كلمتي لابني الأستاذ الكاتب مراد غزال
ولدي الغالي الأستاذ مراد غزال ، الشاب الأديب الكاتب الناشط صاحب اللمسات المضيئة في عالم الثقافة في بيئة صاغها الجفاف و الركود و الجحود ، إني جد مسرور لتلك القفزة النوعية و المميزة التي رفعتم لها شعارا مميزا " المغير تقرأ " ، سعدت كثيرا بمتابعتي عن بعد وذلك لوضعي الصحي وخضوعي لفترة النقاهة التي أمضيت منها الوقت و قد أوشكت عن نهايتها مع محافظتي على الوقاية ، قد تكون الأيام المقبلة فرصة لمشاركة أحبابي في حركاهم الثقافي المبدع .
و أن ما ميز حياتي و أنا فتى تعلقي بالشباب الواعد ، الشباب الذي يحمل مشروعا ، الشباب الذي يبني مستقبله بيده لا بفتات الصدقة ، وقد استمر تعلقي و أنا كهل في عقدي الخامس بهؤلاء الشباب المستنيرين ، فما زلت أشعر أن أنفاسي و حريريات طاقتي تسعد حين تجالس الشباب ، و تستمع لزفرات الشباب وإبداعات الشباب ، فليس كثيرا علي أن أمنح جزءا يسيرا من اهتماماتي لهذا الشباب الواعد ، من خلال مسيرتي المتواضعة أن أضع الجزء اليسير منها تحت تصرف أبنائي ، فأظل أتابع و أشجع كل مبادرة و كل خطوة و مشروع يرفع التحدي في البلد لكسر الجمود و السكون القاتل ، و الصمت المطبق ، و ذلك ليس مستحيلا أن نر تلك الجهود المباركة و قد استحالت واحة تشع بإبداعات الشباب في شتى الفنون ، لنرى تلك الابداعات و قد ولدت فضاءات في القاعات و المعارض و المحافل تصنع الحدث بلمسات الشباب .
ما يعيننا و لدي الأستاذ في هذه المرحلة أن لا نسمع لنداءات الفشل المرافق لتلك الولادة ، فعلى الشباب الذي يحمل مشروعا أن يترك حياة الشباب الذي يعيش على الهامش ، الشباب الذي يعيش الاضطراب و التعثر ، الشباب الذي يستهويه التردد و الانزواء وراء الأوهام القاتلة ، فعلى الشباب أن يمضي ليستكمل مسيره في ثبات بخطى ثابتة بارك الله جهودكم في النفع الثقافي و أنتم و الثلة المميزة من الأدباء و الكتاب و الشعراء و رجال الإعلام و الجمهور المشجع .
ولدي الأستاذ لم يغب عن بالي أن البلد تخطو خطوات متقدمة في النشاط الثقافي المبدع من خلال تلك الماسات التي تحدت الواقع الصعب و الجحود لأهل الإبداع ، و لكن إصرار مجموعة محددة من أبناء البلدة رفعت الحجب ورفعت سقف المطالب ، أملي ولدي الأستاذ و أمنتي أن يستمر العطاء لاستيعاب كل الكفايات الموجودة من خلال التنقيب واستثمار تلك المواهب في وعاء ثقافي جامع ، وهو أمر ليس مستحيل التحقيق ، إنما بالتفعيل و تجسيد المبادرات يكون ممكنا فالشكر موصول لكل من يساهم أو يعد أو يؤطر أو يحضر .
وسوم: العدد 780