طوبة على سطح بحر السكون!
(لغتنا العربية في خطر .. وهؤلاء في قفص الاتهام) حوار العدد الماضي من اللواء الإسلامي والذي أشار فيه الأساتذة العلماء إلى الكارثة التي تتعرض لها الأمة الصابرة مصر.
إن ما يطلق عليه الإعلام وما يطلق عليه الفن لا علاقة لهما بالإعلام أو الفن أنها كرات من اللهب ترمى ليل نهار في بيوتنا لتشعل الحرائق وتخرب البيوت وتفسد الأدمغة.
كرات من اللهب ترمى داخل البيوت!
أى والله كرات من اللهب تصيب بيوتنا وقلوبنا وفلذات أكبادها. كرات من اللهب نحرق كل نبت أخضر وكل عقل ناشئ. استطاع الاحتلال أن يقلب المفاهيم في عقول الناس باستخدام آلاف من المستشرقين والإرساليات التبشيرية والمدارس الأسقفية والراهبات وغيره. ومن الأمثلة الصارخة محاولة المستشرق (جب) إفساد اللغة العربية والكتابة بالحرف اللاتيني!!
وتحت عنوان ضخم هو تيسير اللغة العربية عقد المؤتمر في مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1946 وتصدى لهذا الأمر عباس محمود العقاد ومحمد كرد على رحمهما الله رحمة واسعة في الوقت الذي ساهم وشارك في محاولات الإفساد الدكتور طه حسين وعبد العزيز فهمي وعلى الجارم ومجموعة أخرى لا تسعفني الذاكرة الغربالية في استحضارها !! مصيبة كبرى. ومن شاء فليرجع إلى مذكرة (تيسير اللغة العربية) نشر مجمع اللغة العربية بالقاهرة عام 1946 !!
مسألة معقدة متشابكة.
أقول وما علاقة (جب) أو (بيرك) وغيرهما من المستشرقين بلغتنا؟! لقد استطاعت الأستاذة الدكتورة زينب عبد العزيز أستاذ الحضارة الفرنسية أن ترد كيد (بيرك) إلى نحره وألجمته.
ولا شك أن إفساد اللغة العربية هلاك للدين والعقيدة وقطع علاقة الأمة بكتاب ربها وهو هدف يسعى إليه الفاتيكان منذ إعلان (أوربان) حربه المقدسة!!!
لا مجاملة في هذا الكلام إطلاقاً.
إنها العقيدة.
إفساد اللغة العربية هو قطع علاقة الأمة بكتاب ربها وسنة نبيها ولا شك مطلقاً أنه هدف يسعى إليه ثم من قال إن إزاحة الدين من حكم حياة الناس هو السبب الرئيس في التقدم!! إن السبب الرئيس للتقدم هو العمل المتقن قال تعالى: " اعْمَلُوا آَلَ دَاوُودَ شُكْرًا " (سورة سبأ : الآية 13) وغيره من عشرات الآيات القرآنية الكريمة التي تحض على العمل وقد وضع العلماء الكبار عنصر العمل في مقدمة عناصر منظومة القيم الإسلامية العليا بعد الإيمان مباشرة.
لا طريق إلى التقدم إلا العمل انظروا إلى اليابان دولة بلا موارد وبلا عقيدة إلهية ولكنها تعمل والحساب على الكفر له ميعاد وليست سبباً للتخلف والبعد عن الدين ليس سبباً للنجاح!!
العمل يا سادة.
أما إذا كان العمل مقروناً بالإيمان الصحيح فهذا هو المطلوب (الإيمان والعمل الصالح) وسورة العصر هي الفيصل في هذا الموضوع " وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3) " (سورة العصر) " الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ " .. هذه هي القضية يا حضرات بلا فلسفة حددها لنا رب العزة تعاظم وارتفع ولا مجال لكلام آخر مهما كان قدر قائله.
مطلوب الرجوع إلى الحق قبل المغادرة إلى القبر ويومئذ يفرح المؤمنون ويقول الكافر يا ليتني كنت تراباً.
الأمر جد ليس للهزل فيه نصيب.
الأمم تتقدم بالعمل ولا يغني الإيمان عن العمل أما الإيمان والعمل الصالح بهما معاً نصبح القدوة للأمم ونحقق مراد الله فينا بوصفنا الأمة الشاهدة على غيرها من الأمم.
فهل يتحرك بحر السكون وتزول البذاءات التي نراها ونقرأها ونسمعها وهي تغتال أدمغتنا وقلوبنا ومشاعرنا . والحمد لله على كل حال.
وسوم: 636