تهنئة وذكرى: إلام الخلف بينكم إلام

تهنئة وذكرى:

إلام الخلف بينكم إلام

د. مروان القادري

زملائي الكرام أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد 

فإنني أتقدم بتهنئتي للإخوة والأخوات الفائزين بالانتخابات الأخيرة سائلا المولى لهم التوفيق والاعانة ، وأقول :ـ 

بحمد الله تمت الانتخابات هذه المرة بسهولة بعد التنضيج للقوائم من أصحابها وأعتبر هذا تقدما في تفعيل تقنيات إنضاج القرار ، إلا أنني مع ذلك لدي فكرة تلح وتضغط علي تريد البوح بها أمامكم وهي باختصار( إلام الخلف بينكم إلام؟ )فالقوائم وجدت فيها جميعها علمانيين هنا وعلمانيين هناك واسلاميين هنا واسلاميينا هناك ويساريينا هنا ويساريينا هناك وليبراليين هنا وليبرانيين هناك وأكرادا هنا وأكرادا هناك ونساء هنا ونساء هناك ومسيحيين هنا ومسيحيين هناك .................. مايعني أن كل هذا التنوع في الطرفين لايبرر الانقسام والتموضع بالطريقة التي تتكرر ، واعذروني لاأفهم لماذا ؟ يعني أنا أفهم أن الأحزاب وحركات التغيير تتمايز عن بعضها في رؤاها وبرامجها لينحاز الناس الى هؤلاء أو أولئك ، أما في حالتنا نحن فلم أجد أسبابا موضوعية من برامج أو رؤى متمايزة تستدعي هذه الانقسامات وبخاصة وأننا جميعا متفقون ومجمعون على ثابت الثورة ( اسقاط النظام وإقامة حكومة تحقق للشعب الحرية والعدالة والكرامة ) وما زاد على ذلك فهو مرحل للمستقبل يختار السوريون فيه مايشاؤون من النظم نظاما يريدونه ، وبناء عليه فهل هذاالخلاف عبثيا أم أن هناك أشياء أخرى : أهواء ، مصالح شخصية وغير شخصية ، ... مما يضر ولا ينفع وحينها يجب الانتباه الى أن اتحادنا قوة وتفرقنا وتنازعنا ضعف وبخاصة وأننا ( نمثل ) ثورة هي الأعظم في منطقتنا ، بناء عليه يكون معيار الاختيار الكفاءة التي تنفع الثورة أكثر ، وهوالتوجيه النبوي من محمد صلى الله عليه وسلم إذ قال : ( من استعمل رجلا من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين) 

 واليكم بعض أبيات من قصيدة شوقي التي تنطق ببعض مما نحن فيه سائلا المولى لشهدائنا الفردوس الأعلى

من الجنة ولجرحانا الشفاء ولمعتقلينا الفرج القريب ولأبطالنا الوحدة والنصر المبين 

مروان القادري 

من قصيدة لأحمد شوقي : إلام الخلف بينكم إلام

إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما 

                   وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما

وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ 

                   وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما

وَأَينَ ذَهَبتُمُ بِالحَقِّ لَمّا 

                   رَكِبتُم في قَضِيَّتِهِ الظَلاما

لَقَد صارَت لَكُم حُكماً وَغُنماً 

                   وَكانَ شِعارُها المَوتَ الزُؤاما

وَثِقتُم وَاِتَّهَمتُم في اللَيالي 

                   فَلا ثِقَةً أَدَمنَ وَلا اِتِّهاما

شَبَبتُم بَينَكُم في القُطرِ ناراً 

                   عَلى مُحتَلِّهِ كانَت سَلاما

إِذا ما راضَها بِالعَقلِ قَومٌ 

                   أَجَدَّ لَها هَوى قَومٍ ضِراما

تَرامَيتُم فَقالَ الناسُ قَومٌ 

                   إِلى الخِذلانِ أَمرُهُمُ تَرامى

إِذا كانَ الرِماةُ رِماةَ سوءٍ 

                   أَحَلّوا غَيرَ مَرماها السِهاما

تَباغَيتُم كَأَنَّكُمُ خَلايا 

                   مِنَ السَرَطانِ لا تَجِدُ الضِماما

أَرى طَيّارَهُم أَوفى عَلَينا 

                   وَحَلَّقَ فَوقَ أَرؤُسِنا وَحاما

وَأَنظُرُ جَيشَهُم مِن نِصفِ قَرنٍ 

                   عَلى أَبصارِنا ضَرَبَ الخِياما

فَلا أُمَناؤُنا نَقَصوهُ رُمحاً 

                   وَلا خُوّانُنا زادوا حُساما

                    

وَلينا الأَمرَ حِزباً بَعدَ حِزبٍ 

                   فَلَم نَكُ مُصلِحينَ وَلا كِراما

جَعَلنا الحُكمَ تَولِيَةً وَعَزلاً 

                   وَلَم نَعدُ الجَزاءَ وَالاِنتِقاما

وَسُسنا الأَمرَ حينَ خَلا إِلَينا 

                   بِأَهواءِ النُفوسِ فَما اِستَقاما

إِذا التَصريحُ كانَ بِراحَ كُفرٍ 

                   فَلِم جُنَّ الرِجالُ بِهِ غَراما

وَكَيفَ يَكونُ في أَيدٍ حَلالاً 

                   وَفي أُخرى مِنَ الأَيدي حَراما

شَهيدَ الحَقِّ قُم تَرَهُ يَتيماً 

                   بِأَرضٍ ضُيِّعَت فيها اليَتامى

أَقامَ عَلى الشِفاهِ بِها غَريباً 

                   وَمَرَّ عَلى القُلوبِ فَما أَقاما

**************************

قصيدة "إلامَ الخُلف" نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي تحت عنوان "شهيد الحق" وتقع في 48 بيتاً.

نظمها شوقي بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لوفاة المرحوم مصطفى كامل باشا

وقد تناول فيها وصف ما أصاب البلاد في سنة 1924 من انقسام وتشاحن