رثاء الأقارب في شعر حيدر الغدير

رثاء الشاعر والدته الكريمة:

للأم مكانة عظيمة لدى أبنائها، وطوبى لمن وفقهم الله في برها، والعمل في كسب رضائها، وتحضرني الجملة الجميلة التي قالها الدكتور الأديب صالح العايد: "يظل الرجل طفلاً حتى تموت أمه!"، وهو يحكي لنا بره بأمه، وقصة وفاتها ودفنها في الكتيب الذي جعل عنوانه تلك الجملة الرائعة في التعبير عن العلاقة بين الأبناء والأمهات.

والشاعر حيدر الغدير بنفسه المرهفة الشاعرة، وملكته الشعرية المبدعة؛ يصور لنا تأثره بوفاة أمه رحمها الله، وهو يعود بنا إلى ذكريات مختلفة معها من ماضيه البعيد والقريب، ويذكرنا بذلك بأمهاتنا اللائي قد ننساهن في زحمة الحياة، فنتخلف عن القيام بواجب البر والإحسان بالدعاء لهن بعد وفاتهن.

وعنوان قصيدته (قد كنت أرجو، ص119 من ديوان من يطفئ الشمس) يلفت النظر، ويشد الانتباه إلى هذا الذي كان الشاعر يرجوه، ويجعلنا نتطلع إلى معرفته. وقد كتب الشاعر على عادته في القصائد المهمة مقدمة نثرية تضعنا في جو التجربة الشعرية التي عايشها وكتب قصيدته فيها، فيقول: "إلى الوالدة الغالية التي أكرمها الله U بميتة طيبة فجر الأربعاء16/10/1424هـ-  10/12/2003م لتكون ختاماً حسناً لسيرتها المؤمنة، وحياتها المرزّأة، وشكرها الدائم، ودعائها الطويل، وصبرها الجميل."

ولا ننتظر طويلا لنعرف ما الذي كان يرجوه الشاعر، فنجد قصيدته تبدأ بالجملة نفسها التي صارت عنوان القصيدة، يقول الغدير:

قد كنتُ أرجو أن أضمَّ ثراك   وترينني قبلَ الردى وأراك

وأقبّلَ الكفَ الطهور متمتماً   بالآي آمل أن أحوز رضاك

وأنام بين يديك نومةَ هانئ   وكأنني وبيَ المشيب فتاك

وكأنني الطفل الذي رضع الهدى   والدَرَّ منك ودفأه وحجاك

وتجول في الوجه المكرم مقلتي   وتجول فيّ سعيدةً عيناك

لكنْ سبقتِ وكلنا في رحلة   يجتازها الراضي بها والشاكي

هذه هي المقولة نفسها.. طفولة الرجل بين يدي أمه! الأم التي ماتت وولدها المحب البار بعيد عنها، لا يستطيع الوصول إليها عندما يريد، فبقي ظامئا للقائها، وضم ترابها بين كفيه، وتقبيل كفها الطهور الحاني التي ربته، ومسحت على رأسه، وهزت مهده وهدهدته، وهي تعوذه بآيات الله لينام هانئا هادئا، فهو يريد أن يكافئ تلك الكف بالتقبيل شكرا على ما قدمت ليسدي لها بعض إحسانها. لا..لا.. إنه يريد أن يعود طفلا صغيرا يضع رأسه في حجرها مستشعرا حنانها وينام قرير العين يملؤه إحساس الأمان الذي يستشعره الطفل الصغير الحائر حين يعود إلى أمه، وليتطلع بعينيه في الوجه المكرم الوقور، ويتشبع من رؤيتها مستشعرا أنها هي هي الأم التي جمع الله سبحانه بين عبادته والإحسان إليها!

 ولكن.. انقطعت الأماني والآمال دون تحقيق ما كان يرجو، فقد سبقته، بل سبقهما القضاء بالرحيل، وهي رحلة مقضية على الإنسان راضيا كان أم شاكيا.

لقد رحلت الأم الأبية، العالية الهمة، المؤمنة بأن العمر برق خادع، فلذلك زهدت فيها زهد الصالحين، وجعلت أمرها لله وحده في السراء والضراء، فشكرت وصبرت، حتى جاء أمر الله الذي لا يرد.. فلقيت ربها برضا المؤمنة، فكان قبرها بإذن الله روضة من رياض الجنة، يقول الشاعر:

ووجدتِ في القبر المنوَّر روضةً   طابت بعاقبةِ التقى وشذاك

ممطورةً بالآيِ قد رتَّلتِها   وجزيلِ ما جادت به يمناك

والشكرِ قد أُشْرِبْتِه وعشقتهِ   فغدا لك الكنزَ الذي أعلاك

والشوقِ للفردوس وَهْوَ المنتهى   إني لأقسم أنه مثواك

ويتذكر الشاعر أشياء كثيرة، ولكن أعظمها لقاؤه بأمه عندما جاءت حاجة بيت الله الحرام، فتحركت أشواقها، وسالت دموعها، وكم عبرت عن فرحتها بلسانها، وما لم تعبر عنه مما في قلبها أكثر:

والذكريات كثيرةٌ وأجلّها   لما رأيتُ الحجَ قد ناداك

فعدتكِ أشواق وسالت دمعة   وتزاحمت في أصغريك رؤاك

مسكين هذا الولد الحبيب البار، الذي جاء يسأل أمه عن سبب بكائها!؟

وعظيمة تلك الأم المؤمنة التي أخفت حقيقة مشاعرها مع ربها عن ولدها لتقول له: إنها محمومة!! يقول الشاعر الغدير:

وأتيتُ أسألكِ الأناةَ فقلتِ لي:   محمومةً، والشوقُ قد أضناك الحجُ أكرمُ أمنياتي إنها   أبداً معي في هدأتي وحَراكي

إذاً فهي دموع الفرح والشكر أن حقق الله لها أمنيتها بزيارة البيت الحرام، وأداء مناسك الحج، وإذ تكون أمام البيت ينتشر الرضا على وجهها، سائلة الرضا من الله سبحانه عنها، يقول الشاعر:

ورأيتِ بيتَ الله فانهلَّ الرضا   كالغيثِ في ريعانه فرواك وبسمتِ والرضوانُ فيك غلالة   وسألتِ مالكه الرضا فحباك فرجعتِ مَحْضَ السعدِ في محضِ الرضا   عيناك تشكر ربّها ويداك

ويتعلق الشاعر بأمر آخر، وهو الحصول على دعاء الأم، الأم التي لا تنقطع عن الدعاء، فهو دأبها وديدنها، ويسألها أن تدعو له، فتستجيب وتدعو، يقول الشاعر:

أما الدعاءُ وأنتِ مَنْ أدمنتِه   فغدا المنى محبورةً وشِفاك وطمعتُ فيك ويا له من مطمع   أن تجعلي لي حصةً بدعاك فهششتِ لي وبششتِ لي ودعوتِ لي   وأجدتِ ثم أطلتِ لي بثناك فشعرتُ أن مكاسبي لا تنتهي   وشعرت أني في ذرى الأفلاك

أما وقد انقطعت هي عن الحياة، ولم يبق لها من عمل صالح يصلها سوى ولد صالح يدعو لها، فليكن شاعرنا ذلك الولد إن كان يستطيع أن يكون، وطوبى إن كان! يقول الشاعر عن نفسه:

أترينني أنساكِ!؟ كلا والذي   خلق الوفاء الحرَّ لنْ أنساك وأنا الوفيّ وتعلمين شمائلي   وَهْيَ التي شبّت على نعماك سأظلّ أهتف بالدعاء لك المدى   وتظلّ فيَّ طريةً ذكراك

لقد رحلت الأم الحنون إلى ربها راضية مرضية بإذن الله، وعسى أن تكون دعواتها، قبلت! وينهي الشاعر الغدير قصيدته بالتنبيه على حقيقة الموت، وحقيقة ما ينتظر الناس بعد الموت، وعسى أن يلحق الله سبحانه الذرية الصالحة بالوالدين في جنان النعيم، يقول الغدير:

أماه إن الموتَ غايتنا التي   تطوي قناةَ البَـرِّ والأفاك والحشرُ موعدُ صادقٍ ومنافقٍ   وأخي البكاء الحق والمتباكي أماه إن عزَّ اللقاء وفاتني   فغداً يطيب على الجنان لقاك ونحن نقول معه: غدا يطيب على الجنان لقاء الآباء والأمهات.. ذرية صالحة بعضها من بعض. وقد توفيت والدة الشاعر في سورية بمدينة دير الزور، ولم يكن يستطيع لقاءها، ولا حضور جنازتها.

***

رثاء الشاعر أخاه الحبيب:

الأخ للإنسان كالسلاح للمقاتل في المعركة، وابن العم كالجناح للطائر على رأي الشاعر العربي القائل:

أخاك أخاك إن من لا أخا له       كساع إلى الهيجا بغير سلاح

ألا وإن ابن عم المرء جناحه        وهل يطير البازي بغير جناح!؟

ورغم أن الإسلام وسع دائرة الأخوة عن المتعارف عليه لدى العرب فجعل المؤمنين إخوة، وجعل المسلم أخا المسلم، وجعل الإنسان أخا الإنسان، الناس لآدم وآدم من تراب، ولكنه لم يلغ الدائرة الأساسية للأخوة وهي أخوة النسب، وإليها ينصرف المعنى إذا لم يخصص، ولم يكن في الحديث قرينة يصرف المراد إلى غير وجهه الفطري.

ونحن مع الشاعر حيدر الغدير في دائرة الحزن مرة أخرى وهو يرثي أخاه الشقيق الحبيب، الذي يحدثنا عن ظروف وفاته بإيجاز في مقدمته النثرية، لنتعاطف معه في حرمانه من المشاركة في جنازة أخيه، يقول: "توفي أخي الكريم الشجاع الفارس مصطفى الغدير في دمشق ضحى الاثنين13/2/1422هـ - 7/5/2001م، وقد أكرمني الله U بأداء العمرة قبل أن يوارى الثرى رحمه الله."

وفعله في أداء العمرة كما هو واضح خفف عنه الشعور بالحزن، والعجز عن التواصل، وهو يتضح في التأكيد على عبارة أداء العمرة قبل أن يوارى الثرى! فقد كان الشاعر في الذروة من الانفعال والاشتعال، وكأنه وهو يطوف بالبيت، ثم يسعى بين الصفا والمروة، داعيا ومستغفرا ومسترحما يشارك أهله هناك في حضور الجنازة، ويقوم بما يتوجب عليه، بل لقد قام بما استطاع من الواجب، نسأل الله سبحانه القبول الحسن لما قدمه لأخيه الحبيب.

ولحظات الاشتعال هذه كانت التجربة الشعرية التي أثمرت قصيدة الرثاء التي بين أيدينا بعنوان: (نَمْ هنيئاً ص86 من ديوان من يطفئ الشمس). وقد بدأ القصيدة بكشف حقيقة الموت، فهو صحوة، وليس نوما كما يُرى من ظاهر الأشياء، وهو الذي يوصلنا إلى الحقيقة المطلقة التي نغفل أو نتغافل عنها في حياتنا، يقول في ذلك:

رقدة الموت صحوةٌ لا منام   تتلاشى في نورها الأوهام تتجلى فيها الحقيقة شمساً   مثل لغز قد زال عنه لثام إنما الموت معبر لحياة   في مداها يقفو الدوامَ دوامُ

فالموت الذي نراه يستر الإنسان تحت التراب يكشف أعمال قلوبهم ما حسنوا فيه وما أساؤوا، ويكشف غطاء عن العيون لتكون رؤيتها أكثر حدة، يقول:

يكشف الموت عن قلوب البرايا     ما أساؤوا فيه وفيه استقاموا وغطاءً عن العيون لتغدو   بصراً فيه حدة واحتدام

وهذه الحقائق التي تتكشف بالموت يجعل العاقل يأخذ حذره، ويحزم أمره، ويبادر فعله، حتى لا يفاجأ، ولا يؤخذ على حين غرة، ولات ساعة مندم، يقول:

فاستبقْ يومك القريب بعزم   عمريّ المتاب فالموت جام

وبعد هذه الوقفة الحكيمة مع الحياة والموت يعبر الشاعر الغدير عن مشاعره نحو أخيه الراحل، فهو فارس شهم مؤمن شجاع، حازم، يقول:

أيها الفارس الذي عاش شهماً   أصغراه الإسلام والإقدام فيه طبع الحسام صلتاً صقيلاً   هزه في الوغى المدمّى حسام

ويودع الشاعر أخاه بلطف طالبا منه أن ينام ويستريح، فهو ضيف قادم من سفر، فارس راجع من أرض المعركة، من حقه أن يستريح، وقد هيئت للضيف كل أسباب الراحة عند مولاه الكريم الرحيم، يقول:

نم هنيئاً فأنت ضيف كريم   عند مولاك والهبات جسام

ويختم قصيدته بالسلام الذي يودع به الضيف، وهو مزيد حفاوة وتكريم، فيقول:

وعليك السلام حياً وميتاً   وعلى الأهل والصحاب السلام

عليك السلام حيا فهو صيف نائم، وعليه السلام ميتا لأن هذه النومة تسمى ميتة لغة، ألا ترى إلى قوله تعالى:  [اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَاۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّىۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ] (الزمر: 42).

وإذ فرغنا من القصيدة فإننا نستطيع القول: إن الشاعر حجب عنا الكثير مما كان يمكن أن يقوله عن الفارس الشهم المؤمن الذي قدم لنا بعض صفاته، فقد أخذ الحديثُ عن حكمة الحياة والموت الحيز الأكبر من القصيدة، وهو أمر ينبغي أن ينتبه له عندما يصنع قصيدته في مثل هذه الأغراض، أم أن الأمر كما يقول بعض الشعراء : إن القصيدة تكتبه، ولا يكتبها!.

***

رثاء الشاعر إحدى قريباته:

قصيدة الرثاء تنبع من تجربة حزن صادقة، وتأثر برحيل شخص له أهميته عند الشاعر، ولكن ليس بالضرورة أن يقول الشاعر قصيدة كلما توفي قريب، أو صديق، أو أحد أصدقائه، فقد تعقم التجربة، ولا تنتج.

ونحن هنا مع قصيدة حملت عنوان (جميلة، ص 151 من ديوان من يطفئ الشمس)، وقد أضاءها إضاءة خافتة لم نتبين الطريق واضحا من خلالها، فلم نعرف علاقة الشاعر بالمرثية رحمها الله، إلا أن المؤكد وجود صلة قربى، وجاء العنوان ليوحي بالعَلَمية والوَصْفية، يقول الغدير: "كانت رحمها الله تقية نقية، طاهرة صابرة، وكانت ((جميلة)) اسماً وشكلاً ومضموناً. توفيت في الرياض يوم الجمعة 17/5/ 1426هـ - 24/6/ 2005م. فبكاها كل من عرفها."

وعبارته الأخيرة تشي أن المرحومة كانت مؤثرة في الوسط الاجتماعي الذي كانت فيه لدرجة أن كل من عرفها قد بكاها، وجملة (كل من عرفها أوسع دلالة من أقاربها الأدنين والأبعدين، فمن عرفوها قد يكونون جيرانا، وقد يكونون ممن قدمت لهم نوعا من المعروف.

ويبدأ الشاعر قصيدته من سر المعرفة، وليس من سر القرابة والرحم، فيقول:

عرفتك كالبسمة العاطرة   وأنقى من الطل في الباكرة

كأنك ذوب الخصال الحسان   تلألأن في باقة ساحرة

وفي أصغريك غوالي النقاء   محاسن باطنة ظاهرة

تمحَّضْت للخير أنـَّى مضيت   وأسكنته القلب والباصرة

كأنك مريم في طهرها   حُلاها فضائلها الباهرة

فهو يجعل خصالها الحميدة وسيلتها إلى امتلاك نفوس الآخرين وقلوبهم، فقد اجتمعت خصال الخير في لسانها وقلبها وفعلها حتى كأنها مريم عليها السلام، أو أختها في الطهر والنقاء. ولا شك أن خصال الخير يحبب المرء والمرأة للناس، فهم أسرى الإحسان والمعروف، وقد صارت كذلك فعلا، يقول الشاعر:

محببة للورى كالربيع   وكالروض والبسمة الآسرة

وإذ يستكمل الشاعر ذكر فضائلها الخاصة بالمرأة يضيف إليها ما ينقلنا إلى صفحة أخرى في حياتها، فهي حصان عفيفة ورزان وقور، وكانت مصابة صابرة على ما أصابها محتسبة ذلك عند الله سبحانه، فيقول الغدير:

وكنت الحصان وكنت الرزان   وكنت المرزأة الصابرة

مللت الحياة ووعثاءها   ويممت وجهك للآخرة

وقلت هناك يطيب المقيل   وقلت الدنى رحلة عابرة

وما أنا ممن يخاف الممات   وأكوابه بيننا دائرة

وقد أعطتها صفة الصبر يقينا وثباتا، ووعيا بحكمة الحياة، فكانت وجهتها للآخرة الباقية، معرضة عن الدنيا الفانية.

يقيني به صفقة ظافرة   وحبي له ديمة هامرة

وقبري بأفضاله روضة   بما شاء من جوده عامرة

إن يقينها بأن الموت حق جعلها تستعد استعداد الرضا، وهذا جعل قبها روضة من رياض الجنة، وهو ما يبشر بالخير الذي بعده من البشرى بالجنة والنعيم المقيم، ووصائفها من الحور العين، وخدمها من الولدان المخلدين، [وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا] (الإنسان: 20)، يقول الشاعر:

أأخت الفضيلة والطيبات   سلام على روحك الطاهرة

كأني أراك مع البشريات   يجئن إليك منى زاهرة

وهن وصائفك الطيعات   وأنت المليكة والآمرة

وأغلى الرضا إذ تنادي الجنان   عليك وأنت لها ناظرة

وقد استشرفت نفسي إلى معرفة جزئية تفصيلية تخص هذه المرأة الصالحة تميزها عن غيرها، وبغير ذلك تعد هذه القصيدة ثوبا جاهزا تلبسها كل عروس!.

ولعلنا لاحظنا خاتمات قصائد الرثاء التي تنتهي بنداء الوداع، وهو هنا: (أأخت الفضيلة والطيبات)، وفي رثائه لأخيه قال: (أيها الفارس الذي عاش شهما)، وفي رثائه لأمه قال: (أماه إن عز اللقاء وفاتني)، وهذا نداء ذكي لإنهاء القصيدة واللقاء، وفيه حسن تخلص، وخروج من الموضوع.

وسوم: العدد 690