الدكتور غسان حداد رفيق الدرب الطويل ..
في وداع الراحلين ...
ولقي وجه ربه بالأمس مهاجرا في سبيل عزة وطنه الدكتور غسان حداد ..
منذ أسبوع كنت أفكر هل يمكنني أن أزور باريس ، وإذا زرتها هل سأستطيع أن أجلس مثل كل مرة ، مع الأخ والصديق أبي رشاد العالم وأبي رشاد المناضل ، وأبي رشاد التاريخ بكل عبق التاريخ الجميل ..
ولد أبو رشاد في مدينة اللاذقية 1926..
كان بعثيا ، يوم كان البعث مركبا ولم يكن مركوبا ..!!
يحمل دكتوراة دولة في علوم التخطيط والإحصاء ..وشهادات علمية أخرى تسلكه في صفوف المفكرين على مستوى العالم ، ونجما في أفق العروبة ، وأنموذجا وطنيا في تاريخ سورية الحديث ..
أمثّل " بو رشاد " أنموذجا حيا لمواطن سوري عروبي، كان يرى في البعث أفقا ؛ ثم أحس ولو متأخرا بطبيعة الأمر الذي هو فيه.. الأمر الذي عبر عنه "منيف الرزاز ا" لأمين العام الثاني للحزب ، بتسمية هذا الحزب " حزب الطوائف " ولو عاش منيف رحمه الله تعالى لسماه حزب " الزمرة " فلا عربي ولا قومي ولا سوري بل هو حالة ما دون الطائفية والقبلية والعشائرية كما نراها اليوم بلمس الأيدي وليس فقط بدلالة العيون ..
أتذكر أبا رشاد رحمه الله تعالى منذ الثمانينات وهو جزء من التحالف الوطني لتحرير سورية . وأنا أعجب للباقين من قوى الائتللاف الوطني ، وفي مقدمتهم جماعة الإخوان المسلمين، لماذا لا يعرفون الناس بالتحالف الوطني لتحرير سورية، لحمته وسداته؟؟ وكيف التئم ؟ وما هي القواعد التي قام عليها ؟؟ وما هي القوى المشاركة فيه ؟؟ ومن هم الرموز الذين حملوا لسنوات طويلة لواءه ، ، لواء الحق والعدل والمساواة لكل السوريين..
وما هي طبيعة العلاقة التي سادت بينهم ، ومهما الانطباع الأجمل الذي ورثوه عن لقائهم ..؟؟
وأعود لأذكر بالراحل العزيز الكريم " أبو رشاد " الذي ظل همّ وطنه ملازما عقله ، وقلبه ..
وجل حديثه إذ نلتقي ، وإذ نتواصل عن سورية المحبة والعدل والبناء. عن الوطن الآمن الخيّر المزدهر المعطاء ..
ويكتب لي وحولي مجموعة طيبة من العروبيين أرسلت إليهم ، وأرسلوا إليّ ويطلعني دائما على ما أرسل وما أرسل إليه على سبيل الاتحاف والاستئناس.
رحم الله الأخ والصديق ورفيق درب الهجرة الطويل الدكتور غسان حداد .
رحمك الله يا أبا رشاد ..وتقبلك في الصالحين ، اللهم زده إحسانا وعفوا وغفرانا . اللهم إنه قد وفد عليك فاجعل قراه منك الجنة ..
وخالص العزاء والمواساة للأخت أم رشاد رفيقة الدرب الطويل ، ولأنجال الفقيد جميعا وإن لله وإنا إليه راجعون ..
وسوم: العدد 917