إلى أستاذي الدكتور صلاح الدين سلطان بمناسبة بلوغة الستين
رسالتي لأستاذي الدكتور صلاح الدين سلطان بمناسبة بلوغة الستين، عسى أن يحملها القدرُ إليه:
أستاذنا الحبيب القريب د. صلاح سلطان، حفظك الله وفك أسرك!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئكم من كل قلبي بهذا اليوم الأغر 20 أغسطس 1959م الذي أنارت فيه قرية (الغوري) بمحافظة المنوفية بقدومكم المبارك، وكان من نصيب الأمة الإسلامية أن يولد فيها رجل عظيم مثلك، وداعية كبير موفق، وفقيه أصولي رائع، وقلب كبير يحب الله في الخلوة، ويحب الناس في الجولة، ويحبه الله ولا أزكيه عليه، ويحبه الناس، ويابشرى علامات محبة الله حين تتجلى على العبد بالقبول في الأرض!
يمر عليك ذكرى مولدك اليوم وقد بلغت الستين، هذا العمر القصيرة أعداده لكنه عظيمة أمدادُه، وكبيرة عطاياه، وواسعة آثاره، وامتداداته ماثلة في الدنيا، في العلم والتعليم، في الدعوة والحركة، في البداية والهداية، في الطول والعرض والعمق بما دعوت لله وحده في أرضه الواسعة، وما أسست من جامعات ومراكز ومؤسسات، وما جددت من هيئات وكيانات، وما تركت من كتب وأبحاث .. وإنني والله لا أقول هذا مبالغا أو مادحا بغير حق، ولا من باب المدح الذي يقصم الظهور والرقاب، وإنما أقوله بحق وصدق تقديرا وإنزالا لك في منزلتك الصحيحة، وبما شهدته وعلمته، وما لم أشهده وما لم أعلمه أكثر بكثير مما شهدته وعلمته.
يمر عليك عامك الستون وأنت حر، نعم حر رغم الحبس، فما دام يقينك بالله قويا، وقلبك بحب نبيه فياضا، وقربك من الله أكثر، وعزيمتك بعباده أوثق، وحبك للناس أعمق، فإنك حر كل الحرية رغم كيد المجرمين!.
يمر عليك عامك الستون وقد تجاوزت مؤلفاتُك السبعين بفضل الله ما بين أصولية وفقهية وتربوية ودعوية وتنموية وأدبية وفكرية وأسرية بما يغبطك عليه أقرانك بل أساتذتك فضلا عن تلاميذك، والبقية تأتي بعون الله.
يمر عليك عامك الستون وألسنة عباد الله تلهج بالدعاء لك في الحج والعمرة وفي المشارق والمغارب: صغارا وكبارا، رجالا ونساء، عربا وعجما، رأيت ذلك بنفسي، وقلت في صمت: (يا بختك يا مولانا) . اللهم لا حسد!
أستاذي العظيم، أهنك بيوم ميلادك الستين الذي لا أنساه، وأدعو الله تعالى أن يمد في الخير والعمل والجهاد عمرك، ويفرج عنك عاجلا غير آجل، ويجمعنا على أعتاب الأقصى في الأيام القريبة القادمة بمنه وكرمه..
واقبل الحب والدعاء من تلميذكم/ وصفي عاشور أبو زيد
19 ذو الحجة 1440هـ الموافق 20 أغسطس 2019م
وسوم: العدد 838