــــــه لكي يطيـــــــــــــع يهودا

الخصم يغزو بالسموم عقولنا    لتظــــــــل للفكـــــــــر الدخيل عبيـــــــدا([12]) ابتذال الرجال وتشبههم بالنساء، وتعاطيهم المخدرات وغيرها من المفاسد فيقول :

طبائعنـــــــــــا صالحـــــــــــات جليلــــــــــة     تعـــــــــاف انحلال النفــــــوس الذليلة

تخنـــــــــث هــــــــذا الزمــــــــان ودبـــت    خنــــــافيس هِــــيْـبـــّــي يشيــــــــــع الرذيلة[14])

   ونبه محمد جميل العقاد أبناء الجيل إلى أن مايفعلونه من تقليد للغرب ليس تقدما بل انحدارا، ودعا إلى العلم لاإلى التفرنج، وإلى الاخشيشان في الحياة حتى نكون أقوياء ونستعيد الأمجاد، وبين أن الغرب الذي سيطر علينا بفكره بلغ مابلغه من القوة بالعلم لابالفساد، يقول :

ياويح شبان غفَوا     كم يرجعون إلى الورا

حسبوا التفرنج رفعة    كلا لعمري ذا عماء

عودوا لتالد مجدكم    فنفوسنا أضحت ظماء

مابالتخنث قد رقوا    حتى امتطوا متن الهواء

 بالعلـــــم ليس بغيـــره    علموا الدواء لكل داء

ملكوا عليكم أمركم    حتى غدوتم كالإمــــاء

وتفاخروا في دينكم    نفحاته هــــــن الحُداء([16])

    ويشيد محمد جميل العقاد بمن ترك التدخين إرضاء للمولى تعالى فيقول :

عابد الرحمن فاهنأ    بالعطايــــــــــــا الوافرات

تركك الدخان أمر    من عظيم المكرمات

ضاعف العزم وجاهد   فالدخان تُرَّهــات

فهـْـــــو والله بـــــــــلاء   وشقـــــــــاء للممات([18])

     ويبين د. العشماوي أن إهمال تربية الأولاد على الدين، وانشغال الأهل عنهم، وإرسالهم إلى الغرب للتعلم يؤدي إلى ترديهم إذ لايستطيع هؤلاء أحيانا أن يصمدوا أمام المغريات واللذائذ إن لم يحصَّنوا بالدين والخلق، يقول على لسان فتى عاش في بلاد الغرب فهوى ثم ارعوى :

ليلي أرقِّصُه على سهراتي     والفجر يعرف غفوتي وسباتي

في أرض أوربا قتلت كرامتي     وأضعت في حاناتها ثـــــرواتي

باريس تعرفني ولندن لم تزل     ترنو إلى جيبي وحسن هباتي([20])، يقــــــــــول د. ماجد عرسان الكيلاني([22])

   ومن مظاهر هذه الحياة عمل المرأة والرجل ونزع الحجاب والعفاف، وعدم المبالاة بالحلال والحرام ، يقول محيي الدين عطية([24])

    ويندد د. العشماوي بتفشي التعامل بالربا لتزداد الثروة ويقول :

جمعوا المال بالمرابـــــــــاة حتى    لم يعد للحلال فيهم مـــــــــرام([26])

    ونتيجة للغنى الذي عاشته دول الخليج بعد ظهور البترول، والبذخ الذي عاش فيه أبناؤها دعا د. عارف الشيخ إلى ترشيد الإنفاق كي تبقى الحياة لأن لكل مال نفاذ ، يقول :

     ويقيني

     أن

     هذا الماء

     أو

     ذاك الطعام

     سوف ينفد

     سوف ينفد

     فدعوا الإسراف

     والتبذير

     واستبقوا

     بقايا الخير

     للغد

     رشدوا الإنفاق

     كي تبقى الحياة

     رشدوا الإنفاق

     كي تبقى الحياة([28])

      ولقد كان من تكالب الناس على المتاع وتفاخرهم بالكماليات، ووقوعهم في شباك المصارف الربوية أن راح الشعراء الإسلاميون يوجهون الأنظار إلى المصارف الإسلامية، لأنها لاتستغل المتعاملين معها، يقول أبو الفضل شمسي باشا :

لمصارف الإسلام لحن قصائدي       ولها حروفي لؤلؤا منضودا

في الفقه والدين الميسر والحجا     يبــــــدون رأيا صائبا وسديدا

جعلوا التسامح في المصارف سنة    واليسر مفتاحا لنا وعهودا

والاقتصاد أنار درب مصارف      ليظل نجما ساطعا مشهودا

ذقنا المرارة من كؤوس عــــــــدونا     فأتيت تمحو ظلمهم تبديدا

يامصرف للخير إن قلوبنــــــــا     حملت لك الإكبار والتمجيدا

سنظل للإسلام ندعو جهرة    ونذود عنك جحــفلا ووفودا([30])

     التغريب مسلك للتخريب كما يقول د. العشماوي، ولقد أوهم المتغربون الذين انساقوا وراء الغرب الناسَ بأن اللحاق بركب الحضارة الغربية رقي ونهضة، ونسوا أن الغرب يعيش حياته في شقاء، يقول الأميري في الحضارة الغربية :

جاهلياتُ عالم الغرب يحيا     في رحاها إنسانُـــه مقهورا

خمرَت روحَه فكابد يشقى     ثم يشقى مكابرا مسعورا

وأرى داءها يــــدُبُّ إلينا    مُغرِيـــــا مُغوِيا لدودا كفـــــــــورا

دولَ القوة العَنوت رشاداً    لاعناداً وجنِّبُوا الكون بورا

أنتم توردون أنفسكم والنا     س طَراً موتا بطيئا خطيرا([32])

أما الشاعر جلول دكداك فيذكر فتك الحضارة الغربية بالإنسان عن طريق الأسلحة ونهب خيرات الشعوب، مع ادعاء أهلها أنهم يريدون الخير والسلام والتآخي للبشرية ، يقول :

كم يدعي الغرب أن السلم مطلبه    وهو الذي حطها في شر منحدر

في كفــــــــــــــه اليمــــــــــنى أزرار أسلحـــــــة     بالعلـــــــم طـــــــــــوَّرها في ألـــــــف مختبــــــــــر

والجـــوع باليسرى في الناس ينشره    مستـــــمتعـــــــــا أبــــــــــدا بالــــــــزهو والبطر([34])

      ولذلك يدعو محمد التهامي إلى إنقاذ الإنسان أي إنسان لنشر الخير في العالم أجمع ، يقول :

ياأيها الإنسان في يدك الهدى     إياك أن تنسى نداه وتغفله

وأخوك إنسان وروحك روحه     ودماكما في وحدة مسترسلة([36])

    وعلى الرغم من معاملة د. عارف الشيخ لصديقه بالمودة والمحبة إلا أن حسده جعله يتنكر له مما دعاه إلى التخلي عنه ، يقول :

حاولت أن أمتص حقد الحاقد     فذهبت ألقى مبغضي بتودد

صافحته، عانقته، ودعوتــــــــــــــــه     لتقارب من بعــــــــد طول تباعـــــــــد

فإذا به ذئب تقمص شكل إنـــ    ــسان وأضمـــــــــــر وثبـــــــة المترصــــــد

لايستريح لرؤيتي أو صحبـــــــــتي    أوَيستريـــــــــح وإنــــــــــه من حســــــــــدي

فبدأت عندئــــذ أعود إلى الورا    متـــــــــــروِّعا مــــــــن قلبـــــــــــــه المتوقـــــــــــــــد([38])

    ويندد د. العشماوي بفساد الأخلاق كالحسد والحقد وقلة الحياء فيقول :

ورب نقي النفس مكتمل الحجا     يحيط به الحساد حيث يكون

يظلـــــــــــون في كيــــــــــد له وعــــــداوة     لينتقصـــــــــوا من أمــــــــره ويهيــــــــــنـــــــوا

وكم رافع رأسا وفي الوحل رجله    كذلك أمــــــــــــــر الحاقدين جنـــــون

إذا لم يردَّ المرءَ عن فعل منكر حيــــــــــــــاءٌ ولم يردعــــــــــــــه عنـــــــــــــه يقيـــــــــــــــــن

فقد ضاع حتى لو بدا منه مظهر     جميل ولو تاقت إليه عيون([40])

 وكان عبد العزيز الرفاعي([42])

ثانيا : الأسرة في الشعر الإسلامي المعاصر

   قال المولى تعالى : "والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة "([44]) وقال " تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"([46])

     واختيار الزوجة الصالحة من خير مايدعم الحياة الأسرية لما فيها من خلق وتقوى وصفاء يقول د. عثمان مكانسي في زوجته وتدعى إلهام :

صانـــــــــك الله دوما ياأليهامي     عشت في سعد فقد أسعدت أيامي

هذه الدنيـــــــا متاع أنت جدواه      زوجة فيهــــــــــــــــا الصلاح ظاهر نام

قد حبـــــــــاني الله فيها ما أمنــّــيه      درّةٌ حـــــــــــازتْ كمـــــــــــــالات بإتمـــــــــــــام

زانها خلــــــــق رفيـــــــــع طاب إنباتا     قد حبــــــــــــاها الله فيه فضــــــــــــل إنعام

من يرم للحق عونا والهدى ذكرا        فبذات الدين يلقى كل إكرام([48])

    ومفهوم الأسرة يشمل الزوجة والأولاد ، يقول محمد أحمد الصديق في قصيدته المنزل معبرا عن حبه لأسرته وشوقه للعودة إلى أهله حيث الراحة النفسية والسكينة ، وحيث ضجيج الأولاد ، يقول :

هنالك أخلــــــــع ثـــــوب العناء     وكل الغيـــــــــــــوم به تنجلـــــــــــــــــي

وحولي أفراخ عش صغار      وأغراس روض الغد الجمـــــــــــــل

فمن ضحكة تستـدر الحنان     إلى قبلـــــــــــة عذبــــــــــة المنهــــــــــــــــــل

وشكوى الصغير بحق الكبير     يكفكف من دمعه المسبل

وكم أستغيث بأم العيال     لإسكات ذي الرضعة المعول

ومن عجـــــــــبٍ قولـها إنه     يــــــــريدك أنت .. ألا فاحمــــــــــــــل

وكم ذا أشاطـــــرهم ملعبا     وأنسج من حبهـــــــــم مأملــــــــــــي

ويعجبني سعيهم للصلاة     وميل إلى المسلك الأفضل([50])

     وقد يتسع المفهوم ليشمل العشيرة ، فالشاعر د. بهجت الحديثي يرى أن عشيرة العبيد كلها هم أسرته :

قومي العبيد وفي أمجادهم عِـبَر        رمز الكرامة لاذل ولا خـــور

إن العبيـــــد شيوخ كلهم أنف    ترنو إلى مرتقــــــــــاهم أنجــــــــــــم زهـــــــــــــر

إن العبيد ذوو تقوى وقد جمعوا       أصلا ودينا وما أغرتهــــم سرر([52])  

    كما ندد الشعراء الإسلاميون بمن يترك الزواج بحجة أنه لايريد أن يرتبط بواحدة قد يملها فضلا عن الواجبات الأسرية، يقول محمد مصطفى حمام(العــــــلاقة بين أفـــــراد الأسرة " أبا وأما وزوجا وأولادا "

وقد رسم الشعراء الإسلاميون صفحات نيرات من العلاقة بين أفراد الأسرة :

- فالأب هو رب الأسرة وصاحب الأيادي البيضاء عليها، وقد بين الشاعر معاذ محمود نحاس([55])

    وكم يشقى الوالد ويحرم نفسه ليقدم لأولاده كما يقول د.أكرم قنبس :

مات الذي كان في دنياه يغمرني     بالمكرمات ويدعو لي ويجتهد

وكم لأبنائه قد قال قولتــــــــه     من أجل علم به الأبنـــــــــــاء قد وعَدوا

أعطيكم لحم أكتافي إذا فقدت    دراهم فارتقوا في العلم واجتهدوا

ذو همة ينضح الإيمان من دمها     وذو أياد بها تخضوضـــــــــر الجرد

هذا هو الوالد المعطــــــــــاء سيرته    مسك وذو مُسكة ترجى وتعتمد([57]) في مرثيتها لوالدها :

أبي وسنادي ضوء أَمْسي وبهجتي     أكل امرئ عمن يحب سينزع

يقــــــــوِّم زلاتي ويصفــــــــــح عثرتي       وتَنسى عقوقي والجميل تُشجع

    أما العقاد فيرى في الأب صورة للرجل االتقي المهيب الذي يأمر فيطاع ، يقول :

لها أب يحكي الأسدْ    مؤديا حق الأحدْ

تهــــــــابه في غيبتــــــــــــه     هيبتـــَـــــــه في حضرته

تحس عــِـــــزريل حضر    إذا لهــــا يوما زجر([59])

    ويحس الابن مهما كبر باليتم عند فقد الأب ، يقول د. عثمان مكانسي في ذلك :

هطلت دموعي واستجاش جناني    لما علمت بفقــــــــــد من رباني

وشعرت باليتم الحقيق يلفــــــــــني    بالرغم أن الشيب قـــــــد وافـــــــــــــــــاني

ماذا أقول وقد حرمت وصالكم    ومنعت قهرا من جناك الداني

أبتاه في ظل الرحيم مقامكم     لاظلم في ذاك الجناب الحاني([61])

     كما ندد د. عبد الجبار الزيدي بمن يعق والديه، يقول في حفل اليوم العالمي للمسنين :

من مهجتي أهدي لكم أشعاري    يامن بنيتم عزتي وفخاري

يامن صبرتم في الحياة على البِلى     ومضيتم في قسوة التيار([63])

    ولما لم تُجدِ معه هذه النصيحة سألته إن كان يرضى لها أن تسير هي في هذا النهج فقال مستنكرا :

    يابنتي

    إن العار

    منه الحر

    يخجل

    سأسارع

    للسلاح

    كيف عرض يستباح

   فبينت له أن الناس كذلك لايرضون انتهاك أعراضهم ، وعليه أن يتوب إلى بارئه فيصفح الله عن زلته .

-أما الأم ففضلها عميم فهي الساهرة المضحية بلا حدود، الناصحة الأمين، المربية للجيل ، يقول د. عثمان مكانسي معترفا بفضل أمه :

قبلاتي أطبعها رغبــــــــــــا     وضلوعــــــــــي تزداد حنينا

للأم حبــــــــــاها مولانا       عفوا وصفـــــــاء ويقينـــــــــا

ربتنا بالخلق الأسمى      جعلتنـــــــــا نلتـــــــــزم الديـــــــــــــــــــنا

فالفضل لها والشكر لها    هي منبع خير يهدينا

يارب فأكرمهـــــــا دوما     فلأنـــــــتَ المكرِم آمينا([65])

ومهما بلغت الأم من الكبر عتيّا، وارتجفت منها الأعصاب واحدودب الظهر فإن عاطفتها نحو أولادها تبقى متقدة ولذلك على الأولاد أن يرعوها ، يقول الأميري :

أمي وقد جاوزت ثمانينها     واستشـــــــــرفت ترمــــــــق تسعينهــــا

الضعف في أعصابها راجف    والعمــــــــر قد أوهن تكوينهــــــا

واحدودب الظهر وأعباؤها    في وجهها خطت مضامينها

أمي وكل الخيــــــر في طبعها     والبــــــــر قـــــــد زان لهــــــــــا دينهــــــــــا

تحمل همي وهمــــــــــــوم الـــــورى     والفكـــــــر لايحصـــي أفانينهـــــــــــا

فكيف لاأحملهـــا في الحشا    لاخفــّــــــــــف الله موازينــــهـــــــــــــــــا([67])

   وقد تكون الغربة سفرا إلى بلد الأهل ، تقول صفاء ناعسة لأمها التي بعدت عنها :

أتاني طائــــــف في الليل يشــــــــــدو     يبــــــــــــارك فيَّ إرضـــــــائــــــــــــي لأمــــــــــــــــــي

إلام تطمحيــــــــــن ببُعـــــــــــــــــــــد أم       يشعشع نورها ماحي الظــــــــــــــلام

فياأمي أبلغـــــــــــــك سلامي

أترجــــــِـــــين السعـــــــــــادة في بعـــــــــــاد     وزينبُ حبــــَّــــــة القلـــــــــــب قـــــــريبـــــــــــــة

إذاً قد خِبتِ خاب السعي ضِلا    هي الروح هي السلوى الحبيبة

زهور الحب أهديها النجيبة([69])

    ويتمنى د. عبد القدوس أبو صالح لوسقى قبر أمه بدموعه، وكانت قد فاضت روحها إلى بارئها وهو في مغتربه ، فأحس أنه لايزال طفلا يحتاج إليها ثم راح يذرف الدمع غزيرا عليها ويقول :

أمـــــــــــاه ماأبقــــــــــــت لي الأيـــــــــــام بعـــــــــــــدك باقيــــــــــةْ

أمـــــــــــــاه مُـــــدِّي لي يديـــــــــــك وإن تكــــــــــوني ثاوية

مازلْتُ طفلك جرَّحت كبدي الليالي الشاتيــــــــــــة

أمـــــــــاه هل يبكي الرجــــــــــال إذا ألمــّــــــت داهيــــــــــة

إن الرجولــــــــــــة قد علمــــــــــــــــــت بسالــــــــــــة متناهية

لكنهــــــــــا في دمعـــــــــــــةٍ للعيـــــــــــــن تبـــــــــــدو غاليـــــــــــة

فسكبتــــُــــــــــــها ياليتهــــــــــــا كانت لقبرك ساقيـــــــة([71])

  - أما الزوجان ففي قلب كل منهما للآخر مودة ورحمة ، وهما السكن والراحة والسعادة ، يقول زهير المزوق معبرا عن هذا :

سكن الفؤاد بقربهنـــــــــهْ     والعيش مــــرٌّ بعــــدهنـــَّــــــهْ

سبحان من منح النسا     ء لطافة في طبعهنه

ومنحن للزوج الودا    د وللصغــــــــــار حنانهنــــــه([73])

       وقد اختار د. عارف الشيخ زوجته لجمالها ونقائها وحنانها وقال :

أنت سمراء قد اخترتك كوني لي حبيبةْ

لك شكواي ونجواي وما ذاك بريبــــــــــــــــــة

أنت طهرٌ ونقاء أنت عنوان الفضيلة

أنت دفء وحنان أنت للعاني شفاء

أنت للشاعر إحساس وللحادي حداء([75])

    وإن نأت عنه اشتاق إليها وأرسل إليها بمثل قول د. العشماوي لزوجته :

رحلتُ وبي لهفـــــــــــة للتلاقي     يقصر عن وصفها ماأقــــــــولْ

رحلتُ وما كنت أعلم أني     سيقصر عزمي وليلي يطولْ([77])

   فلما فارقته الفراق الأبدي وكان قد استشهد في سجنه في 1981م بكته بدموع حرى وقالت :

ماعــــــــــــدت أنتظر الرجــــــــوع ولا مواعيــــــــــــد المســــــــــــاء

ماعـــــــــــدت أهــــــــــــرع حين تُقْبـــــــــــل باسما رغم العناء

ماعاد يطرق مسمعي في الصبح صوتك في دعاء

وتركتــــــــــني أمضي مع الأيـــــــــام في صمت الشقـــــــــــــــــاء

ولسوف ألقاكم ، أجل ، وعـــــــــــــــــد يصدقه الوفاء

وسنحتمي بالخلــــــــــــد لانخشى فراقــــــــــــــــــــا أو فناء([79])

    -أما الأولاد فلذات الأكباد وريحان الأسر فيملؤونها بهجة وسعادة، وإن كان في ضجيجهم ضيق وتعب ، ولا يجتمع متضادان إلا في الولد والمشاعر نحوه، هذا الأميري في قصيدته أب الشهيرة يعبر عن هذه الأحاسيس تجاه أولاده بعدما فارقهم فراح يتذكر فعالهم، شغبهم وإيذاءهم مع حبه لهم وشوقه إليهم فيقول :

أين الضجيج العذب والشغب     أين التدارس شابه اللعب

أين الطفــــــــولة في توقدهـــــــــــــا    أين الدمى في الأرض واللعــب

أين التسابــــــــــق في مجاورتي    شغفــــــــا إذا أكلـــــــــوا وإن شربـــــــــــــوا

فنشيدهم ( بابا ) إذا فرحوا     ووعيدهم بابا إذا غضبــــــــــــــــــوا

ذهبوا أجل ذهبوا ومسكنهم     في القلب ماشطُّوا وما قرُبوا

في كل ركن منهــــــــــــــم أثـــــــــــــــر     وبكل زاويـــــــــــــــــة لهم صخـــــــــــب

في الباب قد كسروا مزالجه    وعليه قـــــــــد رسموا وقد كتبـــــــــــــــوا

بالأمس في (قرنايــــــــــل) نزلوا      واليوم قد ضمتهم (حلب)

حتى إذا ساروا وقد نزعوا     من أضلعــــــــــــــي قلبا بهم يجـــــب

ألفيتُني كالطفل عاطفة     فإذا به كالغيـــــــــث ينسكــــــــــــــــــــــــب

هيهات ماكل البكا خـــــــور     إني وبي عزم الرجال أب([81])

    أما محمد حكمت وليد فبعد أن يعبر لابنه عن حبه الشديد له يدعوه ليكون رجل المستقبل المجاهد في سبيل الله ويقول :

على الأعناق تحمل والأيادي     وحبك في الضلــــــــــــوع وفي الفـــــــؤاد

وأي بشائـــــــــــر حلت علينــــــــــــا     كما حــــــــــل الربيـــــــــــــع على البوادي

فنم ولـــــــدي بمهدك في هناء    وداعـــــــــب طيـــــــــف أحــــــــلام الرقــــــــــــــاد

ألا ولدي نـــــــذرتك للجهاد     فســــــــــــــر في ساحتيــــــــــه باجتهــــــــــــــــــــــــاد

لك القـــــــــرآن نبراسا وهديا     وداعيـــــــــــــــــــه إلى سبـــــــــــــــــــل الرشــــــــــــاد([83])

       وللبنات حبهن كذلك ، يقول يحيى حاج يحيى([85])

    وعندما تبتلى البنت وتصبر على بلواها ينظر إليها أبواها بإكبار وإعجاب، هذه ابنة الشاعر محمد حبيب يسجن زوجها بالطغيان السياسي فتربي ابنيها وهي تعاف الدنيا وزخرفها الزائل، وتروح تتابع علمها بكل همة وجد، فيقول فيها :

لله درك يابنتي ياصابرة     يامن صمدت لدى الظروف القاهرة

لم تنحني رغم الشدائد والعنا      تتجاهلي رغبات روح غائرة

دنياك طفلاك عماد، مجاهد     أحنيت فوقهما عواطف غامرة

فامضي رعاك الله عبر دراسة     تعليك شأنا فالحياة مصابرة([87])

     ويبتهج يوسف العظم لأن ابنه عماد الدين صمد في البلد الأجنبي في وجه المنكر ويقول :

رجم الشــــــــر فذُلَّ الشــــــرُّ وارتــــــــــــــــد رجيما

ودعــــــــــا الله فلبــــــــــــاه رؤوفــــــــــــا ورحيمــــــــــــــــــــا

كم طوت تلك المتاهات صبايا وشبابا

فتمــــــــردتَ عليها صادقــــــــا ترجـــــــو ثوابـــــــــــا

وبدا النـــور على وجهـــــــــــــــك آمالا عذابا

ياعمـــــــــاد الدين لاتطرق لغير الله بابا([89]) على لسان طفل أهملته أمه لتتسلى مع الجيران :

قد ذهبت أمي إلى الجيران     وخلفتــــــــــــــــــــــــــني جائعا أعاني

وأوكلتني لكمارا الخادمة    تلك التي طول النهار نائمــــــــة

  ولا ترى الليل رغيد العيش    إن لم يمر في قناة الـــــــــــــدش

ألقيتِني في حضن أجنبية    تعلفــُــــــــــني كآلـــــــــــــة غبيــــــــــــــــــــــــــــــةْ

فأين ياأماه دفءُ الحب    يضمُّني في قلبك المحب([91]) 

    وللأخوة مكانتهم أيضا ، وهذا د. عثمان مكانسي يرسل إلى أخته رسالة يعبر لها عن شوقه إليها فيقول :

ولأختي أبعث أشواقي    من قلب صب تواق

إن طال زمان البعد فبعـــ     ـــد البعد دنوٌّ وتلاق

وسلاما أرسله عطرا    بلسان أخيك المشتاق([93])

[2] - محمود الطاهر الصافي شاعر من محافظة البحيرة بمصر له ديوان انتصار الإيمان: معجم الأدباء الإسلاميين 3/1311والشعر في / 1312

[4] - حسن بن يحيى الذاري من بلدة الذاري باليمن له ديوان قذائف اللهب وبراكين الصحوة وأنوار الفجر: معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 325 والشعر في 327

[6] - من الشعر الإسلامي الحديث / 95

[8] - من الشعر الإسلامي الحديث / 288

[10] - أحمد فرح عقيلان ( 1924-1997م) شاعر من الفالوجة بفلسطين له ديوان جرح الإباء، ولابأس، والبردة الجديدة : معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 150

[12][12] - الشيخ زكريا بن سليمان آل الشيخ الملقب بالمفدى ( 1908-1977م) شاعر من الجزائر شارك في ثورتها له ديوان إلياذة الجزائر ، اللهب المقدس، تحت ظلال الزيتون : معجم الأدباء الإسلاميين 3/ 1384، وموسوعة ويكيبيديا الموسوعة الحرة .

[14] - إلياذة الجزائر / 133 ومثلها في ديوان محمد جميل العقاد / 455

[16] - قادمون مع الفجر / 93

[18] - مجلة الأدب الإسلامي م45ع19س1419هـ 1998م رفعت محمد بروبي ، قصة مدمن / 36

[20] -  سمعت من أناس أعرفهم أنهم أكلوا دجاج كنتاكي من مطاعم أمريكية فأسقطوا أجنتهم وأصيبوا بعد ذلك بالعقم، وسمعت بصفقة لحم ملوثة دخلت إحدى البلدان العربية،  ولعل الشاعر اطلع على مثل هذه الأخطار .

[22] -من رسالة للشاعر في 2005م

[24] - مجلة الأدب الإسلامي م5، ع19، س1419هـ ، محيي الدين عطية ، القطار /103

[26] - موقع يوسف القرضاوي .

[28] - شذرات / 163-172

[30] - نقوش على واجهة القرن الخامس عشر /53

[32] - الإسلام في المعترك الحضاري / 41

[34] - في رحاب الأقصى / 116

[36] - نقوش على واجهة القرن الخامس عشر / 60

[38] - من مخطوطه صوت الحق

[40] - ديوان بائعة الريحان / 49

[42] - شذرات / 28

[44] - رواه أبو داود نقلا عن تربية الأولاد في الإسلام / 36، والموقع الإلكتروني

[46] - ديوان شذرات / 116

[48] - ديوان محمد جميل العقاد / 457

[50] -ديوان إشراق / 223

[52] - البيكو لفظة فرنسية تستعمل في شتم المسلمين واحتقارهم في شمال إفريقيا، أما (البكوية) فلفظ تشريف في مصر يسمى (بيك وتنطق بيه ) : إلياذة الجزائر / 147 والشعر في الصفحة نفسها .

[54] - معاذ محمود نحاس شاعر من حلب ولد 1977م  له شعر في مجلة الأدب الإسلامي: من رسالة من زوجة الشاعر في 2012م

[56] - رسول التوحيد / 84

[58] - ديوان محمد جميل العقاد /458

[60] - نبضات قلب / 7

[62] - من رسالة للشاعر في 2009 والقصيدة قالها في عجمان في 20/9/1998م

[64] -نبضات قلب /94

[66] -ألوان طيف / 157، ومثلها في مع الله / 153

[68] - من رسالة الشاعرة في 2001م

[70] - مجلة الأدب الإسلامي م5 ع19 س1419، د. عبد القدوس أبو صالح ، أمي الحبيبة / 112

[72] - معجم الأدباء الإسلاميين 1/ 488

[74] - شذرات / 33

[76] - ديوان إلى حواء / 142

[78] - نفسه / 24-25

[80] - رياحين الجنة / 25

[81] - قالت المرآة / 126 ، ومثلها في ص 134

[83] - أشعار من زمن القهر / 16

[85] - من الشعر الإسلامي الحديث / 304-305

[87] - شعراء الدعوة الإسلامية 10 / 73

[89] - صالح علي الأحمر شاعر من اليمن ت2011مكان رئيس تحرير مجلة بث اليمنية وله شعر متناثر في الدوريات : الموقع الإلكتروني 

[91] - من رسالة للشاعر وقد قال القصيدة في حفل عقيقة الطفل في 12/11/2008م

[93] - معجم الأدباء الإسلاميين 3م 1096 وشعراء الدعوة الإسلامية 10 / 60

وسوم: العدد 632