وقفة مع اللغة(241) مُسَوْجر كلمة عربية
ينكر كثير من المعلمين والمتعلمين أن يقال "كتاب مُسَوْجر" بضم وفتح فسكون، أو كتاب مسجل لأنهم يزعمون أن هاتين الكلمتين عاميتان. والحق أنهما عربيتان صحيحتان، وأن استعمالهما في هذا المعنى سليم على سبيل المجاز؛ ففي أساس البلاغة للزمخشري: سوجرت الكلب: طوّقته بالساجور، وهو طوق من حديد، وفي أعناقهم السواجير أي الأغلال".
فمن أساس البلاغة يتضح أنه إذا قلنا مُسَوْجر كان المعنى أنه مطوّق مقيد مغلول، ولا شك أن مستخدم البريد بوضعه على الكتاب ورقًا خاصًا وختمه بخاتم خاص وإثباته في دفتر خاص وإعطائه المرسِل صكًّا يشير إلى صيانة الكتاب من الضياع، كأنه طوّقه كما يطوق الكلب.
وعامة الناس يحرفون اللفظ فيضمون سينه والصواب فتحها مع سكون الواو وفتح الجيم.
ويستعملون " كتاب مُسجّل" و"رسالة مسجلة"، أي دوّنت تفاصيلها خوفًا من الضياع.
أزاهير الفصحى في دقائق اللغة، عباس أبو السعود، ط2، دار المعارف، ص 44-45.
وقفة مع اللغة(240)
في تصويب( غير مرّة بمعنى كثيرًا)
يزعم كثير من الناس أن كلمة (غير مرّة) بمعنى كثيرًا ليست عربية.
والواقع أنها عربية سليمة.
يقال: قابلت مدير المدرسة غير مرّة، وتوجهت إلى الرئيس غير مرة، أي كثيرًا.
قال علي كرّم الله وجهه في كتابه إلى مالك بن الحارث حين ولاه مصر: "فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في غير موطن"، أي في مواطن كثيرة.
أزاهير الفصحى في دقائق اللغة، عباس أبو السعود، ط2، دار المعارف، ص 29.
وقفة مع اللغة(239)
مع الخواطئ سهم صائب
الخواطئ مفردها خاطئ.
مثل يُضرب فيمن يخطئ مرارًا ويصيب مرة.
وقال أبوعبيدة: يضرب للبخيل يعطي أحيانًا على بخله.
أزاهير الفصحى في دقائق اللغة، عباس أبو السعود، ط2، دار المعارف، ص 17.
وقفة مع اللغة(238)
كلمات تستعمل بلفظ التثنية:
-دوالَيك: المعنى مداولة بعد مداولة ولا يُفرد له واحد. للمبالغة والتكثير: فعلناه مرة بعد أخرى. مفعول مطلق.
-حنانَيك: معناه تحنن بعد تجنن ولا يستعمل إلا هكذا منصوبًا مضافًا بلفظ التثنية لأنه مصدر وقد أفرد واستعمل متمكنًا(حنان).
-ومن ذلك لبيكَ وسعديكَ إنما يستعمل هكذا في لفظ التثنية، قال سيبويه سألت الخليل عن اشتقاقه ومعناه فقال لبيك من الألباب يقال ألب الرجل بالمكان إلبابًا إذا أقام به فإذا قال لبيك فكأنه قال أنا مقيم عند أمرك وسعديك مأخوذ من الإسعاد والإسعاد والمساعدة سواء فإذا قال لله عز وجل لبيك وسعديك في التلبية فكأنه قال أنا مقيم عند أمرك ومتابع له فقد تقرب منه بهواه لا ببدنه هذا قول الخليل رحمه الله وتفسيره.
لبيك: مفعول مطلق.
أمالي الزجاجي، الزجاجي، ص 29-30. (الموسوعة الشاملة).
وسوم: العدد 696