ناصية الوجع
هكذا الحرف حين ننسجه لصدر كل أمٍ مُترجلة عن هذه الحياة الفانية!
أجل، بهدوءٍ يا أُمي أنصتي إليّ، وهدهدي حبك فوق وجنتي، واجعلي الناي يعزف الوتر المقصود بالدمع والاشتياق..
أُماه:
كيف لنا أن نجلبب أبي على ناصية الصبر؛ وقد أرهق الزمان كاهله ونواظره؟!
أُماه:
أيُّ طفولةٍ تنسى مواقفك؛ وأيُّ عُمرٍ يُلملم حنانك بعد الرحيل؟!
أُماه:
كيف لنا أن نناغي شفاه طفولتنا من جديد؛ وكيف لنا أن نفترش مُصلى غيابك؟!
أُماه:
كيف لنا أن نستنطق دموع الوجع؛ وكيف لنا أن نستجدي قطرة ماءٍ من سماءٍ مُصفرة؟!
أُماه:
أنّى للشمس نسيانك في حالكات الدهر؛ وكيف للقمر أن يطوف في رحى يديك بالاستجابة؟!
أوما كُنتِ تقتسمين رغيف عُمرك في كل يدٍ ممدودة، وعيونٍ مشهودة للصغير والكبير؟!
فذاك يتوارى بكلامه المُتعب بالشكوى، وتلك التي نذرت عمرها بالحنين، وابتسامتك تُلون لنا عناوين الرضا بالكلام!
أُماه:
ما زالت صرخات الطين تعتصر صوت القراح فوق قبركِ، وكأن منادياً يتوجس خلف خطاه نحو الكفن:
أنتِ جنة..
وليش قولي ترحلين؟
أنتِ رحمة..
وفينا دمعة تزرعين!
وسوم: العدد 899