نعي العالم الرباني الشيخ محمد أمين سراج في رحاب الله خير الغافرين
انتقل العلامة الجليل محمد أمين سراج، وهو من بقايا الصالحين إلى الرفيق الأعلى مخلفاً من ورائه إرثاً عظيماً من العلم والدعاة والعلماء العاملين بصدق ووعي وإخلاص ممن عرفوا في زمانهم، واستقامت طريقتهم ليكونوا كشيخهم في العلم والتقوى والعمل الصالح والبر.
فقد كان الشيخ سراجاً منيراً في أحلك الظروف التي مرت بها تركيا الحبيبة، وصبر الشيخ على ما ابتليت به الأمة الإسلامية من محن وكوارث، وكان مسجده الجامع: محمد الفاتح، رباطه، وفيه يتعلم ويعلّم الناس أمور دينهم، ويستقبل عظماء الأمة من الدعاة والمفكرين، ويناقشهم في أحوال الأمة في شرقها وغربها.
فالشيخ الرباني لم يكن غافلاً عما يجري لهذه الأمة المستضعفة، وما تتعرض له من أعدائها في الداخل والخارج، فقد كان مرابطاً رباط العلماء المجاهدين الأتقياء الأنقياء؛ سيفه الماضي في عقله المستنير بنور الله، و في قلبه المسكون بالإيمان و فِي لسانه الرطب بذكر الله والدعوة إلى الإسلام والتبشير بنهضة إسلامية كان يراها من خلال الظلمات التي تتراكم في ديار العروبة والإسلام.
لن نقول: فقدت الأمة عالمها وداعيتها ومجاهدها الكبير، فما بقي من إرث الشيخ لا يزال حياً في قلوب إخوانه سلوكاً وعلماً وسعياً؛ مبشراً ونذيراً.
إننا في منتدى الفكر والدراسات الاستراتيجية نبدي حزننا على رحيله عنا، ونرجو من الغفار الرحيم أن يجعل رحيله إلى وطننا الأول ومثوانا الأخير (الجنة)، ونذكر علماء الأمة بسيرة شيخ من شيوخها الكبار ليحذوا حذوه، فلمثل عمله فليعمل العاملون في سائر المجالات والميادين.
أيها الشيخ السراج:
نشهد أنك عملت ما كان ينبغي لك أن تعمل.. وإخوانك على دربك بعون ﷲ العظيم ماضون من بعدك، فهنيئاً لك ما قدمت، وإنا على فراقك لمحزونون، والسلام عليك في الخالدين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
الأحد 21 / 02 / 2021
وسوم: العدد 917