رثاء للشهيد رفيق الحريري
كمال حسن زكي
" إلى من صعدت روحه إلى السماء .. من الشهداء الشرفاء .."
لا أعلم كيف أبدأ .. وصراع في نفسي
يدمر لي نفسي .. وما أنا بمصارع
ثم إني لا أعرف حرف الجر من المضارع ..
لذلك سأكتب استرحاماً أقول فيه ..
أيها اللغوي المدقق ..
كن كما الأم الحنون ..
ولا تكن ظالماً مثل المحقق ..
أرجوك لا تبحث بين حروفي عن أغلاط ..
كي لا يصيبني الإحباط ..
كما أصاب الأمة في الرابع عشر من شباط ..
ذلك اليوم الأليم ..
الذي طعن الأمة في الصميم ..
يوم أخذت الأرض تصرخ وتصيح
من ألم جريح ..
ماذا فعل القبيح ..
يا محترفي القتل .. ومدمني التجريح ..
لقد قتلتم الأنبياء من قبل .. وتآمرتم على السيد المسيح
متهمين العذراء كذباً وافتراء ..
إنها أطهر من الطهارة وأشرف الشرفاء
أيها الأوغاد الجبناء ..
ومن عمق صرختها
التي عمت الكون وهي تنادي
ظلمني أولادي
انتهكوا عرضي
وخربوا أرضي دون ودادي ..
حجزوا أنهاري لوثوا بحاري ..
حتى صرت أفكر في انتحاري ..
بأن أجر ذاتي بهم
لأقطع نسلهم ...
أنهي ظلمهم فيما بينهم
وإذ نادتها المجرة ..
لا أيتها المثمرة
اصبري عليهم لآخر مرة ..
عسى أن يخرج منهم
من يجمع شملهم ويصلح شأنهم ..
بتوحيد إيمانهم في أصل أديانهم ..
فجاوبت الأرض لا
قد حجزوا أنهاري
لوثوا بحاري
حتى غاباتي غابت ..
وجبالي الشامخة زالت
عندما ولدي الحبيب اغتالت
فأعادوه إلى أحضاني .. فأفرحني قليلاً فرحاً
ذليلاً ومن ثم أبكاني ..
ما أنساني بحاري وأنهاري .. جبالي وودياني ..
التي غمروها بالدماء .. ليتعالى البكاء ..
من الرجال والنساء ومن شرفاء الأمة
التي أصابتها الغمة
من اغتيال الأنذال
لسيد الأمة
الذي كان عالي الجبين وفي القمة
دمرت المنطقة عندما غدروه
من عمل إجرامي احترفوه ..
طوروه وأتقنوه
ولم يكتفوا بما فعلوه
حتى بدؤوا يترصدونه
الابن بعد أبيه فأرجو من الله ألا يطالوه
ليعود لنا سالماً شامخاً كما كان أبوه
لقد كان رفيق
أجود وأرق صديق
ينقذ الغريق ..
ويطفئ النار من الحريق
والذي كان يختلف معه في السياسة
ينهي الموضوع في حكمة وكياسة ..
وتبقى نفسي تصارع نفسي لتسأني
أين القدس أين كنيسة القيامة ؟؟؟
فقلت سأنتزع النفس اللّوامة
التي تجعلني أعيش في دوّامة !!!
يا نفس من يسأل الآن عن شرف القدس ؟؟؟
عن المسجد الأقصى الأسير
وعن كنيسة القيامة !!!
ستكون مطالبة مدانة ..
من زعماء الخيانة
الذين سرقوا منا الكرامة !!
ومن ولاة الطوائف ..
على إجبار الشعب ..
أن يبقى واقف ..
ليدوم جلوسهم في المتاحف
أصناماً قوارف ..
مع أن الحقيقة ستدمر الخليفة
وسوف تنسف الأمة ..
وهذا حرام يا مدعي الإسلام
يا رافعي الأعلام
ومسقطي الإعلام الصادق الحر
ليس مثل التيار المكبل ويقولون حر !!!!
بل إنه ليس حراً !!! وإنما هو مجبور من داخله
مقهور غارق من متاهة البحور ..
وحين يسلم من الغرق
سيكتب على الورق
أنه لم يكن حراً ..
فأرجو من زعيم هذا التيار
أن يعود مع الأحرار كسابق عهده
حين حاولوا قتله
ولولا السفارة
ما كان الآن في الأمارة
لتبقى نفسي تصارع نفسي ...
فأبكي لتسكتني نفسي ..
وحين تبكي نفسي ..
لا أحد يسكتها
أو يكبح ثورتها
وهي مني وأنا منها ..
فقلت يا نفسي
كفي عني أذاك وانزعي عني
ثوب هواك ..
فالهوى عند الناس عشق
وأنا لا أعرف هوى العشق ...!!!!
سوى أن عشقي لبغداد وبيروت ودمشق
الذي يدمرهم أهل الفسق ..
والسلام على أهل السلام ..
من بيروت إلى الشاااام ....