( " في الذكرى السنويَّة على وفاةِ القائد والشَّاعر " توفيق زياد " )
بكاكَ السُّهَى،والمجدُ، والفنُّ والشِّعرُ=رحيلكَ ما أقسَى ولا مثلهُ وزْرُ
بكاكَ النضالُ الحُرُّ يا خيرَ قائدٍ=ترفُّ على الأجيال ِ آمالُكَ الخُضرُ
وقد بدَّدَتْ دُرَّ الدُّموع ِ يدُ النّوَى=وَللبُعدِ أشجانٌ يضيقُ بها الصَّدرُ
دَعَتكَ قلوبُ الكادحينَ وأجهَشَتْ= وَقد طابَ منها السِّرُّ للهِ والجَهْرُ
وَمُدَّتْ إلى الباري الأكُفُّ ضَراعة ً=وقالَ لهُنَّ الحقُّ قد قضِيَ الأمرُ
رثاؤكَ يُهدي المَدحَ حَقَّ ثوابِهِ=إذا ضلَّ في أوصافِ َمنْ دُونكَ الشِّعرُ
إليكَ مَنارَ المجدِ أجملُ باقةٍ= تتيهُ على الفنِّ الجميل ِ وَتأسُرُ
وما العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعَارَة ٌ= ُتردُّ ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
مَلاتَ الدُّنى نفحَ الكفاح ِ وسُؤدُدًا= فأنتَ مدَى التاريخ ِ حلمٌ مُعَطَّرُ
وَفجَّرتَ فينا كلَّ عزم ٍ وهِمَّةٍ= وَأترَعْتَ فينا الفِكرَ فالقلبُ مُزهِرُ
وِعُذنا بذاكَ العَزم ِ فانهَزَمَ الرَّدَى= َوُلذنا بذاكَ الصَّرح ِ فافرَنقعَ الذ ُّعْرُ
بناصِرةِ الأحرار ِ شعبٌ مُفَولذ ٌ= أبيٌّ مَدى الأيَّام ِ ... فجرٌ يُنوِّرُ
هَنيئا ً لشعبٍ أنتَ فيهِ مُخَلَّدٌ ..= وَصِيتكَ للأجيال ِ مِسٌكٌ وَعنبَرُ
وَناصرة ُ الأمجادِ صرحُ عرينِنا= تتيهُ على الدُّنيا سناءً وتفخرُ
مصَابٌ جليلٌ ليسَ يُسْلى وإنَّما= سيبقى مَدَى الأعوام ِ نارًا تسَعَّرُ
بكاكَ جميعُ الناس ِ أهلٌ وإخوَة ٌ= قلوبُهُمْ نارٌ ، وأجفانُهُمْ بَحْرُ
" وتوفيقُ زيَّادٍ " سَمَا بنِضَالِهِ= على شرفاتِ المجدِ صوتٌ يُزَمجِرُ
بتوفيق ِ زيَّادٍ أنِيرَتْ دُروبُنا= وأشعِلَ فينا العزمُ ، والروحُ والفكرُ
مَنارَ الفِدَا خُضتَ المَعَاركَ صامِدًا= لنيل ِ حُقوق ٍ، أمس ِ، قد شابَهَا هَدْرُ
وَضَحَّيتَ.. قدَّمتَ النّفيسَ لأهلِنا= وَلمْ تثنِكَ الأهوالُ والخطبُ يزأرُ
مَناقِبُكَ المُثلى وَمَنْ لم يَدِنْ بها= فإيمانُهُ كُفرٌ وَعرفانُهُ نُكْرُ
وَعزمٌ غدَا يرتاعُ من رُعبِهِ الرَّدَى= وَترفلُ في أردانِهِ الفتكة ُ البِكرُ
لأجل ِحقوق ِالشَّعبِ لم تحن ِهامَة ً= وَأنتَ إلى أبنائِهِ الشَّهدُ والخمرُ
سَمَوتَ على الخطبِ العَصِيبِ وَلمْ َتهُنْ= وَحَلَّقتَ في الجلَّى جَمُوحًا كما النّسْرُ
وفي "برلمان ِ"الغُبْنِ كنتَ مُناضِلا ً=وَتستلُّ حَقًّا ... قد نبَا نابُهُ الغدرُ
تصَدَّيتَ جَهْرًا لليمين ِ ورِجسِهِ= وَلاذتْ بكَ الأحرارُ واندَحَرَ الشَّرُّ
وَفيكَ اليَسَارُ الحُرُّ ألهِبَ عزمُهُ= تحَدَّى الرَّزايا وانجَلى الفَدفَدُ الوَعْرُ
تركتَ لنا كنزًا ثمينا ً مُخَلَّدًا= وَأشعارُكَ الغُرُّ الحِسَانُ هيَ التَّبرُ
تُرَاثُكَ يبقى للشُّعوبِ مَنارَة ً= تتِيهُ بهِ الأنغامُ ، والفنُّ ، والفكرُ
فقدناكَ يا رمزَ النضال ِ ورُكنَهُ= " وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ "
غيابُكَ قد أبقى فراغًا مُؤَرِّقا ً= وَمَنْ سَوفَ يُمليهِ وقد قصِمَ الظهرُ
وَمَا العيشُ إلا فترة ٌ مُستعارَة ٌ= ترَدُّ ، ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
وَذِكرُكَ يبقى كلَّما لاحَ بارقٌ= وَمَا ناحتِ الورقاءُ أو طلعَ الفجرُ