( في رثاء الشاعر الكبير المرحوم الأستاذ " جورج نجيب خليل " )
- في الذكرى السنويَّةِ على وفاتِه -
.......................................
1-إشارة إلى ديوانه ( ورد وقتاد) صدر عام 1952 ، وهو أول ديوان شعري يصدر لشاعر فلسطيني في الداخل بعد عام 1948 .
نبيَّ الشِّعرِ والنَّظمِ الأصيلِ = عذارَى الشِّعرِ بعدَكَ في عَوِيلِ
ورنات المثالث والمثاني = بكتكَ شجًى وأوزانُ الخليلِ
وتبكيكَ البلادُ وكلُّ روضٍ = وزيتوني وأحجارُ الجليلِ
هيَ الدنيا ومن يبقى عليها = وقبلكَ كم تلاشَى من رعيلِ
وكم فذ ٍّ وَعملاقٍ عظيمٍ = تُوَدِّعُهُ وَيُوغلُ في الرَّحيلِ
لفقدِكَ أضحَتِ الأجواءُ قفرًا = وَعَرشُ الشِّعرِ بعدَكَ في ذهولِ
لِمَجدِ الشِّعر قد علَّيت صَرحًا = مَلأتَ الرَّوضَ مِنْ أحلى خَميلِ
جنانُ الفنِّ تسمُو فيك دَوْمًا = وتُشفى مُهجَةُ الصَّبِّ العَليلِ
سيبقى"جورجُ" صيتُكَ مِلْءَ شعبٍ = مدَى الأزمانِ مِن جيلٍ لجيلِ
فكم آزرتَ مِن شُعَراءِ شعبي = وَكَم شَجَّعْتَ مِن شابٍّ نبيلِ
وَفنُّكَ ساحرٌ أبدًا شَبابٌ = مَدَى الأزمانِ في كلِّ الفصُول
وَشِعرُكَ دائمًا أبدًا مَنارٌ = لِشَعبٍ صانع ِ المَجدِ الأثيلِ
ولم تحفل لطارقةِ الليالي = ولا تصبُو لِمَزعُومٍ كليلِ
وأذكيتَ اليراعَ وجئتَ طودًا = عليهِ تكسَّرت ريحُ الدَّخيلِ
وكانَ الشِّعرُ يرزحُ في قيودٍ = وكانَ الشُّعرُ قبلكَ للطُّلُولِ
سبقتَ العَصرَ يومَ أتيْتَ تشدُو = كتابُكَ قد مَحَا طيفَ الخُمُولِ
وَ"وَرْدٌ أو "قتادٌ 1" فَهْوَ نورٌ = لِجيلٍ ذاقَ مِنْ ظُلمٍ طويلِ
وَللتَّجديدِ صَرْحُكَ مُشمَخِرٌّ = وللإبداع في الشِّعرِ الأصيلِ
وَشِعرُك في الطَّبيعةِ أيُّ سِحر ٍ= فترسُمُ لوحة َ العُمرِ الجميلِ
جنانُ الخُلدِ مَنزلُكَ المُفدَّى = لتهنأ بالوُرودِ وبالنَّخيلِ