الشاعر وصفي قرنفلي
ولتكن بدايتي بالشاعر السوري وصفي قرنفلي 1911/1978 الشاعر الرومانسي الحساس، الذي لم تتح له متابعة الدراسة، واكتفى بثقافة شخصية واسعة، وكان في طليعة رابطة الكتاب السوريين، وصدر له ديوان وحيد بعنوان: وراء السراب..
تقول عنه الدكتورة نجاح العطار: في اعتقادي أنّ سبباً رئيسياً كان يكمن وراء سيل الكبرياء المتدفق هذا، يتلخص في أن وصفياً كان يعلم أنه رجل موهوب فنياً بامتياز، وصاحب موقف مبدئي من كل شيء في الحياة والوجود، جوهريّ حقيقي بنّاء، لا يصانع فيه ولا يمالئ، ولا يجامل ولا يداهن، في زمن عربي صعب، خسر الأبطال والقادة والأفراد الثقات من العباد فيه مواقفهم المضيئة، وانزاحوا عنها أو تخلوا؛ تحت ألف إغراء أو تهديد، يقول:
لو أتيحتْ لي القصورُ لحطمــــ تُ قصوراً تحدُّ من آفاقي
أنا كالظل لا يعضّ به القيـــــ د وكالشمس دونها كل راقِ
أنا كالماء، لا يقرّ، فإنْ قرَّ، فقد مات حسرةً لانطلاقِ
أنا دنيا ، بل دنيوات عراض يتكشفن عن طباق طباقِ
وقد مدح الشاعر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، على خوف منه أن يوصف بمجاملة المسلمين، أو مداهنتهم لحاجات في نفسه، فبدأ بالدفاع عن نفسه، وتبرير مدحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيعلن أن طائف الحب طاف به، فأترع كؤوس الهوى، والإعجاب بالنبي اليعربي - والعروبة عندهم وشيجة مهمة - فقال:
قد يقولون: شاعرٌ نصراني يرسل الحب في كذابِ البيان
يتغني هوى الرسول.. ويهذي بانبثاق الهدى من القرآنِ
ينتحي الجبهة القويةَ يحدوها رياءً والشعر (لا وجداني)
كذبوا - والرسول - لم يجر يوماً بخلاف الذي أكن لساني
ما تراءيتُ بالهوى بل سقاني طائفٌ من الحب والهوى ما سقاني
أوَعارٌ على فتىً يعربي أن تغنى بالسيد العدناني!
أوليس الرسول منقذَ هذا الشرق من ظلمة الهوى والهوان
أفكُنا لولا الرسول سوى العبدان؟ بئست معيشة العبدان!
أو ليس الوفاء أن تخلص المنقذ حباً إن كنت ذا وجدان!
فالتحيات والسلام أبا القاسم تُهدي إليك في كل آن!
وسوم: العدد 700