الذي وافته المنية يوم الأحد الموافق 4/11/2018
***
علامَ الحزن برَّح بي علاما = ونار الوجدِ تضطرم اضطراما
وكيفَ وقد فقدتُ اليوم قرمًا = وعملاقًا وداعيةً هُماما
وقد فُجع الشباب بكُلِّ قطرٍ = وأهلُ الشّعر يرثونَ الإماما
وجلَّ الخطبُ من عظمٍ، وعمَّت = مصيبتهُ الجزيرة والشآما
وفي الأردنّ في عمّان أيضًا = وفيها قبّة ضجّت زِحاما
وآلاف الشباب تؤمّ حيًا = بهِ نصبوا السرادق والخياما
وأقرأ في وجوهِ القوم حُزنًا = عميقًا، والدّموع همت سِجاما
وتلكَ جماعة الإخوانِ تنعى = مجلّيها وفارسُها الحُساما
وترثي قائدًا وأخًا كبيرًا = تهيمُ بحُسنِ سيرتهِ هِياما
وتذكُرهُ بخيرٍ ما استمرّت = مسيرتها وخلّدتِ الكراما
لقد عاش الحياة يقولُ حقًا = بوجهِ الظُلمِ لا يخشى الطغاما
وهاجرَ في سبيل الله حُرًا = وتضحيةً وعِزًا والتزاما
وواصلَ سيرهُ الدّعويّ طولًا = وعرضًا في الحجازِ وما ترامى
وتشهد كل جامعةٍ وصرحٍ = وجيلٌ قد تخرّج لا يُسامى
بجدّة والرّياض على يديهِ = ويبكي اليوم فقد أبي أساما
وكان لهُ بسوريّا حضورٌ = وكم بحصون ثورتنا أقاما
وفي الجبهاتِ يُمطرهم شواظًا = ويرشقهم ويصليهم حِماما
وأكواخ اللّجوء تذوب حزنًا = فقد فقدت عطاياهُ العِظاما
وكان يزورها ويجول فيها = ويملؤها سرورًا وابتساما
أُخيَّ أبا أسامة يا حبيبًا = ملأتَ القلب حُبًا واحتراما
ومهما قلتُ فيكَ اليوم شعرًا = فلن أوفي جنابكَ والمقاما
فأرجوا منكَ عذرًا حيثُ أنّي = عجزتُ ضنًا ورافقتُ السّقاما
ولكنّ الدّعاء لكم سيجري = مدى الأيّامِ وقفًا والسّلاما
جنانُ خلدٍ موعدنا إذا ما = تجلّى ربّنا ومحا الأثاما
وأكرمنا وأولانا رِضاهُ = وخلدًا لا يغبُّ بها دواما