أنبارو هكذا الداعيات وإلا

جمال المعاند -إسبانيا

[email protected]

- يبقى الإسلام نبعاً خالداً يتدفق نوراً ومحبةً وعملاً ، فكل من ارتوى من معينه الرقراق أزهر في أقوله وأعماله جَـناً طيباً ، والمرأة المسلمة من الصحابيات والتابعيات الجليلات كنّ ولا زلنّ منارات

ولم يخلو جيل من متميزات منهنّ . وكم من عالم ترجم لنسوة مسلمات ، والمسلمة المعاصرة حفيدة أولاء المنارات الباسقات ، لايمكن إلا وتحجز لها مقعداً متقدماً يؤكد نبض الإسلام الحي وسلامته

من أي تحريف أو تزيف .

ومن قال أنا فقد نا الأندلس تماماً ؟ . يخطئ من يظن أن جذوة الإسلام المتقدة يمكن لشياطين الأنس والجن لو اجتمعوا أن يخمدوها ، فالإسلام لأنه مسرب الإيمان ، هوسنة من سنن الله الكونية ، لايمكن ولن يمكن أن يخبو نوره . وصحيح أنه مر على فقدنا للأندلس ما يزيد على خمسة قرون خيل للحاقدين على الدين الحنيف أنهم استأصلوا شأفة الإسلام ، وإن مابقي من الموروكسين ، أمسوا خبراً في تاريخ غابر ، ونحن نعيش على أرض المملكة الإسبانية نفاجئ كل يوم بأيب للدين الإسلامي ومتمسك به ، يخجلنا نحن المسلمين أ باً عن جد بحماسه وعمله ، أما أن تكون إمرأة مسلمة فتلك قصة لابد من روا يتها .

أنبارو بنت مد ينة بلنسية ، أشرق نور الحق في قلبها ووجدانها ، فعافت نفسها الماد يات ولم تحفل بها ، واعتنقت الإسلام الذي وجدته مرفأً لروحها ، فارتدت الحجاب ونخرطت في العمل الدعوي ، وكثيرون المنخرطون في هذا الحقل الحيوي ، لكنها لم ترض أن تكون نكرة أورقماً في قافلة الداعيات ، تعرفت إليها عند انضمامي لعضوية الجمعية العمومية للمركز الإسلامي الثقافي في مدينة بلنسية ، والجمعية العمومية معنية برسم سياسة المركز ومتابعة نشاطه ، ولأني مقيم خارج بلنسية فحضوري بين الفينة والآخرى ، كلما دخلت المركز وجدتها وأخوات لها كأنهنّ خلية نحل ، فجل العمل المكتبي ينوء به كاهل الأخوات غالبه تطوع وتضحية بأوقاتهنّ .

ولأن طريق الدعوة محفوف بالمشاكل والمصاعب وهوسنة إلهية تمحصية ، فإن كل داعية صادق لابد من أن يلاقي نصيبه من الأذى ، بدأً من الداعية الأول صلى الله عليه وسلم ، فكادها وأخواتها المتسلقون لصروح الدعوة أصحاب الهمم الصغيرة ممن يظنون أن الدعوة مغنماً لامغرماً ، ففي أحداث عام ألفين وأربعة المخجلة ، عند ضحى يوم خلا فيه المركز من الرجال استطاعت حفنة من الأقزام مستعينة بشرذمة من أبناء الشوارع الهجوم على المركز وإخراج نسوة محجبات ذنبهنّ أنهنّ يعملنّ لصالح الدعوة ، أما نساء أولئك فهنّ ربات الخدور لايأتينّ المركز إلا لماماً في الاحتفالات وماشابه . وهكذا وجدت نفسها وأخواتها في الشارع وعلى أبواب المركز فرجة للمارة ولم تتحرك نخوة أولئك وهم يرون نسوة محجبات باكيات من الفضاضة وسوء التعامل ومع أنها بنت البلد وتملك من العلاقات الأسرية والأصدقاء ما تستطيع وقف أولئك الأشرار ، إلا أنها أقنعت أخواتها بالإنصراف لبيوتهنّ ، ولم يفت ذلك من عضدهنّ بل استجرنّ مكان صغير بالقرب من المركز القديم لا يتسع لنشاط نحلة منهنّ واستأنفنّ العمل . ويمن المولى الكريم بمكان جديد ويقف المركز الإسلامي الثقافي شامخاً على رجليه ، وتعود الدماء إلى الشرايين ويعود العمل الدعوي أفضل مما كان ، أما الأقزام فقد نشب الخلاف بينهم على غنيمة سرقة المركز ومحتوياته وجلها تبرعات المحسنين ، فلا يجد الأخوة الكرام أعضاء الجمعية العمومية للمركز الثقافي الإسلامي من وسام يعلق على صدرالأخت أنبارو إلا ا ختيارها رئيسة للمركز بإجماع منقطع النظير ، وليفجر الأخوة دليلاً من الوفاء ويظهروا للمجتمعات المتمد نة أن المسلمين يعطوا الكفاءة دورها ، والمرأة المسلمة ليست تابعاً للرجل كما يظنون ، وتقوم الدنيا هنا في إسبانيا ويتصدر انتخــاب أنبارو العنوا نات ، وتهرع وسائل الإعلام المختلفة بتسابق لإجراء المقابلات وبذلك خطونا خطوة دعوية لم تعهدها إسبانيا .

 وتبقى الأخت الداعية أنبارو وصويحبتها يصلنّ الليل بالنهار ، ويبقى المركــز الإسلامـي

الثقافي شعلة مضيئة في سماء بلنسية .