المنسف الغالي في البيت العالي
01آذار2008
أ.د/ جابر قميحة
من الشعر المبتسم
المنسف الغالي في البيت العالي
أ.د/
جابر قميحةمهداه للأخ الدكتور أبي مصعب: مفيد أبي عمشة زميلي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران بمناسبة وليمة أقامها في منزله كان "المنسف" الذي أذوقه لأول مرة هو الصنف الرئيسي فيها، وكان ذلك في مساء 14 من مايو 1997م:
تـقـولُ بـوجـه فـاض بـشـرًا وفرحة فـفـول وجـرجـيـر وصـحن بصارة وشـربـة عـدس مـن يـراهـا يـظنها وجـبـن قَـريـش غـير طرشي وعجّة فـقـلـت ذريـنـي الـيـوم يا أم ياسر وعـدسـك والـفـول الـمـدمس راعني فـحـتـام أبـقـى رهـن أكـل مـهمش ذريـنـيَ أسـعـى لـلـولـيـمـة إنـه أأسـتـبـدل الأدنـى بـمـا هـو خـيِّر وقـد ضـرب الله الـمـذلـة والـخـنـا بـعـدس وفـول بـعـد مـنٍّ وسـلـوة أيـتـركُ هـذا الـسـيـدُ الـفـذ جـهلة يـمـيـنًـا بـأنـا لـو فـعلنا لأصبحتْ فـلـمـا دعـانـي لـلـولـيمة صاحبي هـمـسـتُ "رعـاك الله ذرنـي مـخافة طـعـامُ الـرجـالِ الـزاهـديـن تطلعا فـقـالـ: "مـعـاذ الله صـبـرا فـإنني طـعـامـي إذا مـا فـيـس يـوما بغيره أقـدم صـنـفـا لـم تـذق قـط مـثـله فـقـلـت حـمـانـا الله فـالـنسف قاتلٌ و"مـقـلـوبـة" حـيـنـا، وحينا "مسخنٌ" مـن الـقـلـب والتسخين والنسف أصلها طـبـيـعـة إرهـاب سـرت لـطعامكم فـقـالـ: دع الـهـزل الـمنمق واستمع فـقـلـتـ: اعـذرنـي إنني اللحم عاشق خـبـيـر بـلـحـم الـضأن دون منازع ومـن لـم يـصـدق فـلـيـقـدم ذبيحة فـذا (بـيـت لـوح)، ذي (نفوس) رخية أبـا مـصـعـب مـا (منسف) أنت ذاكرٌ أقـولـ: فـصـفـه إن وصـفـك ممتع وأنـت وسـيـطـي فـي الزواج فكن لنا فـقـالـ: إلـيـك الوصف فهو كما ترى ثـلاثٌ مـن الـطـبقات فلي السبكِ واحدٌ تـرى "الإقـط" رواهـا لـذيـذًا مـلاطفا فـتـنـسـي وقـورَ الـقـوم كـل وقاره تـرى كـفـه فـي سـرعة الضوء لاتَني فـقـلـت "لـحـاكَ الله" أنـت قـصدتني وأي وقـارٍ نـافـع أو رزانـة أبـا مـصـعـف ذكـرتـنـا فـعل حاتم كـريـم عـفـيـف هـادئ الـطبع عالمٌ هـواه مـع الـقـدس الـشـريـف متيم فـقـيـه يـرى الـفـقـه الحقيقي مسلكًا وأن نـظـام الله ديـن ودولـة أكـلـنـا ويـبـقـى الـود خـير مجمع وبـالـحـب يـبـقـى الجمعُ كلا كواحدٍ وتـبـقـى قلوبُ الصحب بالصدق والتقى فــعـنـا جـزاك الله خـيـر جـزائـه | إلـيـك عـشـاء عـنـه يـعجز وطـعـمـيـة تـشـفـي العليل وتسعف مـذوب نـضـار بـاسـمها القلبُ يهتف يـحـيـط بـهـا أرز سـخين، وأرغف فـأكـلـك أعـيـانـي، وما زلت أضعف فـصـرت كـأنـي نـحـو حتفي أزحف وفـي قـيـد عـدس أو بـصارة أرسف؟ "أبـو مـصـعـب" الـفـذ المفيد المعرَّفُ ولـم يـغـن عـن لـحم الطناجر أرغف عـلـى آل إسـرائـيـل حـيـن تخلفوا وتـيـه تـولـى أمـرهـم وهو يعصفُ ونـهـرع نـحـو الـفولِ دومْما ونوجف لـنـا سـمـعـةٌ في القوم تزري وتكسفُ أبـو مـصـعـب الـغالي المفيدُ المعرفُ يـكـون طـعـامٌ مـثـلُ مـا أنا عارف إلـى مـتـع الأخـرى التي ليس توصف" عـرفـتـك سـمـحـا مـثلما كان أحنف لـكـان كـمـا قد قيس في الحسن يوسف هـو الـبـلسم الشافي من الجوع "منسف" يـدمـر مـا يـلـقـاه قـهرا .. ويجرفُ يـضـمُ إلـيـهـا في طعامك منسف[1]. فـهـل أنـت لـلأمـن الـموثق ناسفُ؟ فـعـانـقـت الأسـمـاء وهـي تـخوفُ فـإنـي أراك الـيـوم تـهـذي .. تخرفُ وأعـرف مـنـه كـيـف تـؤكـل أكتفُ بـذا "قـر" أصـحـاب لـنـا.. ومعارف لأشـرح أجـزاء لـهـا لـيـس يـعرفُ و (بـيـت كـلاوي) ثـم (قص) يشارف فـهـلا وصـفـت الـصنف، إياك تسرف ودمـت مـفـيـدًا مـثـلـما كنتُ أعرفُ صدوقًا بوصف الصنف والصدق منصف[2] رقـاق وأرز فـوقـه الـلـحـم أسـقفُ مـن سـحـرهـا تَـهـوي عيونٌ وآنفُ فـصـارتْ هـي الـسحرُ الحلالُ وألطفُ ويـصـبـحُ كـالـطاحون يفري ويقصف صُـعـودا هـبـوطـا وهي للحم تخطف بـوصـفـك هـذا بـيـد أنـك مُـنصف إذا مـا شـهـدنـا الـمـنسف الفذ يهتف وفـعـلـك عـن أصـلِ أصـيلٍ مكاشفُ ويـحـفـظ مـاء الـوجـه، والمال يتلف وبـالـمـسـجـد الأقـصى حفي ومدنفُ ومـنـهـج عـيـش في الدُّنى لا يحرفُ وعـلـم ومـنـهـاج وسـيف ومصحفُ يـؤلـفُ مـنـا خـيـرَ عـقـدٍ.. يؤلف أخــوةُ ديــن صــادقٍ لا تـحـرفَ عـلـى وتـرِ الـحـب الـمـخلد تعزف أبـا مـصـعـب فـالفعلُ للأصل كاشفُ | واصفُ
الظهران