قراءة في قصة جدي والبحر للأديب يعقوب حجازي

سهيل إبراهيم عيساوي

clip_image002_8b72a.png

clip_image004_d8d95.jpg

قصة جدي والبحر من تأليف الكاتب المخضرم  يعقوب حجازي ، تقع  القصة في  24 صفحة ،  قصة معدة للأطفال ، غلافها سميك ، ترافقها  رسومات  أنا فورلاتي ، اصدار مركز ثقافة الطفل الاسوار عكا ، سنة الإصدار 2014 .

  كتابات الأديب يعقوب  حجازي ، هادفة ، تحاول  مزج التاريخ والتراث وحب الوطن بقصص الأطفال ، مما يمنحها طابع الجدية والرمزية  والوطنية  والعودة للجذور والموروث الحضاري والإنساني ، في قصته جدي والبحر ، يحاول إيصال رسال قوية الى أطفالنا .

  القصة : تتحدث القصة عن طفل يجلس عند جذع زيتونة جده قرب بيته في قرية البروة ، أخذ الطفل يتذكر حكايات جده ، يتذكر حكاية التهجير ويذرف دمعة حزينة ،حيث توقفت الزمن عند جده زمن الرحيل ، كان جده عند الرحيل ابن الخمسين سنة ، وثم يتذكر حكاية أخرى سمعها من جده عن الصياد العكي شريك جده بالصيد ،  وعن الحيوان البحري  الخنفشار المتوحش الذي علق في  الشباك ، ونهش كف الصياد ، بعد صراع طويل وبمساعدة الصيادين الطيبين الذين أتوا من مدينة عكا ، تغلبوا على الحيوان البحري الذي غرق  ومات . "لقد كان  ذلك الخنفشار غريبا عن بحرنا ".

أسلوب  الكاتب : اتبع الكاتب طريقة السرد  من خلال الاسترجاع والعودة الى الذاكرة وما  كان الجد يقص على حفيده ، وجمع الكاتب بين اكثر من حكاية ، الرابط  بينهما  هو الامل وانتصار الخير على الشر . اتبع الكاتب أسلوب السجع ، لإدخال الموسيقى الداخلية وطرد الملل ، وأحيانا كان السجع لا يخدم النص ، واستعمل الصور الشعرية الجميلة ، والاستعارات الجديدة والجميلة ، اللغة متينة الجمل مترابطة .

أمثلة على  جمل مسجوعه :

-         كاد الجنار يمزق الستائر الوردية ، لتنمو  أكواز رمان بهدوء وروية ، ص 3

-         أطلقت العنان لخيالي .. وسرحت بنظري الى الأعالي  ، ص 3

-         تعانق الأوراق بأمان ، ثم تطير الى البعيد بلا استئذان ، ص 5

-         تجمد الدم في العروق ،وجفت الحلوق ،ص 5

-         التهم معظم الأسماك وحاول تمزيق  الشباك ، ص 11

-         التصدي والتحدي ، ص 15

-         غريب عن بحرنا ،عن برنا وأرضنا ، ص 21

-         ابتسمت قليلا ، تذكرت جدي طويلا .. طويلا .. طويلا ، ص22

-         استعارات   جميلة وردت في  القصة

-         سهل يغازل البحر ص 2

-         أعلنت الطبيعة قبل أيام بداية فصل الربيع  ص 3

-         تفتحت براعم الزهور في استحياء ص 3

-         حفر فوقه معالم الوطن ص 3

-         لقد سكنت قلبه وفكره ، ص5

-         اختلطت عنده الأيام بالليالي ، ص 5

-         قريته التي تغفو في أحضان سهل عكا ، ص 7

-         يحب ركوب  البحر ، ص 9

-         كان القمر غائبا ، ص 11

-         سحابة خوف فوقنا ، ص12

-         يحاول إزالة المخاوف عن جدي ، ص 12

-         أوشك الفجر ان يشق ستار الليل ، ص 12

-         نحن عاجزون عن الخروج عن دائرة الخطر ، ص 13

-         نزلت علينا  نزول  الصاعقة ، ص 13

-         عضنا الجوع ، ص 14

-         مرت الساعات كأنها سنوات ، ص14

-         أربكنا الخوف ، ص 14

-         يقطع الوقت بالدعاء والغناء ، ص17

-         تعالت أصوات مزقت الصمت ، ص17

-         شبح الموت ،  ص18

-         وأنا  اغتسل بموج البحر في عكا ، ص 22

-         مسحت دمعة وفاء عن صفحة جدي ، ص 22

كلمات غير موفقة :

ملامح وجهه الذي عكره الزمن  ص5: كلمة غير مألوفة للأطفال ولا تلائم جيلهم.

-         وتساوت الشهور بالسنين الخوالي ص5 ، الجملة هنا لا تخدم النص ولا توضح الجملة التي سبقتها .

رسالة الكاتب :

حب مدينته الباسلة والعريقة عكا ، حيث ورد اسم عكا 5 ، وكلمة "الصياد العكي" وردت 6 مرات ، إضافة الى كلمة بلدنا والمدينة والميناء ، إشارة الى مدينة عكا .

-         حكاية قرية البروة ، التي كانت عامرة باهلها ، وحب الجد لها وذكرياته التي ينقلها الى الأبناء والاحفاد  لتظل ذاكرة حية .

-         الأمل بالعودة مجددا الى قرية البروة ، تنتهي القصة " مركبك راجع ياجدي " اشارة الى أن الأمل ما زال قائما ،رغم وفاة الجد مرور السنوات وهجرت الأهل.

-         التعاون سر النجاح ، وحب المساعدة ، لقد أنقذ تكاتف الصيادين  جده وشريكه  من الموت.

-          يحاول الكاتب إضافة الى تسويق مدينة عكا أيضا تسويق طيبة قلب أهلها وخاصة الذين يسكنون حاراتها العتيقة متمسكين بإرث حضاري نفيس.

-         تعريف بالربيع وجماله .

-         ضرورة احترام الجد وحكاياته والحنين اليه والى كل ما يرمز من خير وصدق وأخلاق وفضيلة وتاريخ وتراث .

- اهمية المأكولات الشعبية حيث ورد ذكر " وأكلنا كعكا محشوا بالعجوة " ص 11

-         دعوة لزيارة عكا  ومعالمها التاريخية والحضارية ، وبحرها ، رصيف مرسى عيسى العوام ، السفينة السياحية ملكة عكا .

-         أهمية التعليم للأبناء ، الحفيد سافر الى مدينة عكا ،للالتحاق بمدرستها الابتدائية قرب سور المدينة قريبا من البحر بجانب البوابة الشرقية .

إشارات ثقافية :

-         طائر النورس الذي ورد في القصة ، حمل أخبار التخلص من الخنفشار المتوحش ، يذكرنا بقصة حيفا والنورس ، للكاتب توفيق فياض ، حيث كان يرافق الجد في طريقه الى مدينته التي أحبها وهجرها حيفا  عروس البحر، طائر النورس يرمز الى بشائر الخير ودليل للطيور المهاجرة .

-         الخنفشار : ورد في موسوعة ويكبيديا " والآن يكثر استخدام مفردة خنفشاري هي صفة لأي شيء لا معنى له أو لشخص مدعي حيث أن الكلمة ليس لها معنى أساسا وتطلق على الشخص الذي يدعي معرفة كل شيء. ويتداول نقاد الأدب فيما بينهم كلمة خنفشار ويطلقونها على من يدعي الفهم والعلم وهو لا يملك منهما شيئا".

ملاحظات حول القصة :

-        صفحات  القصة غير مرقمة ، من المفروض أن تكون القصة مرقمة لتسهيل  القراءة على الطفل ، وعلى الدارس والباحث .

-         دور الجد خلال العراك مع الخنفشار: مع انه كان في القارب مع الصياد العكي ، وقت مهاجمة الخنفشار المتوحش ، الا انه لم يحرك ساكنا ، بل الصياد العكي "يحاول إزالة المخاوف عن جدي " ص 12 ،  " حاول الصياد  العكي أن يبعث روح الصبر والصرار" ص 15 ، "جدي واجم بلا حراك " ص 17 ، حبذا لم أعطى الكاتب دور افضل فيه  فاعلية والكثير من المسئولية وشراكة المصير للجد ،اسوة بالصياد العكي الباسل الذي تصدى للحيوان البحري المتوحش وأصيب بكف يده .

-         الكاتب لا يوضح كيف تم القضاء على هذا الحيوان البحري  المتوحش والكاسر ،بمساعدة الصيادين وقائدهم "الريس أبو خضرة " ، " كان رأسه الكبير كالفيل ، وذيله الطويل مثل التمساح ، اسنانه مثل المنشار ، ووزنه جاوز الطن قليلا " .

-         السجع في  بعض المواضع لا يخدم النص ، بل يعيق انسياب القصة .

-         لم يمنح الكاتب الأسماء لأبطال قصته باستثناء الإشارة الى الصياد "بالصياد العكي "

      خلاصة : القصة جميلة ، وغنية بالصور الشعرية ، واللغة السليمة ، تحمل رسائل  سامية  وانسانية، تطرح مواضيع لم تطرق من قبل  في ادب الاطفال المحلي ، ويعتبر الكاتب يعقوب حجازي طلائعي ، مثل الامل في  عودة المهجرين الى قراهم  مثل قرية البروة ، وحب مدينة عكا وتاريخها الإنساني شهاد عيان على عظمة هذه المدينة الجميلة الساحرة وبحرها  الذي يعانقها بصفاء ومحبة ولا تخاف منه ومن تقلب الدهر، واضح انه بذل في كتابة القصة جهد فكري وابداعي،  الكاتب يعقوب حجازي ، يستثمر ثقافته الواسعة، وقصته مشبعة باللغة  الشعرية  الجميلة ، إضافة الى الإخراج الفني الجميل والرسومات الجميلة التي تتناغم مع احداث القصة  .

أسئلة حول  القصة :

 -         أين تقع قرية البروة ؟

-         ما اسم الطيور التي كانت تحط على جذع شجرة الزيتون ؟  

     -  أي فصل  ورد في  القصة ولماذا ؟  

      كيف كانت علاقة الجد بقريته البروة ؟

-         لماذا سافر الحفيد الى مدينة عكا ؟

-         كيف واجه الصياد العكي الخنفشار المتوحش ؟

-         كيف تم التخلص من الخنفشار المتوحش ؟

-         ماذا تتعلم  عن مدينة عكا وأهلها من خلال القصة ؟

-         هل ينحاز الكاتب الى مدينة عكا ؟ اين يتضح ذلك ولماذا ؟

-         اكتب نهاية أخرى للقصة

-         وهل تعتقد ان الكاتب متفائل  من  خلال القصة ؟

-         اكتب رسالة الى مدينة عكا .

-         هل اخفى الجد عن حفيده بعض تفاصيل حكاياته ؟ اشرح

-         اقترح عنوانا اخرا للقصة

-         اكتب رسالة الى الكاتب يعقوب حجازي

-         ما العلاقة بين البحر والجد ؟

-         الى ماذا يرمز الخنفشار في نظر الكاتب ؟

-         استخرج من القصة تعابير جميلة ،ثم ضعها في جمل مفيدة

وسوم: العدد 658