ملاحظات منهجية في البحث العلمي
1- التوثيق: أن لا يقرر الباحث حكمًا أو يسجل ملاحظة دون دليل أو برهان.
2- لا ينسب إلى أحد المفكرين أو إحدى الفرق أو أي جهة أخرى قولاً أو رأيًا إلا إذا استدل عليه من أقوال أصحابه بحسب المصادر المقبولة لديهم.
3- التوثيق في الدراسات الإنسانية يقابل التعليل العلمي المستند إلى الملاحظة والتجربة، والإجراءات المعملية، الذي تنبثق منه النتائج، وتحقق به الفروض العظيمة في الدراسات المادية التجريبية.
4- "إمكانية التكرار، وإعادة الاستيثاق"
من حق المجتمع العلمي الذي يتلقى نتائج هذه الدراسات التجريبية الأخيرة – بل من واجبه في بعض الأحيان – أن يعيد التجارب التي زعم الباحثون الأُوَّلُ أنهم أقاموها واستخلصوا فيها ما قدموه من نتائج.
5- تخلف النتائج عن التجارب المعملية المؤدية إليها – ولو في حالة واحدة – يبطل صحة الفروض، ويهدم كافة النتائج التي أُعلنت وإن شهدت لها أكثر من تجربة "إيجابية" مواتية–
6-إعادة الاستيثاق، والاطمئنان إلى سلامة الأسس التي بنى عليها الباحث السابق– فردًا كان أو فريقًا علميًّا – ملاحظاته وأحكامه.
7- مبدأ التوثيق لا يتطلب الإحالة إلى أية مرجعية يراها الباحث متاحة له:
فهناك مناقشات منهجية حول مشروعية الاستناد إلى الصحافة غير العلمية إلا بشروط معينة وفي مجالات خاصة.
8- هناك مناقشات حول وسائل الاتصال الجديدة، وإمكان الاعتماد عليها أو بعض منها.
9- إن مجرد صدور كتاب ما، أو بحث مطبوع في مجال معين ليس مبررًا كافيًا للباحث الأكاديمي أن يعتمده مرجعًا، بل لا بد من الاطمئنان إلى الطابع العلمي له، ومستوى الخطاب الموجَّه فيه.
10- هناك فرق بين الكتابة للجماهير، والكتابة للوسط العلمي.
11- بعض الباحثين المبتدئين يظنون أن إثقال الهوامش في كل إحالة بعدد من المراجع سمة توثيقية مقنعة وليس هذا صحيحًا دائمًا،
فمرجع واحد حاسم في المسألة المثارة خير من الكثير الهامشي غير الحاسم.
12- إن العبرة ليست بالكثرة بل بحسن اختيار المرجع طبقًا للأسس العلمية.
14- إن كمية مناسبة من المادة العلمية، يطمئن الباحث منهجيًّا إلى وثاقتها، ويهيمن منطقيًّا على أطرافها، فلا تتشتت به أو تعوقه وتربكه، خير من طوفان من النقول "والمادة الخام" التي لا يحكمها الباحث بل تتحكم هي فيه، وتندّ على وعيه وسيطرته المنطقية.
ولكن التفاتات الوعي الناضج واللَّمَاحِيّة المنطقية لدى بحث قد تستخرج منها دررًا مكنونة من الأفكار والنتائج، وقد لا يفطن لها باحث آخر.
أد. حسن الشافعي
ترقيم واختصار
وسوم: العدد 680