خطأ العلامة المركبة (:-) إن لم توجد أجزاء ولا أقسام، والصواب حذف الشرطة

(1)

علامات الترقيم تختلف فيما بينها وظيفة وشكلا كما بينت في مقال (محتوى حصة الإملاء للسادس الابتدائي في مقرر كتابة الهمزات وما يليه، وتطبيقاتها) المنشور في 12/7/2017م؛ فهي شكلا تختلف؛ فمنها ما هو مفرد يأخذ شكلا واحدا كالنقطة والنقطتين والقوسين، ومنها ما هو مزدوج يتكون من شكلين مختلفين وضعا كعلامة التأثر (!) والفاصلة المنقوطة (؛) وعلامة الاستفهام (؟).

هذا بالنسبة إلى التنظير الذي تورده كتب الإملاء بدءا من الكتاب الأول الذي برزت فيه علامات الترقيم، وهو كتاب أحمد زكي باشا سنة 1912م المعنون بـ"الترقيم وعلاماته في اللغة العربية" الذي كتبه بعد أن كلفته وزارة المعارف بذلك، وقد استمدها من كتب الوقف والابتداء القرآنية ومن كتب الغرب الخاصة بذلك. وهي مهمة؛ لأنها تنظم للكاتب كتابته، وللقارئ قراءته.

لكننا إن نظرنا إلى التطبيق نجد خللا في بعض العلامات كما بينت في موضوع (من علامات الترقيم .. علامة التأثر وعلامة الاعتراض) الذي نشر في 11/5/2017م، ونجد علامة مزدوجة اخترعها البعض خطأ، وبلغ من شهرتها أن أساغها البعض في تنظير بعض الكتب كما نظرتُ قديما في كتاب جامعي لا أتذكر مؤلفه ولا عنوانه الآن.

ما هي؟

إنها تلك العلامة التي تجمع النقطتين الرأسيتين وبعدهما الشرطة (:-) من دون ان يكون هناك ذكر أجزاء ولا أقسام تالية. 

أين الخطأ؟

الخطأ يتمثل في اختزال عمليتين في عملية واحدة.

كيف؟

إن تأملنا الأمر وجدناه تعميما لحالة صحيحة على حالات غير صحيحة.

كيف؟

إن درسنا مواضع الشرطة فسنجد أن من مواضعها أنها تأتي بعد الأعداد الوصفية والحسابية، وفي الحوارات بدلا عن الشخصيات. وإن درسنا مواضع النقطتين نجد أن من مواضعها أن تكون بين المجمل وتفصيله، وبين الشيء وأجزائه أو أقسامه.

واجتماع هذين الأمرين يورد "النقطتين الرأسيتين" و"الشرطة" متعاقبتين بشروطهما لا بالصورة المُتحدَّث عنها.

كيف؟

عندما أقول: "بني الإسلام على خمس" وأبدأ التفصيل أضع "النقطتين الرأسيتين"، ثم أبدأ في ذكر الخمسة بادئة بالشرطة.

كيف؟

هكذا:

[بني الإسلام على خمس:

1- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

2- إقام الصلاة.

3- إيتاء الزكاة.

4- صوم رمضان.

5- حج البيت من استطاع إليه سبيلا].

وقد يُتخفّف بحذف العدد، وإبقاء الشرطة كالآتي:

[بني الإسلام على خمس:

- شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.

- إقام الصلاة.

- إيتاء الزكاة.

- صوم رمضان.

- حج البيت من استطاع إليه سبيلا].

إذًا، لا توجد الشرطة بعد النقطتين إلا في حالة تعدد ذكر أجزاء أو أقسام، أما إن لم توجد أجزاء ولا أقسام فلا شرطة.

كيف؟

في المثال الآتي: (من علامات المتميز:- الاجتهاد). ويمكن أن تجده على سطرين في الصورة الآتية: (من علامات المتميز:-

الاجتهاد).

وسواءٌ أجاء على سطر أم على سطرين فهذه العلامة خطأ؟

لماذا؟

لأنه لا يوجد حالات متعددة نذكرها كما توهم الشرطة.

وقد تحتوي بعض الأمثلة على الصحيح والخطأ.

كيف؟

مثل: (الكلمة ثلاثة أنواع:

- الاسم: -

جمل- ناقة- عصفور- حجر- مصر.

- فعل:-

قام - خرج - أمر.

- حرف:-

من - إلى - عن - يا).

أين الخطأ؟ وأين الصواب؟

سأعيد المثال صحيحا:

(الكلمة ثلاثة أنواع:

- الاسم: جمل- ناقة- عصفور- حجر- مصر.

- فعل: قام - خرج - أمر.

- حرف: من - إلى - عن - يا).

الشرطة قبل الأقسام صحيحة، وبعد أول كلمة صحيحة، لكنها قبل أول كلمة وبعد "النقطتين الرأسيتين" ليست صحيحة.

وهناك حالات غير هذه ، لكن الضابط عدم صحة الشرطة ما لم يوجد أقسام ولا أجزاء.

(2)

هذا الامر ليس جديدا، لكنني وجدت من أرى لهم تميزا لغويا يستخدمونها، فأردت التصحيح؛ فهل يتم؟

أرجو بل أدعو!