عتاب
أ.د/ جابر قميحة |
د. انتصار شعير الإسكندرية ـ مصر |
كلمة إلى أستاذنا الدكتور جابر قميحة بمناسبة حفل تكريمه في 13 / 4 / 2010
أعتب على الكلمات التي عليّ تمنعت.
فمهما كتبت لن أستطيع أن أبلغ حقك ، أو أوفيك قدرك .
حايلتها .. ناديتها .. يا درة الكلمات أسعفيني , ومن هذا الشرف لا تحرميني .
ولما خرجت عن صمتها قالت : من أنتِ حتى تدركيني ؟؟!!
أمَّا هو . فهو فارسٌ طوعْتُ نفسي له راضية ، فصال وجال بي في المعاني ، وفي تكويني .
هو سيفٌ للحق في الميدان يأمرني فأطيع أمره ، وهذا يقيني .
حقاً وصدقاً صعبٌ على مثلي أن يكتب عن الأستاذ الدكتور : جابر قميحة .. والله إن هذا لشرفٌ كبيرٌ لي ، وتواضعٌ منه , ولا أنسى أبداً مدى السعادة التي غمرتني حين لفتت مقالاتي الصغيرة المتواضعة التي تعتبر مجرد رأي أستاذنا عالم اللغة العربية الكبير , فلكم شجعني ، وصحح لي أخطائي ، وأفادنى بموسوعة علمه الفياض . وحين تتعامل معه تدرك ــ من أول وهلة ــ أنك تتعامل مع عالمٌ إنسان وكأنه إنسانٌ ليس من هذا الزمان , إنسانٌ وضع الله له القبول في قلوب الناس , ينعم بجمال الروح ورهافة الحس ورقي الأخلاق , وتعرفه أكثر وأكثر من كتاباته الرائعة التي اختار لنفسه فيها طريق الحق ، ولسان الصدق ، ورقي التعبير ، ودقة المعاني ، والذوق الرفيع ، فإذا بهذه الكلمات تنفذ إلى القلوب والأذهان في سلاسةً ووضوح ، بأسلوبٍ سهلٍ يسير ، يفهمه العالم كما يفهمه البسطاء أمثالنا , بل تنتقل بك إلى حد الاستمتاع بالقراءة فضلاً عن تأثيرها القيم في النفس , كل ذلك لايمنع من الشعور بالهيبة : أنك تقرأ لعالمٍ عظيم .
وهكذا تعرفت على أستاذي جابر قميحة من خلال كلماته وكتاباته ومقالاته ، فأنا لم أتشرف بمقابلته حتى الآن ، ولكنه تربوي كريم ، بذر في حدائق المعروف أجمل البذور، ورعاها حق رعايتها ، ثم قطف منها أينع الثمار ، ألا وهي حب الناس .
أسأل الله تبارك وتعالى أن يضاعف أجر جهده ، وأن يجعله في ميزان حسناته .